(تحقيق أمنيه ) للمشاركات والراغبات بمجموعة التفريغ ...




المحــاضــرة الثـلاثــون :f: ~




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أحيكم في لقائنا وهو اللقاء الثلاثون من لقاءات مقرر مناهج الدعوة وهو الأخير في تلك اللقاءات نسأل الله تعالى أن يطرح فيها البركة والتوفيق والتسديد إنه ولي ذلك والقادر عليه
وحديثنا سيكون عن المحور الرابع والأخير من محاور هذا المقرر وهو المحور المتعلق بعوائق الاستفادة من المناهج الدعوية ويدخل تحت ذلك كما هو أمامكم في اللوحة المراد في تلك العوائق ثم ثمرة الحديث عن هذه العوائق ثم نبين عوائق الاستفادة من المناهج الدعوية وهي على نوعين : عوائق تتصف بتصميم وبناء المناهج الدعوية ويدخل ضمن ذلك انعدام الأساس العلمي الذي تبنى عليه المناهج الدعوية وهذا الغياب للأساس العلمي يتسبب في فسح المجال لآفات خطيرة من أهمها الظن والتقليد والهوى وهي من المعيقات الكبيرة التي تحول دون الاستفادة من المناهج الدعوية أيضاً يدخل تحت تلك العوائق المتعلقة بتصميم وبناء المناهج الدعوية الخلل في الأسس الثلاثة لبناء مناهج الدعوة وهي النص المتثبت منه وفقه النص والدليل المنسجم مع الدعوة خللاً يعني يخالف ما ذكرناه من طرائق تحقيق تلك الأسس لدينا نوع ثاني من العوائق التي تتصل بالداعية وهذه العوائق لها أو يدخل ضمنها ضعف تأثير الداعية باعتباره قدوة للمدعوين لماذا انتابه هذا الضعف ؟ سنبين ذلك إن شاء الله فإذا اعترى الداعية هذا الضعف فقد خاصيته كشخص يقتدى به وبالتالي لاقيمة بعد ذلك لمنهجنا الدعوي الذي يباشرهما المدعوين ولذلك يفقد هذا المنهج أثره وفائدته في حقه نذكر شيئاً من مظاهر وصور غياب القدوة لدى المدعو حتى نعرف كيف يتم ذلك .
طيب المراد بالعوائق العائق هو المانع أو الحائل الذي يحول بين الشيء وبين المراد منه ولذلك المراد من المناهج الدعوية حصول الإقناع لدى المدعو فإذا حيل بين المنهج الدعوي وبين اقتناع المدعو فقد حصل هناك عائق تسبب في تعطيل المنهج الدعوي وجعله يفقد خاصيته التأثيرية في المدعو فلا يقتنع هذا المدعو بما يلقي عليه إذن العائق هو المناع أو الحائل المانع أو الحائل هو الذي يفوت على الداعية تحقيق الأهداف وهي أهداف يسعى إليها تجاه المدعو وهي تنحصر كما قلنا أو تظهر كما ذكرنا في الإقناع وهو إقناع يؤدي بعد ذلك للتغيير في حال المدعو تغييراً يجعله يرتقي من السوء إلى الحسن ثم من الحسن إلى الأحسن يفوت على المدعو الانتفاع بما يخاطب به من مضمون الدعوة ولاشك أن ذلك صورة بليغة من صور الإضرار بالمدعو والإساءة إليه بسبب وجود تلك العوائق التي يجب أن ننتبه لها ونحترز منها ونحافظ على مناهجنا الدعوية بعيدة عن هذه العوائق الخطيرة لأنه سيضيع الجهد ويتبدد ما أنفق أو ما أنفقه الداعية على عمله الدعوي من وقت وجهد وخبرة وما إلى ذلك ولذلك إن الثمرة من حديثنا عن العوائق لفت نظرك أنت أيها الداعية وأنتي أيتها الداعية لفت نظر الجميع إلى أهمية الإتقان في تصميم وبناء المنهج الدعوي أهمية استقصاء ذلك في كل مراحل وأجزاء هذا المنهج هذه هي الثمرة المهمة التي تجعلنا حذرين ومحترزين من تلك العوائق حتى لا تعتري عملنا الدعوي فتضيع خاصية المناهج الدعوية في التأثير والإقناع سنذكر تلك العوائق وهي تتمثل في جانبين عوائق تتسم بتصميم وبناء المناهج الدعوية وعوائق لها علاقة بالداعية نفسه نشير في هذا المجال إلى النوع الأول وهو في العوائق التي لها صلة في تصميم وبنا مناهج الدعوة يدخل تحتها انعدام الأساس العلمي انعدام الأساس العلمي هذا الأساس إذا ضاع تسبب في ظهور آفات ثلاث خطيرة : أما الأولى منها فهو الظن والظن المراد به أنه يتردد بين المدح والذم يعني هناك ظن ممدوح وظنٌ مذموم غير جيد الظن / اسم لما يحصل عن إمارة فإن قويت تلك الإمارة أدت إلى العلم يعني الإنسان يظن أن هذا الشيء بتلك الصورة وظنه بناه على إمارة أو علامة أو دليل فإذا كانت هذه العلامة أو هذا الدليل قوي لاحظ أدى هذا الدليل أو تلك الإمارة إلى جعل الظن علماً ويقيناً وهذا هو الظن المحمود من هذا القبيل ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) هذا ظن يقيني انبنى على أمارة وعلامة جعلتهم يعتقدون جزماً أنهم سيلاقو ربهم ولذلك هذه صورة رفيعة من صور الظن المحمود أيضاً قال الله سبحانه وتعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) لكن إذا كان الدليل المقترن بالظن أو الأمارة ضعيف فحينئذ يكون الظن وهماً وليس علماً يكون وهم وتخيل وليس علم فلاحظ كيف أن الظن لدى الإنسان على مفترق مسارين مسار يأخذ به ليكون علماً ومسار يأخذ به فيكون وهماً وخيالاً إذا كانت إمارته أو دليله ضعيف وهزيل قال الله سبحانه وتعالى في هذا الجانب وهو الظن الوهمي (ألا يظن أولئك أنهم مبعثون) والظن من هذه الزاوية صار مذموماً غير محمود أيضاً لاحظ كيف أن الظن بتلك الصورة المحمودة يعني جاء ذكره في القرآن والسنة ليبين أن الظن هو شيء موجود في الإنسان لكن يبقى القدرة على توجيهه بالصورة الصحيحة التي تجعله محمود من خلال دعمه وعضده بالدليل والبرهان القوي قال الله سبحانه وتعالى (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم به من علم إنهم إلا يظنون ) يظنون ظناً وهمياً تخيلياً لا يقوم على أمارة ولا على دليل وهو خلاف العلم الذي أدى إليه الظن الذي قام على إمارة ودليل الظان لاحظ معي الظان يقدم عملاً بلا منهج والعالم قدم عملاً قام على أساس المنهج ومن ثم مدح القرآن العلم وذم الظن الذي ليس له دليل لاحظ معي أيها الداعية الكريم وأنتِ أيتها الداعية الكريمة ما رأيكم بالمنهج الدعوي الذي تم تصميمه وبناؤه على أمور ظنيه غير مدعومة ببرهان ولا إمارة قوية ولا دليل رسمي كيف أنه هذا المنهج سيكون غير علمي بل سيكون وهمي يعتقد الداعية أنه يحقق المطلوب لكنه لا يحقق المطلوب لذلك لاحظ أن الظن هو من الصور الرديئة لغياب الأساس العلمي في بناء مناهج الدعوة فإذا غاب هذا الأساس ظهرت هذه الفيروسات أو السلبيات التي تؤثر سلباً على الداعية في وجودة الظاهرة الثانية السيئة التي تنتج عن غياب الأساس العلمي وتمثل عائقاً يحول بين تحقيق مناهج الدعوة لأثرها في المدعو التقليد التقليد / هو العمل بقول الغير بلا حجة تقليد أعمى رأيت الناس يعملون شيئاً فعملته على دين الآباء الأجداد على دين شخص أنت معجب به لكن ليس هناك شيئاً من الأدلة تستند عليه حتى تقلد هذا الإنسان وهذا غير تقليد التقليد المحمود لرسول صلى الله عليه وسلم والذي نسميه الإتباع لأننا نتبع من لا ينطق عن الهوى ومن اقترنت صحة إتباعه بصحة قبول العمل مع الإخلاص أما التقليد الأعمى وضابطه أنك تقلد الآخرين بلا حجة وبلا دليل هذا السبيل هو طريق مذموم لكونه يصادم المنهج القويم يصادم المنهج الدعوي المؤثر بل إنه يربك هذا المنهج ويؤدي به إلى الضعف وعدم التأثير وهو يهز من مكانة الداعية ويجعل يعني ما يظهر به من أداء دعوي في صورة هذا المنهج الذي اختاره غير مقنع للمدعو غير مؤثر فيه وبذلك لا يهتم به ولا يحتذيه لاحظ الآن أنت أيها الداعية وأنت تقلد هذا التقليد الأعمى لاحظ أنك محسوب على الدعوة بل إنك توقع عن الله وعن رسوله صلى الله وعليه وسلم ولذلك فقد ذم القرآن الكريم المشركين لتمسكهم بما كان عليه الآباء والأجداد بلا حجة ولا سند قال الله سبحانه وتعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) وهل هذا دليل لمجرد أن الآباء كانوا على شيء فأخذوا به لاشك أن هذا تقليد أعمى ليس له حجة ولا دليل ولا برهان فيمثل عائق قوي من عوائق استفادة الناس مما يلقى عليهم من خلال المناهج الدعوية التي تبنى فيترتب على هذا العائق وجوداً وعدماً وجود الجودة أو عدم الجودة في المنهج الدعوي قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا ألا تظلموا )



فهذا هو التقليد المحمود الذي يأخذ بالصحيح المدلل عليه ويترك الشيء الرديء الخاطئ الذي لآدليل عليه..
لدينا أمر ثالث ينتج عن غياب الأساس العلمي ويمثل عائقآ آخر من عوآئق الأستفاده من المناهج الدعوية .. هذا الأمر هو الهوى ..
الهوى قال الرآغب الأصفهاني عنه " أنه سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة إلى الهاويه - والعياذ بالله - "
ومن جعل هواه إلهه فقد تردى لاشك في ذلك , ولذلك الهوى ليس معياراً للخطأ والصواب فالهوى يتأثر بالغريزه , بالحاجه , بالشهوه , بالشبهه , بأمور عديده بالمصلحه الخاصه ..
فليس هو الذي يهديك إلى طريق الحق والصواب .. وإذا ركنت له أنت أيها الداعيه فأنت قد أقمت عآئقاً كبيراً من عوائق إفادة المدعوين بمضمون الإسلام من خلال هذا المنهج الدعوي الرديء الذي ظهر وأثر فيه الهوى ..
الله - سبحانه وتعالى - ذمّ الهوى فقد قال - جل شأنه - : {أفرأيت من إتخذ إلهه هواه} وقال - سبحانه - : {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} أيضاً قال الله - سبحانه وتعالى - في آية أخرى : {ولو إتبع الحق أهوآئهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}
ولا شك أن هذا - وهو الهوى - من المزانق الخطيره التي تؤدي بمتبعيه إلى الداهيه في الدنيا والهاويه في الآخره كما قال الراغب الأصفهاني - رحمه الله - ..
يجب أن نشير في هذا الجانب إلى أنه ضرب من المستحيل أن نجد صاحب هوى يلتزم بالمنهج !
أكيد .. كيف تجمع بين المنهج المحكم الذي يقودك إلى الصحيح ويخالف هواك وتستجيب في نفس الوقت إلى هواك !
ولذلك صاحب الهوى هو أبعد مايكون عن الحق والصواب وأبعد عن المنهج العلمي الرصين الذي يؤدي إلى إجراءٍ دعويٍ مؤثر ..
العلم يعني الحق والحق يعني عمار الكون وهانحن قد رأينا في ماسبق من صريح القرآن الكريم في الآيات التي ذكرناها التي دلت على الفساد الذي يلحق بالكون بسبب إتباع الهوى ..
جآء في كلامٍ لإبن القيّم - رحمه الله - " إن فساد الدين إمّا أن يقع بالأعتقاد البآطل والتكلم به وهو الخوض فيما لايقوم على علم أو يقع في العمل بخلآف الحق والصواب وهو الإستمتاع بالخلآق .. " فالأول البدع والثاني إتباع الهوى وكلا الأمرين قادتا إلى هذا الفساد وهذا السوء في المصير ..
" هذآن الأمران - الكلآم مايزآل لإبن القيّم رحمه الله - هما أصل كل شر وفتنه وبلآء وبهما كُذبت الرسل .. " يعني كان هناك عائق بين فاعلية المنهج الدعوي وقابلية المدعوين إلى ذلك ولذلك كُذبت الرسل وهم يخاطبون أممهم ..
الخلآصه في ما يتعلق بالهوى والتقليد والظن هي طرق ذمهـآ الإسلام وبذلك لآتصلح أن تحمل الدعوه إلى المدعو .. لاتصلح أن يبنى منها منهج دعوي فهي مفسده ومعيقه لوصول مضمون الإسلام إلى النـآس ..
أيضاً لدينا الخلل في الأسس الثلآثه لبناء مناهج الدعوه .. وهذا من العوائق المهمه التي يجب أن ننتبه لها .. الخلل في أسس بناء مناهج الدعوه نحن قلنا عندنا الأساس الأول النص المتثبت منه ثم فقه النص الفقه الصحيح ثم تحقيق الدليل المنسجم مع الدعوه ..
وهذي ثلآثة أسس تكلمنا عن كل واحد منها بإستفاضه وعرفنا ماهيتها وطبيعتها وأيجابياتهـآ وعرفنا طرائق تحقيقها بالصوره الصحيحه وكيفيآت بنائها بالطريقه المحكمه إذا حصل خلل في هذه الأسس فنحن قد أوجدنا عائقاً يحول دون الإستفاده من المناهج الدعويه ..
لأن المنهج الدعوي يبنى من خلال هذه الأسس نص متثبت منه وفقه صحيح للنص والدليل المنسجم مع الدعوه فما قام بناؤه على نقص فهو ناقص وبالتالي لم يؤثر في المدعو فأوجدنا بذلك عائقاً من عوآئق الإستفاده من المناهج الدعويه ..
لدينا أيضاً عوائق تتصل بالداعيه نفسه والعوائق التي تتصل بالداعيه تكمن في تأثيره بإعتباره قدوه للمدعوين لأنه نموذج محتذى مثاليه يرى الناس وهم المدعوون فيها قدوه لأنها تمثل الصوره الصحيحه لما يجب أن تكون عليه حال المسلم ..
إذا ضعف هذا الجانب لدى الداعيه وقل تأثيره فيهم كقدوه فقد أوجد دون أن يدري عائقاً يحول بينه وبين المدعوين من مظاهر ذلك - وهي كثيره - مخالفة العمل للقول بأن يأتي الداعيه ويقول قولاً ويأمر الناس به ويحثهم عليه ويقول لهم إن ذلك هو مضمون الإسلام الذي يجب عليكم أن تأخذو به لكنه يأتي بعد ذلك فيخالفه فيرى الناس في سيرته ومسلكه أن الرجل يفعل كلآماً يخالف به القول الذي أمرهم به ..
ولذلك يترددون فيه ويخافون منه ولآيأخذون بكلامه الذي ساقه لهم من خلال المنهج الدعوي فأوجد بسبب هذا القصور وهذا التناقض عائقاً كبيراً من عوائق إستفادة المدعوين من المناهج الدعويه ..
أيضاً عدم الإلتزام بالقول وهذا يختلف عن مخالفة القول العمل ..
عدم الإلتزام بالقول أنه يقول شيئاً ولآ يفعله , يعد بأمر ولآ يحققه , أيضاً يزين للناس أموراً يبالغ فيها فيضن الناس أن هذه الآثار الحسنه ستأتيهم بناءً على كلام هذا الداعيه فيكتشفون أن كلامه غير دقيق وغير مطابق للواقع ..
ولذلك يجب أن يلتزم بالمصداقيه في مايطرحه على الناس .. وهذه صوره من صور التناقض في آدآء الداعيه ولذلك عليه أن يحرص من خلال إدخال المناهج الدعويه للصوره الصحيحه حتى لايخلق هذا العائق السيء الذي يجعل الناس ينفرون منه ولآ يعرجون على جهده مهما كان مبذولاً فيه من العمل والآدآء ..
الزلل - وهو رديف للمسأله السابقه - وهو يشكل عائق في الزلل في آدآء الداعيه وممارساته .. ربما يخطئ ربما يعصي ربما يباشر أمور فتجعله بمظهر الإنسان الذي يباشر الدعوه كقول فقط وكوظيفه فقط لكن يلحظون أن الرجل عنده قصور شديد بل عنده مباشره لبعض المنكرات ..
دعونا نفترض أنه لم يتكلم عن الزنا ولم يأمر بتركه لكنّه وقع فيه ولذلك هو لم يخالف قوله عمله لكنه وقع في زلل واضح باشره أمام الناس وقد عرفوا أو لم يعرفوا أن هذه صوره من الصور الرديئه التي تجعل هذا الدعايه في مجال الريبة والشك فيكون هناك عائق يجعلهم لايتقبلون منه فتفقد المناهج الدعويه فاعليتها بالتأثير بعد ذلك ..
من المظاهر التي تجعل الداعيه يفقد صورته كقدوه للناس مايتسم به من إستكبار ومن إنتصار النفس ومن الغرور ومن الإعتداد ومن تعالي على المدعوين وربما ينصب نفسه عليهم مصلحاً مرشداً وهم ضُلال وهو صالح وما إلى ذلك !
لآ .. يجب أن يكون هناك صوره من الوفاء والود والتناصح والأخوه فالبعض يكمل البعض وهذا الذي يجب أن يشعر به المدعو أثناء مخاطبة الداعيه له حتى لآ يكون هناك عائق يجعله ينصرف عنه ولا يتأثر بمناهجه الدعويه ..
هذه تقريباً كل مايتعلق بالعوائق التي تحول دون إستفادة المدعو من المناهج الدعويه ..
تكلمنا في درسنا هذا اليوم وفق ماهو مبين أمامكم عن المراد بالعوائق وثمرة الحديث عن هذه العوائق ثم ذكرنا عوائق الإستفاده من المناهج الدعويه وكان لدينا إثنان الأول منهما عوائق تتصل بتصميم وبناء المنهج الدعوي ودخل تحت ذلك إنعدام الأساس العلمي وإنعدامه تسبب في ظهور عائق الظن وعائق الهوى وعائق التقليد ..
ثم هناك عائق آخر له علاقه ببناء وتصميم المناهج الدعويه وهو الخلل في الأسس الثلاثه في بناء مناهج الدعوه ..
وآخيراً عوائق تتصل بالداعيه نفسه حين يضعف تأثيره على المدعوين بإعتبار أنهم ينظرون إليه إلى أنه مثال ونموذج وقدوه يصدرون عنه , ذكرنا شيئاً من مظاهر وصور غياب هذه القدوه ..
هذا كل مايتعلق بالمنهج ..
أذكر أخيراً بالمراجع التي يجب أن تعودوا إليها فهي تثري هذا المقرر وهي كتاب جامع بيان العلم وفضله لإبن عبد البر وكتاب المدخل إلى علم الدعوه لأبي الفتح بيانوني , يضاف إلى ذلك مجموعه من كتب التفسير والسنه تختار المناسب منها بحيث تختار مصنفين في التفسير ومصنفين في شروح السنه لتستعين بهما على فهم دلالة الآيآت والنصوص ذات العلاقه بالمناهج الدعويه ..
ونحن كما قلنا أن هذا أمر لآزم يجب أن يكون ضمن مكتبتك والرجوع إلى ذلك ..
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا ويسددنا ويجعلنا - إن شاء الله - من القادرين على إحكام العمل الدعوي من خلال بناء مناهجه الدعويه بالصوره الصحيحه نتعلم ذلك ونعلمه ونعمل به .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .. وآخر دعوآنـآ أن الحمد لله رب العآلمين ..

 





المحاضره الـ 28

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أحييكم ايها الأكارم في لقاءنا الثامن والعشرون من لقاءت مقرر المناهج والدعوة وحديثنا لايزال موصول حول المنهج العام وهو الحكمة سنتكلم في هذا اللقاء بمشيئة الله كم هو ظاهر أمامكم حول الأثار المترتبة على تطبيق المنهج العام الأثار المترتبة على تطبيق الحكمة اللي هي مراعاة أحوال المدعوين وهي أثآر لاتخلو من ثلاث حلات آثآر اذا كان المدعو مسلما وآثآر إذا كان المدعو غير مسلما وآثآر له علاقة اذا كان المدعو من الرافضين للحق ثم بعد ذلك نكون قد فرغنا من المنهج العام وندخل بعد ذلك في النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص وسنتكلم بمشيئة الله عن المراد به وأهم سماته ثم الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص ونموذج للمناهج الخاصة الآثآر المترتية على المنهج العام وهو الحكمة إن الوصول بالمدعو في ضوء حالته اللي عرفناه إلى أعلى إلى أعلى درجات الإصلاح والاستقامة من خلال المنهج الدعوي المحكم الذي نراعي به أحوال المخاطب الترقي بتلك الأحول من السيئ للحسن ومن السيئ للأحسن يعد الثمرة الذي ينالها الداعيه حين يتوفر في أدآئه ماتحتاجه وتستدعيه الحكمة من إجراء يناسب حال المدعو وواقعه يظهر هذا الأثر في المدعو مختلفا حسب التقيسيم التعليمي آثآر مترتبة على المنهج العام او مرعاة أحوال المدعوين إذا كان المدعو مسلما هاذي الحالة الأولى التي يظهر فيها الأثر اذا كان المدعو مسلما قد يكون متمسكا بدينه محافظا على فرائضه فيزداد ذلك لديه ويرتقي به المنهج الذي باشرته انت أيها الداعيه معه يرتقي بالدعو في درجات الإيمان والإستقامة قال الله سبحانه وتعالي ..( ويزيد الله الذين إهتدوا هدى ) .. وقال أيضا .. ( والذين إهتدوا زادهم هدى ) .. هذا الأمر لاشك ان أثره واضح في المسلم المستقيم فـ هو يتأثر كم يتأثر المنهج غير المستقيم فأثر المنهج الدعوي ولله الحمد على جميع الفئات مسلمين بدرجاتهم المختلقة وغير مسلمين بأصنافهم وواقعهم المتخلف فـ هذا المنهج المحكم لابد أن يأثر في كل هذه الفئات قد يكون المسلم عاصي معرض ليس كالسابق المنهج الدعوي سياسهم في رده للطاعه والإلتزام وذلك نوصله إلى رتية النوع السابق اللي هو المدعو المستقيم ويرتفي بعد ذلك في إستقامته ويحسن حاله إريد أن أقولكم لكم حاجه مهمه وهي ان الأثآر المترتبة على المنهج طالما ان المنهج هذا أحكم بنائه وروعي فيه ماذكرناه في الأمور العديده التي مرت في ثنايا هذا المقرر من أول محاظرة فيه فإذن هذا الأثر لا بد أن يحصل وهو إقتناع المدعو بما تطرحه إيها الداعيه عليه من مضمون طيب نسترسل في ذكري هاذي الأصناف .. النوع الثاني إذا المدعو غير مسلم فمن أثر الذي سيتركه فيه المنهج العام طبعا المرجو في حقه إن يترك كفره إلى توحيد الله ودخول الإسلام فإذا دخل في الإسلام فإذا دخل في الإسلام يكون كالصوت الأول فـ نرتقي به درجات الإسلام والإستقامة قال الله تعالى ..( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآئهم الظاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات إولئك اصحاب النار فيها خالدون ) .. وقال الله تعالى ..( رسول يتلوا عليكم آيآت الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) .. ولذلك أثر المنهج الدعوي في هذه الفئة واضح ومادخول ملايين الناس إلى السلام في الأزمنة والأمكنة المختلفة إلى دليل جلي في هذا الأثر لدينا قسم ثالث له علاقة بالأثر المترتب على هذا المنهج إذا كان المدعو من الرافضين للحق عنادا ومكابرة فإن الحكمة في دعوته متطالبات مراعاة أحواله لابد ان تترك أثر فيه هذا الأثر سيكمل في الصورة التالية أنت اذا خاطبت المدعو المعاند المشاكس بمنهج دعوي محكم راعية به أحواله المرعاة الصحيحة وفق الظوابط التي ذكرناها يقينا ان ستترك في نفسه حقا يصارع مافيه من الباطن يستوي في هذا الموقف من الدعوة المدعو للمسلم وغير المسلم لإن المدعو المسلم قد يكابر ويعاند في بعض المسائل المتلقة في بعض المسائل المتعلقة في بعض المعاصي طبعا هذا لاشك أنه سوف يخلف لديه تصدقين وتوبة إو إنه سوف يشك ويتعذب في هذا المضمون الصحيح الذي زرعته انت أيها الداعيه في داخله فآصار المضمونن المحق المزروع في المسلم المعاند يتصارع مع المضون الباظل ولا يرتاح المدعو إلى إذا ركن للمضمون الحق المضمون الجديد الذي دخله عقله فأذا لم يركن إليه ويستمر في عناده في هاذي فإنه مشكلته لايستطيع التخلص من المضمون الحق لإن المضمون الحق له القوة تجعله ينغرس في عقل وفكر هذا المخاطب فيزال تحت وطئة الصراع بينه وبين باطله وبين الحق الذي زرع فيه مرتاب متشدد إلى أن يكتب الله له الهدايه فيأخذ في هذا الأمر قال الله تعالي .. ( وجحدوا به وإستيقتها أنفسهم ظلما وغلوا ) .. وهذا حال كل من دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل وكل من دعاهم أي داعية وفق المنهج الصحيح سيتأثرون ويتنعون ولكن يستسلمون أو لا يستسلمون هاذي مسألة الثانية ولاكنهم يقينا سياعنون صراع الداخلي بين باطلهم وبين الحق الذي سقته له أيها الداعيه حتى يركنوا لهذا الحق ويرتاحو الوصول لتلك النتائج في حقي أولئك لا بد من حصوله بتوفيق الله إذا توافرت بجهد الداعية اذا توافرت في منهجه فيما يتطلبه المنهج العام من إتقان وقرايه هذه هي الإثار التي تترتب على ذلك وهي لاتخرج من واحد من الحالات الثلاث يكون المدعو مسلم أو يكون غير مسلم أو يكون من الرافضين الحق المعاندين لهم كلهم سيأثر حتما المهم ان يكون المنهج الدعوي متقن في تصميمه متقن في تنفيذه مبني على المراعاة الصحيحة لأحوال هذا المخاطب الان ندخل إلى النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص المنهج الخاص هو المراد به العملية الخاصة لاحظ العملية الخاصة ليس إجراء عاماُ كما جاء ذكر ذلك في المنهج العام التي يباشرها الداعية بصورة تناسب حال المدعو ليصل به إلى ما يهدف به وهذا المنهج له سمات وله خصائص من أهمها أنه لا يستمر مع كل المدعوين على اختلاف أحوالهم بنفس القدر فقد يناسب بعضهم وقد لا يناسب البعض الآخر وهذا طبيعي مثلا اللين والترغيب يصلح مع زيد المدعوين ولا يصلح مع الأمر هذا حالته تقتضي الترغيب وهذا حالته تقتضي الترغيب , الترهيب منه خاص والترغيب منهج خاص هاذي مسألة أو سمة من سمات المنهج الخاص فا أنت لا تعالج بالمهج الخاص الواحد مثل الترغيب جميع الحالات المدعوين ومشكلاتهم السمة الثانية هي أدق من السمة الأولى إن استخدام المنهج الخاص مع المدعو لايستمر مع المدعو في جميع الأوقات مع المدعو الواحد فقد يناسبه في وقت وقد لايناسبه في وقت آخر فآأنت عندك مدعو واحد استخدمت معه في إحدى مشلاكته الترغيب فـ بعد فترة من الفترات تغيرت أحواله فآأردت أن تعالج نفس المشكلة فليس بالضرورة ان الترغيب يصلح له مثل ماصلح معه في الماضي ربما تجد ان الترغيب أو الحزم هو الذي يصلح معه فكما ان المنهج الخاص يتغير من مدعو إلى مدعو فهو أيضا يتغير مع الموعدو الواحد في وقت إلى وقت ومن حال إلى حال فتعدد العلاجات الخاصة تتعد العمليات الدعوية الخاصه بتعدد أحوال الناس وبتعدد أحوال المدعو نفسه السمة الثالثة الداعية تبعا لذلك لايرتبط بالمنهج الخاص الواحد مع كل المدعوين فهو غير ملازم له في كل أحواله وله ان يتحول منهو إلى غيره تبعا لتغير حال المدعو وتبدله لاحظ معي حنا ذكر في سمات المنهج العام ان المنهج العام ملازم للداعية في كل أحواله سواء الدعوية ولا التعبدية في كل شؤون حياته هو يتفئ ظلال المنهج العام لكن المنهج الخاص لا لايلازمك دائما فـ مثلا عندنا المنهج الخاص اللي هو الترغيب هل دائما الترغيب معك دائما مع كل شي ومع كل مدعو لا يجب ان ترواح بين هاذي المناهج الخاصة وتبدل بينها حسب متطالبات الناس وأحواله أيضا جهد الداعية هاذي سمة هي الرابعة والأخيرة جهد الداعية في إختياره للمنهج الخاص يقوم على الإجتهاد من خلال الملائمة بين حال المدعو وبين المنهج التي يناسب تلك الحال هذا الإختيار يقوم بتحديد المنهج من بين المناهج الخاصة الموجودة لكن هل يستطيع ان يخرج لنا منهج دعوي خاصا جديدا ويبتكره الجواب لا فليس بوسع الداعية يعني ابتكار شي من ذلك لإن تلك المناهج أستوعبها القران الكريم والسنة النبوية المطهرة هي أشبه ماتكون المناهج التوقيفية والسبب في ذلك ان أحوال المدعوين قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة معلاجة كلها مهما جدت وتغيرت بتلك المنهاج التي بين أيدينا فليس هناك حال متوقعه للمدعو تطلب منهجا ليس موجود من المناهج الدعوية الموجودة لدينا وبناء على ذلك عندنا الموعضة الحسنة وبما يدخل من تحتها الترغيب وترهيب عندنا الحزم والشدة هاذي المناهج الدعوية الخاص هي التي يستطيع الداعية من خلالها ان يتعامل مع المدعوين باختلاف أحوالهم قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة إذا أنت دورك أيها الداعية بما يتعلق بالمنهج الخاص ينحصر في اختيار المنهج المناسب من بين المناهج الموجودة أمامك أما انك تسعى لابتكار منهج جديد الموجود في القران والسنة استوعب كل شي وهاذي مسألة ظاهرة باختلاف الوسائل الدعوية الوسائل الدعوية لا يزال أهل الدعوة يطورون ويبدعون في عهد الرسول مثل الخطبة والكتاب أو الرسالة بعدها ظهرت وسائل دعوية كثيرة ليست موجودة في زمن الرسول وهي صائغة شرعا بل محمودة ومطلوبة اذا الإبتكار في الوسائل وهوي إجتهادي اما في المناهج فليس هناك مجال لها لإن المجال التي في أيدينا مما جاء في القران والسنة مستوعب لكل شي ولا نستطيع حتى اذا أردنا ان نوجد منهج دعويا جديد ليس هناك شي إلى الموجود وهو ولله الحمد يستوعب كل شي طيب الان نتحدت عن الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص يمكننا إختصار هذه الصلة فيما يلي تقوم الصلة بين هاذين المنهجين على اعتماد الداعية في بنائة للمنهج الخاص على المنهج العام هو ينطلق من المههج العام في بنائه للمنهج الخاص يعنمد على المنهج العام حتى يتمكن في تصميم وبناء المنهج الخاص تبين ان المنهج العام لازم للداعية كما ذكرنا في كل أحواله هو يحتاجه في بناء نفسه ويحتاجه في تكوين مهارته كما يحتاجه في أحكام صلته في بالله تعالى ويحتاجه في إحكام صلته بالكون من حوله وبالناس فهو نظام الإسلام الشامل بـ من طوى عليه من عقيدة وشريعة وأخلاق ولذا ان المنهج الدعوي الخاص من الأمور المحكومة بما في المنهج العام سواء ع صعيد الاختيار أ وع صعيد التصيمم ثم التنفيذ لهذا المنهج الخاص إذا المنهج العام معين للداعية في منهجه الخاص وتكوينه وتحديد ملامحه وظبطة والمحافظة عليه في مساره الصحيح الذي يحقق هدفه المطلوب وهو يقنع المخاطبة وهاذي الصلة بين المنهجين وهي صلة متناغمة متطابقة ليس فيها نقص أو توتر يعني هي تيسير بـ إنسايبيه مع حياة المسلم على صعيد صلته بالله وعلى صعيد قيامه بالدعوة إلى الناس ليس المقام مقام ذكر جميع المناهج الخاصة لكننا سوف نختار شي منها ولكننا سوف نعرف نموذج من المناهج الخاصة شي من سماته ويقوم عليه ولذلك فقرتنا التالية هي نموذج من المناهج الخاصة من الأمثلة على المناهج الخاصة الموعضة الحسنة المجادلة التي بها أحسن الرفق واللين الشدة والحزم والقوة والترغيب والترهيب قال تعالي ( إدعوا إلى سيبل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) الموعضة الحسنة والمجادلة بما هي أحسن من المناهج الخاصة يؤيد ذلك هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة فلم يكون ملازم كما قلنا لأي من المناهج بصفته دائمه ومستمره مع جميع المدعوين يعني لم يكن الرسول يستخدم الجدال دائما يستخدمه في بعض المواضع التي تستدعيه أحول الناس إنما يراوح بينها ويتنقل بينها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يباشر الموعضة في بعض الأحول ويباشر المجادلة بما هي أحسن ويباشر الترغيب ويباشر الشدة في
أحول أخرى لم يكن واحد من تلك المناهج ملازم للرسول في كل أحواله سنختار الموعضة الحسنة باعتباره أحد المناهج الخاصة التي من خلالها سوف نبين المراد بالمنهج الخاص ومايدخل تحته من تقسيمات وسمات تطبقيه والآثار المترتبة عليه وماإلى ذلك الموعضة الحسنة يراد بها في اللغة حث الناس على لزوم أمر بواسطة النصح والوصية والتذكير بمحاسن الأخذ في هذا الأمر ومساؤ تركه لاحظ معي الموعضة الحسنة المراد بها حث الناس على لزوم أمر مع بواسطة نصح وصية تذكير بمحاسن بمزايا هذا الشي تذكير بمساؤ وسلبيات ترك هذا الشي الذي نحث الناس عليه أما في الإصطلاح فقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله بإنها أمر ونهي بترغيب وترهيب قال تعالى ( يعضكم أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) .. سوف نبين تفصيلات ذلك إن شاء الله في لقاءنا القادم , حيث سنكتفي بهذا القدر مما ذكرناه في تلك الحلقة كما يظهر امامكم على الآثآر المترتبة على تطبيق المنهج العام إذا كان المدعو مسلما أو غير مسلما ثم تكلمنا عن المناهج الدعوية وهو المنهج الخاصة بينا المراد به وسوف نكمل حديثنا في لقاءنا القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 





