(تحقيق أمنيه ) للمشاركات والراغبات بمجموعة التفريغ ...

أختي نالا يعني أختار المحاضرة 24و13 و 1 وألخصها صح علي إذا كان تسذا راح أختار محاضرة 24 طيب و راح ألخصها
 
المحاضرة السابعة

وحديثنا أيها الإخوة والأخوات المكارم مازال موصولاً حول أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي
وسيكون موضوع هذه المحاضرة بمشيئة الله حول السبب الثالث من أسباب قيام هذه المناهج على أساس علمي والسبب هو..
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص., وسنتكلم ضمن هذا السبب عن أمور مهمة لابد من توافرها في داعية حتى يكون مؤهلاً بأن يخاطب المدعوين حتى يكون داعية فعلاً ينبغي يملك مقومات من الأتصال بالناس هذه الأمور الثلاث هذا, معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك معرفته للمدعو ومعرفته للإشكال والخلال الذي وقع فيه المدعو وسنفصل ذلك أيضاً يدخل ضمن هذا الأمور التي لابد منها ليتأهل الداعية للدعوة معرفه وحكم الشرع فيما يعرف الداعية له ويقوم بتقديمه للناس وثالثاً تمكن الداعية من إيصال المضمون الدعوي للمخاطب بصورة الصحيحة التي تؤثر فيه
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص
فكرة هذا ,هذا السبب تقوم على النحو التالي
أن الدعوة هي من أهم الأمور في حياة الناس كيف لا,وهي معنية بإنقاذ الناس من الهلاك و المجئ بهم إلى ساحة وساحل الأمان وهذه مهمة القوية والحساسة لابد لها من مؤهلات ولابد أن يتصدى لها المؤهلون فقط بما يملكون من مقومات العلم والمعرفة والإدراك والمهارة في مناهج الدعوية معرفة بما في الكتاب والسنة معرفة بوسائل الدعوة وأساليبها معرفة بمدعو معرفة بمناهج المختلفة التي من خلالها يستطيعون أن يباشروا مهمة الإنقاذ للبشرية وجر هذه البشرية إلى ساحل الأمان ولأهمية هذه المسألة وخطورتها كان من الإزم أن تسند إلى المتخصصين فيها ,المؤهلين لها ’العارفين بمتطلباتها الحاذقين باجراتها وكلما تنزلنا في ذلك وقدمنا إلى هذه الساحة من ينقصهم هذا شي كلما فرطنا بمصلحة وحياة المدعوين وكلما كنا سبباً في توريط المدعو بشيء ليس له صلة لا بالكتاب ولا بالسنة ثم أن ذلك سيتطور ويتفا قم إلى أن يأتي الدخلاء أصحاب النوايا السيئة أصحاب المصالح أصحاب المقاصد الخاصة فيدخلوا في هذا المجال ويباشروا الدعوة تحت ستاره الإصلاح لكن يسعون إلى مقاصد أخرى .
أما لتمرير أفكار الفاسدة أو مذاهب باطلة أو معتقدات فيها غلو وتكفير أو لجني أرباح معناوية أو مادية وهذا طبعاً في البشر إذا انعدم منهم الوازع والضمير والخوف من الله سبحانه وتعالى ولذلك حينما نقول أن مناهج الدعوة لابد أن تقوم على أساس علمي فأننا بذلك نقطع السبيل على الأدعياء ,نمنعهم من الدخول إلى هذا الميدان ونقول لهم بلسان الحال وبلسان المقال أن هذا الميدان ميدان حساس صعبً خطير ولذلك لا يصوغ لك أن تدخله إلا إذا كنت مؤهلا له بالعلم ِ والمعرفة والإتقان ولابد أن ننشر هذه الثقافة, الثقافة احترام التخصص ونحن نلاحظ هذا لآن أن كثير من التخصصات الدنيوية لايجرؤا أحد من اقتحامها كالطب والهندسة والزراعة وما شبهاها وماإلى وغير ذلك بما أن لا أحد يستطيع أن يدعي يستطيع يجرى عملية جراحية أو يكشف عن مريض ويحدد له مرضه ويعطيه العلاج لأنه يخاف من نقد الناس فهو مكتشف إذا كان الناس يحترزون في هذا المجال الدنيوي أليس الأولى بهم أن يحترزوا بهذا المجال الأكثر حساسة وخطورة وهو مجال علاقة البشر بالله سبحانه وتعالى ,ميدان توثيق وتحصيل الصلة بين الناس وبين الله ,ميدان إنقاذ البشرية من الهلاك والسوء إلى السعادة والنجاة لاشك أن المجال اخطر وأولى بالعناية وليس من الصائغ أن يكون يعني مرتعاً خصباً لكل من هب ودب وكل من عرف آية وحديث أو عرف أنه يعني أدرك شئ من العلم بدأ يباشر المسائل الكبار ويشرق ويغرب بالناس يميناً ويساراً وهو لا يعي شئ ,تأكيدنا على الأساس العلمي المرتبط به منهج الدعوة هو لتحقيق هذه الثمرة ,أن نحمى ساحة الدعوة ونمنع دخول لغير مؤهلين لها إليها فنكون بذلك قد (غير معروفة ) سبحانه وتعالى طبعاَ نحن بذلك لانشدد في هذه المسألة ونقول أنه هناك تأهيلً عالياً رفيعاً جداً جداً من وصله فيدعوا ولا فلا, لا
هناك ضابط يحقق مبدأ توفر العلم الأزم للدعوة قال العلماء في هذه المسألة أن من عرف مسألة من مسائل الدين لاحظوا معي .أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها أثنين ووجب عليه تعليمها ثم وجب عليه أخيراً الدعوة إليها مرة أخرى أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها وثم وجب عليه تعليمها ثم وجب عليه ً الدعوة إليها وإلى ذلك ليس هنالك أحدً من المسلمين إلا وله من دراية ولو بمسألة واحدة من مسائل الدين على سبيل المثال إذا جاءنا احد العوام الذي لا يقرأ ولا يكتب في بيئة إسلامية تقيم شعائر الله فيها الصلاة والزكاة والصوم وفيها معرفة المنكر ومعرفة المعروف إلا يفترض أن هذا الشخص الأمي يعرف أن الصلاة ركن من أركان الإسلام وأنها فريضة كبرى لا يصوغ لأحدً أن يتركها وأن تركها جريمة وكبيرة من الكبائر الإسلام ,كثيراً من العوام يعرفون هذا الحكم ولذلك ينطبق عليهم أو تنطبق عليهم هذه القاعدة فنقول أن هذا العامي عارفً بمسألة فرضية الصلاة ووجوبها وحرمة تركها فهو صار علماً بها ثم أنه يجب عليه أن يعمل بها وهاهو يصلي ويحافظ عليها ويؤديها مع الجماعة المسجد ثم أنه يعلمها لمن حوله من زوجه وأولاده وأبناءه وجيرانه وغيرهم ثم أنه يدعو إليها ,المهم إذا توفرت هذه المسألة توفراً صحيح دقيقاً في الإنسان المسلم فقد أن طبق عليه هذا الشرط وبالتالي صار من.. من يطالبون أن يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى إذا توفر له الجانب الثاني وهو الجراء الدعوي كيف يتصل بالناس كيف يخاطبهم كيف يختار الوسيلة والأسلوب المناسبة وما إلى ذلك لكن حديثنا الآن عن الأساس العلمي وهو قضية العلمُ بالمسائل الدين التي يدعو الدعاة إليها وبتلك الطريقة نجد الكثير من الناس إذ شعروا بالحزم في تلك المسائلة يتورعون ويخافون ويعرفون أن العين عليهم بصيرة والنقد عليهم مسلط فنكون حمينا حوزة الدعوة وحافظنا على رحاب الدين وأشعرنا الناس بقيمته وعناية الإسلام به وانه ليس مجالاً لكل من هب ودب ..طيب
السؤال الآن ماهي الأشياء التي لابد أن توافرها في الداعية حتى يكون مؤهلاً للدعوة حتى يكون عارف بهذه المسألة
ماهي المهارات ,ماهي الشروط ,ماهي المتطلبات سمها ماشئت التي لابد من توفرها في الإنسان حتى يكون داعية قادر على أن يتصل بالناس لدينا أربعة مسائل .
أما المسألة الأولى فهي معرفة ما يتحدث فيه من قضايا نقصد الداعية...
أن يكون الداعية عارفاً بما يتحدث فيه من قضايا مما يتصلوا بواقع الناس ومعاشهم وطبعاً ينطوي ذلك يعني يدخل في ذلك بالدرجة الأولى المدعو,بأن يكون قادراً على تشخيص حاله ,عارفاً بواقعه ويعرف المشكلة التي وقع فيها
دعونا نفصل هذه المسألة قليلاً...
