دموع السحاب ~
قبس دائم
المحــاضــرة الثـلاثــون :f: ~
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أحيكم في لقائنا وهو اللقاء الثلاثون من لقاءات مقرر مناهج الدعوة وهو الأخير في تلك اللقاءات نسأل الله تعالى أن يطرح فيها البركة والتوفيق والتسديد إنه ولي ذلك والقادر عليه
وحديثنا سيكون عن المحور الرابع والأخير من محاور هذا المقرر وهو المحور المتعلق بعوائق الاستفادة من المناهج الدعوية ويدخل تحت ذلك كما هو أمامكم في اللوحة المراد في تلك العوائق ثم ثمرة الحديث عن هذه العوائق ثم نبين عوائق الاستفادة من المناهج الدعوية وهي على نوعين : عوائق تتصف بتصميم وبناء المناهج الدعوية ويدخل ضمن ذلك انعدام الأساس العلمي الذي تبنى عليه المناهج الدعوية وهذا الغياب للأساس العلمي يتسبب في فسح المجال لآفات خطيرة من أهمها الظن والتقليد والهوى وهي من المعيقات الكبيرة التي تحول دون الاستفادة من المناهج الدعوية أيضاً يدخل تحت تلك العوائق المتعلقة بتصميم وبناء المناهج الدعوية الخلل في الأسس الثلاثة لبناء مناهج الدعوة وهي النص المتثبت منه وفقه النص والدليل المنسجم مع الدعوة خللاً يعني يخالف ما ذكرناه من طرائق تحقيق تلك الأسس لدينا نوع ثاني من العوائق التي تتصل بالداعية وهذه العوائق لها أو يدخل ضمنها ضعف تأثير الداعية باعتباره قدوة للمدعوين لماذا انتابه هذا الضعف ؟ سنبين ذلك إن شاء الله فإذا اعترى الداعية هذا الضعف فقد خاصيته كشخص يقتدى به وبالتالي لاقيمة بعد ذلك لمنهجنا الدعوي الذي يباشرهما المدعوين ولذلك يفقد هذا المنهج أثره وفائدته في حقه نذكر شيئاً من مظاهر وصور غياب القدوة لدى المدعو حتى نعرف كيف يتم ذلك .
طيب المراد بالعوائق العائق هو المانع أو الحائل الذي يحول بين الشيء وبين المراد منه ولذلك المراد من المناهج الدعوية حصول الإقناع لدى المدعو فإذا حيل بين المنهج الدعوي وبين اقتناع المدعو فقد حصل هناك عائق تسبب في تعطيل المنهج الدعوي وجعله يفقد خاصيته التأثيرية في المدعو فلا يقتنع هذا المدعو بما يلقي عليه إذن العائق هو المناع أو الحائل المانع أو الحائل هو الذي يفوت على الداعية تحقيق الأهداف وهي أهداف يسعى إليها تجاه المدعو وهي تنحصر كما قلنا أو تظهر كما ذكرنا في الإقناع وهو إقناع يؤدي بعد ذلك للتغيير في حال المدعو تغييراً يجعله يرتقي من السوء إلى الحسن ثم من الحسن إلى الأحسن يفوت على المدعو الانتفاع بما يخاطب به من مضمون الدعوة ولاشك أن ذلك صورة بليغة من صور الإضرار بالمدعو والإساءة إليه بسبب وجود تلك العوائق التي يجب أن ننتبه لها ونحترز منها ونحافظ على مناهجنا الدعوية بعيدة عن هذه العوائق الخطيرة لأنه سيضيع الجهد ويتبدد ما أنفق أو ما أنفقه الداعية على عمله الدعوي من وقت وجهد وخبرة وما إلى ذلك ولذلك إن الثمرة من حديثنا عن العوائق لفت نظرك أنت أيها الداعية وأنتي أيتها الداعية لفت نظر الجميع إلى أهمية الإتقان في تصميم وبناء المنهج الدعوي أهمية استقصاء ذلك في كل مراحل وأجزاء هذا المنهج هذه هي الثمرة المهمة التي تجعلنا حذرين ومحترزين من تلك العوائق حتى لا تعتري عملنا الدعوي فتضيع خاصية المناهج الدعوية في التأثير والإقناع سنذكر تلك العوائق وهي تتمثل