المحاضره الـ 28

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أحييكم ايها الأكارم في لقاءنا الثامن والعشرون من لقاءت مقرر المناهج والدعوة وحديثنا لايزال موصول حول المنهج العام وهو الحكمة سنتكلم في هذا اللقاء بمشيئة الله كم هو ظاهر أمامكم حول الأثار المترتبة على تطبيق المنهج العام الأثار المترتبة على تطبيق الحكمة اللي هي مراعاة أحوال المدعوين وهي أثآر لاتخلو من ثلاث حلات آثآر اذا كان المدعو مسلما وآثآر إذا كان المدعو غير مسلما وآثآر له علاقة اذا كان المدعو من الرافضين للحق ثم بعد ذلك نكون قد فرغنا من المنهج العام وندخل بعد ذلك في النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص وسنتكلم بمشيئة الله عن المراد به وأهم سماته ثم الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص ونموذج للمناهج الخاصة الآثآر المترتية على المنهج العام وهو الحكمة إن الوصول بالمدعو في ضوء حالته اللي عرفناه إلى أعلى إلى أعلى درجات الإصلاح والاستقامة من خلال المنهج الدعوي المحكم الذي نراعي به أحوال المخاطب الترقي بتلك الأحول من السيئ للحسن ومن السيئ للأحسن يعد الثمرة الذي ينالها الداعيه حين يتوفر في أدآئه ماتحتاجه وتستدعيه الحكمة من إجراء يناسب حال المدعو وواقعه يظهر هذا الأثر في المدعو مختلفا حسب التقيسيم التعليمي آثآر مترتبة على المنهج العام او مرعاة أحوال المدعوين إذا كان المدعو مسلما هاذي الحالة الأولى التي يظهر فيها الأثر اذا كان المدعو مسلما قد يكون متمسكا بدينه محافظا على فرائضه فيزداد ذلك لديه ويرتقي به المنهج الذي باشرته انت أيها الداعيه معه يرتقي بالدعو في درجات الإيمان والإستقامة قال الله سبحانه وتعالي ..( ويزيد الله الذين إهتدوا هدى ) .. وقال أيضا .. ( والذين إهتدوا زادهم هدى ) .. هذا الأمر لاشك ان أثره واضح في المسلم المستقيم فـ هو يتأثر كم يتأثر المنهج غير المستقيم فأثر المنهج الدعوي ولله الحمد على جميع الفئات مسلمين بدرجاتهم المختلقة وغير مسلمين بأصنافهم وواقعهم المتخلف فـ هذا المنهج المحكم لابد أن يأثر في كل هذه الفئات قد يكون المسلم عاصي معرض ليس كالسابق المنهج الدعوي سياسهم في رده للطاعه والإلتزام وذلك نوصله إلى رتية النوع السابق اللي هو المدعو المستقيم ويرتفي بعد ذلك في إستقامته ويحسن حاله إريد أن أقولكم لكم حاجه مهمه وهي ان الأثآر المترتبة على المنهج طالما ان المنهج هذا أحكم بنائه وروعي فيه ماذكرناه في الأمور العديده التي مرت في ثنايا هذا المقرر من أول محاظرة فيه فإذن هذا الأثر لا بد أن يحصل وهو إقتناع المدعو بما تطرحه إيها الداعيه عليه من مضمون طيب نسترسل في ذكري هاذي الأصناف .. النوع الثاني إذا المدعو غير مسلم فمن أثر الذي سيتركه فيه المنهج العام طبعا المرجو في حقه إن يترك كفره إلى توحيد الله ودخول الإسلام فإذا دخل في الإسلام فإذا دخل في الإسلام يكون كالصوت الأول فـ نرتقي به درجات الإسلام والإستقامة قال الله تعالى ..( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآئهم الظاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات إولئك اصحاب النار فيها خالدون ) .. وقال الله تعالى ..( رسول يتلوا عليكم آيآت الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) .. ولذلك أثر المنهج الدعوي في هذه الفئة واضح ومادخول ملايين الناس إلى السلام في الأزمنة والأمكنة المختلفة إلى دليل جلي في هذا الأثر لدينا قسم ثالث له علاقة بالأثر المترتب على هذا المنهج إذا كان المدعو من الرافضين للحق عنادا ومكابرة فإن الحكمة في دعوته متطالبات مراعاة أحواله لابد ان تترك أثر فيه هذا الأثر سيكمل في الصورة التالية أنت اذا خاطبت المدعو المعاند المشاكس بمنهج دعوي محكم راعية به أحواله المرعاة الصحيحة وفق الظوابط التي ذكرناها يقينا ان ستترك في نفسه حقا يصارع مافيه من الباطن يستوي في هذا الموقف من الدعوة المدعو للمسلم وغير المسلم لإن المدعو المسلم قد يكابر ويعاند في بعض المسائل المتلقة في بعض المسائل المتعلقة في بعض المعاصي طبعا هذا لاشك أنه سوف يخلف لديه تصدقين وتوبة إو إنه سوف يشك ويتعذب في هذا المضمون الصحيح الذي زرعته انت أيها الداعيه في داخله فآصار المضمونن المحق المزروع في المسلم المعاند يتصارع مع المضون الباظل ولا يرتاح المدعو إلى إذا ركن للمضمون الحق المضمون الجديد الذي دخله عقله فأذا لم يركن إليه ويستمر في عناده في هاذي فإنه مشكلته لايستطيع التخلص من المضمون الحق لإن المضمون الحق له القوة تجعله ينغرس في عقل وفكر هذا المخاطب فيزال تحت وطئة الصراع بينه وبين باطله وبين الحق الذي زرع فيه مرتاب متشدد إلى أن يكتب الله له الهدايه فيأخذ في هذا الأمر قال الله تعالي .. ( وجحدوا به وإستيقتها أنفسهم ظلما وغلوا ) .. وهذا حال كل من دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل وكل من دعاهم أي داعية وفق المنهج الصحيح سيتأثرون ويتنعون ولكن يستسلمون أو لا يستسلمون هاذي مسألة الثانية ولاكنهم يقينا سياعنون صراع الداخلي بين باطلهم وبين الحق الذي سقته له أيها الداعيه حتى يركنوا لهذا الحق ويرتاحو الوصول لتلك النتائج في حقي أولئك لا بد من حصوله بتوفيق الله إذا توافرت بجهد الداعية اذا توافرت في منهجه فيما يتطلبه المنهج العام من إتقان وقرايه هذه هي الإثار التي تترتب على ذلك وهي لاتخرج من واحد من الحالات الثلاث يكون المدعو مسلم أو يكون غير مسلم أو يكون من الرافضين الحق المعاندين لهم كلهم سيأثر حتما المهم ان يكون المنهج الدعوي متقن في تصميمه متقن في تنفيذه مبني على المراعاة الصحيحة لأحوال هذا المخاطب الان ندخل إلى النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص المنهج الخاص هو المراد به العملية الخاصة لاحظ العملية الخاصة ليس إجراء عاماُ كما جاء ذكر ذلك في المنهج العام التي يباشرها الداعية بصورة تناسب حال المدعو ليصل به إلى ما يهدف به وهذا المنهج له سمات وله خصائص من أهمها أنه لا يستمر مع كل المدعوين على اختلاف أحوالهم بنفس القدر فقد يناسب بعضهم وقد لا يناسب البعض الآخر وهذا طبيعي مثلا اللين والترغيب يصلح مع زيد المدعوين ولا يصلح مع الأمر هذا حالته تقتضي الترغيب وهذا حالته تقتضي الترغيب , الترهيب منه خاص والترغيب منهج خاص هاذي مسألة أو سمة من سمات المنهج الخاص فا أنت لا تعالج بالمهج الخاص الواحد مثل الترغيب جميع الحالات المدعوين ومشكلاتهم السمة الثانية هي أدق من السمة الأولى إن استخدام المنهج الخاص مع المدعو لايستمر مع المدعو في جميع الأوقات مع المدعو الواحد فقد يناسبه في وقت وقد لايناسبه في وقت آخر فآأنت عندك مدعو واحد استخدمت معه في إحدى مشلاكته الترغيب فـ بعد فترة من الفترات تغيرت أحواله فآأردت أن تعالج نفس المشكلة فليس بالضرورة ان الترغيب يصلح له مثل ماصلح معه في الماضي ربما تجد ان الترغيب أو الحزم هو الذي يصلح معه فكما ان المنهج الخاص يتغير من مدعو إلى مدعو فهو أيضا يتغير مع الموعدو الواحد في وقت إلى وقت ومن حال إلى حال فتعدد العلاجات الخاصة تتعد العمليات الدعوية الخاصه بتعدد أحوال الناس وبتعدد أحوال المدعو نفسه السمة الثالثة الداعية تبعا لذلك لايرتبط بالمنهج الخاص الواحد مع كل المدعوين فهو غير ملازم له في كل أحواله وله ان يتحول منهو إلى غيره تبعا لتغير حال المدعو وتبدله لاحظ معي حنا ذكر في سمات المنهج العام ان المنهج العام ملازم للداعية في كل أحواله سواء الدعوية ولا التعبدية في كل شؤون حياته هو يتفئ ظلال المنهج العام لكن المنهج الخاص لا لايلازمك دائما فـ مثلا عندنا المنهج الخاص اللي هو الترغيب هل دائما الترغيب معك دائما مع كل شي ومع كل مدعو لا يجب ان ترواح بين هاذي المناهج الخاصة وتبدل بينها حسب متطالبات الناس وأحواله أيضا جهد الداعية هاذي سمة هي الرابعة والأخيرة جهد الداعية في إختياره للمنهج الخاص يقوم على الإجتهاد من خلال الملائمة بين حال المدعو وبين المنهج التي يناسب تلك الحال هذا الإختيار يقوم بتحديد المنهج من بين المناهج الخاصة الموجودة لكن هل يستطيع ان يخرج لنا منهج دعوي خاصا جديدا ويبتكره الجواب لا فليس بوسع الداعية يعني ابتكار شي من ذلك لإن تلك المناهج أستوعبها القران الكريم والسنة النبوية المطهرة هي أشبه ماتكون المناهج التوقيفية والسبب في ذلك ان أحوال المدعوين قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة معلاجة كلها مهما جدت وتغيرت بتلك المنهاج التي بين أيدينا فليس هناك حال متوقعه للمدعو تطلب منهجا ليس موجود من المناهج الدعوية الموجودة لدينا وبناء على ذلك عندنا الموعضة الحسنة وبما يدخل من تحتها الترغيب وترهيب عندنا الحزم والشدة هاذي المناهج الدعوية الخاص هي التي يستطيع الداعية من خلالها ان يتعامل مع المدعوين باختلاف أحوالهم قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة إذا أنت دورك أيها الداعية بما يتعلق بالمنهج الخاص ينحصر في اختيار المنهج المناسب من بين المناهج الموجودة أمامك أما انك تسعى لابتكار منهج جديد الموجود في القران والسنة استوعب كل شي وهاذي مسألة ظاهرة باختلاف الوسائل الدعوية الوسائل الدعوية لا يزال أهل الدعوة يطورون ويبدعون في عهد الرسول مثل الخطبة والكتاب أو الرسالة بعدها ظهرت وسائل دعوية كثيرة ليست موجودة في زمن الرسول وهي صائغة شرعا بل محمودة ومطلوبة اذا الإبتكار في الوسائل وهوي إجتهادي اما في المناهج فليس هناك مجال لها لإن المجال التي في أيدينا مما جاء في القران والسنة مستوعب لكل شي ولا نستطيع حتى اذا أردنا ان نوجد منهج دعويا جديد ليس هناك شي إلى الموجود وهو ولله الحمد يستوعب كل شي طيب الان نتحدت عن الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص يمكننا إختصار هذه الصلة فيما يلي تقوم الصلة بين هاذين المنهجين على اعتماد الداعية في بنائة للمنهج الخاص على المنهج العام هو ينطلق من المههج العام في بنائه للمنهج الخاص يعنمد على المنهج العام حتى يتمكن في تصميم وبناء المنهج الخاص تبين ان المنهج العام لازم للداعية كما ذكرنا في كل أحواله هو يحتاجه في بناء نفسه ويحتاجه في تكوين مهارته كما يحتاجه في أحكام صلته في بالله تعالى ويحتاجه في إحكام صلته بالكون من حوله وبالناس فهو نظام الإسلام الشامل بـ من طوى عليه من عقيدة وشريعة وأخلاق ولذا ان المنهج الدعوي الخاص من الأمور المحكومة بما في المنهج العام سواء ع صعيد الاختيار أ وع صعيد التصيمم ثم التنفيذ لهذا المنهج الخاص إذا المنهج العام معين للداعية في منهجه الخاص وتكوينه وتحديد ملامحه وظبطة والمحافظة عليه في مساره الصحيح الذي يحقق هدفه المطلوب وهو يقنع المخاطبة وهاذي الصلة بين المنهجين وهي صلة متناغمة متطابقة ليس فيها نقص أو توتر يعني هي تيسير بـ إنسايبيه مع حياة المسلم على صعيد صلته بالله وعلى صعيد قيامه بالدعوة إلى الناس ليس المقام مقام ذكر جميع المناهج الخاصة لكننا سوف نختار شي منها ولكننا سوف نعرف نموذج من المناهج الخاصة شي من سماته ويقوم عليه ولذلك فقرتنا التالية هي نموذج من المناهج الخاصة من الأمثلة على المناهج الخاصة الموعضة الحسنة المجادلة التي بها أحسن الرفق واللين الشدة والحزم والقوة والترغيب والترهيب قال تعالي ( إدعوا إلى سيبل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) الموعضة الحسنة والمجادلة بما هي أحسن من المناهج الخاصة يؤيد ذلك هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة فلم يكون ملازم كما قلنا لأي من المناهج بصفته دائمه ومستمره مع جميع المدعوين يعني لم يكن الرسول يستخدم الجدال دائما يستخدمه في بعض المواضع التي تستدعيه أحول الناس إنما يراوح بينها ويتنقل بينها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يباشر الموعضة في بعض الأحول ويباشر المجادلة بما هي أحسن ويباشر الترغيب ويباشر الشدة في
أحول أخرى لم يكن واحد من تلك المناهج ملازم للرسول في كل أحواله سنختار الموعضة الحسنة باعتباره أحد المناهج الخاصة التي من خلالها سوف نبين المراد بالمنهج الخاص ومايدخل تحته من تقسيمات وسمات تطبقيه والآثار المترتبة عليه وماإلى ذلك الموعضة الحسنة يراد بها في اللغة حث الناس على لزوم أمر بواسطة النصح والوصية والتذكير بمحاسن الأخذ في هذا الأمر ومساؤ تركه لاحظ معي الموعضة الحسنة المراد بها حث الناس على لزوم أمر مع بواسطة نصح وصية تذكير بمحاسن بمزايا هذا الشي تذكير بمساؤ وسلبيات ترك هذا الشي الذي نحث الناس عليه أما في الإصطلاح فقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله بإنها أمر ونهي بترغيب وترهيب قال تعالى ( يعضكم أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) .. سوف نبين تفصيلات ذلك إن شاء الله في لقاءنا القادم , حيث سنكتفي بهذا القدر مما ذكرناه في تلك الحلقة كما يظهر امامكم على الآثآر المترتبة على تطبيق المنهج العام إذا كان المدعو مسلما أو غير مسلما ثم تكلمنا عن المناهج الدعوية وهو المنهج الخاصة بينا المراد به وسوف نكمل حديثنا في لقاءنا القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 