أنا أمامي مدعو لنقل انه مقصر في الصلاة ,لا يصلي الصلوات وربما يؤدي في اليوم صلاة واحده وأربع صلوات لا يؤديها لكي أقوم بدعوة هذا الإنسان فيحب علي أن أكون عارفاً بحاله هو هل هو كبير أم صغير ,هل هو مراهق أو طفل
هل هو متعلم أم غير متعلم وإذا كان متعلماً هل علمه له علاقة بالشريعة ويعرف أحكام الدين أو أن علمه دنيوي لذلك هو أمي في الجوانب الشرعية ما يعرف هذه المسألة ,أيضاً هل هو ناشئ في بيئة إسلامية تقربه من هذا المسألة أو أنه ناشئ في بيئة بعيدة عن طاعة الله سبحانه وتعالى وضعه الصحي ,وضعه المادي وضعه المعرفي ’ثقافته أن أعرف هذا المدعو إجمالاً لأن معرفتي له وتشخيص حالة مدخل مهم من مداخل الدعوة وتأثير فيه
الجانب الأخر من جوانب المعرفة التي لابد أن تتوافر في الداعية عن هذا المدعو إي المشكلة التي وقع فيها وهي تركه للصلاة هل وهو ترك الصلاة لأنه لا يؤمن بها ولا يرى وجوبها أو أنه يؤمن بها لكن تركها تكاسلاً أو أنه يؤمن بها لكنه تركها خوفاً بسب ظروف العمل أو ظروف أمن وإلى ما ذلك ولذلك يصعب أن تقتحم هذا المدعو حياته وتفترض أنه إنسان تارك للصلاة ثم تبدأ تلقى عليه أوامر ونواهي و نصائح وإرشادات ليست ماسيسة بحاله فلا تؤثر فيه لكنك لو عرفت حاله عرفت كيف تنقي كيف المضمون المناسب له عرفت كيف تنقي الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب له فتجد أن حديثك معه يدخل إلى قلبه ووجدانه يطرق عقله وفهمه فيتأثر بك هذا هو الشرط الأول المهم الذي يجب أن يكون في الحسبان ومنهج الإسلام الحقيقة يعني أكد على ذلك يوسف علية السلام جاء الحديث عنه في
قول الله سبحانه وتعالى
((و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزي المحسنين. قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم))

قيل الحكم هو النبوة والعلم هو العلم بالدين وعلم الرؤى لانبي.يوسف عليه السلام داعية ووظيفة الأنبياء هي الدعوة إلى الله ولذلك أهله الله سبحانه وتعالى بمتطلبات الدعوة وهي بين قوسين متطلبات النبوة وهي الحكمة والعلم بالدين وهكذا الحال بالنسبة لك أنت أيها الداعي وأنتِ أيتها الداعية لابد أن تحملي هذه المؤهلات التي حملها الأنبياء ليباشروا أعلى وأهم فريضة من فرائض الله وهي فريضة إصلاح الناس وإنقاذهم ,أيضاً جاء في أية أخرى في موضوع يوسف عليه السلام قوله (قال أجعلني على خزائن الأرض أني حفيظا عليم ))
إي ولني وهو يخاطب عزيز مصر ولني أم
حفظ خزائن مصر ولما طلب يوسف هذا المنصب قدم في ملف التقديم مؤهلاته التي تناسب هذا المنصب ولهذا قال (أني حفيظ عليم ))حفيظاً للمال بحيث ما يتبدد ما يتبعثر لا ينفق في أوجهه
وعلم إي عليمُ بطرق جمعه وزيادة وإنماءه فهو قدما في ملف هذه الوظيفة حتى يقبل فيها من عزيز مصر المؤهلات التي تناسبها وهي الحفظ والعلم وهي مناسبة مؤهلات تناسب وزير المالية كما قلنا أنه يريد كما قلنا على خزائن الأرض لدى عزيز مصر .
لكن السؤال هل وضع في هذا الملف مؤهل النبوة إذ لو قال أنا نبي ..عزيز مصر لم يأبه لهذا المؤهل ولن يهتم به و كأنه صلاة ما دخل النبوة في إدارة المال عطني المؤهلات التي تقنعني بأن أسند لك أمر المال ولذلك هذا يدلنا على أن الدعوة لها مؤهلات كما أن إدارة المال له مؤهلات ومنهج يوسف علية السلام حينما تقدما لهذا المنصب وهو إدارة المال في أنه قدم مؤهلات التي تناسب هذا المنصب ..أنت أيها الداعية لابد أن تضع في ملفك المؤهلات التي تناسب منصب الدعوة حتى تكون داعية مقبولاً عند المدعوين فيستمعون لك ويتأثروا بك
هذا هو الأمر الأول أو المؤهل الأول والمتطلب الأول الذي لابد منه حتى يكون الداعية مؤهلاً بأذن الله مباشرة الدعوة
المؤهل الثاني أو المتطلب الثاني
معرفة حكم الشرع فيما يعرض الداعية وذلك لاحظ معي أنت الآن عرفت من هو المدعو وعرفت إشكاله وقمت بتشخيص حاله لكنك تريد أن تعرف حكم الإسلام فيه علاج الإسلام له أنت لن تعالجه من عند يأتك بل أنك ستعالجه كما يقال من صيدلية القرآن وصيدلية النبوة أنت ستغوص في القرآن والسنة فتبحث فيهما عن العلاج المناسب لهذا المدعو الذي قمت بمعرفة حاله وتشخيصه تشخيصاً دقيقاً أليس كذلك .بلى
إذا لابد أن تكون على عارفاً بحكم الشرع المتعلق بهذا المدعو لأنك لست مشرع ولكنك قادر على أن تعرف ماله علاقة بهذا المدعو مما هو موجود في القرآن والسنة
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)ذلك. التشخيص متطلب مهم لكم مهارة البحث عن العلاج المناسب لهذا المدعو مما في الكتاب والسنة أيضاً متطلب مهم لا يقل أهمية ذلك.
ولذلك جاء النهي عن أن يقول الإنسان بشأن مالا يعلم أن يعلم وهو يعمل بما لا علم له يعني بمثل كان يعني يعتمد على الحس أو الظن يعتمد على الحجز أو التخمين ويقول والله أنا أرى أن هذا المدعو يناسبه أن أقول له لا أترك الشعلة ذي أو أقول له أشرع لهذه المسألة ,طيب حنا لو دققنا في كلاك لوجدنا أنه يصادم نصاً صريحاً في الكتاب والسنة و لذلك ..
لا مكان لظن ولا للحجز ولا للتخمين في ذلك لكن يجب أن تكون أحكامك التي تلقيها على المدعو أحكاماً يقينية ولا سبيل للتحقيق اليقين الإ إذا كانت مؤاخذه من الكتاب والسنة .
قال الله تعالى(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وأنت لست عالماً بكل شيء ولذلك إذا فاتك شيء أو عجزت عن أن تستخرج المناسب من الكتاب والسنة فسأل العلماء .
فالعلماء يتم بعضهم بعضا
فالدعاة يتم بعضهم بعض يتشاورن ويتناقشون ويتسألون في هذه المسائل فتجد كل واحد يغرض أخيه بما لديه وهكذا يقوم بنيان الدعوة على أساس علمي صحيح..
الاسترشاد بأهل العلم مطلب مهم خصوصاً الراسخين منهم ولهذا يكفيه موؤنة أن يقع في الخطأ أو أن يعني يخوض غمار لا يحسن الخوض فيها فيكون سبباً في الإساءة للمخاطبين
الإشارة إلي أهمية إلمام الداعية بما يعرضه من قضايا واضحة في كثير من الآثار وفي كثير من أقوال العلماء .
جاء يجعل الواجبم رحمه الله حول هذه المسائلة (لابد من نوعين من الفقه هما فقه في أحكام الحوادث الكلية والفقه في نفس الواقع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذب والمحقِ والمبطل ثم يطابق بين هذا وهذا فيعطي الواقع حكمه الواجب
ولا يجعل الواجب مخالف للواقع انتهي كلام أبن القيم بهذه المسألة...
وكأنه يقول أن الحصافة التي تُثمر صواباً لابد أن يجتمع فيها الداعية هذان الأمران.
علماً بحكم الشرع وعلماَ بواقع الناس فينزل حكم الشرع الذي فقهُ فقهاً صحيحاً على واقع الناس بعد أن وعاءه وأدركه..
على حقيقته فينال الصواب ويتحقق له يعني الإصابة فيما يبديه للناس من حكم الإسلام في ما يعرض لهم.
هذا تقريباً ما يتعلق بهذه المسألة وهي ضرورة أن يعرف الداعية حكم الشرع فيما يعرضه للناس ...