في جانبين عوائق تتسم بتصميم وبناء المناهج الدعوية وعوائق لها علاقة بالداعية نفسه نشير في هذا المجال إلى النوع الأول وهو في العوائق التي لها صلة في تصميم وبنا مناهج الدعوة يدخل تحتها انعدام الأساس العلمي انعدام الأساس العلمي هذا الأساس إذا ضاع تسبب في ظهور آفات ثلاث خطيرة : أما الأولى منها فهو الظن والظن المراد به أنه يتردد بين المدح والذم يعني هناك ظن ممدوح وظنٌ مذموم غير جيد الظن / اسم لما يحصل عن إمارة فإن قويت تلك الإمارة أدت إلى العلم يعني الإنسان يظن أن هذا الشيء بتلك الصورة وظنه بناه على إمارة أو علامة أو دليل فإذا كانت هذه العلامة أو هذا الدليل قوي لاحظ أدى هذا الدليل أو تلك الإمارة إلى جعل الظن علماً ويقيناً وهذا هو الظن المحمود من هذا القبيل ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم) هذا ظن يقيني انبنى على أمارة وعلامة جعلتهم يعتقدون جزماً أنهم سيلاقو ربهم ولذلك هذه صورة رفيعة من صور الظن المحمود أيضاً قال الله سبحانه وتعالى ( قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ) لكن إذا كان الدليل المقترن بالظن أو الأمارة ضعيف فحينئذ يكون الظن وهماً وليس علماً يكون وهم وتخيل وليس علم فلاحظ كيف أن الظن لدى الإنسان على مفترق مسارين مسار يأخذ به ليكون علماً ومسار يأخذ به فيكون وهماً وخيالاً إذا كانت إمارته أو دليله ضعيف وهزيل قال الله سبحانه وتعالى في هذا الجانب وهو الظن الوهمي (ألا يظن أولئك أنهم مبعثون) والظن من هذه الزاوية صار مذموماً غير محمود أيضاً لاحظ كيف أن الظن بتلك الصورة المحمودة يعني جاء ذكره في القرآن والسنة ليبين أن الظن هو شيء موجود في الإنسان لكن يبقى القدرة على توجيهه بالصورة الصحيحة التي تجعله محمود من خلال دعمه وعضده بالدليل والبرهان القوي قال الله سبحانه وتعالى (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ومالهم به من علم إنهم إلا يظنون ) يظنون ظناً وهمياً تخيلياً لا يقوم على أمارة ولا على دليل وهو خلاف العلم الذي أدى إليه الظن الذي قام على إمارة ودليل الظان لاحظ معي الظان يقدم عملاً بلا منهج والعالم قدم عملاً قام على أساس المنهج ومن ثم مدح القرآن العلم وذم الظن الذي ليس له دليل لاحظ معي أيها الداعية الكريم وأنتِ أيتها الداعية الكريمة ما رأيكم بالمنهج الدعوي الذي تم تصميمه وبناؤه على أمور ظنيه غير مدعومة ببرهان ولا إمارة قوية ولا دليل رسمي كيف أنه هذا المنهج سيكون غير علمي بل سيكون وهمي يعتقد الداعية أنه يحقق المطلوب لكنه لا يحقق المطلوب لذلك لاحظ أن الظن هو من الصور الرديئة لغياب الأساس العلمي في بناء مناهج الدعوة فإذا غاب هذا الأساس ظهرت هذه الفيروسات أو السلبيات التي تؤثر سلباً على الداعية في وجودة الظاهرة الثانية السيئة التي تنتج عن غياب الأساس العلمي وتمثل عائقاً يحول بين تحقيق مناهج الدعوة لأثرها في المدعو التقليد التقليد / هو العمل بقول الغير بلا حجة تقليد أعمى رأيت الناس يعملون شيئاً فعملته على دين الآباء الأجداد على دين شخص أنت معجب به لكن ليس هناك شيئاً من الأدلة تستند عليه حتى تقلد هذا الإنسان وهذا غير تقليد التقليد المحمود لرسول صلى الله عليه وسلم والذي نسميه الإتباع