المحاضره الـ 28

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أحييكم ايها الأكارم في لقاءنا الثامن والعشرون من لقاءت مقرر المناهج والدعوة وحديثنا لايزال موصول حول المنهج العام وهو الحكمة سنتكلم في هذا اللقاء بمشيئة الله كم هو ظاهر أمامكم حول الأثار المترتبة على تطبيق المنهج العام الأثار المترتبة على تطبيق الحكمة اللي هي مراعاة أحوال المدعوين وهي أثآر لاتخلو من ثلاث حلات آثآر اذا كان المدعو مسلما وآثآر إذا كان المدعو غير مسلما وآثآر له علاقة اذا كان المدعو من الرافضين للحق ثم بعد ذلك نكون قد فرغنا من المنهج العام وندخل بعد ذلك في النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص وسنتكلم بمشيئة الله عن المراد به وأهم سماته ثم الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص ونموذج للمناهج الخاصة الآثآر المترتية على المنهج العام وهو الحكمة إن الوصول بالمدعو في ضوء حالته اللي عرفناه إلى أعلى إلى أعلى درجات الإصلاح والاستقامة من خلال المنهج الدعوي المحكم الذي نراعي به أحوال المخاطب الترقي بتلك الأحول من السيئ للحسن ومن السيئ للأحسن يعد الثمرة الذي ينالها الداعيه حين يتوفر في أدآئه ماتحتاجه وتستدعيه الحكمة من إجراء يناسب حال المدعو وواقعه يظهر هذا الأثر في المدعو مختلفا حسب التقيسيم التعليمي آثآر مترتبة على المنهج العام او مرعاة أحوال المدعوين إذا كان المدعو مسلما هاذي الحالة الأولى التي يظهر فيها الأثر اذا كان المدعو مسلما قد يكون متمسكا بدينه محافظا على فرائضه فيزداد ذلك لديه ويرتقي به المنهج الذي باشرته انت أيها الداعيه معه يرتقي بالدعو في درجات الإيمان والإستقامة قال الله سبحانه وتعالي ..( ويزيد الله الذين إهتدوا هدى ) .. وقال أيضا .. ( والذين إهتدوا زادهم هدى ) .. هذا الأمر لاشك ان أثره واضح في المسلم المستقيم فـ هو يتأثر كم يتأثر المنهج غير المستقيم فأثر المنهج الدعوي ولله الحمد على جميع الفئات مسلمين بدرجاتهم المختلقة وغير مسلمين بأصنافهم وواقعهم المتخلف فـ هذا المنهج المحكم لابد أن يأثر في كل هذه الفئات قد يكون المسلم عاصي معرض ليس كالسابق المنهج الدعوي سياسهم في رده للطاعه والإلتزام وذلك نوصله إلى رتية النوع السابق اللي هو المدعو المستقيم ويرتفي بعد ذلك في إستقامته ويحسن حاله إريد أن أقولكم لكم حاجه مهمه وهي ان الأثآر المترتبة على المنهج طالما ان المنهج هذا أحكم بنائه وروعي فيه ماذكرناه في الأمور العديده التي مرت في ثنايا هذا المقرر من أول محاظرة فيه فإذن هذا الأثر لا بد أن يحصل وهو إقتناع المدعو بما تطرحه إيها الداعيه عليه من مضمون طيب نسترسل في ذكري هاذي الأصناف .. النوع الثاني إذا المدعو غير مسلم فمن أثر الذي سيتركه فيه المنهج العام طبعا المرجو في حقه إن يترك كفره إلى توحيد الله ودخول الإسلام فإذا دخل في الإسلام فإذا دخل في الإسلام يكون كالصوت الأول فـ نرتقي به درجات الإسلام والإستقامة قال الله تعالى ..( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليآئهم الظاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات إولئك اصحاب النار فيها خالدون ) .. وقال الله تعالى ..( رسول يتلوا عليكم آيآت الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) .. ولذلك أثر المنهج الدعوي في هذه الفئة واضح ومادخول ملايين الناس إلى السلام في الأزمنة والأمكنة المختلفة إلى دليل جلي في هذا الأثر لدينا قسم ثالث له علاقة بالأثر المترتب على هذا المنهج إذا كان المدعو من الرافضين للحق عنادا ومكابرة فإن الحكمة في دعوته متطالبات مراعاة أحواله لابد ان تترك أثر فيه هذا الأثر سيكمل في الصورة التالية أنت اذا خاطبت المدعو المعاند المشاكس بمنهج دعوي محكم راعية به أحواله المرعاة الصحيحة وفق الظوابط التي ذكرناها يقينا ان ستترك في نفسه حقا يصارع مافيه من الباطن يستوي في هذا الموقف من الدعوة المدعو للمسلم وغير المسلم لإن المدعو المسلم قد يكابر ويعاند في بعض المسائل المتلقة في بعض المسائل المتعلقة في بعض المعاصي طبعا هذا لاشك أنه سوف يخلف لديه تصدقين وتوبة إو إنه سوف يشك ويتعذب في هذا المضمون الصحيح الذي زرعته انت أيها الداعيه في داخله فآصار المضمونن المحق المزروع في المسلم المعاند يتصارع مع المضون الباظل ولا يرتاح المدعو إلى إذا ركن للمضمون الحق المضمون الجديد الذي دخله عقله فأذا لم يركن إليه ويستمر في عناده في هاذي فإنه مشكلته لايستطيع التخلص من المضمون الحق لإن المضمون الحق له القوة تجعله ينغرس في عقل وفكر هذا المخاطب فيزال تحت وطئة الصراع بينه وبين باطله وبين الحق الذي زرع فيه مرتاب متشدد إلى أن يكتب الله له الهدايه فيأخذ في هذا الأمر قال الله تعالي .. ( وجحدوا به وإستيقتها أنفسهم ظلما وغلوا ) .. وهذا حال كل من دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بل وكل من دعاهم أي داعية وفق المنهج الصحيح سيتأثرون ويتنعون ولكن يستسلمون أو لا يستسلمون هاذي مسألة الثانية ولاكنهم يقينا سياعنون صراع الداخلي بين باطلهم وبين الحق الذي سقته له أيها الداعيه حتى يركنوا لهذا الحق ويرتاحو الوصول لتلك النتائج في حقي أولئك لا بد من حصوله بتوفيق الله إذا توافرت بجهد الداعية اذا توافرت في منهجه فيما يتطلبه المنهج العام من إتقان وقرايه هذه هي الإثار التي تترتب على ذلك وهي لاتخرج من واحد من الحالات الثلاث يكون المدعو مسلم أو يكون غير مسلم أو يكون من الرافضين الحق المعاندين لهم كلهم سيأثر حتما المهم ان يكون المنهج الدعوي متقن في تصميمه متقن في تنفيذه مبني على المراعاة الصحيحة لأحوال هذا المخاطب الان ندخل إلى النوع الثاني من المناهج الدعوية وهو المنهج الخاص المنهج الخاص هو المراد به العملية الخاصة لاحظ العملية الخاصة ليس إجراء عاماُ كما جاء ذكر ذلك في المنهج العام التي يباشرها الداعية بصورة تناسب حال المدعو ليصل به إلى ما يهدف به وهذا المنهج له سمات وله خصائص من أهمها أنه لا يستمر مع كل المدعوين على اختلاف أحوالهم بنفس القدر فقد يناسب بعضهم وقد لا يناسب البعض الآخر وهذا طبيعي مثلا اللين والترغيب يصلح مع زيد المدعوين ولا يصلح مع الأمر هذا حالته تقتضي الترغيب وهذا حالته تقتضي الترغيب , الترهيب منه خاص والترغيب منهج خاص هاذي مسألة أو سمة من سمات المنهج الخاص فا أنت لا تعالج بالمهج الخاص الواحد مثل الترغيب جميع الحالات المدعوين ومشكلاتهم السمة الثانية هي أدق من السمة الأولى إن استخدام المنهج الخاص مع المدعو لايستمر مع المدعو في جميع الأوقات مع المدعو الواحد فقد يناسبه في وقت وقد لايناسبه في وقت آخر فآأنت عندك مدعو واحد استخدمت معه في إحدى مشلاكته الترغيب فـ بعد فترة من الفترات تغيرت أحواله فآأردت أن تعالج نفس المشكلة فليس بالضرورة ان الترغيب يصلح له مثل ماصلح معه في الماضي ربما تجد ان الترغيب أو الحزم هو الذي يصلح معه فكما ان المنهج الخاص يتغير من مدعو إلى مدعو فهو أيضا يتغير مع الموعدو الواحد في وقت إلى وقت ومن حال إلى حال فتعدد العلاجات الخاصة تتعد العمليات الدعوية الخاصه بتعدد أحوال الناس وبتعدد أحوال المدعو نفسه السمة الثالثة الداعية تبعا لذلك لايرتبط بالمنهج الخاص الواحد مع كل المدعوين فهو غير ملازم له في كل أحواله وله ان يتحول منهو إلى غيره تبعا لتغير حال المدعو وتبدله لاحظ معي حنا ذكر في سمات المنهج العام ان المنهج العام ملازم للداعية في كل أحواله سواء الدعوية ولا التعبدية في كل شؤون حياته هو يتفئ ظلال المنهج العام لكن المنهج الخاص لا لايلازمك دائما فـ مثلا عندنا المنهج الخاص اللي هو الترغيب هل دائما الترغيب معك دائما مع كل شي ومع كل مدعو لا يجب ان ترواح بين هاذي المناهج الخاصة وتبدل بينها حسب متطالبات الناس وأحواله أيضا جهد الداعية هاذي سمة هي الرابعة والأخيرة جهد الداعية في إختياره للمنهج الخاص يقوم على الإجتهاد من خلال الملائمة بين حال المدعو وبين المنهج التي يناسب تلك الحال هذا الإختيار يقوم بتحديد المنهج من بين المناهج الخاصة الموجودة لكن هل يستطيع ان يخرج لنا منهج دعوي خاصا جديدا ويبتكره الجواب لا فليس بوسع الداعية يعني ابتكار شي من ذلك لإن تلك المناهج أستوعبها القران الكريم والسنة النبوية المطهرة هي أشبه ماتكون المناهج التوقيفية والسبب في ذلك ان أحوال المدعوين قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة معلاجة كلها مهما جدت وتغيرت بتلك المنهاج التي بين أيدينا فليس هناك حال متوقعه للمدعو تطلب منهجا ليس موجود من المناهج الدعوية الموجودة لدينا وبناء على ذلك عندنا الموعضة الحسنة وبما يدخل من تحتها الترغيب وترهيب عندنا الحزم والشدة هاذي المناهج الدعوية الخاص هي التي يستطيع الداعية من خلالها ان يتعامل مع المدعوين باختلاف أحوالهم قديما وحاظرا ومستقبلا إلى قيام الساعة إذا أنت دورك أيها الداعية بما يتعلق بالمنهج الخاص ينحصر في اختيار المنهج المناسب من بين المناهج الموجودة أمامك أما انك تسعى لابتكار منهج جديد الموجود في القران والسنة استوعب كل شي وهاذي مسألة ظاهرة باختلاف الوسائل الدعوية الوسائل الدعوية لا يزال أهل الدعوة يطورون ويبدعون في عهد الرسول مثل الخطبة والكتاب أو الرسالة بعدها ظهرت وسائل دعوية كثيرة ليست موجودة في زمن الرسول وهي صائغة شرعا بل محمودة ومطلوبة اذا الإبتكار في الوسائل وهوي إجتهادي اما في المناهج فليس هناك مجال لها لإن المجال التي في أيدينا مما جاء في القران والسنة مستوعب لكل شي ولا نستطيع حتى اذا أردنا ان نوجد منهج دعويا جديد ليس هناك شي إلى الموجود وهو ولله الحمد يستوعب كل شي طيب الان نتحدت عن الصلة بين المنهج العام وبين المنهج الخاص يمكننا إختصار هذه الصلة فيما يلي تقوم الصلة بين هاذين المنهجين على اعتماد الداعية في بنائة للمنهج الخاص على المنهج العام هو ينطلق من المههج العام في بنائه للمنهج الخاص يعنمد على المنهج العام حتى يتمكن في تصميم وبناء المنهج الخاص تبين ان المنهج العام لازم للداعية كما ذكرنا في كل أحواله هو يحتاجه في بناء نفسه ويحتاجه في تكوين مهارته كما يحتاجه في أحكام صلته في بالله تعالى ويحتاجه في إحكام صلته بالكون من حوله وبالناس فهو نظام الإسلام الشامل بـ من طوى عليه من عقيدة وشريعة وأخلاق ولذا ان المنهج الدعوي الخاص من الأمور المحكومة بما في المنهج العام سواء ع صعيد الاختيار أ وع صعيد التصيمم ثم التنفيذ لهذا المنهج الخاص إذا المنهج العام معين للداعية في منهجه الخاص وتكوينه وتحديد ملامحه وظبطة والمحافظة عليه في مساره الصحيح الذي يحقق هدفه المطلوب وهو يقنع المخاطبة وهاذي الصلة بين المنهجين وهي صلة متناغمة متطابقة ليس فيها نقص أو توتر يعني هي تيسير بـ إنسايبيه مع حياة المسلم على صعيد صلته بالله وعلى صعيد قيامه بالدعوة إلى الناس ليس المقام مقام ذكر جميع المناهج الخاصة لكننا سوف نختار شي منها ولكننا سوف نعرف نموذج من المناهج الخاصة شي من سماته ويقوم عليه ولذلك فقرتنا التالية هي نموذج من المناهج الخاصة من الأمثلة على المناهج الخاصة الموعضة الحسنة المجادلة التي بها أحسن الرفق واللين الشدة والحزم والقوة والترغيب والترهيب قال تعالي ( إدعوا إلى سيبل ربك بالحكمة والموعضة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن إن ربك أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ) الموعضة الحسنة والمجادلة بما هي أحسن من المناهج الخاصة يؤيد ذلك هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة فلم يكون ملازم كما قلنا لأي من المناهج بصفته دائمه ومستمره مع جميع المدعوين يعني لم يكن الرسول يستخدم الجدال دائما يستخدمه في بعض المواضع التي تستدعيه أحول الناس إنما يراوح بينها ويتنقل بينها فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يباشر الموعضة في بعض الأحول ويباشر المجادلة بما هي أحسن ويباشر الترغيب ويباشر الشدة في
أحول أخرى لم يكن واحد من تلك المناهج ملازم للرسول في كل أحواله سنختار الموعضة الحسنة باعتباره أحد المناهج الخاصة التي من خلالها سوف نبين المراد بالمنهج الخاص ومايدخل تحته من تقسيمات وسمات تطبقيه والآثار المترتبة عليه وماإلى ذلك الموعضة الحسنة يراد بها في اللغة حث الناس على لزوم أمر بواسطة النصح والوصية والتذكير بمحاسن الأخذ في هذا الأمر ومساؤ تركه لاحظ معي الموعضة الحسنة المراد بها حث الناس على لزوم أمر مع بواسطة نصح وصية تذكير بمحاسن بمزايا هذا الشي تذكير بمساؤ وسلبيات ترك هذا الشي الذي نحث الناس عليه أما في الإصطلاح فقد عرفها شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله بإنها أمر ونهي بترغيب وترهيب قال تعالى ( يعضكم أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) .. سوف نبين تفصيلات ذلك إن شاء الله في لقاءنا القادم , حيث سنكتفي بهذا القدر مما ذكرناه في تلك الحلقة كما يظهر امامكم على الآثآر المترتبة على تطبيق المنهج العام إذا كان المدعو مسلما أو غير مسلما ثم تكلمنا عن المناهج الدعوية وهو المنهج الخاصة بينا المراد به وسوف نكمل حديثنا في لقاءنا القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 
.

المحآظرة( 21)



[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]بسم الله الرحمن الرحيم[/font][/font]
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله[/font][/font]

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]هذا اللقاء هو اللقاء الواحد والعشرون من لقاءات مقرر مناهج الدعوة لطلاب وطالبات المستوى السادس بكلية الدعوة والإعلام ,نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من المصدقين في القول والعمل وأن ينفعنا بما نتعلمه إنه ولي ذلك والقادر عليه[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]حديثنا اليوم بمشيئة الله هو إكمال لما كنا نتحدث به في الأمس ,حول أسس بناء مناهج الدعوة وبالذات الأساس الثالث وهو الدليل المنسجم مع الدعوة[/font][/font]
..
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]كنا نتكلم عن طرايق تحقيق هذا النص من خلال أنواع الدعاوى التي يتضمنها النص , فتكلمنا عن الدعاوى المتضمنة للأمور الحسيه ,ثم تكلمنا عن الدعاوى المتضمنة العقلية , واليوم بمشيئة الله كما هو موجود أمامكم على اللوحة ,سنتكلم عن الدعاوى المتضمنة للأمور الغيبية ويدخل تحت ذلك الاستدلال عن الأمر الغيبي وكيفية ذلك و تحقيقه , ثم سنتكلم بعد ذلك عن النوع الأخير من أنواع الدعاوى وهو الدعاوى المتضمنة لأمور يؤمن بها المدعو لكنه لا يمتثل لها ولا يستجيب لمقتضياتها . الاستدلال على هذه الدعاوى هو المنهج العاطفي الأنسب وسنتكلم عنه بحول الله[/font][/font]
.

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]وسيدخل ضمن هذا النوع ,هذا النوع هو النوع الرابع أبرز أساليب المنهج العاطفي وهو أسلوب الموعظة الحسنة ,,وهو أسلوب إظهار الرأفة والرحمة بالمدعوين ثم أسلوب قضاء الحاجات وتقديم المساعدات[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]نستعين بالله فنقول[/font][/font]
::
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]إن النوع الثالث من أنواع الدعاوى هو[/font][/font]

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)] الدعاوى المتضمنة لأمور غيبية[/font][/font]
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)] ,ما هو الدليل المنسجم مع هذا النوع من الدعاوى الذي يبرهنها ويجعل المتلقي يقتنع بها ويؤمن بها؟[/font][/font]

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الأمور الغيبية كما تعرفون مما يقوم عليه منطقة المسلم وهي الأساس والركيزة التي ينبني عليه هذا الإيمان ثم يقوم الإسلام بعد ذلك[/font][/font] .
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]ولأن العلم بتفصيل تلك الأمور الغيبية مؤكول إلى الله سبحانه وتعالى فهو العليم الخبير ,والإنسان ‘ذا تجشم مسألة معرفة هذه الأمور الغيبية فإنه يتكلف عناءً لم يتعبد به ولم يطلب منه وذلك بأنه سعيه إلى ذلك يسعى بقدرة لا تمكنه أن يعرف تلك الغيبيات[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]فهي قد حجبت عنه لأمر أراده الله سبحانه وتعالى قد نعرف شيئا من علل هذا الحجب وقد لا نعرف شيئاً ,لكن لعل الأشياء التي نعرفها حول مسألة قضية الحجب تفعيل مسألة الإيمان فلا يمكن أن يحد المؤمن وغير المؤمن[/font][/font]

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]إلا إذا كان هناك أمر غيبي لا نراه ولا نشاهده ولا نحسه ولا يمكن أن نستدل عليه إلا بدليل مباشر من العقل وما إلى ذلك .ولذلك حين إذاً يظهر المؤمن الذي يؤمن بتلك الأمور التي لم تثبت له ويضعف الإيمان وينعدم حين يريد المسلم أو غير المسلم أن يرى هذه الأمور الغيبية حتى يكون هذه الرؤية شرط لإيمانه إذاً هذه حكمة من حكم حجب الغيبيات وهي تفعيل مسألة الإيمان ومعرفة درجاته بين الناس[/font][/font]
.

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]ولعل من الحكم رأفة الله لخلقه حين حجب عنهم تلك الغيبيات لأن عقولهم وأذهانهم لا تستوعبها ولا تتحملها ولأن عواطفهم ومشاعرهم لا يمكن أن تتعامل مع هذه الغيبيات فالإنسان بجسده وبعقله وبعاطفته وبوجدانه أقل من يتعامل مع هذه الغيبيات ولذلك لو بدا شيئاً منها في هذه الحياة الدنيا ربما هلك بسبب ذلك فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن قام بحجبها عنا حتى تستقيم حياتنا على هذه الأرض بصورة لا يعكرها شيئا لا يتواهم مع قدرة عقولنا وأجسامنا وقلوبنا وعواطفنا[/font][/font]
.

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]طيب ما هو الدليل المناسب الذي من خلاله نثبت الغيبيات ونجعل المخاطب يؤمن بها ويعتقد ويسلم ويصدق[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]التدليل على هذه الأمور الغيبية بأمور حسية وعقلية من البداية هو أمر لا ينسجم معها أبداً ولا يمكن أن تثبت بهذا المسلك ولذلك إن الدليل الأنسب في إثبات هذه المسائل وجعلها مصدقه لدى المخاطب , ينطلق على إيمان المخاطب بمصدر هذه الغيبيات وتقوية الصلة والثقة بين العبد وبين الله باعتباره مصدر تصدر عنه الحقيقة الكاملة وتقوية وقوة الصلة بين العبد وبين الرسول صلى الله عليه وسلم باعتباره لا ينطق عن الهوى فإذا أخبرنا شئ من تلك الغيبيات فهي أمور صحية لا مجال لإنكارها ,, إخبار محمد عن الجنة عن النار عن الصراط وعن البرزخ عن الملائكة عن ماراه في النار عن الأمور الغيبية ,لكن الذي أخبرنا بها هو الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]ولذلك نبني إيماننا بتلك الغيبيات التي لم نراها ولم نحس بها ونبني تصديقنا بها وتسليمنا بها ,بتسليمنا وتصديقنا بمصدرها وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن هذا المنطلق يجب أن تسلك أنت أيها الداعية وأنتِ أيتها الداعية في مخاطبة المدعو هذا المسلك وهو جاء للمخاطب يثق ويصدق ويؤمن بمصدر الغيبيات وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . إذا تحقق هذا التصديق إذا بنيت هذه الثقة بعد ذلك لا يجد العبد مشكلة في أن يصدق ما يصدر عمن يثق به ويسلم به وهذا هو البناء الصحيح والدليل القوي الذي ينسجم مع الأمور الغيبية فيجعل المخاطب يستكين لهذا الدليل ويعلم أنه ليس بالضرورة أن يعرف سر كل شئ ولكن المهم أن يتأكد من صحة مصدر هذه المعلومة هل هي من الله ومن رسوله أم لا ؟ فإذا كانت منهما فهي أمر حقيقي لا إشكال فيه , ولذلك المؤمن المسلم يؤمن بالأمر الغيبي لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا به ورسوله صلى الله عليه وسلم أخبر به ,أشد أو ربما بمثل إيمانه بأن هذا الورق أمامه يحسه ويلمسه لأن مصداقية الله وقوة الحقيقة التي يلقيها على البشر ومصداقية محمد صلى الله عليه وسلم وقوة الحقيقة التي يلقيها على العباد أقوى من مصداقية الحواس البصر والسمع وما إلى ذلك التي نعتمد عليها في إثبات الأشياء المحسوسة ولذلك لا مناصاً من أن تعرج أيها الداعية وأنتِ أيتها الداعية على هذا الدليل فبه يحصل بناء برهان قوي يجعل المدعو يسلم بتلك الغيبيات ويؤمن بها لأن هناك تطابقاً وانسجاما بين تلك الغيبيات وبين هذه الأدلة التي سيقت لها[/font][/font]
.

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأمر غيبي لا يخطر على بال ولا يمكن أن يصدقه الناس انطلاقا من واقع محسوس حتى بهذا الزمن وهو إخباره أنه صلى الله عليه وسلم في ليلة واحدة أسري به إلى المسجد الأقصى ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة مروراً بالسموات السبع وكان له في كل سماء مما كان له من دخول وسلام وحديث , ثم رجع به مرة أخرى إلى مكانه فصلى الفجر مع المسلمين هذا الأمر لو أخبرنا به في هذا الزمان زمان التقدم العلمي والتقنية والوصول للقمر , لم نصدقه فكيف يكون الأمر بحال المسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك حين اطربا الناس بسماع هذا الخبر مابين منكر وبين مصدق مرتاب في ايش أغلب السؤال عن التفصيلات[/font][/font]
,
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه فهو لم ينشغل بالتفصيلات لم يسأل كيف راح؟ متى راح ؟ كيف نقل ؟ من الذي نقله ؟ من الذي طار به ؟ ماذا رأى؟ هو أنشغل فقط بالمسألة التي تكلمنا عنها بالدليل وهو مصدر المعلومة فقال قولته المشهورة "إن كان قاله فقد صدق " يعني أبو بكر الصديق يقول إن كان محمد صلى الله عليه وسلم رسولنا الذي لا ينطق عن الهوى قال بهذا الكلام فهو صادق .أنا بعد ذلك ما يهمني السؤال عن تفصيلات الأمر الغيبي ما يهمني أن هذه المعلومة مصدرها من المصادر المعتبرة وهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فطالما أنها صدرت عنهما فهي أمر حتمي حقيقي لا مجال لإنكاره ,ولذلك الذي يصل لهذه الدرجة من الإيمان هو المرتاح[/font][/font]
.

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]وأنت أيها الداعية يجب أن تريح المدعو بأن تجعل في يده هذه الدرجة من التصديق حين إذاً يتعامل مع الغيبيات على ضوء مصدرها وليس على ضوء طبيعتها وكنيتها وحقيقتها . فيبحث بعد ذلك عن أدلة حسية أو عقلية لإثباتها وهذا لا سبيل إليه بالمرة[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الحين عندنا مثلاً لنزيد الأمر وضوحاً :الموت وما يحصل من بعث بعده , لو أردنا أن نثبت ذلك بأدلة حسية فقط أو عقلية دون أن نطلق في إقناع المدعو بأن يسلم رسالة الإسلام وبصحة بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فالأمر هنا يقوم برمته على الثقة في مصدر الدعوة فإذا تحققت هذه الثقة كما قلنا وهو الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم تحققت هذه الثقة لدى المدعو , تحقق بهذا الأمر الغيبي ,أنظر كيف يبين ذلك موقف أبو بكر كما ذكرنا لكم[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الركون إلى إثبات الأمر الغيبي سيجر الداعية إلى خارج الموضوع وسيشتت الموضوع ويخرج المضمون الدعوي عن سياقه ويجعل الداعية ليتكلف أمراً ليس بيده ولم يتعبد به , بل إن لاحظ معي انشغال العبد بمعرفة تفصيلات الأمر الغيبي ليس من الدين هكذا أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الإيمان به واجب والسؤال عن تفصيلاته لا يصوغ ولا يصح[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]ربما الداعية يتورط في بعض الأطروحات الحسية والعقلية فيكتشف أنه أخطأ وأنه حمل مضمون الإسلام ما لا يتحمل وأنه أدى بالمدعو إما إلى زيادة الحيرة والارتباك , لأنه تكلم عن أمر لا يمكن الحديث عنه أو أنه تسبب في زيادة انصراف المدعو عن مضمون الإسلام واقتناعه بأن الداعية هنا لا يملك دليل على إثبات مراتب دينه وهو دين الإسلام[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]أنت قول بسهولة و وببساطه وبدون حرج هذا أمر غيبي لسنا مطالبين بمعرفته لأن قدرتنا البشرية لا تملك الإمكان لمعرفته , ولذلك نحن متعبدون أيها المدعو متعبدون فقط بالإيمان به وتصديقه دون أن نتجاوز ذلك إلى معرفة التفصيلات . كيف نؤمن به ؟ نبني إيماننا به بناءً على مصدره القائم به وهو الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا ثبت لنا أن هذا الأمر الغيبي جاء من هذه المصدرين فهو صحيح حقيقي لا إشكال في الإيمان به[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]جاء قي قوله سبحانه وتعالى ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ[/font][/font]
)
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]لاحظ معي هذه الآية فهي تتحدث عن أمر غيبي طلب النبي هنا وهو موسى عليه السلام على جلال قدرة أن يطلع عليه أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقر مكانه فسوف تراني ,فلما تجلى ربه إلى الجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ,فلم أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين[/font][/font]
)
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]موسى عليه السلام ليس عنده شك في الله لكن من باب يعني المزيد من العلم من باب الفضول من باب يعني إطمننان القلب الطمأنينة هنا ليس التصديق والإيمان ,لكن الإرتياح لله السكينة التي ينشدها موسى برؤية الله هذا المقصود . الله سبحانه وتعالى قال أن هذا أمر حجب عن البشر , ولكن يبين الله سبحانه وتعالى شيئا من علل هذا الحجب قال له انظر إلى الجبل فلما تبدى ربه إلى الجبل صار هذا الجبل مدكا حطاما مساوا بالأرض , فأنظر سبحان الله العظيم كيف الجبل على قوته وضخامته وصلابته لم يتحمل هذا الأمر الغيبي وصار تراباً مساوا بالأرض فما بالك بالإنسان الضعيف , ولذلك نحن قلنا في بداية الكلام إن من حكم حجب الأمور الغيبية عن البشر في الحياة الدنيا الرأفة بهم والرحمة من الله سبحانه وتعالى لأنهم لا يتحملون التعامل مع تلك الأمور[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]لكن الله سبحانه وتعالى إذا بعثهم يوم القيامة بعثهم في خلق جديد لا في أجسامهم ولا في تفكيرهم وعقولهم ولا في عواطفهم ومشاعرهم فيكونوا مهيأين يوم القيامة للتعامل مع تلك الأمور الغيبية على ما فيها من هول وشدة[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]طيب هذا ما يتعلق بهذا النوع من الدعاوى والسبيل الصحيح الشرعي التدليلي عليه دليلا ينسجم معه ويؤدي إلى إقناع المخاطب بذلك[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]النوع الرابع من الدعاوى هي تلك الدعاوى المتضمنة لأمور يدين لها المدعو ويؤمن بها . لكنه لا يمتثل لها لا يستجيب لها وما أكثر هذا النوع وما أكثر حالاته وهو حالنا تقريبا لأن الإنسان يؤمن بأن هذا الأمر حلال وضروري ويجب فعله لكنه يتكاسل عنه ,أن الواحد منا يؤمن أن هذا الأمر حرام ويجب أن يترك ولا يقترب وهو يمثل إثماً وغضباً من الله سبحانه وتعالى على العبد حين يفعله لكن الشهوة والهوى والنزوة تجعل الإنسان يتجاهل هذا التحريم ويذهب بهذه المسألة[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]هذا معنى النوع من الدعاوى أن هناك أموراً تؤمن بها وتقتنع لكنك لا تمتثل لها ولا تستجيب ولذلك المدعو هنا الآن ليس بحاجة إلى أن تقول له حلال وحرام فهو يعرف الحلال والحرام هو بحاجة إلى دافع يجعله يركن إلى علمه بأن هذا الأمر حلال أو واجب فيأخذ به أو أنه محرم فيتركه ويبتعد عنه . فتقوية الوازع في قلبه تنشيط الخوف من الله تنشيط الرغبة في رحمة الله به وفوزه بالجنة بحيث يزهد في رغباته ونزواته وشهواته إذا نشطنا في قلبه و وجدانه وعقله الأمور العظيمة المترتبة من الله كثواب الله إذا ترك المحرم وإذا فعل المأمور الواجب , أما أن تقول له حلال حرام , يقول : أنا أعرف هذا حلال وهذا حرام ولذلك أدعي أن الله يهديه أليس هذا كلام الناس ,,هذا النوع من المدعوين الذي يعيش هذه الحال يجب أن نصوغ له دليلاً ينسجم مع حالته حتى يقتنع بضرورة الاستسلام لقناعاته بهذه الأحكام فيأخذ بها ويطبقها ويجعلها واقع ملموساً في حياته نحن نستخدم هنا المنهج العاطفي . المنهج العاطفي : هو المنهج الذي من خلاله ننشط ما في الإنسان من وازع من خوف من رغبه من خشيه فنجعله يركن إلى ما يؤمن به من أوامر ونواهي فيأخذ بمقتضاه[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]يمثل هذا المنهج الموعظة الحسنة فهي صورة المنهج العاطفي التي تنطوي إلى الترغيب في الخير والترهيب من الشر وذلك بأن تذكر جزاة المحسنين إذا فعلوا الأوامر وجزاء المسيئين إذا باشروا المحرمات والمنهيات[/font][/font]
,
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الموعظة الحسنة هي الدليل الذي يدير الموعظة الحسنة وهي التي تنعش الجانب العاطفي هي الدليل الذي يثير في نفس المدعو الدوافع الإيمانية والإنسانية والمخاطب كما نعرف تحمل فطرته من محبة الله وسعيه لإرضايه في سبيل تلك المحبة ولذلك لا سبيل من استخدام هذا المسلك[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]في حوار الرسول صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء ليستأذنه في الزنا شلهد على ذلك فالرسول لم يبين له حرمة الزنا وشدة جريمته وأنه من كبائر الذنوب وإنما خاطب وجدان هذا الشاب وعاطفته من خلال إثارة غيرته على محارمه لو نال تلك المحارم ما ينال محارم الغير يعتدي هو على تلك المحارم بالزنا فكان أن أرتدع وترك ما كان يهم به[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]أبرز أساليب المنهج العاطفي ما يلي[/font][/font]
:
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]أولاً أسلوب الموعظة الحسنة , أسلوب الموعظة الحسنة يندرج تحت الترغيب والترهيب وللترغيب والترهيب صور عديدة على الداعية أن يختار منها المناسب على ضوء ما يراه من حال المدعو والواقع[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]نص الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على هذا الأسلوب فقال في بعض الآيات (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) جاء ذلك في سورة النحل[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]من صور الترغيب والترهيب التذكير بنعمة الله على عبده التي تستوجب شكره , أيضاً مدح الداعي للمدعو أو ذمه وذلك بذكر خصائصه أو مزاياه أو بذكر معايبه وأخطائه قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس وقد جاء للسلام عليه صلى الله عليه وسلم (إن فيك خصلتين يُحبهما الله: الحلمُ والأناةُ( فكانت هذه سببا في رفع نفسيته هذا المخاطب وجعله يركن إلى هذا الرسول ويحب ما يصدر عنه[/font][/font]
.
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]الوعد بالنصر والتمكين أيضاً هذا من أسس الترغيب والترهيب كقول الرسول صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك وهو يهم باللحاق به وأسره وإعادته إلى قريش , كيف بك إذا لبست سواري كسرى , أثر ذلك عليه حتى رأى بأم عينيه سوار كسرى في يديه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه[/font][/font]
...
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]كذلك سرد القصص العاطفية المؤثرة على غير ذلك من صور وأشكال المخاطبة بالموعظة الحسنة[/font][/font]
...
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)] [/font][/font]
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)] هذا وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم[/font][/font] ,
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/font][/font]
...