المسألة الثالثة :تمكن الداعية من إيصال مضمون الدعوي بصورة الصحيحة المؤثرة وذلك الآن نحن اجتمعنا في عندك أمران
أجتمع عندك معرفة المدعو ومعرفة حكم الإسلام في هذا المدعو وصار حكم الإسلام جاهز الآن تنقله للمدعو,بقى عليك أن تحسن هذا النقل ,وإحسانك لهذا النقل يتطلب تختار الوسيلة الدعوي المناسبة وتختار الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب وهناك فرق بين الوسيلة وبين الأسلوب سيأتي البيان عليه لأحقا,لكن المهم لو خاطبت مدعواً لا يحسن القراءة بالكتاب أو بالرسالة فأنت بهذه الطريقة لم توصل مضمون الإسلام أنه لم يعرف القراءة ,لو خاطبت إنسان أو مجموعة من الناس عبر وسيلة إعلامية لا توجد لديهم كأن يكونوا في هجرة من الهجر أو مكان نأي وكان الخطاب موجهة إليهم فأنت الآن لم تتمكن من إيصال مضمون الإسلام لهم ,صحيح أنك عرفت حالهم ,وعرفت مضمون الإسلام المناسب لهم
لكنك لم تصل إليهم لأنك لم تتقن الأسلوب والوسيلة المناسبة التي من خلالها تخاطب هذه الفئة من الناس,
قد يكون أحد الناس اللائق في حقه الين والمرونة ,يحتاج إلى شيء من الترغيب ,لكنك تسلك معه أسلوب الحزم والشدة فتنفره بذلك وتجعل على عقله أن ينغلق عن المضمون الذي تريد أن توصله إليه فلا يصل إليه ولذلك
عملك الطيب في معرفة المدعو وعملك الطيب في معرفة مضمون الإسلام المتعلق بهذا المدعو أضعته بسوء عدم لإتقانك لطريقة الإيصال هذا تقريباً ما يتصل بتلك المهارات وبقى مهارة رابعة نستأنف الحديث عنها إن شاء الله في إلقاء القادم أما حديثنا هذا اليوم قد كان موصولاً في مسألة أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي حيث تكلمنا عن السبب الثالث وهو قطع صلة السبيل على أدعياء وتأصيل احترام التخصص ثم تكلمنا عن أن الأمور الأزمة التي يتأهل به الداعية ليكون قادر على مخاطبة الناس حيث ذكرنا أن
الأمر الأول: وهو معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك في المدعو نفسه والإشكال الذي وقع فيه المدعو ..
ثانياَ:معرفة حكم الشرع في ما يعرف الداعية له فيما يتصل بحال المدعو
ثالثاً: تمكين الداعية أو تمكن الداعية من إيصال هذا المضمون للمخاطب بصورة الصحيحة .
الأمر الرابع سيأتي الحديث عنه في الدرس القادم .
وحديثنا أيها الإخوة والأخوات المكارم مازال موصولاً حول أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي
وسيكون موضوع هذه المحاضرة بمشيئة الله حول السبب الثالث من أسباب قيام هذه المناهج على أساس علمي والسبب هو..
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص., وسنتكلم ضمن هذا السبب عن أمور مهمة لابد من توافرها في داعية حتى يكون مؤهلاً بأن يخاطب المدعوين حتى يكون داعية فعلاً ينبغي يملك مقومات من الأتصال بالناس هذه الأمور الثلاث هذا, معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك معرفته للمدعو ومعرفته للإشكال والخلال الذي وقع فيه المدعو وسنفصل ذلك أيضاً يدخل ضمن هذا الأمور التي لابد منها ليتأهل الداعية للدعوة معرفه وحكم الشرع فيما يعرف الداعية له ويقوم بتقديمه للناس وثالثاً تمكن الداعية من إيصال المضمون الدعوي للمخاطب بصورة الصحيحة التي تؤثر فيه
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص
فكرة هذا ,هذا السبب تقوم على النحو التالي
أن الدعوة هي من أهم الأمور في حياة الناس كيف لا,وهي معنية بإنقاذ الناس من الهلاك و المجئ بهم إلى ساحة وساحل الأمان وهذه مهمة القوية والحساسة لابد لها من مؤهلات ولابد أن يتصدى لها المؤهلون فقط بما يملكون من مقومات العلم والمعرفة والإدراك والمهارة في مناهج الدعوية معرفة بما في الكتاب والسنة معرفة بوسائل الدعوة وأساليبها معرفة بمدعو معرفة بمناهج المختلفة التي من خلالها يستطيعون أن يباشروا مهمة الإنقاذ للبشرية وجر هذه البشرية إلى ساحل الأمان ولأهمية هذه المسألة وخطورتها كان من الإزم أن تسند إلى المتخصصين فيها ,المؤهلين لها ’العارفين بمتطلباتها الحاذقين باجراتها وكلما تنزلنا في ذلك وقدمنا إلى هذه الساحة من ينقصهم هذا شي كلما فرطنا بمصلحة وحياة المدعوين وكلما كنا سبباً في توريط المدعو بشيء ليس له صلة لا بالكتاب ولا بالسنة ثم أن ذلك سيتطور ويتفا قم إلى أن يأتي الدخلاء أصحاب النوايا السيئة أصحاب المصالح أصحاب المقاصد الخاصة فيدخلوا في هذا المجال ويباشروا الدعوة تحت ستاره الإصلاح لكن يسعون إلى مقاصد أخرى .
أما لتمرير أفكار الفاسدة أو مذاهب باطلة أو معتقدات فيها غلو وتكفير أو لجني أرباح معناوية أو مادية وهذا طبعاً في البشر إذا انعدم منهم الوازع والضمير والخوف من الله سبحانه وتعالى ولذلك حينما نقول أن مناهج الدعوة لابد أن تقوم على أساس علمي فأننا بذلك نقطع السبيل على الأدعياء ,نمنعهم من الدخول إلى هذا الميدان ونقول لهم بلسان الحال وبلسان المقال أن هذا الميدان ميدان حساس صعبً خطير ولذلك لا يصوغ لك أن تدخله إلا إذا كنت مؤهلا له بالعلم ِ والمعرفة والإتقان ولابد أن ننشر هذه الثقافة, الثقافة احترام التخصص ونحن نلاحظ هذا لآن أن كثير من التخصصات الدنيوية لايجرؤا أحد من اقتحامها كالطب والهندسة والزراعة وما شبهاها وماإلى وغير ذلك بما أن لا أحد يستطيع أن يدعي يستطيع يجرى عملية جراحية أو يكشف عن مريض ويحدد له مرضه ويعطيه العلاج لأنه يخاف من نقد الناس فهو مكتشف إذا كان الناس يحترزون في هذا المجال الدنيوي أليس الأولى بهم أن يحترزوا بهذا المجال الأكثر حساسة وخطورة وهو مجال علاقة البشر بالله سبحانه وتعالى ,ميدان توثيق وتحصيل الصلة بين الناس وبين الله ,ميدان إنقاذ البشرية من الهلاك والسوء إلى السعادة والنجاة لاشك أن المجال اخطر وأولى بالعناية وليس من الصائغ أن يكون يعني مرتعاً خصباً لكل من هب ودب وكل من عرف آية وحديث أو عرف أنه يعني أدرك شئ من العلم بدأ يباشر المسائل الكبار ويشرق ويغرب بالناس يميناً ويساراً وهو لا يعي شئ ,تأكيدنا على الأساس العلمي المرتبط به منهج الدعوة هو لتحقيق هذه الثمرة ,أن نحمى ساحة الدعوة ونمنع دخول لغير مؤهلين لها إليها فنكون بذلك قد (غير معروفة ) سبحانه وتعالى طبعاَ نحن بذلك لانشدد في هذه المسألة ونقول أنه هناك تأهيلً عالياً رفيعاً جداً جداً من وصله فيدعوا ولا فلا, لا
هناك ضابط يحقق مبدأ توفر العلم الأزم للدعوة قال العلماء في هذه المسألة أن من عرف مسألة من مسائل الدين لاحظوا معي .أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها أثنين ووجب عليه تعليمها ثم وجب عليه أخيراً الدعوة إليها مرة أخرى أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها وثم وجب عليه تعليمها ثم وجب عليه ً الدعوة إليها وإلى ذلك ليس هنالك أحدً من المسلمين إلا وله من دراية ولو بمسألة واحدة من مسائل الدين على سبيل المثال إذا جاءنا احد العوام الذي لا يقرأ ولا يكتب في بيئة إسلامية تقيم شعائر الله فيها الصلاة والزكاة والصوم وفيها معرفة المنكر ومعرفة المعروف إلا يفترض أن هذا الشخص الأمي يعرف أن الصلاة ركن من أركان الإسلام وأنها فريضة كبرى لا يصوغ لأحدً أن يتركها وأن تركها جريمة وكبيرة من الكبائر الإسلام ,كثيراً من العوام يعرفون هذا الحكم ولذلك ينطبق عليهم أو تنطبق عليهم هذه القاعدة فنقول أن هذا العامي عارفً بمسألة فرضية الصلاة ووجوبها وحرمة تركها فهو صار علماً بها ثم أنه يجب عليه أن يعمل بها وهاهو يصلي ويحافظ عليها ويؤديها مع الجماعة المسجد ثم أنه يعلمها لمن حوله من زوجه وأولاده وأبناءه وجيرانه وغيرهم ثم أنه يدعو إليها ,المهم إذا توفرت هذه المسألة توفراً صحيح دقيقاً في الإنسان المسلم فقد أن طبق عليه هذا الشرط وبالتالي صار من.. من يطالبون أن يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى إذا توفر له الجانب الثاني وهو الجراء الدعوي كيف يتصل بالناس كيف يخاطبهم كيف يختار الوسيلة والأسلوب المناسبة وما إلى ذلك لكن حديثنا الآن عن الأساس العلمي وهو قضية العلمُ بالمسائل الدين التي يدعو الدعاة إليها وبتلك الطريقة نجد الكثير من الناس إذ شعروا بالحزم في تلك المسائلة يتورعون ويخافون ويعرفون أن العين عليهم بصيرة والنقد عليهم مسلط فنكون حمينا حوزة الدعوة وحافظنا على رحاب الدين وأشعرنا الناس بقيمته وعناية الإسلام به وانه ليس مجالاً لكل من هب ودب ..طيب
السؤال الآن ماهي الأشياء التي لابد أن توافرها في الداعية حتى يكون مؤهلاً للدعوة حتى يكون عارف بهذه المسألة
ماهي المهارات ,ماهي الشروط ,ماهي المتطلبات سمها ماشئت التي لابد من توفرها في الإنسان حتى يكون داعية قادر على أن يتصل بالناس لدينا أربعة مسائل .