لأننا نتبع من لا ينطق عن الهوى ومن اقترنت صحة إتباعه بصحة قبول العمل مع الإخلاص أما التقليد الأعمى وضابطه أنك تقلد الآخرين بلا حجة وبلا دليل هذا السبيل هو طريق مذموم لكونه يصادم المنهج القويم يصادم المنهج الدعوي المؤثر بل إنه يربك هذا المنهج ويؤدي به إلى الضعف وعدم التأثير وهو يهز من مكانة الداعية ويجعل يعني ما يظهر به من أداء دعوي في صورة هذا المنهج الذي اختاره غير مقنع للمدعو غير مؤثر فيه وبذلك لا يهتم به ولا يحتذيه لاحظ الآن أنت أيها الداعية وأنت تقلد هذا التقليد الأعمى لاحظ أنك محسوب على الدعوة بل إنك توقع عن الله وعن رسوله صلى الله وعليه وسلم ولذلك فقد ذم القرآن الكريم المشركين لتمسكهم بما كان عليه الآباء والأجداد بلا حجة ولا سند قال الله سبحانه وتعالى (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا ) وهل هذا دليل لمجرد أن الآباء كانوا على شيء فأخذوا به لاشك أن هذا تقليد أعمى ليس له حجة ولا دليل ولا برهان فيمثل عائق قوي من عوائق استفادة الناس مما يلقى عليهم من خلال المناهج الدعوية التي تبنى فيترتب على هذا العائق وجوداً وعدماً وجود الجودة أو عدم الجودة في المنهج الدعوي قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا ألا تظلموا )
فهذا هو التقليد المحمود الذي يأخذ بالصحيح المدلل عليه ويترك الشيء الرديء الخاطئ الذي لآدليل عليه..
لدينا أمر ثالث ينتج عن غياب الأساس العلمي ويمثل عائقآ آخر من عوآئق الأستفاده من المناهج الدعوية .. هذا الأمر هو الهوى ..
الهوى قال الرآغب الأصفهاني عنه " أنه سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفي الآخرة إلى الهاويه - والعياذ بالله - "
ومن جعل هواه إلهه فقد تردى لاشك في ذلك , ولذلك الهوى ليس معياراً للخطأ والصواب فالهوى يتأثر بالغريزه , بالحاجه , بالشهوه , بالشبهه , بأمور عديده بالمصلحه الخاصه ..
فليس هو الذي يهديك إلى طريق الحق والصواب .. وإذا ركنت له أنت أيها الداعيه فأنت قد أقمت عآئقاً كبيراً من عوائق إفادة المدعوين بمضمون الإسلام من خلال هذا المنهج الدعوي الرديء الذي ظهر وأثر فيه الهوى ..
الله - سبحانه وتعالى - ذمّ الهوى فقد قال - جل شأنه - : {أفرأيت من إتخذ إلهه هواه} وقال - سبحانه - : {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} أيضاً قال الله - سبحانه وتعالى - في آية أخرى : {ولو إتبع الحق أهوآئهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}
ولا شك أن هذا - وهو الهوى - من المزانق الخطيره التي تؤدي بمتبعيه إلى الداهيه في الدنيا والهاويه في الآخره كما قال الراغب الأصفهاني - رحمه الله - ..
يجب أن نشير في هذا الجانب إلى أنه ضرب من المستحيل أن نجد صاحب هوى يلتزم بالمنهج !
أكيد .. كيف تجمع بين المنهج المحكم الذي يقودك إلى الصحيح ويخالف هواك وتستجيب في نفس الوقت إلى هواك !
ولذلك صاحب الهوى هو أبعد مايكون عن الحق والصواب وأبعد عن المنهج العلمي الرصين الذي يؤدي إلى إجراءٍ دعويٍ مؤثر ..
العلم يعني الحق والحق يعني عمار الكون وهانحن قد رأينا في ماسبق من صريح القرآن الكريم في الآيات التي ذكرناها التي دلت على الفساد الذي يلحق بالكون بسبب إتباع الهوى ..