 
المحاضرة الثامنة(8)

الأمر الرابع هو عقد الموازنة بين المفاسد والمصالح
وسأبين طبيعة هذه الموازنة وحقيقتها وكيف تتم ثم نضرب أمثله وشواهد عليها
وثم نعرج بعد ذلك على بيان من هو الذي يمكن إن يقوم بتلك الموازنة ويعقدها ويستطيع يقرر متى يشرع في الدعوة ومتى يحجم عنها مقرر ذلك و متى يربط بين المصلحة من عدمها

ماهي الأمور التي يترتب عليها أن يبقى الداعية متريثا وينتظر حتى يخاطب المدعو
وبع ـض الحالات
يترتب ع ـليها أن يبقى الداعية متريثا وينتظر حتى يخ ـاطب المدعو ليتأكد أن إجرائه في مخاطبة المدعو
سيحقق المطلوب وينيله الفائدة التي يرجوها في حق هذا المدعو
قد تك ـون المصالح والمفاسد متساوية ..
وحين أذن يجب أن يتريث
بل قد تكون المصالح محتملة والمفاسد مؤكدة ..!
وحين أذن فلا شك أن الإرجاع وعدم الأقدام ع مخاطبة المدعو
هو الأنسب والأصح
بل هو ربما الأوجب ..!
الفكرة
أصلها أ ن يتم هذا العمل الدعوي بالصورة الصحيحة التي تحقق المقصد الشرعي منه
ولذلك لا سبيل من المجازفة له بمصلحة المدعو
ولا سبيل للمجازفة بالإساءة بمضمون الإسلام حين يقدم الداعية على أجراء دعوي أفتقر فيه إلى معـرفة المصلحة والمفسدة المترتبة من أقدامه أو عدم أقدامه على مخاطبة المدعو
مصلحة المدعو ومنفعته هدف الداعية
لذلك قد تمكن هذه المصلحة في إحجام الداعية عن دعوته حتى يبين لهـ الأمر
أو ربما أن الداعية هنا عاجز عن بيان هذه المسألة ولذلك يتاح الأمر لمن هو أمكن منه وأقد وأكثر استطاعة على التعامل عن تلك الحال من المدعوين التي أشكلت عليه ويكون هذا المتمكن من الدعاة
عارفا بآثار نتائج أقدامه على هذه الدعوة
أو عدم أقدامه عليها.
الشواهد والاحترازت المهمة التي علماء الامه ينتبهوا لها ويرعونها وهم يخاطبون المدعوين
كان هناك شيء كم الإعمال يباشرها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وهم يظنون أنه لايترتب عليه شئ ولا ينجم عنها مفسدة وذلك في قول الله تعالى ((ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منكم ))سورة النساء
والحاصل والمختصر في هذه الآية ودلآلتها..أن هناك جماعة من ضعفاء المسلمين كانوا إذا سمعوا شيء من الكلام
الذي لا يدركونه ولا يعرفون تفصيلاته يقامون بالحديث عنه وإشاعته في أوساط الناس
ويظنون وهم يذيعون هذا الكلام أنه لاشيء عليهم ولا مفسدة فيه عليهم في ذلك لكن الأمر في حقيقته ينطوي على محاذير
تستوجب منهم ألا ينطقوا بشيء حتى يردوه إلى أهل العلم الذين يستنبطونه ويعرفون دلالته ويعرفون المصلحة في إشاعته أو عدم إشاعته لكن أنهم يتعجلون فيه من حسن النية ووهم منهم وأنه لا ضير في الحديث حول هذا المسائل
فيترتب عليها من الإشكالات وسوء الفهم ربما بعض الفتن والمشكلات
أهل العلم أهل الفهم أهل العقول الراجحة أهل الحكم والرأي هم الذين يجب أن يرجع إليهم الناس بما فيهم الدعاة الذين قد يشكل عليهم شيء من ذلك فيسألونهم ويستشيرونهم ويتأكدون عن بواطن هذه الأمور قبل إن يباشروها
أيضا ولاة الذين هم الحكام. فهم يرون بحكم موقعهم أمور لا تتبدأ للدعاة وربما لاتتبدأ في بعض الأحيان للعلماء أنفسهم
فلكل موقعه الذي يرى منه مالا يراه الآخرون حتى ولو كانوا أثداداً في مواقعهم ,فولى الأمر يرى شيئاً أشمل بكثير مما يراه الآخرون ولذلك لابد أن نعول عليه ونصدر عنه في كثير من المسائل خصوصاً تلك المسائل الحساسة فيحب أن يستنار براية ويأخذ بتوجهه وإرشاداته وهكذا العلم يدخل في نفس السياق العلماء الأمة الكبار الراسخين في العلم فهم يرون بما من الله بهم من علم أمور في تلك الإشكالات وتلك الإحداث وتلك الوقائع لا يراها غيرهم من الدعاة وعوام الناس ناهيك عن ذلك فيبصرونهم ويخبرونهم بالأنسب حيال وذلك مسألة ما يعلم ويخشى وقوعه ويسر وما يكتم هذه يحب أن نرجع فيها إلى من يملك فيها من ولاه الأمر ولى العلم وأهل التخصص كلً في مجاله ,خصوصا أن هذه الأمور يبادر إليها كثير من المرجفين من أهل النفاق وغيرهم ويذيعونها بين المسلمين ويستغلون تلك الفرصة ليشوشوا على الناس ويربكونهم ويعقونهم من أعمالهم ,جاء في التفسير هذا هذه الإيه وفي كتاب إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن لأبي السعود وأيضاً جاء في فتح القدير فجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للأمام الشوكاني مايثير هذه المسألة ويتأكد عليها وبين أن ترتبط بأصل مهم من أصول الإسلام وهو المحافظة المصلحة العامة ,المحافظة على أمن الناس المحافظة على فكرهم ,المحافظة على دينهم ,المحافظة على شريعتهم حتى لا يترتب على ذلك فتن وقلاقل و إعاقة
لمصالح المسلمين
بين أبن القيم رحمه الله فيما يتعلق بمراعاة المصالح والمفاسد كلام نفيساً حيث قال "وقد شرع الله سبحانه للأمة إيجاب إنكار المنكر ليحصل من المعروف ما يحبه الله ورسوله فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ماهو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يصوغ إنكاره وإذا كان الله يبغضه ويمقت أهله فإن إنكار المنكر حين إذاً أربع درجات بينها رحمه الله على النحو التالي وهو
الحالة الأولى:أن يزول المنكر ويخلفه ضده من المعروف وحين إذا هذه من الحالات التي يتكلم الإنسان فيها فالمصلحة بادية
الحالة الثانية:أن يقل المنكر وان لم يزل بجملة وهذه لأبأس من الحديث فيها
الحالة الثالثة :أن يخلف المنكر ماهو مثله وهذه تقدر حسب قدرها وأن كان الإحجام عن الحديث فيها أنسب إلا إذا كان المنكر الذي سيحل محل المنكر الذي جاء الحديث فيه أقل منه فيتحدث فيه بذلك
الحالة الرابعة :أن يخلف المنكر منكراً أشر منه وينتكس حاله المخاطب فيترك منكره القليل ويرتكب منكراً كبيراً فإذاً فهذا يحجم عن الكلام
فدرجتان الأولى والثانية مشروعتان ولابأس من الحديث فيها وأما الثالثة كما قلت فهي موضع اجتهاد حسب تقدير الداعية معرفة وخبرته..له أن يقدم وله أن لا يقدم وأما الرابعة فهي محرمه لأن المفسدة فيها ظاهره
أيضاً في الشأن نفسه قال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله "إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت فإنه يحب ترجيح الراجح منها فيما ازدحمت المصالح والمفاسد جاء هذا الكلام في مجموع الفتوى
وذلك نحن نقول يعني ربما الداعية يمسك عن إظهار بعض العلم لمصلحة يراها وقد ونرى ذلك شواهد من أهمها :
ما رواه أبن بن ميمون عن معاذ رضي الله عنه قال :كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له غفير فقال يا معاذ :هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله قلت الله ورسوله أعلم .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله الأيعذب من يشرك به شيء فقلت والكلام لمعاذ ,يارسول الله الآ أبشربه الناس ..قال لا تبشر بهم فيتكلوا ويعولوا... على هذا الوعد الجميل بالعفو والمغفرة ثم لايعملوا الصالحات ولاشك أن هذا توجيه بإحجام عن التبليغ لأن المصلحة ظاهرة في ذلك
لكن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأكتمل الدين وتمامه من كل جوانبه ,أظهر هذا الحديث لأن هناك أحاديث تدر ما قد يترتب على هذا الحديث من أتكال وتواكل
أيضاً جاء عن الحسن قال : قال أبو هريرة :لو حدثتكم كل ما في كيسي لا رميتمُوني بالبعر قال الحسن معلقاً على قوله رضي الله عنه والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس وهذه مما جاءته عن الرسول الله من أخبار من الغيب ومن إعجاز النبي صلى الله عليه وسلم ,فكان من إثار المناسب إلا يتحدث في هذه المسألة لأن الناس لن يصدقوها ولن يحتمل ذلك عقولهم وربما يترتب عليها ما يترتب من سوء فهم أو انتكاس وأيضاً في هذا السياق نود قول حذيفة
(لو كنت على شاطئ نكتمانها,دّدت يدي لأغرف فحدثتم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى فمي حتى أقتل ) يقصد أن عن الذي أسرته عنكم لو حدثتكم به لترتب عليه فتنه أدت إلى قتلي أسرع مما لو أرد يدي من الماء حتى أوصلها إلى فمي ,يبادرون الناس لشدة أثر الكلام الذي يورده عليهم مما ناسب أن يسر ولا يعلن ...وقد جاء عن بعض السلف أن مما المسائل ,مسائل لا يجمل بسائل أن يسأل عنها ولا بالمسئول أن يجيب ,لأنه لا مصلحة في إظهارها ولا مفسدة في كتمانها
بل ربما المصلحة في كتمانها ,أيضاً وحتى لا نطيل في تلك الشواهد
نود قولاً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال "حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله "
ولاشك أن هذه يعني فيها دلاله واضحة على أن ما يجهله الناس موذرا بإنكارهم له وربما كان ذلك سبباً في تكذيبهم لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ...وعلى كلن نقول أن إسناد الأمر في الدعوة إلى الله يحتاج إلى تحرى هذه الضوابط ,يحتاج إلى الانتباه لها دوما ,فا في ذلك محافظه مكانة الدعاة وصيانة لميادين الدعوة من أخطاء غير المؤهلين لها الذين لم يرعواالتخصص ولم ينتبهوا لضرورة التأهل القوي لمباشرة الدعوة ولذلك هناك منطلق مهم جاء الحديث عنه في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى
((وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ))
هذه الآية في سورة التوبة فيها دلاله على أن المهام مقسم وليس هناك مكان لرجل يقوم بجميع الأدوار البتة
لابد أن تقسم هذه المهام على الناس كلن يتولى ما يستطيع منها حسب تخصصه وتأهله ولذلك جاء في هذه الايه
أن الناس يتفرغون لتفقه في الله ثم يباشروا الدعوة الناس حسب ماعرفوه من فقه وعلم وإدراك لذلك الشرع
فيكون متخصصين فيه قادرين على تبلغيه
جاء تقسم الأدوار وفق ذلك الأصل حيث تخرج طائفة من المسلمين من الغزو ومن بقى منهم المؤهلين يتفرغ لطلب العلم وتعليم الغزاة إذا رجعوا إليهم من الغزو...نورد قصة نبين فيها أهمية التخصص وعناية الإسلام به ومراعاة الرسول صلى الله عليه وهو يدير شؤون الناس ...في قصة شرع الأذان حين كان المسلمون يبحثون عن طريقة ليخبروا الناس بها عن دخول الوقت جاء فيما رواه البخاري في كتاب الأذان ومسلم في كتاب الصلاة
عن أبن عمر رضي الله عنهما الشاهد على مراعاة الخبرة والتخصص في إسناد الإعمال لمن يقوم بها
فالرسول صلى الله عليه حينما أخبره أحد الصحابة بما رآه في منامه حول كيفية الأذان والإقامة وصفتهما أقراه على ذلك
وقال له أنها لرؤية حق أن شاء الله ولكنه عليه الصلاة والسلام ..وهذا الصحابي أره الله سبحانه وتعالى صفة الأذان وصفة الإقامة وهذا شرف عظيم له ومكانه نالها حين خصه الله سبحانه وتعالى بهذه الرؤية وقد وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها رؤية حق إن شاء الله ,لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره أن يودي الأذان هذا الصحابي عبد الله بن زيد رضي الله عنه لم يأمره بتأدية الأذان مع الرغم أنه صحاب الرؤية فدوره هنا قد انتهاء لأن الأذان يحتاج لرفع الأذان يحتاج لمتخصص وهو صاحب الصوت الجهوري الندي الذي تخرج الأحرف واضحة نفيه ولذل قال الرسول صلى الله عليه وسلم وان الرسول صلى الله عليه وسلم أمره بقوله قم مع بلال فألقها إليه فأنه أندى صوتاً منك لان الرسول يعلم بعذوبة صون بلال وجهورية فهو كما يقال أحسن من يشنف المسامع بهذا النداء المباركة .
أليس التتخصص واضح و جلي هنا ولذلك هذا الصحابي حينما رأى هذه الرؤية من تكريمه حينما شرفه الله سبحانه وتعالى بهذه الرؤية إن يسند إليه لإلقاء الأذان ,لكن التخصص الذي أحترمه الإسلام واقره جعل الرسول يأمره إن يلقى هذا الأذان لبلال لان بلال هو المتخصص في ٌلقاء الأذان لندوة صوته وجهورية أيضا من الشواهد ما جاء في السيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مما أورده أبن هشام عن خروج الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة في مواسم الحج لعرض نفسه على الناس من الوفود والقبائل لدعوتهم للإسلام ,كان صلى الله عليه وسلم حينما يخرج لتلك الوفود يصطحب معه رجلان اما الأول فهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأنه أعلم رجالات قريش بأنساب العرب وأخبارهم ومأثراهم ومفاخرهم في الجاهلية ويعرف ديارهم ومنازلها وأحوالها ويعرف أسيادهم ويعرف أهل الشرف فيهم لان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له دراية الكاملة بتلك الأنساب فيحتاج إلى في الأنساب متخصص ليعطيه تقرير كاملاً عن كل قبيلة ليعرف من خلال هذا التقرير كيف يخاطب هذه القبيلة كيف يعني ينتبه لمواطن فخر ها واعتزازها ومواطن نسبتها فيعرف المداخل المناسبة من خلالها يتكلم بها لهذه القبيلة لأنك إذا كنت جاهلاً بمأثر القوم جاهلاً بوصولهم جاهلاً بكثير ما يتعلق ربما تقدم وتخطئ بالحديث عنهم وربما تثير حفظتهم وتجعلهم يستاوا منك ولا يقبلوا كلامك .
خالد بن الوليد رضي الله عنه بعد صلح الحديبية ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة الجيوش لما عرف عن ذلك
ومن ذلك بعثه صلى الله عليه وسلم الآن خالد بن الوليد هل يعني أشتهر بأنه فقيه ؟...لم يشتهر بأنه فقيه ..هل عدم اشتهار خالد رضي الله عنه بالفقية ساءه أو قلل من ومكانته .لا ..إذا من الذي رفع من شان خالد وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصفه بأنه سيف من سيوف الله..السبب أن خالد تخصص في مسألة مهمة دقيقة وهي لست الشجاعة لان هناك صحابه آخرون فيهم الشجاعة وإنما هو أختص بتكتيك والتخطيط العسكري فهو متخصص فيها ولذلك ظهر أسمه وبأن فعله وبانت فاعليته في خدمة الإسلام والمسلمين من خلال هذا التخصص بل الرسول صلى الله عليه وسلم أسند إليه هذا المهمة لعلمه أنه هو الذي سيخدم الإسلام والمسلمين في مجال تخصصه ..المهم أن التخصص أمر مهم اعتنى به الإسلام ولذلك نحن نقول أن هذه الأمور الأربعة التي ذكرنها هي أمور لازمه بها يتحقق أتخصص لداعية كان أخرها .عقد الموازنة بين المصالح والمفاسد وسبق ذلك معرفة الداعية بما يتحدث فيه ثم معرفة المضمون الإسلامي المناسب لحال المدعو ثم معرفة الطريقة المناسبة من خلال اختيار الوسيلة والأسلوب المناسبين لإيصال هذا المضمون للمدعو وأخيرا عقد الموازنة بين المصالح والمفاسد تلك الموازنة بينا أهميتها وذكرنا أمثلة وشواهد عليها وبينا من هو الذي يمكنه أن يعقد هذه الموازنة من ولاه الأمر وأهل العلم وأهل الاختصاص هذا كل مايتصل باللقاء هذا اليوم و القول وأصلي وأسلم على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
المحاظرة (27)

.


المحاظرة (27)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
.

ونحن وإياكم أيها الاكارم في مستهل اللقاء 27 من لقاءات مقرر مناهج الدعوة ..وسنتحدث فيه بمشيئة الله تعالى
..

عن بعض الشواهد على مراعاة أحوال المدعوين وهي الصورة التطبيقية للمنهج العام أو الحكمة
..

سنستطرد في ذكر شيء من تلك الشواهد حتى تكون الصورة واضحة وجلية وحتى نعرف نحن الدعاة شيء من الممارسات الدعوية الصحيحة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي يتضح لنا من خلالها صور ومعالم هذي المراعاة كيف راعا الرسول صلى الله عليه وسلم. الأحوال المختلفة للمدعوين .. يحصل بنا قبل أن نبدأ في ذكر تلك الشواهد أن نعود قليلاً إلى نقطة مهمة في الدرس السابق وهي الضوابط أو الأمور التي يجب أن ننتبه لها عند مراعاة هذه الأحوال وهي ضوابط وقواعد مهمة يجب أن تكون في .............. ويجب ألا تغيب عن بالك لأنها تحافظ على مسارك في مسألة المراعاة وتطبيقها
من أهم هذه الأمور أو هذه الضوابط
??
لابد من التثبت حين رصد أحوال المدعوين والدقة في تشخيصها
وتحديدها من قبل الداعية قبل الشروع في مخاطبتهم والتعامل معهم..لماذا ..! أنتبه أن تشخص المدعو وتقرر أن حاله بتلك الصورة ثم تكتشف أن تشخيصك لحاله غير دقيق وإنما شخصته تشخيص الآخر فَتبني بالا جرا الدعوي وهو العلاج على حال لا تمثل واقع المدعو فتقع بالخطاء وتكون سبب في صرف هذا المدعو عن ما تريده من مضمون الإسلام
...

??
لا تكون هذه الأحوال في آن واحد ذات تأثير في عمل الداعية ويلزم الداعية أن يراعيه كلها مع كل مدعو وبنفس الدرجة لكن الذي نريده أن تتلمس لدى المدعو الحال التي ترى أن لها صلة وتأثير بما يدعو إليه ..
لبيان ذلك ..

لاحظ أننا مررنا على أحوال عديدة جداً داخل تحت أقسام الأربعة الرئيسية التي تمثل أحوال المدعوين .. أليس كذلك.؟ نعم
.
..
هل أنت مطالب أنك تنظر إلى كل مدعو من خلال جميع هذه الأحوال .بحيث أنك إذا أمسكت (مثلاً زيد من المدعوين ) بزيد فتنظر فيه بالنسبة لوضعه وأحواله المتعلقة بشخصيته أو بذاته ..الجانب الشخصي والعقلي والعاطفي والنفسي وما إلى ذلك ثم تنتقل بعد ذلك إلى الأحوال المحيط به وهي علمه ومعرفته وبيانه ومعرفة وضعة الاقتصادي, ووضعه الاجتماعي , لا أنت تنظر الأحوال التي لها تأثير في مشكلته التي ستسعى إلى تغيرها ..
مثلاً..أنت عندك مدعو بخيل تريد أن تخلصه من تلك المشكلة ..

أنت تنظر فقط الأحوال ذات صله بتلك المشكلة على سبيل المثال.. من المناسب أن تقرر هل هو فقير أم متوسط أو غني هذه الحال له علاقة بتلك المشكلة تنظر في مدى علمه حول الصدقة والزكاة هل هو يعلم انه واجبة أو لا يعلم بذلك
..
..
هذا المقصود بضوابط ..

لذلك أنت بكل حاله من معالجة دعوية لأي مدعو من المدعوين سيتبين أنك بحاجه إلى أن تنظر في حالين من أحواله أو ربما ثلاثة أحوال أو أربعة أحوال أو خمسة أحوال أو ستة أحوال هي التي له صله بمشكلته وهي التي تتأثر بتلك مشكلته وهذه الأحوال تؤثر بهذه المشكلة فحين أذن تعالج هذه المشكلة لدى هذا المدعو من خلال تلك الأحوال التي حددتها أنت أيها الداعية أنا لها علاقة بتلك المشكلة وما عادها أن الأحوال الكثيرة التي ذكرنها ليس لها علاقة بالمدعو لذلك لا تشغل نفسك بها
..

??
ما يكون من هذه الأحوال ذا تأثير في بعض المدعوين .ويتطلب مراعاة خاصة من الداعية لا يعني أن يكون لهما نفس التأثير على مدعون أخر وليس هناك خلل أو نقص في منهجك أيها الداعية أذا لم تراعيها عند المدعو (أ) ورأيتها عند المدعو (ب) .لأن كل مدعو له تكوينه النفسي ولاجتماعي والعلمي والعقلي ولذلك إذا كان عند 2 من المدعوين كلهما بخيل تريد أن تخلصهما من تلك المشكلة .. ربما أن المدعو الأول من المهم أن تنظر في حالة بالنسبة لعلمه بقضية وجوب الزكاة من عدمها ..

أم المدعو الثاني لسنا بحاجة إلى ذلك لأن هذه المسألة لا تؤثر فيه بقدر ما يؤثر فيه حالاً أخر
..

المهم وقتك أيها الداعية وقتك وجهدك وطاقتك هي محسوبة عليك ولذلك لا نريد أن تصرفها في مراعاة أحوال تكتشف بعد ذلك أن ليس لها علاقة بهذا المدعو ولا بمشكلته فتكتشف أن هذا الجهد لا طائل من ورائه وهذا الذي يستدعي ترشيد الإنفاق في وقتك وجهدك ومهاراتك وخبراتك وأنت تتعامل مع المدعوين
..

ليس كل حال من أحوال المدعوين تستدعي أن تراعيها مع كل المدعوين حتى إذا كانت المشكلة واحده
..

??
لابد من الفصل بين القضايا التي يمكن فيها مراعاة حال المدعو ..والقضايا الأخرى التي لا تخضع لاجتهاد الداعية ..
(
على سبيل المثال)

العادات والتقاليد صررت على بعض من الناس أن من السيادة و الريادةة والمكانة الاجتماعيه شدة الولاء لضريح ولذلك تجد هوالاء الاقوام نسأل الله العافية من أحوالهم من عاداتهم أنهم يعيبون على الواحد أذا جاءتهم
مناسبة خاصة كا الأعياد وما شابة ذلك ولم يذهب لزيارة هذا الضريح هذه عاده قوية فرضت نفسها على الناس وجعلتهم يغالبون أنفسهم ليذهب إلى هذا الضريح ..هل نقول أن عاداتهم قويه ولا نستطيع تغيرها ونقول يجب أن تراعى..لا أساسا المناهج الدعوة هو لتخليص الناس من هذه الأشياء السيئة سوا قامت على فكر وعقيدة أو على مصلحة ومطامع أو على عادات وتقاليد
..

أنا أراعي العادات والتقاليد المتعلقة بهذا المسلك التعبدي في تلك المناسبات .. لماذا أثرة تلك العادات والتقاليد فجعلتهم يذهبون للضريح بتلك المناسبات فا أحوال أن اهدم تلك العادات والتقاليد في رؤوس هولاء القوم حتى تزول قناعتهم وتمسكهم بهذه العادات والتقاليد
.

أم أنني أقدم تنازل وأقول عاداتهم و تقاليدهم قوية و متمسكين بها
..

لا. مساومة بقضايا الدين بالذات القضايا الكبر وهي قضايا العقيدة والتوحيد والشرك
..

من الضوابط المهمة في هذه المسألة عدم التعجل لتلبية هوى المدعو ورغباته بحجة مراعاة أحواله ..لا. قد يكون هناك شيء من الرغبات والهوى
.

لا باس من التريث وتركه عليها خصوصاً إذا كانت له علاقة با أصل
مهم من أصول الدين ولذلك إذا كان مشكلته هواه يرتبط بشيء كبير فيجب أن لا ننصاع إليه
..

??
أن يتعامل الداعية مع هذه الأحوال ينحصر فظاهر منها أما الباطن المستتر فليس الداعية مطالب بتقصيه وكشفه وليس لك أيها الداعي وأنتِ أيتها الداعية إلى هذا المستور من سبيله فليس من منهج الدعوة مباشرة التجسس وتلصص على الناس لمعرفة أحواله .. الحمد الله المدعوين أماماَ ما ظهر من ذلك بنينا منهجاَ عليه وما خفي من ذلك فقد استتر الإنسان بحالة لكن نحن نستطيع أن نستنبط المستور من الظاهر من خلال ما بحوزتنا من خبرة استقيناها من علو أخر كعلم النفس وعلم التربية وعلم السلوك الظاهر أن هذا السلوك الظاهر على شيء في نفسية وعقلية أو عاطفة المخاطب فنعرف أن كان الإنسان حقود أو محب أو عنده غيرة أو يميل إلى هذا الشيء أو يكره هذا الشيء أو انه خائف وما إلى ذلك من تلك الأمور ..