أما المسألة الأولى فهي معرفة ما يتحدث فيه من قضايا نقصد الداعية...
أن يكون الداعية عارفاً بما يتحدث فيه من قضايا مما يتصلوا بواقع الناس ومعاشهم وطبعاً ينطوي ذلك يعني يدخل في ذلك بالدرجة الأولى المدعو,بأن يكون قادراً على تشخيص حاله ,عارفاً بواقعه ويعرف المشكلة التي وقع فيها
دعونا نفصل هذه المسألة قليلاً...
أنا أمامي مدعو لنقل انه مقصر في الصلاة ,لا يصلي الصلوات وربما يؤدي في اليوم صلاة واحده وأربع صلوات لا يؤديها لكي أقوم بدعوة هذا الإنسان فيحب علي أن أكون عارفاً بحاله هو هل هو كبير أم صغير ,هل هو مراهق أو طفل
هل هو متعلم أم غير متعلم وإذا كان متعلماً هل علمه له علاقة بالشريعة ويعرف أحكام الدين أو أن علمه دنيوي لذلك هو أمي في الجوانب الشرعية ما يعرف هذه المسألة ,أيضاً هل هو ناشئ في بيئة إسلامية تقربه من هذا المسألة أو أنه ناشئ في بيئة بعيدة عن طاعة الله سبحانه وتعالى وضعه الصحي ,وضعه المادي وضعه المعرفي ’ثقافته أن أعرف هذا المدعو إجمالاً لأن معرفتي له وتشخيص حالة مدخل مهم من مداخل الدعوة وتأثير فيه
الجانب الأخر من جوانب المعرفة التي لابد أن تتوافر في الداعية عن هذا المدعو إي المشكلة التي وقع فيها وهي تركه للصلاة هل وهو ترك الصلاة لأنه لا يؤمن بها ولا يرى وجوبها أو أنه يؤمن بها لكن تركها تكاسلاً أو أنه يؤمن بها لكنه تركها خوفاً بسب ظروف العمل أو ظروف أمن وإلى ما ذلك ولذلك يصعب أن تقتحم هذا المدعو حياته وتفترض أنه إنسان تارك للصلاة ثم تبدأ تلقى عليه أوامر ونواهي و نصائح وإرشادات ليست ماسيسة بحاله فلا تؤثر فيه لكنك لو عرفت حاله عرفت كيف تنقي كيف المضمون المناسب له عرفت كيف تنقي الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب له فتجد أن حديثك معه يدخل إلى قلبه ووجدانه يطرق عقله وفهمه فيتأثر بك هذا هو الشرط الأول المهم الذي يجب أن يكون في الحسبان ومنهج الإسلام الحقيقة يعني أكد على ذلك يوسف علية السلام جاء الحديث عنه في
قول الله سبحانه وتعالى
((و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزي المحسنين. قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم))

قيل الحكم هو النبوة والعلم هو العلم بالدين وعلم الرؤى لانبي.يوسف عليه السلام داعية ووظيفة الأنبياء هي الدعوة إلى الله ولذلك أهله الله سبحانه وتعالى بمتطلبات الدعوة وهي بين قوسين متطلبات النبوة وهي الحكمة والعلم بالدين وهكذا الحال بالنسبة لك أنت أيها الداعي وأنتِ أيتها الداعية لابد أن تحملي هذه المؤهلات التي حملها الأنبياء ليباشروا أعلى وأهم فريضة من فرائض الله وهي فريضة إصلاح الناس وإنقاذهم ,أيضاً جاء في أية أخرى في موضوع يوسف عليه السلام قوله (قال أجعلني على خزائن الأرض أني حفيظا عليم ))
إي ولني وهو يخاطب عزيز مصر ولني أم
حفظ خزائن مصر ولما طلب يوسف هذا المنصب قدم في ملف التقديم مؤهلاته التي تناسب هذا المنصب ولهذا قال (أني حفيظ عليم ))حفيظاً للمال بحيث ما يتبدد ما يتبعثر لا ينفق في أوجهه
وعلم إي عليمُ بطرق جمعه وزيادة وإنماءه فهو قدما في ملف هذه الوظيفة حتى يقبل فيها من عزيز مصر المؤهلات التي تناسبها وهي الحفظ والعلم وهي مناسبة مؤهلات تناسب وزير المالية كما قلنا أنه يريد كما قلنا على خزائن الأرض لدى عزيز مصر .
لكن السؤال هل وضع في هذا الملف مؤهل النبوة إذ لو قال أنا نبي ..عزيز مصر لم يأبه لهذا المؤهل ولن يهتم به و كأنه صلاة ما دخل النبوة في إدارة المال عطني المؤهلات التي تقنعني بأن أسند لك أمر المال ولذلك هذا يدلنا على أن الدعوة لها مؤهلات كما أن إدارة المال له مؤهلات ومنهج يوسف علية السلام حينما تقدما لهذا المنصب وهو إدارة المال في أنه قدم مؤهلات التي تناسب هذا المنصب ..أنت أيها الداعية لابد أن تضع في ملفك المؤهلات التي تناسب منصب الدعوة حتى تكون داعية مقبولاً عند المدعوين فيستمعون لك ويتأثروا بك
هذا هو الأمر الأول أو المؤهل الأول والمتطلب الأول الذي لابد منه حتى يكون الداعية مؤهلاً بأذن الله مباشرة الدعوة
المؤهل الثاني أو المتطلب الثاني
معرفة حكم الشرع فيما يعرض الداعية وذلك لاحظ معي أنت الآن عرفت من هو المدعو وعرفت إشكاله وقمت بتشخيص حاله لكنك تريد أن تعرف حكم الإسلام فيه علاج الإسلام له أنت لن تعالجه من عند يأتك بل أنك ستعالجه كما يقال من صيدلية القرآن وصيدلية النبوة أنت ستغوص في القرآن والسنة فتبحث فيهما عن العلاج المناسب لهذا المدعو الذي قمت بمعرفة حاله وتشخيصه تشخيصاً دقيقاً أليس كذلك .بلى
إذا لابد أن تكون على عارفاً بحكم الشرع المتعلق بهذا المدعو لأنك لست مشرع ولكنك قادر على أن تعرف ماله علاقة بهذا المدعو مما هو موجود في القرآن والسنة
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)ذلك. التشخيص متطلب مهم لكم مهارة البحث عن العلاج المناسب لهذا المدعو مما في الكتاب والسنة أيضاً متطلب مهم لا يقل أهمية ذلك.
ولذلك جاء النهي عن أن يقول الإنسان بشأن مالا يعلم أن يعلم وهو يعمل بما لا علم له يعني بمثل كان يعني يعتمد على الحس أو الظن يعتمد على الحجز أو التخمين ويقول والله أنا أرى أن هذا المدعو يناسبه أن أقول له لا أترك الشعلة ذي أو أقول له أشرع لهذه المسألة ,طيب حنا لو دققنا في كلاك لوجدنا أنه يصادم نصاً صريحاً في الكتاب والسنة و لذلك ..
لا مكان لظن ولا للحجز ولا للتخمين في ذلك لكن يجب أن تكون أحكامك التي تلقيها على المدعو أحكاماً يقينية ولا سبيل للتحقيق اليقين الإ إذا كانت مؤاخذه من الكتاب والسنة .
قال الله تعالى(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وأنت لست عالماً بكل شيء ولذلك إذا فاتك شيء أو عجزت عن أن تستخرج المناسب من الكتاب والسنة فسأل العلماء .
فالعلماء يتم بعضهم بعضا
فالدعاة يتم بعضهم بعض يتشاورن ويتناقشون ويتسألون في هذه المسائل فتجد كل واحد يغرض أخيه بما لديه وهكذا يقوم بنيان الدعوة على أساس علمي صحيح..
الاسترشاد بأهل العلم مطلب مهم خصوصاً الراسخين منهم ولهذا يكفيه موؤنة أن يقع في الخطأ أو أن يعني يخوض غمار لا يحسن الخوض فيها فيكون سبباً في الإساءة للمخاطبين
الإشارة إلي أهمية إلمام الداعية بما يعرضه من قضايا واضحة في كثير من الآثار وفي كثير من أقوال العلماء .
جاء يجعل الواجبم رحمه الله حول هذه المسائلة (لابد من نوعين من الفقه هما فقه في أحكام الحوادث الكلية والفقه في نفس الواقع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذب والمحقِ والمبطل ثم يطابق بين هذا وهذا فيعطي الواقع حكمه الواجب
ولا يجعل الواجب مخالف للواقع انتهي كلام أبن القيم بهذه المسألة...