جآء في كلامٍ لإبن القيّم - رحمه الله - " إن فساد الدين إمّا أن يقع بالأعتقاد البآطل والتكلم به وهو الخوض فيما لايقوم على علم أو يقع في العمل بخلآف الحق والصواب وهو الإستمتاع بالخلآق .. " فالأول البدع والثاني إتباع الهوى وكلا الأمرين قادتا إلى هذا الفساد وهذا السوء في المصير ..
" هذآن الأمران - الكلآم مايزآل لإبن القيّم رحمه الله - هما أصل كل شر وفتنه وبلآء وبهما كُذبت الرسل .. " يعني كان هناك عائق بين فاعلية المنهج الدعوي وقابلية المدعوين إلى ذلك ولذلك كُذبت الرسل وهم يخاطبون أممهم ..
الخلآصه في ما يتعلق بالهوى والتقليد والظن هي طرق ذمهـآ الإسلام وبذلك لآتصلح أن تحمل الدعوه إلى المدعو .. لاتصلح أن يبنى منها منهج دعوي فهي مفسده ومعيقه لوصول مضمون الإسلام إلى النـآس ..
أيضاً لدينا الخلل في الأسس الثلآثه لبناء مناهج الدعوه .. وهذا من العوائق المهمه التي يجب أن ننتبه لها .. الخلل في أسس بناء مناهج الدعوه نحن قلنا عندنا الأساس الأول النص المتثبت منه ثم فقه النص الفقه الصحيح ثم تحقيق الدليل المنسجم مع الدعوه ..
وهذي ثلآثة أسس تكلمنا عن كل واحد منها بإستفاضه وعرفنا ماهيتها وطبيعتها وأيجابياتهـآ وعرفنا طرائق تحقيقها بالصوره الصحيحه وكيفيآت بنائها بالطريقه المحكمه إذا حصل خلل في هذه الأسس فنحن قد أوجدنا عائقاً يحول دون الإستفاده من المناهج الدعويه ..
لأن المنهج الدعوي يبنى من خلال هذه الأسس نص متثبت منه وفقه صحيح للنص والدليل المنسجم مع الدعوه فما قام بناؤه على نقص فهو ناقص وبالتالي لم يؤثر في المدعو فأوجدنا بذلك عائقاً من عوآئق الإستفاده من المناهج الدعويه ..
لدينا أيضاً عوائق تتصل بالداعيه نفسه والعوائق التي تتصل بالداعيه تكمن في تأثيره بإعتباره قدوه للمدعوين لأنه نموذج محتذى مثاليه يرى الناس وهم المدعوون فيها قدوه لأنها تمثل الصوره الصحيحه لما يجب أن تكون عليه حال المسلم ..
إذا ضعف هذا الجانب لدى الداعيه وقل تأثيره فيهم كقدوه فقد أوجد دون أن يدري عائقاً يحول بينه وبين المدعوين من مظاهر ذلك - وهي كثيره - مخالفة العمل للقول بأن يأتي الداعيه ويقول قولاً ويأمر الناس به ويحثهم عليه ويقول لهم إن ذلك هو مضمون الإسلام الذي يجب عليكم أن تأخذو به لكنه يأتي بعد ذلك فيخالفه فيرى الناس في سيرته ومسلكه أن الرجل يفعل كلآماً يخالف به القول الذي أمرهم به ..
ولذلك يترددون فيه ويخافون منه ولآيأخذون بكلامه الذي ساقه لهم من خلال المنهج الدعوي فأوجد بسبب هذا القصور وهذا التناقض عائقاً كبيراً من عوائق إستفادة المدعوين من المناهج الدعويه ..
أيضاً عدم الإلتزام بالقول وهذا يختلف عن مخالفة القول العمل ..
عدم الإلتزام بالقول أنه يقول شيئاً ولآ يفعله , يعد بأمر ولآ يحققه , أيضاً يزين للناس أموراً يبالغ فيها فيضن الناس أن هذه الآثار الحسنه ستأتيهم بناءً على كلام هذا الداعيه فيكتشفون أن كلامه غير دقيق وغير مطابق للواقع ..