هذه تقريباً من أهم الضوابط
..
ندخل الان في موضعي من الشواهد من الكتاب والسنة و بذات من هدي الرسول صلى الله علية وسلم
لان الداعية الصاحب القدح المعلى الذي رأينا في طريقته صلى الله علية وسلم كيف تمت مراعاة أحوال المدعوين بصورة الصحيحة
..

قبل أن نتكلم عن هذه المسألة وهو يجب أن نشير إلى الجانب وهو
أن كل عمل دعوي نجدة في القرآن و السنة وكل عمل دعوي قام به الرسول صلى الله عليه وسلم دون استثناء البتة هو في حقيقته يمثل شاهد قوي من شواهد مراعاة أحوال المدعوين لان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جسد الدعوة في صورتها الصحيحة الكاملة المتوازنة وبالتالي كل مدعو اتصل به الرسول صلى الله عليه وسلم يقين أن هذا الرسول صلى الله علية وسلم المعلم عليه أفضل الصلوات والتسليم قد راعى أحواله بالصورة الصحيحة التي نتج عنها تحقيق أهداف منهاج الدعوة وهي الإقناع والتأثير .لكن ليس هناك سبل أن نستعرض كل ما في الكتاب والسنة لكن نأتي ببعض الشواهد التي توضح لنا هذا الجانب ..
عن أبي ذر رضي الله عنه أيضا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر رواه مسلم..

نأتي بشاهد أخر وهو
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان..
عن حنظلة الأسدي:.{ لقيني أبو بكر رضى الله عنه فقال: كيف أنت يا حنطلة؟ قال قلت: نافق حنطلة. قال سبحان الله. ما تقول؟ قال قلت:نكون عند رسول الله e يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله e عافسنا الأزواج والأولاد الصغار، فنسينا كثيراً. قال أبو بكر رضى الله عنه، فوالله إنا لنلقى مثل هذا فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت:نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وما ذاك؟ قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، لكن يا حنظلة ساعة وساعة.

فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ملاعبة الأزواج والأولاد، بل صرح، صلى الله عليه وسلم، بما يجوز للإنسان فعله في غير ذكر الله فقال: "كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشى رجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة".[صحيح – النسائى، السلسة الصحيحة 315]

ولابد للعبد أن يعلم أن كل شيء لله، وأن يذكر نفسه ويعود قلبه ولسانه على "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" [الأنعام:162]

●(
جاء رجل إلى أبن عباس رضي الله عنه سائلا هل للقاتل من توبة ؟؟ فرد عليه لا ليس للقاتل توبة ،
فقال له الرجل ان الله يقول ( إلا من تاب و أمن و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما ) فأجابه ابن عباس ر ضي الله عنه أن هذه الآية نسختها ألآية التي يقول فيها المولى سبحانه و تعالى ( ومن يقتل نفسا متعمدا فجزائه جهنم و غضب الله عليه و أعد له عذابا عظيما.

 
المحاظرة ( 11 )

الحمدلله الذي بمنته تتم الصالحات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم أخواني الطلاب و أخواتي الطالبات في لقائنا الثاني عشر من لقاءات مقرر مناهج الدعوه ، نسال الله التوفيق والإعانة .
كنا نتحدث فيما مضى في أسس تكوين مناهج الدعوة وكان حديثنا لا يزال موصلا بالأساس الأول وهو النص المتثبت منه ، وكنا نتحدث أيضاً في طرائق تحقيق هذا النص ، وكنا أيضاً في الجانب الثاني من تلك الطرائق وهو الإستعانه بالوسائل المعينه على تحقيق النص المتثبت منه وتوقفنا في هذه الوسائل على المعرفه بطرق تخريج الحديث والجكم على روياته صحة وضعف ، وبينا كيف أن الداعية ليس معني بما يقوم به رجال علم المصطلح وعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال من دراية كامله بدراسة السند و المتن وإنما هو يستفيد مما وضعوه من علومهم التي تمكنوا بها من الحكم على كل ما نسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنعرف من ذلك الحكم على هذا الحديث صحتاً أو ضعفاً ، قبولاً أو رداً ، بقي أن نشير في ذلك إلى طرق تخريج الحديث حتى يكون عندنا دراية بها ، وذلك أن تخريج الحديث يتم بطريق أو عدة طرق يعني ممكن نجملها في خمسة طرق :
الأول : بواسطة معرفة راوي الحديث من الصحابة ، إن كنت تعرف من رواه ، فإذا كنت تعرف أن الذي رواة أبو هريرة أو عبد الله بن عمر فتعود إلى هذا الحديث من خلال راوية في مجمل روايات هذا الصحابي .
الطريق الثاني : هو معرفة أول لفظ في متن الحديث أن كنت حافظ للحديث و تعرف أول كلمة فيه فمن خلال هذه اللفظه نستطيع أن نبحث عن الحديث في المعاجم التي فهرست أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم حسب بدايتها آي بدايات المتن .
الطريق الثالث : أن تكون عارفاً للفظ بارز من الفاظ الحديث ويشترط أن هذا اللفظ لا يكثر دورانه وإستخدامه من ضمن الألفاظ ، يعني على سبيل المثال مثل كلمة لفظ الجلالة الله إذا جاءت في الحديث فهذه الكلمة يكثر دورانها في أحادرث الرسول يعني يكثر إستخدامها في أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم ، ولذلك ليست مدخل مناسب أو طريق مناسب لنبحث من خلاله عن هذا الحديث ، لكن مثلا كلمة مثلا نهراً أو كلمة مثلا جبل أو كلمة كفارة ، إذا وردت مثلا هذه الكلمات في أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم ، وكلما كانت المفرده قليله الإستخدام كلما كان هذا الطريق اسرع بالنسبة لك في الحصول على الحديث الذي تريد أن تحصل علية .
الطريق الرابع : أن تكون عارفاً لموضوع الحديث هل هو في الطهارة في الصلاة في الزكاة في الحدود في الأخلاق في المعاملات في البيوع هل هو في قصة محدده بعينها ، مثلا حول قضية الرسول صلى الله علية وسلم تكلم عن أحد المسلمين وهو مخيريق الذي كان يهودياً فقال مخيريق خير يهود فأنت تعرف قصة هذا الحديث وموضوعه فمن خلال هذه تبحث عن هذا الحديث ، من خلال هذا الموضوع ، أو مثلا حول قضية الحدود حدود مثلا الكفارات وما إلى ذلك المهم أن الفكرة أو الموضوع الرئيسي للحديث يكون معروفاً عندك فترجع إلى الحديث من خلال هذا الموضوع .
الطريق الخامس : معرفة بعض الصفات الخاصه في سند الحديث أو متنه ، وبمعرفة المصدر الذي ورد فية الحديث نحدد إن كان مقبولا أم لا ، فإذا كان الحديث في الصحيحين اللي هو البخاري و مسلم سلمنا بصحته ولم نحتج أن نبحث عنه في كتب أخرى من كتب متون الحديث لنتأكد من صحته فمجرد وروده في البخاري أو مسلم هذا كافي لأن نحكم على هذا الحديث بإنه صحيح ، اما إن كان الحديث وارداً في السنن الأربع أو في المسانيد فإن هذا يحتاج إلى النظر و وزيادة البحث حتى نتحقق من درجته ، على كل أن وقت الداعية وجهده كما قلنا محدودان مقابل مايطلب منه أثناء اتصاله بالمدعو ولذلك فإن من التيسير على الداعية في مسائلة معرفته بطرق تخريج الحديث حتى يحكم علية أن يكون في جهد علماء الحديث و علومه المختلفه كالمصطلح و الجرح و الرجال ما يكفيه مئونة هذا العمل فهم قد يسروا له الأمر ومهدوه له فهو موجود ولا إشكال عنده في ذلك ، والحمد لله المصنفات كثيرة في ذلك والكتب كثيره في ذلك وهي متيسره بل أنها صارت على هيئة اوعية الكترونية فصارت مجموعة من الكتب في متناول الداعية من خلال جهازه الحاسوبي يستطيع أن يسبح في تلك الكتب ويعرف آي حديث آي كان مصدره ، لدينا أيضاً في ما يعين على التثبت من النص و سيله جديدة على تحقيق هذا التثبت وهي الإستفاده من مؤلفات الخاصه ببيان معاني مفردات القران الكريم وغريب الحديث النبوي وذلك أن هناك كتب استقصت الغريب من الفاظ الحديث والغريب من ألفاظ القران الكريم التي تحتاج توضيح وإبانه ، ثم صارت تأتي باللفظ و تبين معناه وهذا شي مهم لان الداعية يحتاج لان يعرف دلالة اللفظ قبل أن يتكلم بدلالة الحديث للناس ، ويعرف المبهم في هذا الحديث ، والمبهم إما أن يكون معنى للفظ غريب لا بد أن يرجع إلية أو أن يكون المبهم علم لم يبين هذا العلم قد يكون اسماً لرجل أو اسماً لمكان أو اسماً لحادثه من الحوادث فيأتي بها مثل ماجاء في حديث الرسول صلى الله علية وسلم أن عندما كان في إحدى مغازيه وفي أثناء رجوعه وكانوا في منطقة يقال لها الأبواء بين مكة والمدينة ، الأبواء علم من المناسب أنك تعرف ماهو المقصود بالأبواء وأين يقع ؟ هل هو اسم مكان أو اسم رجل أو اسم قبلية وما إلى ذلك ، ثم تبينه للناس لان بيان هذه الأعلام وهذه المبهمات وهذه الغرائب يرتبط به بيان دلالة الحديث والحكم علية .

أيضاً من الوسائل المعينه على تحقيق التثبت من النص الإستفاده من كتب الأشباة و النظائر وهذه قد تكون الفائده منها محدودة إلا أنه لا بأس أن يكون لديك علم بها ربما أحتجت لها في بعض الجوانب ، الأشباة والنظائر هي كتب أعتنت بالمتشابهات في معانيها وألفاظها ، سواء في التراكيب أو في الألفاظ أو في بناء الكلمة أو في البلاغة والبيان الذي جاء في الآيات القرانية أو السنة هذا المتشابه قد يكون سبيلا للداعية يعرف من خلالة المقارنة بين المعاني المتشابهه ، فكلما قارن بين معنيين كلما كان ذلك أدعى لأن يبين المعنى الأصلي ويعرف بجلا دلالتة من خلال مقارنتة بشبيهه من الألفاظ أو من الجوانب البلاغية التي ترد في ذلك ، ليس هناك تقريبا حاجة ماسة لهذا النوع من الكتب كحاجتنا للوسائل الأخرى التي ذكرنها لكن من باب العلم بالشيء من المناسب أن نحيطكم علماً بهذا النوع من الكتب .
من الوسائل المعينة أيضاً على تحقيق النص المتثبت منة الإستعانة بكتب التصنيف الموضوعي وهي الكتب التي تعنى بجمع الآيات والأحاديث التي تجمعها قضية واحده في كتاب واحد ، لا يأتي بكل الموضوعات ثم يسرد تحت هذه الموضوعات الآيات أو الأحاديث الوارده تحتها وانما هو يختار قضية محددة مثل قضية الربا ويجعل لها كتاباً واحد ثم يعالج موضوع الربا من خلال النصوص القرانية و الحديثية التي تناولت قضية الربا ، ولذلك إذا كنت أنت أيها الداعية بصدد قضية كتلك ابحث عن الكتب التي أفردت للحديث عن تلك القضية سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ، إذا إطلعت على هذه الكتب ستجد أنها تأخذ بيدك إلى حشد كبير من نصوص القران والسنة ذات العلاقة بموضوعك أيضاً ستعينك بمعرفة دلالته هذه النصوص كيف قام صاحب الكتاب بتوظيف تلك الدلالته لخدمة تلك القضية التي تشترك أنت و إياه في معالجتها هذا شيء مهم ولذلك الإستفاده من جهود العلماء الذين سبقوك في طرح هذه القضية وبذلوا جهداً في جمع النصوص المتعلقه بها لا شك أن هذا من الحصافة التي يجب أن يتصف بها الداعية .
وسيلة أخيرة من الوسائل المعينة على تحقيق النص المتثبت منه الإستفادة من برامج الحاسب الآلي وهي تلك البرامج التي قامت بفهرست آيات القران الكريم أو أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم سواء كانت هذه الفهرسة لفظية أو موضوعيه يعني حسب الألفاظ والكلمات أو حسب الموضوعات و القضايا والأفكار ، هذه الكتب تعين على تفسير ما في هذه الآيات والنصوص طبعاً وهي تتفاوت قد تكتفي بالتصنيف فقط وأحياناً تتبع التصنيف والفهرسه بتفسير وشرح وبيان لما فيها من أحكام إلى أخر الأمور التي من خلاله يخدم النص علمياً أو منهجياً ، طبعاً يجب أن نأخذ في الإعتبار ونحن نتعامل مع برامج الحاسب الآلي التي يسرت حشد الألاف الكتب في إسطوانة صغيرة تتحكم فيها من خلال اصابعك يجب أن نضع في الإعتبار أننا يجب أن لا نفقد مهارة الإطلاع المباشره للكتاب ، نحن لم نستطع من فهرسة هذه الكتب وإدخالها في برامج الحاسب الآلي الإ بعد أن كنا ماهرين في الإطلاع على الكتاب التفتيش فية ، البحث عن المعلومه من خلاله كل هذه الأمور يجب أن تكون في حوزتك بحيث أنك لا تأتي مباشرة إلى برنامج الحاسب الآلي وتتعامل معه بشكل مباشر أو أصم معاملة من لا يعرف كيف يقراء الكتاب ، كيف يستخرج المعلومه منه ، يجب أن لا تنقطع صلتك بالكتاب يجب دائماً أن تقلب في صفحات الكتب وتنظر فيها ، تطلع كيف قام العلماء بترتيب مسائلهم بكتابتها بفهرستها بتبويبها بتصنيفها ولذلك هذا يرتبط بمهارة منهجية أنت أيها الداعية وأنتي أيتها الداعية في أمس الحاجة لها ، العلاقه ببرامج الحاسب الآلي مهمة لكن هذا لا يعني أن تنقطع علاقتنا بالكتاب هذا هو الطريق الثاني فرغنا منة .
الطريق الثالث من طرق تحقيق النص المتثبت منه وهو معرفة أصناف الكتب المعينة على إختيار الشواهد وتحديد أماكنها في المصحف الشريف أو في كتب الحديث ، هذة الكتب كثيرة وحصرها يصعب سواء كانت في القران وعلومة أو في الحديث النبوي الشريف وعلومة لها أصناف متعددة ، لها طرائق مختلفة ، لها مناهج وإهتمامات متباينة ولذلك نحاول أن نستعرض بإيجاز هذه الكتب وأنواعها من خلال تقسيم سيعين بعون الله أن نعرف كل ما يتصل بهذه الكتب ذات العلاقة بنصوص الكتاب والسنة ونقول أن أول نوع هو الكتب الخاصة بالقران الكريم وعلومة ويدخل تحت ذلك أمور من ضمنها :
أولا : المعاجم المفهرسة لألفاظ القران الكريم ومن أبرزها وأكثرها شيوعاً وإستخدماً بين أهل العلم المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم للشيخ محمد فؤاد عبد الباقي أيضاً من نفس الصنف المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم وهو من تأليف علمي زاده فيض الله الحسني ، هذا النوع من المعاجم حتى نستفيد منها قامت هي أساساً على فهرست الفاظ القران حسب الكلمات ، نعين كلمة نعرفها في الآية ثم نجردها من الحروف الزائده و نعيدها إلى أصلها مثل كلمة الدعوة أو يدعونا نرجعها إلى أصلها وهي الدال والعين و الواو ، أو الدال و العين والألف الممدوده ، ثم نبحث عنها حسب حرفها الأول اللي هو الدال تحت نفس التصنيف في هذا المعجم فنجد أنه سرد لنا كل الآيات القرانية التي جاء فيها مادة دعى بجميع إشتقاقاتها الدعوة ، دعوة ، يدعون ، ما إلى ذلك .
على سبيل المثال هذه كلمة دعوة نبحث تحت حرف الدال في هذه المعاجم سوف نجد كما قلنا الآيات القرانية التي تضمنت هذه الكلمة أو آي من إشتقاقاتها ثم نجد أمام كل آية اسم السورة ورقم الآية نفسها التي وردت فيها تلك الكلمة ، طبعاً سوف نشاهد أنه هذه المعاجم ستورد لنا أكثر من 200 آية تضمنت كلمة دعى أو دعوة بإشتقاقاتها المختلفة وتضمن تقريباً أنه لم يفتك آي آية من آيات القران الكريم أشتملت على مادة دعى ، ثم تشرع بعد ذلك بالخطوه التالية وهي أن تتأمل في هذه الآيات وتختار ما يناسب موضوعك منها .
النوع الثاني : الكتب المؤلفة في فهرست آيات القران الكريم حسب أوئلها ، حسب أول كلمة في الآية ، أبرز هذه الكتب هو معجم آيات القران الكريم لمحمد منير الدمشقي ، وكتاب إرشاد الحيران لمعرفة آي القران وهو من تأليف إبراهيم أبن عبدالله الأنصاري .
طبعاً من عيوب هذا النوع أنه يشترط لمن أراد أن يستفيد منه أن يكون حافظاً لأول كلمة في الآية حتى يستطيع أن يبحث عن الآية من خلال أولها ولذلك مواطن الإستفادة من هذا النوع من المعاجم قد يكون مقصوراً على الحفاظ أو قد يكون مقصوراً على من يعرف بداية الآية .
النوع الثالث : الكتب المؤلفه في مفردات القران الكريم وتفسير غريب ألفاظه وأشهر هذه الكتب كتاب الراغب الأصفهاني المعروف بالمفردات وهو كما قلنا قبل قليل كيف تبين هذه الكتب غريب اللفظ والمبهمات في ما يرد من نصوص القران والسنة .
النوع الرابع : وهو الكتب التي ألفت في الترتيب الموضوعي لآيات القران الكريم ، وهي أنها فهرست آيات القران الكريم حسب موضوعاتها العقيدة ، توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية ، الطهارة ، الصلاة ، الجهاد ، المعاملات ، ما إلى ذلك ثم يأتي تحت كل موضوع بالآيات التي تناولته من أهم سمات هذا النوع أنه يرد تحته آيات التي تضمنت الفكرة حتى لو ما كانت تتضمن الكلمة ذات العلاقة بالموضوع ، فهي تقوم على دراسة المفهرس اللي هو صاحب الكتاب للآية ومعرفة إن كانت هذه الآية لها علاقة بموضوعه فيقوم بإدراجها تحت هذا الموضوع .
يبدوء أن من أشهر الكتب في ذلك المعجم الموضوعي لآيات القران العظيم لصبحي عبد الرؤوف ، كذلك الترتيب و البيان عن آي القران قام بتأليفه محمد زكي صالح ، ومن أشهرها وأحدثها تقريبا كتاب جيد فيه ستة مجلدات هو تصنيف آيات القران الكريم هذا الكتاب ألفه محمد محمود إسماعيل ، يمتاز بكثرة موضوعاته ، يمتاز بكثرة تفريعاته ، يمتاز بكثرة إستيعاب أكبر عدد ممكن من الموضوعات و القضايا و الأفكار ولذلك ستجد مثلا في قضايا الدعوة وموضوعاتها في هذا المعجم الذي ألفه محمد محمود إسماعيل أنه فرع للدعوة تفريعات عديدة جداً جداً تيسر على الداعية أن يتناول موضوعه و يجده بسهولة ويسر .
نوعاً أخر من تلك الكتب في مجال القران الكريم ، الكتب المؤلفة في تفسير القران الكريم بالقران ، أو تفسير القران الكريم بالقران والسنة ومن أشهر ذلك تفسير ابن كثير المعروف بتفسير القران العظيم وكذلك كتاب أضواء البيان في إيضاح القران بالقران لمحمد المختار الشنقيطي ، أيضاً نضيف لذلك الكتب المؤلفة في تفسير القران بالمأثور كتفسير الأمام الطبري المعروف بجامع البيان عن تأويل آي القران ، والمقصود بالمأثور يعني مايرد من أقوال الصحابة ومايرد في علمهم وفهمهم لدلالتة هذه الأيات ومعانيها و تفسيراتها ، وهو لا شك مجال من أوسع وأرحب للغوص على مافي آيات القران الكريم من معاني و درر .
أخيراً من أنواع الكتب ذات الصله بالقران الكريم و آياته ، الكتب التي ألتزمت بذكر الآيات في الموضوعات التي تناولتها ، حددت موضوعات معينة عديدة في كتاب واحد ثم صار يدرج هذه الآيات تحت كل موضوع ، فكان هناك تصنيف موضوعي ولكن بطريقة أخرى تختلف عن معاجم التصنيف الموضوعي التي ذكرنها في فقره سابقة .
من أشهر الكتب في هذا النوع كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ، فهو موضوعات عديدة كل موضوع يدخل تحته جملة من الآيات القرانية ذات الصله بالموضوع ، أيضاً كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري ، والمنهج في هذا الصنف من الكتب يعتمد ذكر عدد من الآيات و الأحاديث في كل موضوع تم إيراده فيها .
هذا كل ما يتعلق بدرسنا هذا اليوم حيث تكلمنا عن الطريقة الثانية من طرق الوسائل المعينه على تحقيق النص المتثبت منه وتكلمنا عن المعرفه بطرق تخريج الحديث و الحكم على روياته صحة وضعف ، ثم تكلمنا عن طرق تخريج الحديث ، وأشرنا إلى الإستفادة من مؤلفات بيان معاني مفردات القران الكريم و غريب الحديث ، كذلك أشرنا إلى الإستفاده من كتب الأشباه و النظائر ثم الإستعانه بكتب التصنيف الموضوعي ثم الإستفادة من برامج الحاسب الآلي ، ثم دخلنا في طريق ثالث من طرق تحقيق النص المتثبت منه وتكلمنا أولا عن الكتب الخاصه بالقران الكريم وعلومه تحت موضوع معرفة أصناف الكتب المعينه على إختيار الشواهد وتحديد أماكنها ،جاء الحديث في هذا الموضوع تحت المعاجم المفهرسة لألفاظ القران الكريم والمعاجم التي فهرست القران حسب أوائلها و كتب التي بينت مفردات القران وتفسير غريبه وكتب الترتيب الموضوعي وكتب تفسير القران بالقران أو القران بالسنة وكتب تفسير القران بالمأثور وأخيراً الكتب التي التزمت بذكر الآيات في الموضوعات التي تناولتها .
 
المحاظرة (16)

.


المحاظرة (16)



**فقه النص الفقه الصحيح

الفقه يتم على مرحلتين
1-النص المتثبت منه
2-معرفة المعنى الدقيق لنص والعمل على ربط الشاهد فيه ربط دقيق
أ-مايغيب الدآعية على تحقيق هاتيين المرحلتين ليدرك بهما فقه الصحيح لنص
وتمكن أيراد تلك المسائل المعينه على تحقيق فقه النص على مايلي :
1-الأستعانة بالنص المتثبت منه من الوسائل المعينه على تحقيق هذا النص والأستفادة
من اصناف الكتب التى يجد الداعية فيها المعاني المفصلة لنص والموضحه كمافيها
ويجد منها الفوائد العديده التى تراوح العلماء في مدى اقتصرعلي مايراه مفيد والأطلاع
على هذه الكتب في النوعي مفيد لداعيه.
ب- الأتصال بأهل العلم الرآسخين فيه وهذا أساس ووسيلة مهمة بأنه لايمكن لك أيه الداعية
ولايمكن لطالب العلم أن يتتلمذا فقد على الكتب لابد أن يتصل بالعلماء الذين لديهم الأدوات
المهمة والمنهجية الضرورية لفهم مسائل العلم والأدراك مغازي نصوص القرأنية والنبوية
فهم الذين يجلون لنا كثيراً من كلام العلماء ويربطونه بأصوله وأسسه وركآئزه
حتى ندرك معهم الفهم الصحيح من تلك النصوص وحتى نزود من حصيلتنا العلمية لأستقراء
تلك النصوص ونرتقي منهجياً في التعامل معها وأستخراج ماله صلة بقضيانا وموضوعتنا.
*يجب الاتصال بأهل العلم الراسخين فيه الذين وهبهم الله القدرة على أستبصارعلى مافي تلك النصوص من معاني ودررلايتأتى لدآعية الوقوف عليه بجهده ولذلك لابد

ان يستعين بمشائخه وعلمائه رجوعه لتلك النصوص في مضانها لكتب التفسير والشروح سواء كانت نصوص قرآنيةاو نبوية لايكفي كما كان اتصاله بأهل الخبره والرأي يكمل له فقه النص ويتمم له معانيها التى يحتاجها وهكذا الصوره وآضحه تتم وفق هذه الأليه يقرأ في تلك الكتب ويطلع على كلام أهل العلم شآن ماهوبصدد
من نصوص يريد أن يوظفها في مخاطبته الدعويه ثم بعد ذلك ينظر الى فيما لدى مشائخه وعلمائهتلك النصوص حتى يتأكد أنه استجلى وبصوره صحيحة وبفقه أكيد مافي هذا النص قبل أن يسوقه لناس ويقدمه لهم مستشعرأنه يقدم دلالةً النص كما أرادها الله فهو موقع عن الله تعالى وموقع عن رسوله صلى الله عليه وسلم .
*يشاورهؤلاء العلماء في المناسب من المعاني لتلك النصوص المناسبة خصوص أذا تعددت
او كان فيها خلاف بين العلماء ثم يختار منها الأنسب في حال المدعوا والأصوب قد يرى
معناًمناسب لكنه ليس هو الصائب ولكن الأصوب في الغالب هو الذي سيكون الأنسب لكن
ربما أنه يرى بفهمه وهو فهم قاصرأن هذا المعنى

أنسب لكنه ليس أنسب الأنسب
دائماً هو الأصوب الذي يتفق مع مراد الله سبحانه ومع مراد رسوله صلى الله عليه وسلم
في النص.
ينزل بعد ذلك هذه المضامين ودلالاته على المدعوا وعلى أشكاله فيراعي بذلك طبيعة المدعوا
وخصائصه وسماته فيؤثر عليه فعلاً من خلال تلك المخاطبه.
ج-أن فقه النص لكونه يقوم على معرفة صفات المدعوا ويقوم على الدرايه