وكأنه يقول أن الحصافة التي تُثمر صواباً لابد أن يجتمع فيها الداعية هذان الأمران.
علماً بحكم الشرع وعلماَ بواقع الناس فينزل حكم الشرع الذي فقهُ فقهاً صحيحاً على واقع الناس بعد أن وعاءه وأدركه..
على حقيقته فينال الصواب ويتحقق له يعني الإصابة فيما يبديه للناس من حكم الإسلام في ما يعرض لهم.
هذا تقريباً ما يتعلق بهذه المسألة وهي ضرورة أن يعرف الداعية حكم الشرع فيما يعرضه للناس ...
المسألة الثالثة :تمكن الداعية من إيصال مضمون الدعوي بصورة الصحيحة المؤثرة وذلك الآن نحن اجتمعنا في عندك أمران
أجتمع عندك معرفة المدعو ومعرفة حكم الإسلام في هذا المدعو وصار حكم الإسلام جاهز الآن تنقله للمدعو,بقى عليك أن تحسن هذا النقل ,وإحسانك لهذا النقل يتطلب تختار الوسيلة الدعوي المناسبة وتختار الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب وهناك فرق بين الوسيلة وبين الأسلوب سيأتي البيان عليه لأحقا,لكن المهم لو خاطبت مدعواً لا يحسن القراءة بالكتاب أو بالرسالة فأنت بهذه الطريقة لم توصل مضمون الإسلام أنه لم يعرف القراءة ,لو خاطبت إنسان أو مجموعة من الناس عبر وسيلة إعلامية لا توجد لديهم كأن يكونوا في هجرة من الهجر أو مكان نأي وكان الخطاب موجهة إليهم فأنت الآن لم تتمكن من إيصال مضمون الإسلام لهم ,صحيح أنك عرفت حالهم ,وعرفت مضمون الإسلام المناسب لهم
لكنك لم تصل إليهم لأنك لم تتقن الأسلوب والوسيلة المناسبة التي من خلالها تخاطب هذه الفئة من الناس,
قد يكون أحد الناس اللائق في حقه الين والمرونة ,يحتاج إلى شيء من الترغيب ,لكنك تسلك معه أسلوب الحزم والشدة فتنفره بذلك وتجعل على عقله أن ينغلق عن المضمون الذي تريد أن توصله إليه فلا يصل إليه ولذلك
عملك الطيب في معرفة المدعو وعملك الطيب في معرفة مضمون الإسلام المتعلق بهذا المدعو أضعته بسوء عدم لإتقانك لطريقة الإيصال هذا تقريباً ما يتصل بتلك المهارات وبقى مهارة رابعة نستأنف الحديث عنها إن شاء الله في إلقاء القادم أما حديثنا هذا اليوم قد كان موصولاً في مسألة أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي حيث تكلمنا عن السبب الثالث وهو قطع صلة السبيل على أدعياء وتأصيل احترام التخصص ثم تكلمنا عن أن الأمور الأزمة التي يتأهل به الداعية ليكون قادر على مخاطبة الناس حيث ذكرنا أن
الأمر الأول: وهو معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك في المدعو نفسه والإشكال الذي وقع فيه المدعو ..
ثانياَ:معرفة حكم الشرع في ما يعرف الداعية له فيما يتصل بحال المدعو
ثالثاً: تمكين الداعية أو تمكن الداعية من إيصال هذا المضمون للمخاطب بصورة الصحيحة .
الأمر الرابع سيأتي الحديث عنه في الدرس القادم .
وحديثنا أيها الإخوة والأخوات المكارم مازال موصولاً حول أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي
وسيكون موضوع هذه المحاضرة بمشيئة الله حول السبب الثالث من أسباب قيام هذه المناهج على أساس علمي والسبب هو..
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص., وسنتكلم ضمن هذا السبب عن أمور مهمة لابد من توافرها في داعية حتى يكون مؤهلاً بأن يخاطب المدعوين حتى يكون داعية فعلاً ينبغي يملك مقومات من الأتصال بالناس هذه الأمور الثلاث هذا, معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك معرفته للمدعو ومعرفته للإشكال والخلال الذي وقع فيه المدعو وسنفصل ذلك أيضاً يدخل ضمن هذا الأمور التي لابد منها ليتأهل الداعية للدعوة معرفه وحكم الشرع فيما يعرف الداعية له ويقوم بتقديمه للناس وثالثاً تمكن الداعية من إيصال المضمون الدعوي للمخاطب بصورة الصحيحة التي تؤثر فيه
قطع السبيل على الأدعياء وتأصيل احترام التخصص
فكرة هذا ,هذا السبب تقوم على النحو التالي
أن الدعوة هي من أهم الأمور في حياة الناس كيف لا,وهي معنية بإنقاذ الناس من الهلاك و المجئ بهم إلى ساحة وساحل الأمان وهذه مهمة القوية والحساسة لابد لها من مؤهلات ولابد أن يتصدى لها المؤهلون فقط بما يملكون من مقومات العلم والمعرفة والإدراك والمهارة في مناهج الدعوية معرفة بما في الكتاب والسنة معرفة بوسائل الدعوة وأساليبها معرفة بمدعو معرفة بمناهج المختلفة التي من خلالها يستطيعون أن يباشروا مهمة الإنقاذ للبشرية وجر هذه البشرية إلى ساحل الأمان ولأهمية هذه المسألة وخطورتها كان من الإزم أن تسند إلى المتخصصين فيها ,المؤهلين لها ’العارفين بمتطلباتها الحاذقين باجراتها وكلما تنزلنا في ذلك وقدمنا إلى هذه الساحة من ينقصهم هذا شي كلما فرطنا بمصلحة وحياة المدعوين وكلما كنا سبباً في توريط المدعو بشيء ليس له صلة لا بالكتاب ولا بالسنة ثم أن ذلك سيتطور ويتفا قم إلى أن يأتي الدخلاء أصحاب النوايا السيئة أصحاب المصالح أصحاب المقاصد الخاصة فيدخلوا في هذا المجال ويباشروا الدعوة تحت ستاره الإصلاح لكن يسعون إلى مقاصد أخرى .
أما لتمرير أفكار الفاسدة أو مذاهب باطلة أو معتقدات فيها غلو وتكفير أو لجني أرباح معناوية أو مادية وهذا طبعاً في البشر إذا انعدم منهم الوازع والضمير والخوف من الله سبحانه وتعالى ولذلك حينما نقول أن مناهج الدعوة لابد أن تقوم على أساس علمي فأننا بذلك نقطع السبيل على الأدعياء ,نمنعهم من الدخول إلى هذا الميدان ونقول لهم بلسان الحال وبلسان المقال أن هذا الميدان ميدان حساس صعبً خطير ولذلك لا يصوغ لك أن تدخله إلا إذا كنت مؤهلا له بالعلم ِ والمعرفة والإتقان ولابد أن ننشر هذه الثقافة, الثقافة احترام التخصص ونحن نلاحظ هذا لآن أن كثير من التخصصات الدنيوية لايجرؤا أحد من اقتحامها كالطب والهندسة والزراعة وما شبهاها وماإلى وغير ذلك بما أن لا أحد يستطيع أن يدعي يستطيع يجرى عملية جراحية أو يكشف عن مريض ويحدد له مرضه ويعطيه العلاج لأنه يخاف من نقد الناس فهو مكتشف إذا كان الناس يحترزون في هذا المجال الدنيوي أليس الأولى بهم أن يحترزوا بهذا المجال الأكثر حساسة وخطورة وهو مجال علاقة البشر بالله سبحانه وتعالى ,ميدان توثيق وتحصيل الصلة بين الناس وبين الله ,ميدان إنقاذ البشرية من الهلاك والسوء إلى السعادة والنجاة لاشك أن المجال اخطر وأولى بالعناية وليس من الصائغ أن يكون يعني مرتعاً خصباً لكل من هب ودب وكل من عرف آية وحديث أو عرف أنه يعني أدرك شئ من العلم بدأ يباشر المسائل الكبار ويشرق ويغرب بالناس يميناً ويساراً وهو لا يعي شئ ,تأكيدنا على الأساس العلمي المرتبط به منهج الدعوة هو لتحقيق هذه الثمرة ,أن نحمى ساحة الدعوة ونمنع دخول لغير مؤهلين لها إليها فنكون بذلك قد (غير معروفة ) سبحانه وتعالى طبعاَ نحن بذلك لانشدد في هذه المسألة ونقول أنه هناك تأهيلً عالياً رفيعاً جداً جداً من وصله فيدعوا ولا فلا, لا
هناك ضابط يحقق مبدأ توفر العلم الأزم للدعوة قال العلماء في هذه المسألة أن من عرف مسألة من مسائل الدين لاحظوا معي .أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها أثنين ووجب عليه تعليمها ثم وجب عليه أخيراً الدعوة إليها مرة أخرى أن من عرف مسألة من مسائل الدين فهو علماً بها هذا واحد وجب عليه العمل بها وثم وجب عليه تعليمها ثم وجب عليه ً الدعوة إليها وإلى ذلك ليس هنالك أحدً من المسلمين إلا وله من دراية ولو بمسألة واحدة من مسائل الدين على سبيل المثال إذا جاءنا احد العوام الذي لا يقرأ ولا يكتب في بيئة إسلامية تقيم شعائر الله فيها الصلاة والزكاة والصوم وفيها معرفة المنكر ومعرفة المعروف إلا يفترض أن هذا الشخص الأمي يعرف أن الصلاة ركن من أركان الإسلام وأنها فريضة كبرى لا يصوغ لأحدً أن يتركها وأن تركها جريمة وكبيرة من الكبائر الإسلام ,كثيراً من العوام يعرفون هذا الحكم ولذلك ينطبق عليهم أو تنطبق عليهم هذه القاعدة فنقول أن هذا العامي عارفً بمسألة فرضية الصلاة ووجوبها وحرمة تركها فهو صار علماً بها ثم أنه يجب عليه أن يعمل بها وهاهو يصلي ويحافظ عليها ويؤديها مع الجماعة المسجد ثم أنه يعلمها لمن حوله من زوجه وأولاده وأبناءه وجيرانه وغيرهم ثم أنه يدعو إليها ,المهم إذا توفرت هذه المسألة توفراً صحيح دقيقاً في الإنسان المسلم فقد أن طبق عليه هذا الشرط وبالتالي صار من.. من يطالبون أن يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى إذا توفر له الجانب الثاني وهو الجراء الدعوي كيف يتصل بالناس كيف يخاطبهم كيف يختار الوسيلة والأسلوب المناسبة وما إلى ذلك لكن حديثنا الآن عن الأساس العلمي وهو قضية العلمُ بالمسائل الدين التي يدعو الدعاة إليها وبتلك الطريقة نجد الكثير من الناس إذ شعروا بالحزم في تلك المسائلة يتورعون ويخافون ويعرفون أن العين عليهم بصيرة والنقد عليهم مسلط فنكون حمينا حوزة الدعوة وحافظنا على رحاب الدين وأشعرنا الناس بقيمته وعناية الإسلام به وانه ليس مجالاً لكل من هب ودب ..طيب
السؤال الآن ماهي الأشياء التي لابد أن توافرها في الداعية حتى يكون مؤهلاً للدعوة حتى يكون عارف بهذه المسألة
ماهي المهارات ,ماهي الشروط ,ماهي المتطلبات سمها ماشئت التي لابد من توفرها في الإنسان حتى يكون داعية قادر على أن يتصل بالناس لدينا أربعة مسائل .