ولذلك يجب أن يلتزم بالمصداقيه في مايطرحه على الناس .. وهذه صوره من صور التناقض في آدآء الداعيه ولذلك عليه أن يحرص من خلال إدخال المناهج الدعويه للصوره الصحيحه حتى لايخلق هذا العائق السيء الذي يجعل الناس ينفرون منه ولآ يعرجون على جهده مهما كان مبذولاً فيه من العمل والآدآء ..
الزلل - وهو رديف للمسأله السابقه - وهو يشكل عائق في الزلل في آدآء الداعيه وممارساته .. ربما يخطئ ربما يعصي ربما يباشر أمور فتجعله بمظهر الإنسان الذي يباشر الدعوه كقول فقط وكوظيفه فقط لكن يلحظون أن الرجل عنده قصور شديد بل عنده مباشره لبعض المنكرات ..
دعونا نفترض أنه لم يتكلم عن الزنا ولم يأمر بتركه لكنّه وقع فيه ولذلك هو لم يخالف قوله عمله لكنه وقع في زلل واضح باشره أمام الناس وقد عرفوا أو لم يعرفوا أن هذه صوره من الصور الرديئه التي تجعل هذا الدعايه في مجال الريبة والشك فيكون هناك عائق يجعلهم لايتقبلون منه فتفقد المناهج الدعويه فاعليتها بالتأثير بعد ذلك ..
من المظاهر التي تجعل الداعيه يفقد صورته كقدوه للناس مايتسم به من إستكبار ومن إنتصار النفس ومن الغرور ومن الإعتداد ومن تعالي على المدعوين وربما ينصب نفسه عليهم مصلحاً مرشداً وهم ضُلال وهو صالح وما إلى ذلك !
لآ .. يجب أن يكون هناك صوره من الوفاء والود والتناصح والأخوه فالبعض يكمل البعض وهذا الذي يجب أن يشعر به المدعو أثناء مخاطبة الداعيه له حتى لآ يكون هناك عائق يجعله ينصرف عنه ولا يتأثر بمناهجه الدعويه ..
هذه تقريباً كل مايتعلق بالعوائق التي تحول دون إستفادة المدعو من المناهج الدعويه ..
تكلمنا في درسنا هذا اليوم وفق ماهو مبين أمامكم عن المراد بالعوائق وثمرة الحديث عن هذه العوائق ثم ذكرنا عوائق الإستفاده من المناهج الدعويه وكان لدينا إثنان الأول منهما عوائق تتصل بتصميم وبناء المنهج الدعوي ودخل تحت ذلك إنعدام الأساس العلمي وإنعدامه تسبب في ظهور عائق الظن وعائق الهوى وعائق التقليد ..
ثم هناك عائق آخر له علاقه ببناء وتصميم المناهج الدعويه وهو الخلل في الأسس الثلاثه في بناء مناهج الدعوه ..
وآخيراً عوائق تتصل بالداعيه نفسه حين يضعف تأثيره على المدعوين بإعتبار أنهم ينظرون إليه إلى أنه مثال ونموذج وقدوه يصدرون عنه , ذكرنا شيئاً من مظاهر وصور غياب هذه القدوه ..
هذا كل مايتعلق بالمنهج ..
أذكر أخيراً بالمراجع التي يجب أن تعودوا إليها فهي تثري هذا المقرر وهي كتاب جامع بيان العلم وفضله لإبن عبد البر وكتاب المدخل إلى علم الدعوه لأبي الفتح بيانوني , يضاف إلى ذلك مجموعه من كتب التفسير والسنه تختار المناسب منها بحيث تختار مصنفين في التفسير ومصنفين في شروح السنه لتستعين بهما على فهم دلالة الآيآت والنصوص ذات العلاقه بالمناهج الدعويه ..
ونحن كما قلنا أن هذا أمر لآزم يجب أن يكون ضمن مكتبتك والرجوع إلى ذلك ..
أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفقنا ويسددنا ويجعلنا - إن شاء الله - من القادرين على إحكام العمل الدعوي من خلال بناء مناهجه الدعويه بالصوره الصحيحه نتعلم ذلك ونعلمه ونعمل به .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .. وآخر دعوآنـآ أن الحمد لله رب العآلمين ..