بأحواله فأنه من
المحتم ان كل مايحقق ذلك لداعية يعد لازماً وضرورياً لمعرفة معنى النص والدرايه بمضمونه
حينا ينوي الأستدلال به ان معرفة حال المدعووواقعه هو أمرضروري ليكتمل لداعيه
فهم النص .اذا لايتم لداعية الفقه الصحيح لنص الا أذا توافر فيه الأمرآن كما نقلنا ذلك عن
شيخ الأسلام ابن القيم رحمه الله .
-علم بدلالة النص ومعناه وحكمه
-علم بواقع الأمروطبيعته وخصائصه
فيرتبط الأمران ويتناغم هذا التطبيق بينهمافنكون قد سقنا النص بمراده سياقاً صحيحاً
وافق الفقه الصحيح ,هذا يكون متفق مع حال المدعوا وضروفه يتم ذلك لداعية أذا نظر
الى أحوال المدعوا وفي صفاته ونظر أيضاً في النص القرآني او النبوي الذي تحدث
عن هذه الأحوال اوتلك الصفات لهذا المدعوااو ذاك , يتأمل في وآقعه ومايحيط به في بيئته
والأطلاع على رأيه ومنطقه وفكره وتوجهه سواًبأن يستمع منه اويقرأ في كتبه ,كما الحال
ان نتعامل مع بعض الفئات كاليهود والنصارى فنقرأ في تراثهم ومدوناتهم ومؤلفاتهم
لنعرف منطقهم وتوجههم ورأيهم ’نتسنى بذاك أحوالهم فيتأكد لنا الطريقة الصحيحه
لأنزال دلالة النص القرأني او دلالة النص النبوي على هذه الحال لتلك الفئات من الناس .
الفقه الصحيح لنص له أنواع
ومن الأمور الهامة التي يجب ان نراعيها ونحن نتعامل مع مضمون النص حينا نسعى
لأستجلائه ومعرفة دلالته لابد أن نعرف الحد الذي يحافظ على عملية فقه النص في
مسارها الصحيح سلامتها من الأنحراف هذا الأنحراف المؤدي الى تغييير المراد
من النص وتحريفه حيث يمكن القول أن لدينا نوعين من الفقه او الأدراك
او الفهم لنصوص.
-النوع الأول:متعلق بالنصوص التي يدور فهم المراد منها على الأجتهاد في
بعض المسائل الخاصة ,والأمر فيه سعة طالما توفرت لدى الرأي في النص
من العلماء أدوات الأجتهاد لديه الفقه والأدراك والعلم وأدوات الأجتهاد المتصله
بأصول الفقه وأصول التفسير هذه الأدوات التي تكتمل بها لديه القدره على ان
ينظرفي هذا النص ويجتهد لستنبط منه مايراه ممثلاً لمراده وحقيقته ,يقوم على
الأجتهادفي بعض المسائل الخاصة لأنه ثمت أمور واضحه بينه تناولتها نصوص
محكمه لسنا بحاجه فيه الى الأجتهاد لأن الدلاله واضحه ,نضرب أمثله على ذلك
حتى تتضح الصوره -اجتهاد أبي بكر وعمر رضي الله عنهمافي تسيير جيش
أسامة بن زيد الى الشام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ’وقصة هذا الجيش
كماتعلمون ان الذي أمر بتكوينه وحدد مهمته وحدد جهته التي سيذهب اليهاوهو
في الشام في منطقة البلقاء لمقاتلة الروم وحدد قائده وهو اسامة بن زيد رضي الله
عنه هو الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه اربع مسائل حسمها الرسول صلى الله عليه
وسلم قبل وفاته فقد عقد لوآئه بيده الشريفة لأسامه وحدد جهته وحددمهمته وقبل ذلك
أمربتكوينه بل انه صلى الله عليه وسلم حدد موعد انطلاقه وكان هذا الجيش يتجهز
خارج مكه فلما جائه نبأ مرض الرسول عليه السلام انتظرو حتى يروا مايسهر
عنه مرضه صلى الله عليه وسلم فلماجائهم الخبربوفاته صلى الله عليه وسلم
رجعوا الى المدينه لأن حالاً جديده قد جدت تستوجب ان يعقد الرأي فيها ويتم
التشاور حول الأجراء الذي يناسب هذه الحال ويعالج أفرازاتها ونتائجها ,
كان من أبرز الأراء الأجتهاديه أزاء هذا النص , رأي رأه عمربن الخطاب
رضي الله عنه وبعض الصحابه معه في أن يبقى الجيش في المدينه ليحميها
وهي عاصمة الدوله الاسلامية لأن المسلمين بحاجة الى مقاتلة المرتدين و
بحاجة الى ان يكونو حذرين من المتربصين بالأسلام والمسلمين وبعاصمة الأسلام
وهي المدينه وغيرها من المنافقين وغيرهم وهورأي من حيث ماقام عليه من
حيثيات صاعد ومكونات الأجتهاد ورأى ابو بكر رأي آخر وقال يجب ان نلتزم
بدلالة النص كا قررها الرسول وقال" والله لأحلوا لواء عقده الرسول بيده الشريفه"
وعمر يقول لا نلغى هذه المهمة ولكن تؤجل الى ان يستتب الوضع عمر بن
الخطاب انشرح صدره لما رأه ابو بكر وعلما أن هذا هو الأصوب لكنه عاود
الأجتهاد في جزئية أخرى من جزئيات هذا النص وهو أن اسامة شاب لازال
شاب صغير في السابعة عشر من عمره فكأنه قال لو نقيم معه من يساعده ويشترك
في قيادة الجيش ابوبكرايضاً أصرقال لعمررضي الله عنهما يقيمه رسول الله وانا
أُقيله يبقى كما هو وهكذا انصرف الجيش الى مهمته في الموعد المناسب لتحقيق
الهدف المناسب وبدأ الناس يرقبون من المتربصين وغيرهم هذا التصرف
الغريب من المسلمين ويقولون هؤلاءيموت نبيهم ويبعثون جيشهم لمقاتلة الروم
دعونا ننتظرفما اقدم على التصرف هذا الا فئة واثقة من نفسها دعون ننتظر
مايسفر عنه هذا البعث ثم بعد ذلك نقرر موقفنا المتربص بالمسلمين والأسلام
وفعلاً حقق الله لهذالجيش ماأراد من النصر فكان هذا سبباً لتأييد الأسلام تثبيته
وركون المتربصين الى دولتهم .هنا اجتهد ابوبكر وعمر وكلا الأجتهاديين
مبرراً وصحيح . وهذا شاهد على ان هذه من المسائل التي يقبل فيها الأجتهاد
وهذا هو النوع الأول من النصوص التى فقهها قابل للأجتهاد فلم يُلم عمر
على أجتهاده كما أنه لم يتعصب له ويصر عليه لأنه يعرف انه اجتهد .
*النوع الثاني: من الفقه لنصوص هو متعلق بالنصوص التى جائت دلالاتها
بصيغة القاطعه ولا مجال لشيء من الأجتهاد في أعمالها لوضوح الأستدلال
بها وكل النصوص المحكمة شاهده على ذلك ,الحديث عن العقائد والأمور
الأساسيه والمقاصد العامه التى في الأسلام هذه النصوص بتلك الصوره
توقف التأويل الغير صحيح لأننا لسنا بحاجة فيها للأجتهاد فدلالاته
واضحه تبعد الاشتباه بين معانيها فهي ليست من النصوص المتشابهه
ولذالك حين تفسرنجدها قد أبانت مايحتاجه الناس منها وميزته عن قد
مايختلط به وكفتهم مؤنة الأختلاف وتبعاته ,ونحن نقول عندما ينعدم الفقه
الصحيح لهذا النوع من النصوص وهي النصوص المحكمة الواضحه
الدلاله سرعانا ماتظهر الأثار السيئه أذا لمجال لأهمالهاوالأستفاده مما فيها
الا بفقه صحيح لمضامنها ولذالك من اجتهد في هذا النوع من النصوص
فهو يجتهد في تشريع الأسلام وفقهه ويصرفه عما أريد منه هناك ضرر
نقف على شيء منه ناجم من انعدام الفقه الصحيح لنص نجتده يصيب
مضمون الدعوه نفسهاوينال منه كل ماتحويه النصوص من تشريعات
وتنظيم وأومر ونوآهي اتصلت بالعقائدي او العباداتي او المعاملاتي او
الأخلاق سيطرى عليه تشويه وتغيير أذا لم نفهم مرآدت النصوص وفق
ماجائت به بالفعل.أذا انعدم هذا الفقه الصحيحة لن نرى من المدعو
الا أنصرافاً ولن نرى منه الا أعراضاً لأننا أربكناه وزدنا من تشويش
ذهنه بل ان التدهور سيطرى ويتفاقم بيننا وبينهم .نتيجة لهذا المضمون
الذي لايتفق مع المصلحه ولايتفق مع طبيعته وواقعه مضمون ليس فيه
مراعاة لأحواله وهي تلك المراعاة التى ننشدها,يزيدأتضاح هذا الأمر
حين نورد فقه سقيما لنص في بعض الأمثلة,فمن الأمثله
ماجاء في القرآن الكريم قوله تعالى"

[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]"إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر [/font][/font][/font]
[font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)][font=times new roman (arabic)]وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون[/font][/font][/font]."


هذه فئات جاء الحديث عنه في الايه وهي الذين امنوو,الذين هادو,والنصار
والصابئين,جاء الحديث عنه معطوفه بعضها على بعض بحرف الواو وهويفيد
المعيه والاشتراك جاء الحديث عنه بقوله من آمن بالله واليوم الآخروعمل
صالحافلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون " المعنى الصحيح
لتلك الأية ان من آمن من الفرق القديمه وهم واليهود والنصار
والصابئين على أعتبارها امة انزل عليه كتاب من آمن بهم وبأنبيائهم وبكتبهم
ومات على ذلك قبل ان ينسخ دينه فهو داخل في هذا الوعد الذي جاء في الأية
وهو المغفرة والتامين من الخوف ومن لم يؤمن بذلك فقد حل عليه العذاب
الفقه السقيم الخاطىء لهذا النص والذي استغله البعض قالوا ان القران يثبت
ان هذه الفئات الاربع متساويه ولايسوغ ان نخطىء واحده منها فكل هذه
الفئات الأربعه اهلها اصحاب دين وانزل عليه كتاب وتعبدو بالكتاب الذي
انزل عليهم فاليهود هذا الزمان على رأي صحيح وطريقة سالكه وكذلك
النصاروكذلك الصابئه شأنهم بذلك شأن المسلمين ولذالك لايصوغ للمسلم
ان يقول لليهودي ولنصارى انت مخطىء وبتالي لايسوغ له الأسلام
فكلهم يعبد الله على دينه وفق ماجاء به نبيه على ضوء كتابه الذي انزل
اليه وهذا فهم خاطء مغالط وصار يروج في هذه الايام حتى يتم تسويغ
فكرة التقارب بين الأديان والدمج بينها والغاء الفروق بينها والغاء قضية
ان الأسلام هو الدين الصحيح الناسخ لكل الأديان ’قال ابن عباس ان هذه
الأية نزل بعدها قول الله تعالى"ومن يبتغي غير الأسلامي دينافلن يقبل
من" دل على ان الأسلام الصحيح ولايقبل بعد ذلك اي دين من الناس
مهماكان حتى لو كان دينا سماويا ,
الحديث عن الفقه الصحيح لنص يدعونا الى ان ننتبه من هذه التأويلات
الباطله لنصوص والتى حرفت افهام النصوص المحكمة الواضحه
الدلالة الى افهام لاتوافق مراد الله ولاتوافق مراد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكانت سببا في انحراف الناس في عقائدهم وعباداتهم
وافكارهم واخلاقم وسلوكهم وهذا هو واجبنا نحن الدعاة ان نتاكد
ان النصوص تساق وفق مراد الله ومراد رسول الله .
 




المحاضرة الســــــــــــــادسة ..



حديثنا عن ما تبقى من الناحية الأولى وهي كونها المبلغ عن الله سبحانه وتعالى وعن الرسول صلى الله عليه وسلم, أي الموقع عن الله والموقع عن رسوله, والناحية الثانية تعاظم الخطأ نتيجة لخطأ الداعية حين يخطأ, الناحية الثالثة التي تبين أهمية موقع الداعية وخطورة هذا الموقع, إن تلقي الناس من الدعاة يفوق تلقيهم من غيرهم فبالتالي فإن تأثرهم بالدعاة أكثر من تأثرهم بغيرهم من الناس, أيضاً سنتكلم في لقاء اليوم بمشيئة الله عن السبب الثاني من أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي وهو كون العلم شرط لصحة القول والعمل, لاحظوا معنا أننا نتكلم في الموضوع الرئيسي وهو أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي.. السبب الأول هو أهمية موقع الداعية ونحن الآن نتكلم في النواحي التي تبين هذه الأهمية وتلك الخطورة للداعية, الناحية الأولى هي التي تكلمنا عنها في المحاضرة السابقة وهي كون المبلغ عن الله سبحانه وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم,ذكرنا في نهاية المحاضرة السابقة شيء من أقوال السلف الصالح وقبل ذلك بعض الآيات واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تبين تورع الصحابة عن الحديث عما في القرآن والسنة من أحكام طالما أن هناك من يكفيهم ذلك مخافة أن ينسبوا شيئا لله لم يقل به وينسبوا شيئا للرسول لم يقل به,أيضا من تلك الأقوال والآثار ماجاء من قول ابن مسعود رضي الله عنه حين قال: يا أيها الناس من علم شيئا فليقل لما لا يعلم الله أعلم.. هل أنت تستطيع أن تجيب على كل شيء؟ طبعاً لا.. ولذلك لا اشكال عندك إن قلت لا أدري,فأنت تكون قد حققت لنفسك السلامة وتخلصت من سوء مايترتب على القول الباطل مما يحمله الناس عنك,فيتعبدوا الله سبحانه وتعالى تحليلا واحريما بأشياء غير صحيحة, أيضا علم المرء أن يقول لما لا يعلم الله أعلم,فقد قال الله سبحانه وتعالى(قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين),( لايكلف الله نفسا إلا وسعها), هذه مسألة مهمة يجب أن تكون في الخلدان ويجب أن نتربى عليها ونربي عليها غيرنا,فالقرآن والسنة ليست حمى مستباح ومرتع خصب لكل ما هب ودب,فيأتي الواحد يتحدث في التحليل والتحريم وما إلى ذلك باعتبار أنه عرف شيء من هذه العلوم ثم يكتشف لاحقاً أنه قد جانبه الصواب,الناحية الثانية التي تبين أهمية موقع الداعية تعاظم الخطأ نتيجة لخطأ الداعية أو تعاظم الضرر, تعاظم وكبر السلبية والضرر المترتب نتيجة لخطأ الداعية إذا بلغ مالا يعلمه مما جاء في الكتاب والسنة , قد يفتقر الداعية إلى العلم بما يدعو إليه ولذلك فهو هنا قد تتوافر لديه المناهج الصحيحة للإتصال بالمدعو بأن يعرف كيف يتصل به؟كيف يؤثر به؟..​

يعرف مثلا الحوار يعرف الجدال يعرف الموعظة,لكن ليس معه العلم الصحيح,لم يعرف الحكم الصحيح من الكتاب والسنة حول تلك المسألة التي سيخاطب بها المدعو ولذلك امتلاكه للاتصال الدعوي المؤثر لكن غياب العلم الصحيح عنه لم يحقق به شيء وسيضيع عليه تحقيق هدف الدعوة خصوصا وانه سينقل للمخاطب معنى خاطيء ليس في الكتاب والسنة فيكون سببا في تضليله وخداعه ولذلك العلم بما سنتكلم فيه أمر لازم لابد أن نتحقق منه قبل أن نبدأ بالاتصال بالناس ودعوتهم لابد أن تعرف ما تدعوا الناس إليه,سواء تدعم ذلك مما في الكتاب أو مما في السنة,فيما يتعلق بمسائل الحلال والحرام في مسائل الأمر والنهي وفي مسائل دفع الناس إلى أمر أو ردعهم عن شيء آخر وهكذا,سيشعر الداعية أن الناس متلهفين إلى قوله, خصوصا إذا جاءوا يستفتونه ويسألونه حول تلك المسائل وتعاملوا معه وكأنه المفتي العالم إن تيقنت أنك عارف بعلم هذه المسألة فباشر أخبار الناس بها وإلا تتوقف ولا تحمل نفسك مالا تطيق,افتقار الدعاة إلى العلم من أهم الأسباب في انفلات أمر الدعوة مع الأسف ولذلك حين كثر المتحدثون بغير علم ظهر الأدعياء في أوساط الدعوة الذين يتكلمون بما لا يعلمون والشاهد على ذلك والدليل عله ما تضمنت التأكيد على استصحاب الداعية أثناء دعوته للبصيرة والحكمة فعلم الداعية كما قلنا من مقتضيات توفر البصيرة الدعوة على بصيرة, البصيرة بحكم المسألة والبصيرة بحال المدعو والبصيرة بمضمون ما في القرآن والبصيرة بمضمون ما في السنة ثم البصيرة بأحوال المدعو,إذا غابت البصيرة في شيء من هذه الأشياء فإن الداعية افتقر حتما إلى الحكمة . وباشر أمرا لا يتقنه وساهم في إضلال الناس وتفويت الخير عليهم, (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن) ونحن إن شاء الله من أتباع محمد لن ندعوا إلا على بصيرة,بصيرة بما في الكتاب والسنة وبصيرة بأحوال الناس,قال الله سبحانه وتعالى: ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة), والحكمة مستقاة من الكتاب والسنة ,الحكمة أن تعرف أن الحلال حلال كما جاء في القرآن وأن الحرام حرام كما جاء في القرآن والسنة فتنقله لهم وفق مراد الكتاب والسنة,قال الإمام القرطبي في بيانه للبصيرة التي جاءت في تلك الآية(أي على يقين وحق منه, ومن ذلك فلان مستبصر بهذا أي عارف له عالم به) قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله حول ذلك: (فأنا على بصيرة من ديني أي على علم ويقين من غير شك ولا افتراء), ويقول أيضا حول كلمة الحكمة الواردة في هذا النص القرآني( ومن الحكمة الدعوة بالعلم),قال الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار المعروف: أن البصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل, أيضاً جاء في كلام ابن عثيمين رحمه الله معنى الحكمة بأنها إتقان الأمور وإحكامها بأن تُنزل منازلها وتُوضع في مواضعها ,ولم يتأتى لك تُنزل أمرا منزلته إلا إذا كان على علم,
ولذلك يجب أن ننتبه إلى أن غياب الداعية العالم بما يدعو إليه فيه إيذان بتمرير الجهالة في وسط الناس, فيه باب من أبواب السوء تدخل على الناس حين يتكلم الجهال في الناس والناس مساكين لا يفرقون حين يأتيهم من يقف موقف العلماء وموقف الدعاة لا يستطيعون التفريق فيعرفون أن هذا عالم بما يقول أو هو غير عالم بما يقول فيصدرون عنه ويأخذون منه فيصدرون عنه ويأخذون منه وليس لديهم آداة يفرقون فيها بين المخطئ والمصيب والعالم أو المتعلم,جاء هناك نوع من النهي والزجر لمن أقدم على الحديث فيما لا يعلم,فهو من القول على الله بغير علم,قال الله سبحانه وتعالى:قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله مالا تعلمون).. جمع في هذه الآية جملة من الأمور المحرمة الشديدة في تحريمها وكان آخرها أن تقول على الله مالا تعلم, جاءت هذه الآية في سورة الأعراف ورقمها 33 لاحظوا معي كيف قرن الله بين هذه الأمور الشنيعة وبين القول بغير علم,أيضاً يقول الله سبحانه وتعالى :ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) سورة النحل.
هذه النصوص تقتضي في حقيقة الأمر وتدل على أن خطورة هذه المسألة وهي تخالف ما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنه مما كانوا يتورعون عنه حين ينسبون شيء لله أو لرسوله صلى الله عليه وسلم,قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فيما جاء في رواية سفيان بن عيينه: (من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح), وحسبنا بهذا الأثر لبيان تعاظم الخطأ نتيجة لخطأ الداعية,فلنتنبه لذلك.
الناحية الثالثة التي تبين أهمية موقع الداعية وخطورة هذا الموقع إن تلقي الناس من الدعاة يفوق تلقيهم من غيرهم, وتبعاً لذلك فالتأثر بهم ابلغ وأمضى من تأثر الناس بغيرهم,الداعية صوته منتشر,الداعية صوته يصل إلى مساحات كبيرة وتتلقاه آذان بالآلاف بل بالملايين بل إن الناس إذا سمعوا من الداعية صاروا ينقلون الكلام عنه إلى غيرهم ولا يزال صوته ينشر رأيه وكلامه وأحكامه تسير بها الركبان في كل أقاصي الأرض ,ولذلك إذا شعرت أيها الداعية أن صوتك ينتشر هذا الانتشار وأن الأثر المترتب عليه سواء كان أثراً إيجابياً أو أثراً سلبياً ليس محدود في فئة معينة,ليس محدود في أهل بيتك أو أسرتك أو زملاء العمل أو الأصدقاء, إنما هو صوت طارت به الركبان وتحدثت به الألسن بل ونقلته وسائل الإعلام إلى خارج بلادك بل وعبر المحيطات ووصل القارات الأخرى, يجب أن تستشعر خطورة هذه المسألة وتتأكد أن الكلمة التي تصدر منك تزن طناً من أثرها وقوتها فما بالك إذا كانت هذه الكلمة خاطئة وصار الناس يصدرون عنها ويبنون عليها عبادتهم ويحللون سيء حرمه الله أو يحرمون شيء أحله الله والسبب هو أنت حين تكلمت بغير علم, هذه الناحية تبين كيف أن موقعك خطير جداً , يجب أن تراعي ذلك, وكما قلنا مسألة أن نيتك صالحة ولكن قولك خاطئ لا يفيد بشيء إلا في مسألة حالتك أنت كداعية,أنه يفوتك الأجران ولا ينالك إلا الأجر أنك اجتهدت وربما تكون آثم إذا لم تكن متحري في استقصاء العلم يعني كنت متساهل في مسألة لم تتأكد منها وتعجلت بطرحها فأنت قد تكون أقرب إلى الإثم منه إلى الإعذار لا تُعذر بذلك,لكن إن كنت سليم المقصد وتعتقد أنك تعرض الحق ولكنك لم توفق إليه ثم نطقت بهذا الكلام الخاطئ وسار به الناس.. سلامة المقصد كما قلنا في لقاء سابق لا تصلح هذا العمل ولا تصحح المفهوم عند الناس. والناس يتلقون عنك هذا الكلام الخاطئ ويعملون به ما شاء الله أن يعملوا به إلى أن يكتب الله لهم من ينبههم عليه ويردهم عنه.
لدينا في ذلك حديث مهم نختم به هذه الناحية وهي أن تلقي الناس من الدعاة يفوق تلقيهم من غيرهم وهو حديث جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (من سن سنة صالحة في الإسلام فعُمل بها بعده كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعُمل بها بعده كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينتقص من أوزارهم شيء)
دلالة الحديث واضحة وجليه ولذلك نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون ممن يسن السنة الحسنة وممن يطرح الكلام الصحيح وممن يتورع ويخاف من التعجل في ذكر الرأي الشرعي حول مسألة من المسائل إلا عندما يتيقن من علمه بها ولذلك مفسدة تأخير بيان الحق وهي مفسدة أسهل بكثير من التعجل في بيان الحق واكتشاف أنه خطأ ولذلك لا بأس من إرجاء البلاغ حتى تمام العلم ثم نبلغ بعد ذلك, هذا هو السبب الأول من أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس العلم..
السبب الثاني: كون العلم شرط لصحة القول والعمل.. والله سبحانه وتعالى كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم جعل لقبول العمل شرطين مهمين أما الشرط الأول فهو الإخلاص..النية الصحيحة.. والشرط الثاني هو المتابعة, المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والمتابعين لما جاء في القرآن الكريم , دعونا نتوقف قليلاً عند مسألة المتابعة وهي الشرط الثاني من شروط قبول العم, إذا قلنا أن المتابعة هي أن نأخذ عن محمد صلى الله عليه وسلم ما نقله إلينا عن ربه في القرآن الكريم وما حكاه لنا بأقواله وأفعاله وتقريراته.. السؤال: كيف نتابع محمد, كيف نقلد محمد حتى نظمن أن نكون على صواب؟.. طبعاً لن نتمكن من متابعته إلا إذا عرفنا سيرته, عرفنا قوله,عرفنا حكمه, عرفنا رأيه, عرفنا توجيهه, عرفنا بيانه للأشياء, فإذا عرفنا هذه الأشياء ومعرفتنا لما كان عليه الرسول (ص) في أقواله وأعماله وتقديراته في سيرته في توجيهاته في أوامره وفي نواهيه وفي تشريعه وفي توضيحه لكل شيء, معرفتنا لهذه الأشياء كلها تجتمع تحت كلمة العلم.. العلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم.. إذاً وبسهولة نقول: ليس هناك متابعة إلا بعلم, ولذلك قلنا أن السبب الثاني من أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس العلم كون العلم شرط لصحة القول والعمل لا يقبل العمل منك إلا إذا كنت عالماً لأنك إن كنت عالماً استطعت أن تتابع محمد صلى الله عليه وسلم لأن العلم مكنك من معرفة ما عليه صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته ولذلك الإخلاص لوحده غير كافي لقبول العمل ( أفمن ضل سعيه في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) هؤلاء الواقعون في الخطأ والزلل والشرك والخرافات والبدع والواقعين في شركيات تنقض أعمالهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. يعني نيتهم صادقة لكن الله يقول عنهم ( أفمن ضل سعيهم في الحياة الدنيا) يعني سعيهم راح هباء.. لماذا؟ لأن ليس فيه المتابعة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وغياب المتابعة سببه غياب العلم بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم, علم الداعية بما يقوم عليه جهده الدعوي من قول أو عمل شرط لازم للحكم على هذا الجهد بالصحة والسلامة, فلا بأس أن نورد بعض الشواهد وهي كثيرة ولكن ستقتصر منها ما يفي بالغرض لنبين أهمية هذه المسألة فالرسول صلى الله عليه وسلم أنتدب من يدعوا الناس ويعلمهم ممن حذق العلم وعرف مسائل الدعوة كمعاذ بن جبل رضي الله عنه حيث بعثه إلى اليمن كما نعرف وأيضاً فإنه لاشك أن ذلك يرتكز على قاعدة كبرى وضعها الإسلام يقوم عليها سلامة المنهج وهي قوله سبحانه وتعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) جاءت هذه الآية في سورة محمد.. جاء الأمر فيها بالعلم قبل القول والعمل , اعلم من هو الله قبل أن تباشر الاستغفار, في ميدان الدعوة كان العلم واضح وحاضر ومتضمن في الكتاب الكريم الذي انزله سبحانه وتعالى على رسوله قال سبحانه وتعالى: ( وأنزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) في سورة النمل.. أي أنزلنا عليك الذكر والمقصود به القرآن الكريم لتبين للناس يا محمد بأقوالك وأفعالك ما نزله الله عليهم من هذا الذكر مما جاء فيه من أحكام الشرع والوعد والوعيد وبناءاً على ذلك كان النقد شديداً لمن باشر البيان دون علم ودراية قال الله سبحانه وتعالى: ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) المقصود هنا أن كل من يتصدى لدعوة الناس ويباشر إصلاحهم في شأن الله سبحانه وتعالى أو في شأن شرائعه الوافية بغير علم ولا حجة ولا بينة أو برهان واضح لا يستوي الأمر بين من باشر ذلك بعمد أو بغير عمد من حيث الأثر السيئ المترتب على ذلك لأن دعاة الضلالة سيورثون سوءاً دعاة الحق الذين غاب عنهم العلم سيورثون سوءاً فغياب العلم اجتمع فيه دعاة الحق ودعاة الضلالة ولكن الفرق بينهما أن دعاة الحق صاحب نية سليمة ومقصد واضح لكن غياب العلم لا يشفع له في أن يكون قوله صحيح.
هذه تقريباً كل ما يتصل بهذا السبب من أسباب أهمية قيام مناهج الدعوة على العلم وكون العلم شرط لصحة القول والعمل لذلك من المهم أن نستشعر هذه المسألة.
 
المحــ15ـــــــاضرة...