أما المسألة الأولى فهي معرفة ما يتحدث فيه من قضايا نقصد الداعية...
أن يكون الداعية عارفاً بما يتحدث فيه من قضايا مما يتصلوا بواقع الناس ومعاشهم وطبعاً ينطوي ذلك يعني يدخل في ذلك بالدرجة الأولى المدعو,بأن يكون قادراً على تشخيص حاله ,عارفاً بواقعه ويعرف المشكلة التي وقع فيها
دعونا نفصل هذه المسألة قليلاً...
أنا أمامي مدعو لنقل انه مقصر في الصلاة ,لا يصلي الصلوات وربما يؤدي في اليوم صلاة واحده وأربع صلوات لا يؤديها لكي أقوم بدعوة هذا الإنسان فيحب علي أن أكون عارفاً بحاله هو هل هو كبير أم صغير ,هل هو مراهق أو طفل
هل هو متعلم أم غير متعلم وإذا كان متعلماً هل علمه له علاقة بالشريعة ويعرف أحكام الدين أو أن علمه دنيوي لذلك هو أمي في الجوانب الشرعية ما يعرف هذه المسألة ,أيضاً هل هو ناشئ في بيئة إسلامية تقربه من هذا المسألة أو أنه ناشئ في بيئة بعيدة عن طاعة الله سبحانه وتعالى وضعه الصحي ,وضعه المادي وضعه المعرفي ’ثقافته أن أعرف هذا المدعو إجمالاً لأن معرفتي له وتشخيص حالة مدخل مهم من مداخل الدعوة وتأثير فيه
الجانب الأخر من جوانب المعرفة التي لابد أن تتوافر في الداعية عن هذا المدعو إي المشكلة التي وقع فيها وهي تركه للصلاة هل وهو ترك الصلاة لأنه لا يؤمن بها ولا يرى وجوبها أو أنه يؤمن بها لكن تركها تكاسلاً أو أنه يؤمن بها لكنه تركها خوفاً بسب ظروف العمل أو ظروف أمن وإلى ما ذلك ولذلك يصعب أن تقتحم هذا المدعو حياته وتفترض أنه إنسان تارك للصلاة ثم تبدأ تلقى عليه أوامر ونواهي و نصائح وإرشادات ليست ماسيسة بحاله فلا تؤثر فيه لكنك لو عرفت حاله عرفت كيف تنقي كيف المضمون المناسب له عرفت كيف تنقي الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب له فتجد أن حديثك معه يدخل إلى قلبه ووجدانه يطرق عقله وفهمه فيتأثر بك هذا هو الشرط الأول المهم الذي يجب أن يكون في الحسبان ومنهج الإسلام الحقيقة يعني أكد على ذلك يوسف علية السلام جاء الحديث عنه في
قول الله سبحانه وتعالى
((و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علما و كذلك نجزي المحسنين. قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم))

قيل الحكم هو النبوة والعلم هو العلم بالدين وعلم الرؤى لانبي.يوسف عليه السلام داعية ووظيفة الأنبياء هي الدعوة إلى الله ولذلك أهله الله سبحانه وتعالى بمتطلبات الدعوة وهي بين قوسين متطلبات النبوة وهي الحكمة والعلم بالدين وهكذا الحال بالنسبة لك أنت أيها الداعي وأنتِ أيتها الداعية لابد أن تحملي هذه المؤهلات التي حملها الأنبياء ليباشروا أعلى وأهم فريضة من فرائض الله وهي فريضة إصلاح الناس وإنقاذهم ,أيضاً جاء في أية أخرى في موضوع يوسف عليه السلام قوله (قال أجعلني على خزائن الأرض أني حفيظا عليم ))
إي ولني وهو يخاطب عزيز مصر ولني أم
حفظ خزائن مصر ولما طلب يوسف هذا المنصب قدم في ملف التقديم مؤهلاته التي تناسب هذا المنصب ولهذا قال (أني حفيظ عليم ))حفيظاً للمال بحيث ما يتبدد ما يتبعثر لا ينفق في أوجهه
وعلم إي عليمُ بطرق جمعه وزيادة وإنماءه فهو قدما في ملف هذه الوظيفة حتى يقبل فيها من عزيز مصر المؤهلات التي تناسبها وهي الحفظ والعلم وهي مناسبة مؤهلات تناسب وزير المالية كما قلنا أنه يريد كما قلنا على خزائن الأرض لدى عزيز مصر .
لكن السؤال هل وضع في هذا الملف مؤهل النبوة إذ لو قال أنا نبي ..عزيز مصر لم يأبه لهذا المؤهل ولن يهتم به و كأنه صلاة ما دخل النبوة في إدارة المال عطني المؤهلات التي تقنعني بأن أسند لك أمر المال ولذلك هذا يدلنا على أن الدعوة لها مؤهلات كما أن إدارة المال له مؤهلات ومنهج يوسف علية السلام حينما تقدما لهذا المنصب وهو إدارة المال في أنه قدم مؤهلات التي تناسب هذا المنصب ..أنت أيها الداعية لابد أن تضع في ملفك المؤهلات التي تناسب منصب الدعوة حتى تكون داعية مقبولاً عند المدعوين فيستمعون لك ويتأثروا بك
هذا هو الأمر الأول أو المؤهل الأول والمتطلب الأول الذي لابد منه حتى يكون الداعية مؤهلاً بأذن الله مباشرة الدعوة
المؤهل الثاني أو المتطلب الثاني
معرفة حكم الشرع فيما يعرض الداعية وذلك لاحظ معي أنت الآن عرفت من هو المدعو وعرفت إشكاله وقمت بتشخيص حاله لكنك تريد أن تعرف حكم الإسلام فيه علاج الإسلام له أنت لن تعالجه من عند يأتك بل أنك ستعالجه كما يقال من صيدلية القرآن وصيدلية النبوة أنت ستغوص في القرآن والسنة فتبحث فيهما عن العلاج المناسب لهذا المدعو الذي قمت بمعرفة حاله وتشخيصه تشخيصاً دقيقاً أليس كذلك .بلى
إذا لابد أن تكون على عارفاً بحكم الشرع المتعلق بهذا المدعو لأنك لست مشرع ولكنك قادر على أن تعرف ماله علاقة بهذا المدعو مما هو موجود في القرآن والسنة
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)ذلك. التشخيص متطلب مهم لكم مهارة البحث عن العلاج المناسب لهذا المدعو مما في الكتاب والسنة أيضاً متطلب مهم لا يقل أهمية ذلك.
ولذلك جاء النهي عن أن يقول الإنسان بشأن مالا يعلم أن يعلم وهو يعمل بما لا علم له يعني بمثل كان يعني يعتمد على الحس أو الظن يعتمد على الحجز أو التخمين ويقول والله أنا أرى أن هذا المدعو يناسبه أن أقول له لا أترك الشعلة ذي أو أقول له أشرع لهذه المسألة ,طيب حنا لو دققنا في كلاك لوجدنا أنه يصادم نصاً صريحاً في الكتاب والسنة و لذلك ..
لا مكان لظن ولا للحجز ولا للتخمين في ذلك لكن يجب أن تكون أحكامك التي تلقيها على المدعو أحكاماً يقينية ولا سبيل للتحقيق اليقين الإ إذا كانت مؤاخذه من الكتاب والسنة .
قال الله تعالى(وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)
وأنت لست عالماً بكل شيء ولذلك إذا فاتك شيء أو عجزت عن أن تستخرج المناسب من الكتاب والسنة فسأل العلماء .
فالعلماء يتم بعضهم بعضا
فالدعاة يتم بعضهم بعض يتشاورن ويتناقشون ويتسألون في هذه المسائل فتجد كل واحد يغرض أخيه بما لديه وهكذا يقوم بنيان الدعوة على أساس علمي صحيح..
الاسترشاد بأهل العلم مطلب مهم خصوصاً الراسخين منهم ولهذا يكفيه موؤنة أن يقع في الخطأ أو أن يعني يخوض غمار لا يحسن الخوض فيها فيكون سبباً في الإساءة للمخاطبين
الإشارة إلي أهمية إلمام الداعية بما يعرضه من قضايا واضحة في كثير من الآثار وفي كثير من أقوال العلماء .
جاء يجعل الواجبم رحمه الله حول هذه المسائلة (لابد من نوعين من الفقه هما فقه في أحكام الحوادث الكلية والفقه في نفس الواقع وأحوال الناس يميز به بين الصادق والكاذب والمحقِ والمبطل ثم يطابق بين هذا وهذا فيعطي الواقع حكمه الواجب
ولا يجعل الواجب مخالف للواقع انتهي كلام أبن القيم بهذه المسألة...
وكأنه يقول أن الحصافة التي تُثمر صواباً لابد أن يجتمع فيها الداعية هذان الأمران.
علماً بحكم الشرع وعلماَ بواقع الناس فينزل حكم الشرع الذي فقهُ فقهاً صحيحاً على واقع الناس بعد أن وعاءه وأدركه..
على حقيقته فينال الصواب ويتحقق له يعني الإصابة فيما يبديه للناس من حكم الإسلام في ما يعرض لهم.
هذا تقريباً ما يتعلق بهذه المسألة وهي ضرورة أن يعرف الداعية حكم الشرع فيما يعرضه للناس ...
المسألة الثالثة :تمكن الداعية من إيصال مضمون الدعوي بصورة الصحيحة المؤثرة وذلك الآن نحن اجتمعنا في عندك أمران
أجتمع عندك معرفة المدعو ومعرفة حكم الإسلام في هذا المدعو وصار حكم الإسلام جاهز الآن تنقله للمدعو,بقى عليك أن تحسن هذا النقل ,وإحسانك لهذا النقل يتطلب تختار الوسيلة الدعوي المناسبة وتختار الوسيلة والأسلوب الدعوي المناسب وهناك فرق بين الوسيلة وبين الأسلوب سيأتي البيان عليه لأحقا,لكن المهم لو خاطبت مدعواً لا يحسن القراءة بالكتاب أو بالرسالة فأنت بهذه الطريقة لم توصل مضمون الإسلام أنه لم يعرف القراءة ,لو خاطبت إنسان أو مجموعة من الناس عبر وسيلة إعلامية لا توجد لديهم كأن يكونوا في هجرة من الهجر أو مكان نأي وكان الخطاب موجهة إليهم فأنت الآن لم تتمكن من إيصال مضمون الإسلام لهم ,صحيح أنك عرفت حالهم ,وعرفت مضمون الإسلام المناسب لهم
لكنك لم تصل إليهم لأنك لم تتقن الأسلوب والوسيلة المناسبة التي من خلالها تخاطب هذه الفئة من الناس,
قد يكون أحد الناس اللائق في حقه الين والمرونة ,يحتاج إلى شيء من الترغيب ,لكنك تسلك معه أسلوب الحزم والشدة فتنفره بذلك وتجعل على عقله أن ينغلق عن المضمون الذي تريد أن توصله إليه فلا يصل إليه ولذلك
عملك الطيب في معرفة المدعو وعملك الطيب في معرفة مضمون الإسلام المتعلق بهذا المدعو أضعته بسوء عدم لإتقانك لطريقة الإيصال هذا تقريباً ما يتصل بتلك المهارات وبقى مهارة رابعة نستأنف الحديث عنها إن شاء الله في إلقاء القادم أما حديثنا هذا اليوم قد كان موصولاً في مسألة أسباب ضرورة قيام مناهج الدعوة على أساس علمي حيث تكلمنا عن السبب الثالث وهو قطع صلة السبيل على أدعياء وتأصيل احترام التخصص ثم تكلمنا عن أن الأمور الأزمة التي يتأهل به الداعية ليكون قادر على مخاطبة الناس حيث ذكرنا أن
الأمر الأول: وهو معرفة ما يتحدث فيه ويدخل ضمن ذلك في المدعو نفسه والإشكال الذي وقع فيه المدعو ..
ثانياَ:معرفة حكم الشرع في ما يعرف الداعية له فيما يتصل بحال المدعو
ثالثاً: تمكين الداعية أو تمكن الداعية من إيصال هذا المضمون للمخاطب بصورة الصحيحة .
الأمر الرابع سيأتي الحديث عنه في الدرس القادم .
 
المحاضرة العشرين [20 ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيكم في مستهل اللقاء " العشرين " من لقاءات مقرر مناهج الدعوة وحديثنا في هذا اللقاء بمشيئة الله تعالى سيكون حول أنواع الدعاوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة معها ضمن الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوة وهو الدليل المنسجم مع الدعوة .. الدعاوى المتضمنة الأمور عقلية بدأنا الحديث عنه و سيدخل تحته أبرز أساليب المنهج العقلي وهي المحاكاة العقلية ثم الجدل بالتي هي أحسن ثم ضرب الأمثلة بأنواعها أيضاً سنتكلم عن مواطن إستخدامات المنهج العقلي ثم سنتكلم عن خصائص المنهج العقلي كنا في اللقاء السابق كنا في اللقاء السابق قد تكلمنا يعني عن إجمالاً الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية وذكرنا مثال على ذالك وهو قول الله سبحانه وتعالى " قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " الدليل العقلي في هذا النص قام على البحث عن خلفية مشتركة بين الداعية والمدعو هذه الخلفية تمثل مقدمة عقلية ثم يقوم الداعية بعد ذلك ببناء بنتيجة على هذه المقدمة العقلية لا يسوغ لا للداعية ولا المدعو أن ينكروا تلك النتيجة لأن الإيمان بالمقدمة يقتضي الإيمان بالنتيجة التي عليها وهذا دليل منطقي واضح لا يرتبط بدليل شرعي العقل الصحيح ليس له إلا أن يسلم به في هذا النص قام المدعو والداعية بذكر المقدمات والمسلمات التي لا يمكن إنكارها وحين وصل الداعية إلى لتلك المرحلة مرحله أخذ إعتراف المدعو بالمقدمة و إيمانه بها حين وصل الداعية إلى تلك المرحلة مع المدعو قام بعرض دليله على صحة دعواه وهي مثلاً إيمان أو الإسلام وما إلى ذلك ... وهي أنه عبد الله أنه عبد الإله و أفرده بالعبادة سبحانه وتعالى مشيراً إلى أنه من المعلوم الذي لا يُنكر أن من عبد الذي يخلق ويرزق وينفع و يضر هو الذي على الهدى ومن عبد الذي لا يقدر على خلق ولا على رزق ولا ينفع ولا يضر هو الذي على ضلاله وبذلك تسقط عقلياً بالدليل العقلي دعوى المدعو حين إدعى أن هذا الإله الصنم يستحق العبادة لأنه يعبد من لا يقدر على الخلق والرزق وما إلى ذالك ..
طيب أبرز أساليب المنهج العقلي لهو أساليب من أبرزها المحاكاة العقلية القائمة على الأقيسة القائمة على القياس ومن هذه المحاكاة عدة صور نورد عليها شواهد حتي تتضح من ذلك ماجاء في قول الله تعالى " أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ " سورة التوبة .