بسم الله الرحمن الرحيم
.... وحديثنا لازال موصولا حول أسس بناء مناهج الدعوة وفي لقئنا السابق فرغنا من الأساس الأول وهوالنص المتثبت منه وسنستهل بمشيئة الله تعاالى في هذا اللقاء الحديث عن الأساس الثاني من تلك الأسس التي تحقق لنا البناء الصحيح المحكم لمناهج الدعوة هذا الأساس هو فقه النص وسنتناول ضمنه في هذا اللقاء تعريفه ثم أهم ركائزه ثم طرائق تحقيقه فنستعين بالله ثم نقول إن فقه النص يتكون من كلمتي الفقه والنص أما الفقه فهو في اللغة الفهم فيقال فقه أي فهم وأدرك واستوعب والنص هنا هو نص القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف طبعا نحن اذا أضفنا الفقه إلى النص وقلنا فقه النص فإن المراد بهذا المركب الإصطلاحي هنا في ضمن تناولنا لأسس مناهج الدعوة باعتباره الأساس الثاني من أسس بناء تلك المناهج المراد به فهم مافي النص الفرآني ونص الحديث النبوي الشريف من مضامين تتصل بما يتحدث الداعية بشأنه مع المدعو وتوظيف تلك المضامين وفق الفهم الصحيح للتأثير في المدعو وإقناعه هذا الفهم يقوم على ركائز من أهمها الركيزة الأولى الفهم الشامل لكل مايقوم عليه النص من معاني وأحكام طبعا هذا يشمل أربعة أمور..الفهم الشال للنص والسياق الذي جاء فيه ومناسبته وباقي المسائل والقضايا الأخرى التي اشتمل عليه النص هذه أربعة أمور لايحصل الفهم الإجمالي للنص إلابتوافرها هذه المسائل الأربع لايمكن للداعية أن ينال منهجا محكما مبني الفقه الصحيح للنص إل إذا توافرت فيه واستطاع أن يستجديها ويتحقق منها في كل النصوص التي يتناولها إذا غاب الفقه الصحيح للنص وغاب إدراك الداعية لما في هذا النص من دلالة ومعنى لاشك أنذلك سيؤثر بالتالي على النتيجة المطلوبة في المدعو فلا يتأثر بهذا الطرح الدعوي وربما يكون سببا في انصرافه وعدم قبوله هذا الشأن على أهميته اعتنى به العلماء جاء في كلام لابن القيم رحمه الله في الفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم فهم كلام رسول الله والتأكد من ذلك قال: (ينبغي أن يفهم من الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولاتقصير فلا يحمل كلامه مالايحتمله ولايقصر به عن مراده وماقصده من الهدي والبيان وقد حصل باهمال ذلك والعدول عنه من الضلال عن الصواب مالايعلمه إلا الله بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع) .. والأمر واضح في كلام ابن القيم رحمه الله وهو يقول ليس هناك بدعة وضلالة إلا أصلها فهم خاطئ للنص وقديكون هذا الفهم غير مقصود ولكن سببه الجهل وقديكون مقصود بالتحريف من قبل أئمة الضلالة والزيغ الذين يتلاعبون بنصوص القرآن والسنة فيؤولونها ويفسرونها كما يريدون لتتفق مع هواهم فيؤثروا على العواع والعوام مساكين ليس لهم إلا أن يأخذوا عن علمائهم وهؤلاء العلماء لايخافون الله سبحانه وتعالى وليحتفون بكلام الله ولا بكلام رسوله ولايستشعرون قدسية هذا الملام وأهمية هذا الوحي وعظم هذه النصوص فيعبثون بها هذا العبث الذي ترتب عليه هذا الفساد العظيم في العقائد والقيم والأخلاق وفي العبادات والشواهد على ذلك كثيرة وهي مشاهدة للأسف في أكثر من مكان وزمان ... أيضا الركيزة الثانية من ركائزفهم النص.طرح معنى النص بصورته الصحيحة وعرضه بالشكل المناسب لكل أصناف المدعوين وأحوالهم حتى لايكون سوء الطرح أوضعف المعنى غير المتفق مع المعنى الأصلي للنص يكون سببا في هدر الداعية لما في النص من دلالة وقوة وفاعلية واقناع وتأثير لاحظ معي أنت الآن فهمت النص وعرفت معناه بقي عليك الان أن تفهم حال المدعو وواقعه حتى تعرف الكيفية المناسبة التي تنزل بها دلالة النص على واقع هذا المدعو فيكون هناك انطباق وتناغم بين دلالة النص الصحيحة وبين حال المدعو الذي ستقوم بعلاجه فتكون بذلك استثمرت كل مافي النص من قوة وفلاعلية وتأثير لاحظ معي أن عدم التناغم في طرح الداعية لمعنى النص على واقع المدعو يضيع من فؤصة الإستفادة من دلالة النص وقوته وفاعليته وتأثيره ولذلك نجد مفاجأة أن المدعو لايتأثر بالنص لايجد فيه مايشد انتباهه والعلة ليست في النص لكن العلة في طريقتك أنت أيها الداعية حين لم تستوعب المعنى الصحيح وتستوعب الحال الصحيح والواقع الفعلي للمدعو فتسوق هذا النص بالصورة التي تناسب هذا الواقع لهذا المدعو تحقيق هذا الأساس يقوم على هذا التلازم بين تلك الركيزتين المعنى الصحيح وفهم واقع المدعو توفر هذين الأمرين شرط ليتم التأثير في المدعو شرط ليتم اقناع المدعو فإن من أهم سمات المنهج الدعوي اشتماله على الآتي: نص تحقق للداعية فيه فهم مضمونه وإدراك دلالته والتأكد من موافقته لحال المدعو.. الأمر الثاني:.. القدرة على سياقه للمدعو بما يناسب حاله ويعالج إشكاله لابد أن يتلازم الأمران حتى يستثمر النص الاستثمار الصحيح في أقصى درجات الإستفادة فالفقه الصحيح للنص يقوم على معنى شامل يتجاوز معرفة مضمونه ودلالته فقط إلى المعرفة بحال المدعو المعرفة بطبيعة واقع المدعو وإشكالاته التي يعانيها وتسعى أنت أيها الداعية إلى تخليصه من تلك الإشكالات هذا هو المعين للداعية على اختيار الكيفية المناسبة لطرح مضمون النص بما يناسب واقع المدعو وعليه فيجب أن نحذر أن نباشر الاتصال بالمدعو بالصورة الخاطئة التالية وهي أن نسوق لمدعو عرفنا حاله وإشكاله بنص لم نفهم مضمونة ونفقه دلالتة أوأن ننزل نصا فقهنا مضمونة ودلالته على مدعو لم نعرف حاله ولاأي مشكلاته الأمر واضح لكني أعيده مرة أخرى وأقول: قد يكون عندك نص استوعب مافيه من فقه وعرفت معانيه ودلالته لكنك تنزل هذا النص على مدعو لم تفهم واقعه هنا خطأ... صورة أخرى: أن يكون عندك مدعو عرفت حاله وسبرت واقعه وفهمت إشكاله ثم أتيت بنص لم تفهم مافيه من دلالة ومعنى وذهبت تنزل هذا النص بفهمك غير الصحيح على هذا المدعو الذي فهمت واقعه إذأً تحصل نفس المشكلة فهاتان صورتان متغايرتان لسوء الفهم إما للنص أو لواقع المدعو من الشواهد على تلازم الأمرين وهوفم المدعو وفهم فقه النص ماجاء في قول الله تعالى مخاطبا موسى وأخاه هارون: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أويخشى) _سورة طه_ التوجيه فيها هنا لموسى عليه السلام وأخيه هارون بأن يخاطبا فرعون بقول لاخشونة فيه حين إذن حري به أن يمعن النظر في هذا القول الذي يبلغ له من فرعون ويخشى بذلك عقاب الله الموعود به على لسانهماهما فهما حال فرعون ذلك الرجل الظالم الذي يقول ويفعل ويبطش وأدركا أنه مشرك بل إنه يدعي الألوهية ثم إنهم فهموا دلالة ماذهبا به من مضمون قرآني يتعلق برسالة موسى عليه السلام لفرعون فتم التطابق بين المعنى الوجود في رسالة موسى وبين حال فرعون فتحقق استثمار لقوة النص وفاعليته إن القول بالحق الذي فقهناه تمام الفقه صاحبه الأسلوب المناسب لحال المدعو وهذا لايتأتى للداعية إلابعد أن يفقه النص بالمعنى الشامل لفقه النص والذي جاء الحديث عنه منذ قليل على ضوء ذلك يمكن القول بأن اتصاف المضمون الدعوي بالصحة والوجاهةوبكونه من الحق غير كافي لأن يمضي في أوساط المدعوين ويحصل به اقناعهم لو افتقر إلى الأسلوب المناسب وطريقة جميلة لعرضه فاللمضمون وأسلوب عرضه تلازم ضروري يعني المضمون الحق الذي فقهناه و الأسلوب المناسب لعرض هذا المضمون تلازم ضروري لأن المضمون وحده لايكفي لأن يقتنع الناس به لابد من أنبياء يعرضونه وهؤلاء الأنبياء أتقنوا فن العرض فصار التلازم بين المضمون الحق وبين الأسلوب الجميل والطريقة المناسبة لعرض هذا المضمون فيتحقق بذلك الأثر ولذلك هناك حالات لإلتقاء المضمون الحق بأسلوب العرض يترتب عليها النتيجة المترتبة حين يحصل الأمران أونفتقر إلى أحدهما أوكلاهما الحالة الأولى .. أنيكون المضمون حقاً وطريقة عرضه مناسبة فنتيجة ذلك وأثره على المخاطبين إيجابية القبول يعني يندر ألا يثمر ذلك عن أثر إيجابي على المدعو وهو إذا وجد المضمون الحق الذي فقدناه ووجد الأسلوب المناسب لعرضه لابد أنيثمر ذلك نتيجة إيجابية في حق المدعو ويتأثر بها,, الحالة الثانية ..أن يكون المضمون ال دعوي حق وطريقة عرضه غير مناسبة وفي ذلك إهدار لما في هذا النص من قوة وفاعلية ونتيجة ذلك في الغالب الإعراض من المخاطبين لأن أسلوب الداعية هنا أسلوب أهدر مافي النص من قوة وفاعليه وتسبب في تشويه مضمون الإسلام وصرف المدعو عن قبول هذا المضمون طبعاً هو إعراض قد يتفاوت في قوته وحدته إلا أنه في الغالب يعطي نتيجة سلبية إذا قام الداعية بعرض مضمون الإسلام المضمون الحق بصورة وطريقة غير مناسبة ... الحالة الثالثة... أن يكون المضمون باطل غير صحيح منكر وطريقة عرضه مناسبة جميلة استوفت النهج الصحيح لمخاطبة الآخرين والتأثير فيهم حين إذن النتيجة في الغالب وفي تلك الحالة أنها ستكون ايجابية وسيتأثر المخاطب بهذا ا الأسلوب الجميل الذي حمله المتكلم هذا المضمون الباطل وهذا وارد في إشارات في القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى : (ولاتلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون) فيه إشارة إلى أن دعاة الضلال قد يأتون بالباطل غير الصحيح المنكر ثم يزينونه أويلبسونه ثوباً من الحق ويقدموه للناس في أسلوب جميل استوفى اجراءات النمهج الصحيح للمخاطبة فيتأثر الناس به وينخدعون به إذا لاسبيل للتأثير في المدعو إلا إذا تلازم المضمون الحق والأسلوب المناسب لعرضه
حديثنا الآن عن طرائق تحقيق فقه النص كيف تتمكن أيها الداعية من أن تفقه النص فقها صحيحا كيف تتأكد بصورة تجعلك تطمئن إلى أنك تورد دلالة النص وفق مراد الله من النص ..تورد دلالة الحديث النبوي وفق مراد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث يمكن القول بأن فقه النص يتم على مرحلتين .. المرحلة الأولى ... من خلال بعض ماتيسر للداعية من إجراء أثناء تثبته من جهده حين اختياره للنص والتأكد من مناسبته ومطابقة مضمونه ومحتواه للموضوع المطروح كي يتم له إيراده بصورة صحيحة ذلك لايتم إلا بشئ من فقه مضمونه ومعرفة معناه كما مر معنا في الأساس الأول وهو النص المتثبت منه أنت أساسا لم تتمكن من تحقيق هذا الأساس إلا إذا عرفت موضع الشاهد منه وعرفت مدى مناسبته لحال المدعو كيف تسوقه نطقاً للقارئ أو كناية للمخاطب هذه الأمور المعرفية المتعلقة بالنص هي في حقيقتها فقه لمعناه لكنه فقه أولي ليس فقع مستوعب فيه سبر لكل مافي النص من دلالة هذا هو المرحلة الأولى من مراحل فقه النص وهي قد 0تمت لك حين كنت تختار النص وتتحقق وتتثبت منه ... الصورة الثانية .. وهي الأعمق هي تلك المعرفة الدقيقة لمعنى النص المراد والعمل على ربط الشاهد فيه بقضية أو الموضوع المطروح للمدعو أنت الآن وصلت لمرحلة الغوص النصي سبر دلالته معرفة كل مايتصل في معنى شاهده بقضية المدعو والذي تريد أن تخاطبه فيه حتى تتمكن من الربط بين دلالة هذا النص وبين حال المدعو...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
 
المحاضرات 12 و19 و2 أتمنى الانتهاء من التفريغ منها بأسرع وقت حتى يتم تلخيصها وتنسيقها حتى نستطيع تسلم المذكرة في الوقت المحدد .
شكراً
 
المحاضرة التاسع عشر [ 19 ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إخواني الطلاب وأخواتي الطالبات من منسوبي قسم الدعوة الدارسين لمقرر مناهج الدعوة في المستوى السادس أُحييكم في مستهل اللقاء التاسع عشر من لقاءات هذا المقرر المبارك وسيكون حديثنا في هذا اللقاء بمشيئة الله تعالى موصولاً بما إنقطع الحديث عنه حول الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوة وهو ’’ الدلديل المنسجم مع الدعوة ‘‘وكنا بدأنا الحديث في طرائق تحقيقه ثم ذكرنا النوع الأول من أنواع الدعاوى وهو الدعاوى المتضمنة الأمور الحسية و سنتكلم إن شاء الله في هذا اللقاء عن أبرز أساليب المنهج الحسي و سنتكلم أيضاً عن مواطن إستعمالات المنهج الحسي ثم سنشير إلى خصائص المنهج الحسي فينتهي الحديث بذلك عن المنهج الحسي لنبدأ الحديث بعد ذلك و في نفس حلقة اليوم عن النوع الثاني من أنواع الدعاوى وهو الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية .
نقول مستعينينا بالله إن للمنهج الحسي أساليب أبرزها ما يلي :
أولاً : لفت الحس إلى التعرف على المحسوسات للوصول عن طريقها إلى القناعات ( لاحظ معي ) لفت الحس اللي هي الحواس الخمس خصوصاً السمع و البصر إلى التعرف على المحسوسات المتاحة الموجودة أمامك ( يعني ببساطة أقولك أنظر هذه .. إلمس هذه .. إسمع القول الفلاني .. هذا معنى لفت الحس إلى المحسوسات الموجودة للوصول عن طريقها إلى القناعات كما في قوله تعالى "وفي الأرض آيات للموقنين و في أنفسكم أفلا تبصرون وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء و الأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون " نقول للناس عبر هذه الآية في الأرض آيات للموقنين فتش في الأرض أنظر هذه المظاهر الكونية العجيبة براكين تتفجر و أرض تمور و تتزلزل ومُطر تنزل وسحب تتكون و بذور تنبت و تكبر و تثمر آيات ..! لابد أن تسأل نفسك يعني كيف جاءت ؟ هذه الأشياء محسوسة أنت تنظر إليها .. تسمع بها .. بل إنك تشمها و تلمسها , هذا من أهم الأساليب قال الله تعالى أيضاً في آيات أخرى و الآيات و الأحاديث كثيرة لكننا نورد منها ما يكفي لبيانها قال تعالى " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنهم الحق أولم يكفي بربك أنه على كل شيء شهيد " بلا والله سبحانه و تعالى , و في أنفسهم .. جسمك أيها الإنسان شيء محسوس " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " لفت الحس إلى شيء محسوس وهو الجسم و في هذا الجسم مالا نهاية له من العجائب و الغرائب و بدائع صنع الله سبحانه وتعالى , هذا هو الأسلوب الأول من أساليب المنهج الحسي , الأسلوب الثاني هو أسلوب التطبيق العملي .. أسلوب التطبيق العملي على وجه يشاهده المدعو و يعرف منه كيفية تطبيق الفعل المأمور به الذي ندعوه إليه , الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ فعل شيئاً من ذلك و باشر أسلوب التطبيق العملي _ عليه الصلاة والسلام _ حين كان يعلم الناس الصلاة والحج وأمر الناس بأن يقتدوا به وكان يقول لهم " صلوا كما رأيتموني أصلي " وكذلك يقول لهم " خذوا عني مناسككم " و لشك إن هذا تفعيل قوي للحس فالرسول _ صلى الله عليه و سلم _ يتوضاء الوضوء على الصورة الصحيحة ثم يصلي الصلاة على صورتها الصحيحة هذه أشياء محسوسة مشاهدة في الواقع فيقول للناس " أعملو حواسكم و انظروني كيف أتوضىء و أنظروني كيف أصلي فخذوا وضوءكم و صلاتكم عني " هذا ببساطة أسلوب التطبيق العملي و هو من الأساليب المهمة في المنهج الحسي و هكذا الشأن في الحج يقول الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ " أنا أحج بالصورة الصحيحة فأنظروني بحواسكم وتعلموا مني كيف تحجون " و أنا أعتقد أن هذا ميدان قوي واسع في الدعوة إلى الله سواءً في جلب الناس للإسلام و ترغيبهم فيه و إغرائهم بما فيه من مضامين أو في تعليمهم و ارشادهم فما يتعلق في الجانب الأول وهو جلب الناس للإسلام ( لاحظ معي ) أن غير المسلمين وهم يشاهدون المسلمين في شعائرهم و سلوكياتهم و تعاملاتهم و إنتظامهم وتوادهم و تراحمهم إذا جاءو يتوضؤون في معاد واحد ثم يذهبون إلى المسجد في معاد واحد و يصفون صفوفاً واحدةً أمام إمامٍ واحد يقتدون في تكبيراته و سجوده وما إلى ذلك .. هذه صورة حسية لافتة و بقوة لحس غير مسلمين و هي صورة مؤثرة كانت من أقوى عوامل إغراء غير المسلمين بالنظر في الإسلام و بالتالي الدخول إليه و الإيمان بما فيه , الأسلوب التالي من أساليب المنهج الحسي القدوة العملية في تعليم الأخلاق و السلوك وهذا له علاقة بالأسلوب الثاني لكن قد يكون فيه شيء من التخصيص جاء الله رسوله _ صلى الله عليه و سلم _ قدوة للمؤمنين قال سبحانه و تعالى في الآية الكريمة " لقد كان لكم في رسول لله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر وذكر الله كثيراً " ليس عليك أيها الإنسان العبد إلا أن ترى تلك الأسوة وهي الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ و تقتدي به فتدلك لما فيه فلاحك ونجاتك , هذه الآية جاءت في سورة الأحزاب .
كان خلق الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ القرآن وقد جاء ذلك على لسان عائشة _ رضي الله عنها _ حين سُألت عن خلقه _ صلى الله عليه و سلم _ فقالت " فإن خلق نبي الله _ صلى الله عليه و سلم _ كان القرآن " فهو نموذج حيٌ يجسّد القرآن في حياته و كل أفعاله و أقواله و لذلك إذا رأيته في هذه الحال في كل ظروف حياته فكأنك ترى القرآن يمشي على الأرض فهو قدوة .. أسوة نصدر عنه و نأخذ منه و نحن نقتدي به في إمتثال تلك القدوة ليرانا الآخرون فيقتدوا بنا و يتأثروا بما نحن عليه من الأساليب الخاصة بالمنهج الحسي تغيير المنكر باليد على وجه يشاهده و يحسه صاحب المنكر .. تغيير المنكر باليد حس على وجه يشاهده ( حس لاحظ ) إحساس صاحب المنكر و يعد هذا الإنكار أقوى درجات الإنكار إن كان الداعية أو المحتسب قادر عليه ( ننتبه لذلك ) فهي درجات للإنكار لكل درجة منها مواضعها التي تسوغ فيها , جاء في حديث أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه _ عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قوله " من رأى منكم منكراً فليغيروه بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه .... إلى آخر الحديث " من أمثلة ذلك ما فعله النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لما فتح مكة بتلك الأصنام التي كانت تحيط بالكعبة حيث طعنها بعود في يده فتساقطت على وجهها ثم بعث سرايا إلى الأوثان وهي اللات و العزى و مناة و يخارج الحرم فتم تكسيرها , يعني هنا هو في هذا المقام ليس بحاجة إلى أن يقول للناس أكسروها فهو قادر على أن يغير المنكر بيده فتبعات ذلك ( غير معروف ) و ليس لذلك أثر سلبي فباشر بيده و أمام عباد هذا الأصنام تغيير المنكر بصورة حسية أحسوها بحواسهم فتأثروا بها حين رأوا هذا الصنم المبجل هذا الصنم المعظم لا يرد عن نفسه شيئاً و إنما يسقط على الأرض على وجه جامداً متحطماً لا خير فيه لنفسه ناهيك أن يكون فيه خير للآخرين , هذا أسلوب جيد يصلح أن يباشره مثلاً المربي في أسرته مع أولاده بالطريقة المناسبة الحكيمة و المدير مع مرؤوسه وهكذا ... إن كان الموقف فعلاً سائغ لمباشرة هذا التغيير باليد , الأسلوب الأخير من أساليب المنهج الحسي تأييد الرسل عليهم الصلاة و السلام بالمعجزات الحسية و الخوارق وهذا حدث مع الأنبياء كلهم تقريباً الذين سبقوا الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ ومع الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فإبراهيم عليه السلام أُيّد بمعجزة بعدم التأثر بالنار وموسى بمعجزة العصا و اليد و عيسى بإبراء المرضى و إحياء الموتى و الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ أيد بمعجزات كان أقواها و أطلقها و أعظمها هو القرآن الكريم و الصلة المشتركة لتلك المعجزات لدى هؤلاء الأنبياء عليهم السلام أنها سمات تتناسب مع ميول و إهتمامات أقوامهم فحين كان فرعون و قوم فرعون من قوم موسى عليه السلام يهتمون بالسحر ساق الله سبحانه و تعالى له معجزات تتناسب مع هذه الإهتمامات و حين كان العرب يهتمون أكثر ما يهتمون باللغة العربية و البديع و البيان و الفصاحة ساق الله سبحانه وتعالى لهم تلك معجزالمعجزة الكبرى و هي القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فأعجزهم أيما إعجاز ناهيك عن المعجزات الأخرى التي ساقها الله على يد رسوله و هي كثيرة _ عليه الصلاة و السلام _ هذا كل ما يتعلق بأساليب المنهج الحسي . لدينا الآن مواطن إستعمالات المنهج الحسي يعني أين نستخدم المنهج الحسي .. ماهي الظروف أو الحالات التي يكون المنهج الحسي فيها مجدي ؟ فيها مؤثر فيها مقنع , عندنا بعض المواطن نذكر من أهمها عندما نكون ( هذا الأول الموطن الأول ) عندما نكون محتاجين لتعليم الأمور التطبيقية العملية و الدعوة إليها التي تحتاج إلى تفهيم و هذا التفهيم يحتاج إلى تطبيق ولذلك نستخدم هذا المنهج الحسي وكل ما كان الأمر المدعو إليه دقيقاً و هاماً و تفصيلياً كانت الحاجة إليه أشد كما فعل الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ في تعليم الوضوء و الصلاة و الحج باشر هذه الأمور عملياً أمام الناس و أمر الناس أن يرقبوه وهو يأديها فتعلموها على وجه صحيح هذا موطن مهم من مواطن إستخدامات المنهج الحسي لدينا أيضاً موطن آخر وهو أن يُستخدم في دعوة العلماء المتخصصين في العلوم التطبيقية التجريبية و يُعين في ذلك الإستدلال بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم و السنة المطهرة مع ملاحظة عدم استخدام النصوص الشرعية لتأييد النظريات العلمية والفرضيات ويكتفى بالإتشهاد بها على الحقائق العلمية الثابتة و بأسلوب مناسب دون تحويل الآيات مالا تحتمل من المعاني ( ما معنى هذا الكلام ) نقول يعني انه في مجال العلم التجريبي التطبيقي و بالذات مع العلماء نستخدم المنهج الحسي للفت النظر إلى أشياء محسوسة إكتشفها العلم لنثب للعلماء وهم أصحاب فكر و منهج قوي من المدعويين براعة الإسلام و سبقه و إعجازه في هذه المسألة حين يتحدث القرآن على سبيل المثال عن الظلمات الثلاث للجنين في بطن أمه و جعل العلماء من غير المسلمين يحتارون كثيراً في مراحل تطور الجنين بينما القرآن أخبر على أن الجنين مغلف في تلك الظلمات واحدةً فوق الأخرى ثم يأتي علماء المسلمين ويلفتوا أنظار غير المسلمين إلى هذا الإخبار العظيم حول تكون الجنين بتلك الصورة و مراحل تكونه من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى كذا كذا إلى أن يكسى عظاماً ثم رأى العلماء ومن واقع التجربة و التطبيق حصول هذه المراحل في تكوين الجنين ووجود هذا الجنين في تلك الظلمات الثلاث , هذا منهج حسي واضح لمخاطبة هذه الفئة من الناس لكن ( و يجب أن نقف عند لكن هنا ) يجب ( لاحظ معي ) ألا نستخدم الإكتشاف العلمي دليلاً على صحة الدليل القرآني أو النبوي لأننا نجزم أن النص القرآني أو النص النبوي الصحيح أصح و ايقن ولا يمكن أن يتطرق عليه أخطاء ولذلك على سبيل المثال لو أثبتنا صحة الآية القرآنية بإكتشاف علمي ثم تبين بعد سنوات أن الإكتشاف هذا صار خاطىء و فهم العلماء له غير صحيح فهل معنى ذلك أن الآية سقط مضمونها و أختلف ..!
لا العلة ليست في دلالة الآية فدلالة الآية صحيحة مطلقة لا إشكال فيها إنما العلة في جهد العلماء فهم ظنوا أن هذه الظاهرة الكونية تتسم بهذا التفصيل ثم تبين لهم بعد ذلك و بعد إجراء المزيد من الدراسات أن فهمهم خاطئ فالذي يتطرق إليه الخلل جهد البشر و ليس النص القرآني أو النص النبوي الصحيح . فيجب أن ننتبه لهذا الإحتراز ونحافظ عليه ولذلك نحن نأتي بالإكتشاف العلمي كشاهد نستأنس به فقط على صحة القرآن و السنة في قضايا الإعجاز وليس دليل على صحة الكتاب و السنة وحين نستأنس بالإكتشاف العلمي على ما في القرآن و السنة من مضامين فنحن بذلك نلفت نظر غير المسلمين حسياً ( حسياً ) إلى عظمة القرآن الذي أشار إلى هذه القضايا العلمية من أكثر من 14 قرناً ( الصورة أعتقد بهذا الطرح واضحة ) أيضاً من مواطن إستعمالات المنهج الحسي حين ندعو المتجاهلين للسنن الكونية الذين ينكرون البداهيات العقلية هؤلاء المعاندين تفيد معهم الحقائق المعتمدة على المحسوسات وعلى هذا الأساس جاءت كثير من معجزات الأنبياء _ عليهم السلام _ ماديه محسوسة مثلاً محاجة إبراهيم _ عليه السلام _ مع الطاغية الذي إدعا أنه يحي و يميت إلى أن بهتة إبراهيم حين قال له : إن الله يأتي بالشمس بالمشرق ( ظاهرة كونية محسوسة ) الله كل يوم يأتي بها من المشرق تفضل لنا أيها المدعي فأتي بها من المغرب وهكذا .. تسقط والإستطراد في تلك الأمثلة كثير ومتعدد وهو لا يخفى عن علمكم لكن الوقت تقريباً لا يسمح بإراد شيء من ذلك لكن الآن هذا المثال بيّن لنا تقريبا ما يمكن أن يتضح به هذه المواطن التي يسوغ و يحصل فيها إستخدام المنهج الحسي . ننتقل الآن إلى خصائص المنهج الحسي سمات ( يعني الأمور التي إمتاز بها ) من أبرز ذلك سرعة تأثيره لإعتماده على المحسوسات لأن القضايا الحسية يتأثر بها الناس أسرع من القضايا الأخرى ( يعني يسلم بها كل إنسان عادة فإذا لم يُظهر المدعو تسليمه بما رأى دلّ ذلك على عناد و إصرار و مكابرة و ليس على عدم إقتناع فهو مقتنع لكنه مكابر و معاند ) ومن هنا توعد الله سبحانه و تعالى الذين أصروا على كفرهم بعد رُؤيت المعجزات النبوية الدامغة طلبوا معجزات فحققوا لهم .. ثم طلبوا المزيد فحققت لهم ومع ذلك ينكرون الآن لا سبيل لحصول أي لجس عندهم فقد إتضحت الرسالة و بانت على حقيقتها لهم لكنهم عاندوها و جحدوا بها ليس لعدم قناعتهم بها و إنما هو الكبر و الغرور وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلو قال الله سبحانه و تعالى حول ذلك " قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء ( قال على طلب قومه هم طلبوا ذلك ) تكون لنا عيداً لأولنا و آخرنا و آية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين ( قال الله ) إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداّ من العالمين " لأنها إذا نزلت فقد قامت عليكم الحجة فقد لمستم بأييديكم ( دليلاً على صدق رسالة عيسى عليه السلام ) و لذلك حين تنكرون بعد ذلك لكم إلا العذاب و العقاب الأليم , جاءت هذه الآيات الكريمة في سورة المائدة .
من خصائص المنهج الحسي عمق تأثيره في النفوس البشرية لمعاينتها للسيء المحسوس ومن هنا قيل " ليس الخبر كالعيان " فالأنفس تتأثر به خصوصاً إذا رأت الآثار السلبية لما هم عليه من حال و أفكار سيئة و الإسلام يدعوهم إلى تركها , الخصيصة الثالثة للمنهج الحسي سعة دائرته لإشتراك الناس جميعاً في إدراك كثير من الأمور بالحس و هذه لغة مشتركة بين كل البشر مسلمهم و غير مسلمهم ملحدهم و غير ملحدهم كلنا تقريبا كبشر نشترك في هذه الحواس ونتعاطى بصورة واحدة مع المحسوسات و لذلك سعة الدائرة التي يؤثر بها المنهج الحسي كبيرة جداً ومن السائغ أن نستخدمه في تلك الدائرة الواسعة و نستثمر ما فيه من مزايا . ننتقل الآن إلى النوع الثاني من الدعاوى و نستهل الحديث عنه بما يسمح وقت هذه الحلقة وهو الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية و هي ليست فيها حس و إنما فيها مضامين تُعمل في العقل وتُنشأ في العقل و يتم تعاطيها بلغة العقل و الفهم ولذلك ربما لا يسوغ أن نستخدم فيها الدليل الحسي الملموس لكن مواطن التعامل معها وتداولها في العقل و الدليل المناسب المثمر هو التأمل و التفكر , يصعب طرح هذا النوع من الدعاوى على أرض الواقع كما نتعامل مع المسائل الحسية المجردة و لذلك فإن الدليل العقلي أو الذي نسميه البرهان قال العلماء عبّر عنه علماء الإسلام بالبرهان وهكذا جاء الحديث عنه في القرآن الكريم " قل هاتوا برهانكم " هو المناسب البرهان هو المناسب لإثبات هذا النوع من الدعاوى ونحن نعبر عنه في مقررنا بالمنهج العقلي لأنه يرتكز على العقل .. يدعو إلى التفكير .. يدعو إلى التدبر و الإعتبار هذا النوع من الأدلة يحتاج إلى أن يبحث الداعية لدى المدعو عن الحد الأدنى من القناعة التي يشترك معه فيها بشأن تلك القضية التي يطرحها الداعية عليه هذه القناعة المشتركة بين الداعية و المدعو على أمر معين هي الخلفية المعرفية لهما التي يتفقان عليها ثم ينطلقان منها لإتمام النقاش حول القضية المطروحة . أهم شيء أن أشترك أنا و المدعو في خلفية علمية حول تلك القضية لا نختلف فيها حتى ننطلق منها كمل يقال " ننطلق من أرضية مشتركة " يجب أن يؤسس الداعية على تلك الأرضية المشتركة بينه و بين المدعو الدليل العقلي لأن الدليل العقلي المبني على تلك الأرضية المشتركة ملزم للمدعو لا يستطيع المدعو إنكاره لأنه إذا أنكر الدليل العقلي معناه أنه أنكر الخلفية المشتركة و القناعة المسلمة بها و التي أخذنا إقراره عليها , بعد ذلك ينطلق الداعية في وضع المقدمة العقلية وهي التي يترتب على إيمان المدعو بها ضرورة إيمانه بما يُبنى عليها ( لاحظ معي ) يترتب على إيمان المدعو بالمقدمة العقلية وهي الخلفية المشتركة بينه و بين الداعية ضرورة إيمانه بما يبنى عليها , يتجلى ذلك في أمور عديدة جاءت في القرآن و السنة منها قول الله سبحانه و تعالى " قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله و إنا أو إياكم على هدى أو ضلال مبين " الخلفية المشتركة إشتراكنا نحن مع المدعويين على إيماننا بأن الذي يرزق من السماوات والأرض هو الله , ثم ننطلق من هذه المقدمة لنبني عليها نتائج يجب أن نلزم المدعو بها تبعاً لإلتزامه بتلك المقدمة الدليل في هذه الآية قام معنى البرهان العقلي الذي ساق مقدمة عقلية مفادها أن أحد الفريقين على صواب و الآخر على خطأ فلم يدعي المسلم أن الحق معه قال إن الحق محتمل معي و كذلك الخطأ محتمل معي و شأنك كذلك وهذه مقدمة جيدة ثم قال : تعال نتداول المسألة التي بيينا فالذي يثبت الحق معه معناه أن الثاني مخطئ و بالطبيعي أن المسلم يستطيع أن يُثبت الحق معه فإذا ثبت الحق معه لزم المدعو أن يسلم بتلك النتيجة التي بناها على المقدمة و هي إحتمالية الخطأ و الصواب عند المدعو و الداعية , فيعترف المدعو بخطئه و حين إذن ليس إلا أن يقتنع ثم يسلم أو يعاند .
هذا كل ما يتصل بلقائنا في هذا اليوم حيث تحدثنا معكم حول الدعاوى المتضمنة الأمور الحسية و ذكرنا أبرز أساليب المنهج الحسي وذكرنا كذلك مواطن إستعمالات المنهج الحسي ثم ذكرنا أهم خصائص المنهج الحسي ثم بدأنا الحديث في النوع الثاني من أنواع الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية و سنكتمل الحديث عن هذا النوع من أنواع الدعاوى في اللقاء القادم بحول الله أقول قولي هذا و أصلي و أسلم على محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ~

إنتهت المحاضرة و لله الحمد


و أخيراً الحمد لله الذي هدنا لهذا و ما كنا له موقنين
و جزاء الله كل من بذل جهد في العمل المبارك و أسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم (f)(f) ~
 
المحاظرة ( 12 )

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم أخواني الطلاب و أخواتي الطالبات في لقائنا الثاني عشر من لقاءات مقرر مناهج الدعوه ، نسال الله التوفيق والإعانة .
كنا نتحدث فيما مضى في أسس تكوين مناهج الدعوة وكان حديثنا لا يزال موصلا بالأساس الأول وهو النص المتثبت منه ، وكنا نتحدث أيضاً في طرائق تحقيق هذا النص ، وكنا أيضاً في الجانب الثاني من تلك الطرائق وهو الإستعانه بالوسائل المعينه على تحقيق النص المتثبت منه وتوقفنا في هذه الوسائل على المعرفه بطرق تخريج الحديث والجكم على روياته صحة وضعف ، وبينا كيف أن الداعية ليس معني بما يقوم به رجال علم المصطلح وعلم الجرح والتعديل وعلم الرجال من دراية كامله بدراسة السند و المتن وإنما هو يستفيد مما وضعوه من علومهم التي تمكنوا بها من الحكم على كل ما نسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنعرف من ذلك الحكم على هذا الحديث صحتاً أو ضعفاً ، قبولاً أو رداً ، بقي أن نشير في ذلك إلى طرق تخريج الحديث حتى يكون عندنا دراية بها ، وذلك أن تخريج الحديث يتم بطريق أو عدة طرق يعني ممكن نجملها في خمسة طرق :
الأول : بواسطة معرفة راوي الحديث من الصحابة ، إن كنت تعرف من رواه ، فإذا كنت تعرف أن الذي رواة أبو هريرة أو عبد الله بن عمر فتعود إلى هذا الحديث من خلال راوية في مجمل روايات هذا الصحابي .
الطريق الثاني : هو معرفة أول لفظ في متن الحديث أن كنت حافظ للحديث و تعرف أول كلمة فيه فمن خلال هذه اللفظه نستطيع أن نبحث عن الحديث في المعاجم التي فهرست أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم حسب بدايتها آي بدايات المتن .
الطريق الثالث : أن تكون عارفاً للفظ بارز من الفاظ الحديث ويشترط أن هذا اللفظ لا يكثر دورانه وإستخدامه من ضمن الألفاظ ، يعني على سبيل المثال مثل كلمة لفظ الجلالة الله إذا جاءت في الحديث فهذه الكلمة يكثر دورانها في أحادرث الرسول يعني يكثر إستخدامها في أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم ، ولذلك ليست مدخل مناسب أو طريق مناسب لنبحث من خلاله عن هذا الحديث ، لكن مثلا كلمة مثلا نهراً أو كلمة مثلا جبل أو كلمة كفارة ، إذا وردت مثلا هذه الكلمات في أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم ، وكلما كانت المفرده قليله الإستخدام كلما كان هذا الطريق اسرع بالنسبة لك في الحصول على الحديث الذي تريد أن تحصل علية .
الطريق الرابع : أن تكون عارفاً لموضوع الحديث هل هو في الطهارة في الصلاة في الزكاة في الحدود في الأخلاق في المعاملات في البيوع هل هو في قصة محدده بعينها ، مثلا حول قضية الرسول صلى الله علية وسلم تكلم عن أحد المسلمين وهو مخيريق الذي كان يهودياً فقال مخيريق خير يهود فأنت تعرف قصة هذا الحديث وموضوعه فمن خلال هذه تبحث عن هذا الحديث ، من خلال هذا الموضوع ، أو مثلا حول قضية الحدود حدود مثلا الكفارات وما إلى ذلك المهم أن الفكرة أو الموضوع الرئيسي للحديث يكون معروفاً عندك فترجع إلى الحديث من خلال هذا الموضوع .
الطريق الخامس : معرفة بعض الصفات الخاصه في سند الحديث أو متنه ، وبمعرفة المصدر الذي ورد فية الحديث نحدد إن كان مقبولا أم لا ، فإذا كان الحديث في الصحيحين اللي هو البخاري و مسلم سلمنا بصحته ولم نحتج أن نبحث عنه في كتب أخرى من كتب متون الحديث لنتأكد من صحته فمجرد وروده في البخاري أو مسلم هذا كافي لأن نحكم على هذا الحديث بإنه صحيح ، اما إن كان الحديث وارداً في السنن الأربع أو في المسانيد فإن هذا يحتاج إلى النظر و وزيادة البحث حتى نتحقق من درجته ، على كل أن وقت الداعية وجهده كما قلنا محدودان مقابل مايطلب منه أثناء اتصاله بالمدعو ولذلك فإن من التيسير على الداعية في مسائلة معرفته بطرق تخريج الحديث حتى يحكم علية أن يكون في جهد علماء الحديث و علومه المختلفه كالمصطلح و الجرح و الرجال ما يكفيه مئونة هذا العمل فهم قد يسروا له الأمر ومهدوه له فهو موجود ولا إشكال عنده في ذلك ، والحمد لله المصنفات كثيرة في ذلك والكتب كثيره في ذلك وهي متيسره بل أنها صارت على هيئة اوعية الكترونية فصارت مجموعة من الكتب في متناول الداعية من خلال جهازه الحاسوبي يستطيع أن يسبح في تلك الكتب ويعرف آي حديث آي كان مصدره ، لدينا أيضاً في ما يعين على التثبت من النص و سيله جديدة على تحقيق هذا التثبت وهي الإستفاده من مؤلفات الخاصه ببيان معاني مفردات القران الكريم وغريب الحديث النبوي وذلك أن هناك كتب استقصت الغريب من الفاظ الحديث والغريب من ألفاظ القران الكريم التي تحتاج توضيح وإبانه ، ثم صارت تأتي باللفظ و تبين معناه وهذا شي مهم لان الداعية يحتاج لان يعرف دلالة اللفظ قبل أن يتكلم بدلالة الحديث للناس ، ويعرف المبهم في هذا الحديث ، والمبهم إما أن يكون معنى للفظ غريب لا بد أن يرجع إلية أو أن يكون المبهم علم لم يبين هذا العلم قد يكون اسماً لرجل أو اسماً لمكان أو اسماً لحادثه من الحوادث فيأتي بها مثل ماجاء في حديث الرسول صلى الله علية وسلم أن عندما كان في إحدى مغازيه وفي أثناء رجوعه وكانوا في منطقة يقال لها الأبواء بين مكة والمدينة ، الأبواء علم من المناسب أنك تعرف ماهو المقصود بالأبواء وأين يقع ؟ هل هو اسم مكان أو اسم رجل أو اسم قبلية وما إلى ذلك ، ثم تبينه للناس لان بيان هذه الأعلام وهذه المبهمات وهذه الغرائب يرتبط به بيان دلالة الحديث والحكم علية .

أيضاً من الوسائل المعينه على تحقيق التثبت من النص الإستفاده من كتب الأشباة و النظائر وهذه قد تكون الفائده منها محدودة إلا أنه لا بأس أن يكون لديك علم بها ربما أحتجت لها في بعض الجوانب ، الأشباة والنظائر هي كتب أعتنت بالمتشابهات في معانيها وألفاظها ، سواء في التراكيب أو في الألفاظ أو في بناء الكلمة أو في البلاغة والبيان الذي جاء في الآيات القرانية أو السنة هذا المتشابه قد يكون سبيلا للداعية يعرف من خلالة المقارنة بين المعاني المتشابهه ، فكلما قارن بين معنيين كلما كان ذلك أدعى لأن يبين المعنى الأصلي ويعرف بجلا دلالتة من خلال مقارنتة بشبيهه من الألفاظ أو من الجوانب البلاغية التي ترد في ذلك ، ليس هناك تقريبا حاجة ماسة لهذا النوع من الكتب كحاجتنا للوسائل الأخرى التي ذكرنها لكن من باب العلم بالشيء من المناسب أن نحيطكم علماً بهذا النوع من الكتب .
من الوسائل المعينة أيضاً على تحقيق النص المتثبت منة الإستعانة بكتب التصنيف الموضوعي وهي الكتب التي تعنى بجمع الآيات والأحاديث التي تجمعها قضية واحده في كتاب واحد ، لا يأتي بكل الموضوعات ثم يسرد تحت هذه الموضوعات الآيات أو الأحاديث الوارده تحتها وانما هو يختار قضية محددة مثل قضية الربا ويجعل لها كتاباً واحد ثم يعالج موضوع الربا من خلال النصوص القرانية و الحديثية التي تناولت قضية الربا ، ولذلك إذا كنت أنت أيها الداعية بصدد قضية كتلك ابحث عن الكتب التي أفردت للحديث عن تلك القضية سواء بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة ، إذا إطلعت على هذه الكتب ستجد أنها تأخذ بيدك إلى حشد كبير من نصوص القران والسنة ذات العلاقة بموضوعك أيضاً ستعينك بمعرفة دلالته هذه النصوص كيف قام صاحب الكتاب بتوظيف تلك الدلالته لخدمة تلك القضية التي تشترك أنت و إياه في معالجتها هذا شيء مهم ولذلك الإستفاده من جهود العلماء الذين سبقوك في طرح هذه القضية وبذلوا جهداً في جمع النصوص المتعلقه بها لا شك أن هذا من الحصافة التي يجب أن يتصف بها الداعية .
وسيلة أخيرة من الوسائل المعينة على تحقيق النص المتثبت منه الإستفادة من برامج الحاسب الآلي وهي تلك البرامج التي قامت بفهرست آيات القران الكريم أو أحاديث الرسول صلى الله علية وسلم سواء كانت هذه الفهرسة لفظية أو موضوعيه يعني حسب الألفاظ والكلمات أو حسب الموضوعات و القضايا والأفكار ، هذه الكتب تعين على تفسير ما في هذه الآيات والنصوص طبعاً وهي تتفاوت قد تكتفي بالتصنيف فقط وأحياناً تتبع التصنيف والفهرسه بتفسير وشرح وبيان لما فيها من أحكام إلى أخر الأمور التي من خلاله يخدم النص علمياً أو منهجياً ، طبعاً يجب أن نأخذ في الإعتبار ونحن نتعامل مع برامج الحاسب الآلي التي يسرت حشد الألاف الكتب في إسطوانة صغيرة تتحكم فيها من خلال اصابعك يجب أن نضع في الإعتبار أننا يجب أن لا نفقد مهارة الإطلاع المباشره للكتاب ، نحن لم نستطع من فهرسة هذه الكتب وإدخالها في برامج الحاسب الآلي الإ بعد أن كنا ماهرين في الإطلاع على الكتاب التفتيش فية ، البحث عن المعلومه من خلاله كل هذه الأمور يجب أن تكون في حوزتك بحيث أنك لا تأتي مباشرة إلى برنامج الحاسب الآلي وتتعامل معه بشكل مباشر أو أصم معاملة من لا يعرف كيف يقراء الكتاب ، كيف يستخرج المعلومه منه ، يجب أن لا تنقطع صلتك بالكتاب يجب دائماً أن تقلب في صفحات الكتب وتنظر فيها ، تطلع كيف قام العلماء بترتيب مسائلهم بكتابتها بفهرستها بتبويبها بتصنيفها ولذلك هذا يرتبط بمهارة منهجية أنت أيها الداعية وأنتي أيتها الداعية في أمس الحاجة لها ، العلاقه ببرامج الحاسب الآلي مهمة لكن هذا لا يعني أن تنقطع علاقتنا بالكتاب هذا هو الطريق الثاني فرغنا منة .
الطريق الثالث من طرق تحقيق النص المتثبت منه وهو معرفة أصناف الكتب المعينة على إختيار الشواهد وتحديد أماكنها في المصحف الشريف أو في كتب الحديث ، هذة الكتب كثيرة وحصرها يصعب سواء كانت في القران وعلومة أو في الحديث النبوي الشريف وعلومة لها أصناف متعددة ، لها طرائق مختلفة ، لها مناهج وإهتمامات متباينة ولذلك نحاول أن نستعرض بإيجاز هذه الكتب وأنواعها من خلال تقسيم سيعين بعون الله أن نعرف كل ما يتصل بهذه الكتب ذات العلاقة بنصوص الكتاب والسنة ونقول أن أول نوع هو الكتب الخاصة بالقران الكريم وعلومة ويدخل تحت ذلك أمور من ضمنها :
أولا : المعاجم المفهرسة لألفاظ القران الكريم ومن أبرزها وأكثرها شيوعاً وإستخدماً بين أهل العلم المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم للشيخ محمد فؤاد عبد الباقي أيضاً من نفس الصنف المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم وهو من تأليف علمي زاده فيض الله الحسني ، هذا النوع من المعاجم حتى نستفيد منها قامت هي أساساً على فهرست الفاظ القران حسب الكلمات ، نعين كلمة نعرفها في الآية ثم نجردها من الحروف الزائده و نعيدها إلى أصلها مثل كلمة الدعوة أو يدعونا نرجعها إلى أصلها وهي الدال والعين و الواو ، أو الدال و العين والألف الممدوده ، ثم نبحث عنها حسب حرفها الأول اللي هو الدال تحت نفس التصنيف في هذا المعجم فنجد أنه سرد لنا كل الآيات القرانية التي جاء فيها مادة دعى بجميع إشتقاقاتها الدعوة ، دعوة ، يدعون ، ما إلى ذلك .
على سبيل المثال هذه كلمة دعوة نبحث تحت حرف الدال في هذه المعاجم سوف نجد كما قلنا الآيات القرانية التي تضمنت هذه الكلمة أو آي من إشتقاقاتها ثم نجد أمام كل آية اسم السورة ورقم الآية نفسها التي وردت فيها تلك الكلمة ، طبعاً سوف نشاهد أنه هذه المعاجم ستورد لنا أكثر من 200 آية تضمنت كلمة دعى أو دعوة بإشتقاقاتها المختلفة وتضمن تقريباً أنه لم يفتك آي آية من آيات القران الكريم أشتملت على مادة دعى ، ثم تشرع بعد ذلك بالخطوه التالية وهي أن تتأمل في هذه الآيات وتختار ما يناسب موضوعك منها .
النوع الثاني : الكتب المؤلفة في فهرست آيات القران الكريم حسب أوئلها ، حسب أول كلمة في الآية ، أبرز هذه الكتب هو معجم آيات القران الكريم لمحمد منير الدمشقي ، وكتاب إرشاد الحيران لمعرفة آي القران وهو من تأليف إبراهيم أبن عبدالله الأنصاري .
طبعاً من عيوب هذا النوع أنه يشترط لمن أراد أن يستفيد منه أن يكون حافظاً لأول كلمة في الآية حتى يستطيع أن يبحث عن الآية من خلال أولها ولذلك مواطن الإستفادة من هذا النوع من المعاجم قد يكون مقصوراً على الحفاظ أو قد يكون مقصوراً على من يعرف بداية الآية .
النوع الثالث : الكتب المؤلفه في مفردات القران الكريم وتفسير غريب ألفاظه وأشهر هذه الكتب كتاب الراغب الأصفهاني المعروف بالمفردات وهو كما قلنا قبل قليل كيف تبين هذه الكتب غريب اللفظ والمبهمات في ما يرد من نصوص القران والسنة .
النوع الرابع : وهو الكتب التي ألفت في الترتيب الموضوعي لآيات القران الكريم ، وهي أنها فهرست آيات القران الكريم حسب موضوعاتها العقيدة ، توحيد الربوبية ، توحيد الألوهية ، الطهارة ، الصلاة ، الجهاد ، المعاملات ، ما إلى ذلك ثم يأتي تحت كل موضوع بالآيات التي تناولته من أهم سمات هذا النوع أنه يرد تحته آيات التي تضمنت الفكرة حتى لو ما كانت تتضمن الكلمة ذات العلاقة بالموضوع ، فهي تقوم على دراسة المفهرس اللي هو صاحب الكتاب للآية ومعرفة إن كانت هذه الآية لها علاقة بموضوعه فيقوم بإدراجها تحت هذا الموضوع .
يبدوء أن من أشهر الكتب في ذلك المعجم الموضوعي لآيات القران العظيم لصبحي عبد الرؤوف ، كذلك الترتيب و البيان عن آي القران قام بتأليفه محمد زكي صالح ، ومن أشهرها وأحدثها تقريبا كتاب جيد فيه ستة مجلدات هو تصنيف آيات القران الكريم هذا الكتاب ألفه محمد محمود إسماعيل ، يمتاز بكثرة موضوعاته ، يمتاز بكثرة تفريعاته ، يمتاز بكثرة إستيعاب أكبر عدد ممكن من الموضوعات و القضايا و الأفكار ولذلك ستجد مثلا في قضايا الدعوة وموضوعاتها في هذا المعجم الذي ألفه محمد محمود إسماعيل أنه فرع للدعوة تفريعات عديدة جداً جداً تيسر على الداعية أن يتناول موضوعه و يجده بسهولة ويسر .
نوعاً أخر من تلك الكتب في مجال القران الكريم ، الكتب المؤلفة في تفسير القران الكريم بالقران ، أو تفسير القران الكريم بالقران والسنة ومن أشهر ذلك تفسير ابن كثير المعروف بتفسير القران العظيم وكذلك كتاب أضواء البيان في إيضاح القران بالقران لمحمد المختار الشنقيطي ، أيضاً نضيف لذلك الكتب المؤلفة في تفسير القران بالمأثور كتفسير الأمام الطبري المعروف بجامع البيان عن تأويل آي القران ، والمقصود بالمأثور يعني مايرد من أقوال الصحابة ومايرد في علمهم وفهمهم لدلالتة هذه الأيات ومعانيها و تفسيراتها ، وهو لا شك مجال من أوسع وأرحب للغوص على مافي آيات القران الكريم من معاني و درر .
أخيراً من أنواع الكتب ذات الصله بالقران الكريم و آياته ، الكتب التي ألتزمت بذكر الآيات في الموضوعات التي تناولتها ، حددت موضوعات معينة عديدة في كتاب واحد ثم صار يدرج هذه الآيات تحت كل موضوع ، فكان هناك تصنيف موضوعي ولكن بطريقة أخرى تختلف عن معاجم التصنيف الموضوعي التي ذكرنها في فقره سابقة .
من أشهر الكتب في هذا النوع كتاب رياض الصالحين للإمام النووي ، فهو موضوعات عديدة كل موضوع يدخل تحته جملة من الآيات القرانية ذات الصله بالموضوع ، أيضاً كتاب الترغيب و الترهيب للحافظ المنذري ، والمنهج في هذا الصنف من الكتب يعتمد ذكر عدد من الآيات و الأحاديث في كل موضوع تم إيراده فيها .
هذا كل ما يتعلق بدرسنا هذا اليوم حيث تكلمنا عن الطريقة الثانية من طرق الوسائل المعينه على تحقيق النص المتثبت منه وتكلمنا عن المعرفه بطرق تخريج الحديث و الحكم على روياته صحة وضعف ، ثم تكلمنا عن طرق تخريج الحديث ، وأشرنا إلى الإستفادة من مؤلفات بيان معاني مفردات القران الكريم و غريب الحديث ، كذلك أشرنا إلى الإستفاده من كتب الأشباه و النظائر ثم الإستعانه بكتب التصنيف الموضوعي ثم الإستفادة من برامج الحاسب الآلي ، ثم دخلنا في طريق ثالث من طرق تحقيق النص المتثبت منه وتكلمنا أولا عن الكتب الخاصه بالقران الكريم وعلومه تحت موضوع معرفة أصناف الكتب المعينه على إختيار الشواهد وتحديد أماكنها ،جاء الحديث في هذا الموضوع تحت المعاجم المفهرسة لألفاظ القران الكريم والمعاجم التي فهرست القران حسب أوائلها و كتب التي بينت مفردات القران وتفسير غريبه وكتب الترتيب الموضوعي وكتب تفسير القران بالقران أو القران بالسنة وكتب تفسير القران بالمأثور وأخيراً الكتب التي التزمت بذكر الآيات في الموضوعات التي تناولتها .


أووه :p

عذراً هذه هي المحاظره (12 ) وكتبت أنهآ الـ ( 11 ) سهواً

المعذره عزيزتي ( لمآذآ هذا ) لمآ نزلت المحاظره كآن بآلي مشغول ، لو الله ثم رسآلتك كآن مآ أنتبهت
 
إيقآع المطر ..~

لا عليكِ ياغاليتي

الآن اتمنى وحدة تساعدن بأحصاء عدد المحاضرات التي تم تفريغها والمتبقيه وخصوصاً المتبقية .

ماعاد محاضرة الثانية فهي تم تفريغها وتلخيصها بوقت واحد

جزاكن الله خير

 
عودة
أعلى