كذلك ماجاء في قصة الشاب الذي جاء للرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يستأذنه في الزنى ( مما رواه أبو أمامه ) " قال إن فتىً شاباً أتى النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال يا رسول الله ائذن لي بالزنى فأبل القوم عليه فزجروه قالوا : مه مه ( يعني يريدون أن يسكتوه ويجعلوه يرتدع عن هذا الطلب الغريب ) فقال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ مخاطباً هذا الشاب أدنه ( يعني تعال إلي ) فدنا منه قريباً قال فجلس قال : أتحبهُ لأمك ( يقصد الزنى ) قال الشاب : لا والله جعلني الله فداك قال : ولا الناس يحبون لأمهاتهم قال : أفتُحبهُ لإبنتك قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم قال أفتحبه لأختك ... إلى بقية الحديث " الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ إستخدم أُسلوب القياس في مخاطبة العقل من خلال صورة تقوم على المقارنة هذه الصورة يستطيع العقل أن يقرأها ويفهمها و يحللها وكأن الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ يقيسُ حال هذا الشاب وله محارم بحال الآخرين الذين يهموا بأن يزني بمحارمهم ويقول له إن محارك لا ترضى أن يزنى بها وتجدوا في نفسك ألماً وغيْرةً شديدة جداً إذا حلّ بإحدى محارمك شيئاً من هذا القبيل من الإغراض هذا الذي تجدهُ في نفسك من الألم و الغيْرة و الغضب قِس عليه ما سيوجد عند الآخرين من محارم النساء التي ستزني بهن وحين إذن حين ننشط العقل من خلال عملية القياس تلك نجعله يحاكي حاله بحال الآخرين ويقارن بينهما فيرى هوْل ما هو مقبل عليه فيرتدع ويقتنع ويخلو ما بنفسه من إندفاع حول تلك الشهوة أسلوب المحاكاة العقلية أسلوب جيد وهو مجدي ومهم ويجب أن نتدرب عليه كدعاة في إقناع الآخرين وهذا الأسلوب سلكه كثير ممن يتعامل مع الناس حتى مروجِ البضائع من التجار وشركات الإعلان مروج الأفكار السياسية والمذهبية و الأخلاقية وما إلى ذلك ... كل هؤلاء يباشرون توظيف هذا الأسلوب في تسويق ما لديهم لدى الناس أسئلة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ كما قلنا لهذا الفتى جعلته يتصور نفسه في حالٍ مساوية لحالِ من سيقع بأعراضه ومساوية لما يترتب عليها من ضرر فادح و إساءة بالغة حين إذن يرتدع و يقتنع , من الأمثلة على المحاكاة العقلية المبنية على القياس ما جاء من رواية إبن ذرٍ _ رضي الله عنه _ عن قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " وفي بضع أحدِكم صدقة " قالوا : يا رسول الله إئتِ أحدنا شهوته و يكون له فيها أجر " قال : أرئيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " هذا قياس هذه غريزة أمرك الله سبحانه وتعالى أن تضعها في موضع حلال حدده بالزواج أو بالجواري ( اللي هي ملك اليمين من النساء ) وحين تعبدت الله سبحانه وتعالى بامتثال أمره بصرف تلك الغريزة في مواضعها الشرعية فإن ثمرة هذه العبادة الأجر كما أن ثمرة المعصية حين تُقضى هذه الغريزة في أمور لم يُبحها الله إثـم فكذلك طاعتك بقضائها في مواطن شرعية أجر قياس جعل الصحابة يُزيلون هذه الغراب لأنهم بلسان الحال يقولون هذه شهوة ..هذه متعة .. نحن ننشبها نحن نرغب فيها لا نغالب أنفسنا عليها مثلما نغالب الصلاة .. و الجهاد .. و الزكاة فكيف يصير لنا أجر ؟ فقال الرسول إلا لكم فيها أجر لأنكم غالبتم أنفسكم على ألاّ تُصْرَف تلك الشهوة إلا في المواضع التي حددها الله لكم فقط ورسوله _ صلى الله عليه وسلم _ ومنعتم أنفسكم من المواضع التي لا يسوغ لكم شرعاً أن تقضوا تلك الغريزة فيها وحين إذن جاءكم الأجر , وما أجمل الإسلام الذي جعل أمر المسلم كله له خير إن إقترن ذلك بالنية الصالحة نية التعبد لله سبحانه وتعالى , أيضاً من الأساليب المنهج العقلي الجدل بالتي هي أحسن الجدل بالتي هي أحسن يعني يَرِد ذلك حين تُناقش قضية مع المدعو مستخدمين هذا المنهج يرد ذلك في قصة مثل قصة إبراهيم _ عليه السلام _ و قد حكاها الله سبحانه و تعالى في سورة البقرة حين قال " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " هذه المجادلة بالتي هي أحسن من داعية مع مدعوٌ قوي متكبر متجبر ظالم يقول ويفعل هذا المدعو يدّعي الأُلُوهية ويدّعي أنه يملك قدرات لا يملكها البشر وعلى ضوئها إستحق أن يكون إلها يعبد ..! ولذلك من باب التلطف و المجادلة المؤدبة الهادئة مراعات لحال هذا المدعو حتى لا يخرج عن طوره فيُسئ جاء إبراهيم يطرح إليه هذا الجدل بنفس المنطق والسياق الذي يطرحه هذا الظالم المتألّه فقال إني أُحي وأميت ولأثبت ذلك أمر حراسه أن يأتوا بإثنين من السجن فقتل واحد و أبقى الثاني وقال ها أنا أحييت هذا و قتلت هذا أو أمت هذا , إبراهيم عليه السلام بالمقتضيات جدال بالتي هي أحسن لن يستمر معه في نفس الحالة وإنما قال لا بأس عندي المزيد عندي هالشمس اللي نشوفه كل يوم الشمس اللي تطلع من المشرق الذي يجعلها تشرق من هذه الجهة هو الله سبحانه و تعالى وأنت إله تتدّعي أن لك قدرات فهلّا أريتنا تفضل منك و إحسانا قدرتك على إخراج هذه الشمس منالمغرب ..؟! و أنّ له ذلك و أنّ له ذلك قال بعض أهل العلم في قضية الإحياء و الإماته لو قال إبراهيم لهذا الظالم و هو النمرود أرني هذا الميت الذي قتلته أن تحييه ربما عمد إلى حيلة من الحيل التي يقوم فيها من خداع البصر أو شيء من ذلك أو التروية وجاء بشخص آخر شبيه له و قال ها هو أحييته لك وذلك من مقتضيات الجدل أن يبتعد الداعية عن المساحات التي قد تكون مثار للمراء وكثرة النقاش العقيم و أن تأخذ بيد المدعو إلى منطقة أخرى لا يجيد السباحة والعوْم فيها ولذلك سرعان ما غرق هذا المعاند هذا الظالم في هذا الجدال ولم يستطع أن يجد جواباً على ما ساقه إبراهيم _ عليه السلام _ من الأساليب التي تتبع المنهج العقلي ضرب الأمثال بأنواعها سواءً كانت هذه الأمثال صريحة أو مضمنه ( يعني كامنة ) أو سائرة و متداولة بين الناس من الأمثلة على ذلك يعني من الأدلة أوالشواهد على ضرب الأمثال الصريحة قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، ( ولم نتعب بأن نصعد السفينة كلما أردنا الماء لتححق لنا المراد ) قال الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أرادوا ( بحيث أنهم يخرقوا السفينة هلكوا جميعاً و إن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً "هذا مثال صريح لواقع مشاهد جعله الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ تجسيد لواقع الناس في قضية الإصلاح يعني كأن الناس في سفينة ولا نجاة لهم في هذا البحر إلا بطاعة الله لكن بعض ركاب السفينة يريدوا أن يعصوا الله أهل التقوى و الطاعة إن تركوهم غرقت السفينة فغرق كل ما في السفينة من الطائعين و العاصين و إن أخذوا على أيديهم ونصحوهم و دعوهم نجوا جميعاً وهكذا حال الناس في تلك السفينة الحقيقيَّة الصريحة التي في البحر إذا ترك هؤلاء الحمقى ليخرقوا في جزئهم الأسفل خرقاً ليأخذو منه الماء هلكوا جميعاً الأمثلة الكامنة أو المضمنة قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ هذا شاهد على الأمثله المضمنة أو الكامنة من فارق الجماعة شبراً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه قال الإمام الخطّابي في حديثه في بيانه لهذا للحديث الربقة : ما يُجعل في عنق الدابة كالطوق يمسكها لئلاَّ تشرد والمثل الكامن هنا يبين أن خرج عن طاعة الجماعة و فارقهم في الأمر المجمع عليه المتفق عليه فقد ضل وهلك وكان كالدابة إذا خلعت الربقة التي هي محفوظة بها فإنها تضيع وتتيه وتهلك و تكون عرضة للسباع و هكذا المسلم إذا فارق الجماعة كأنه تخلى عن الجماعة بأن نزع الرابط الربقه التي تربطه بتلك الجماعة فبات وحيداً معرضاً للهلاك و الفتنة و الزيغ و الضلال , من الأمثلة السائغة المثال السابق من الأمثلة الكامنة و المثال الذي قبلة (الذي هو مثال السفينة ) من الأمثلة الصريحة الآن عندنا الأمثلة السائرة المتداولة بين الناس قول الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة " وغيره مما صار مثلاً بين الناس , من خاف أدلج : هذا مثل متداول إلى الناس بعض الناس يتعاطاه و يلفظه ولا يدري أن أصله حديث لكن معناه واضح ولا إشكال فيه , ننتقل الآن إلى فقرة أُخرى من الفقرات المتعلّقة بالدعاوى المتضمنة لأمور عقلية وهو مواطن إستعمالات المنهج العقلي , متى نستخدم المنهج العقلي ؟ تلك المواطن التي يُجدي فيها المنهج العقلي و يُؤثر من تلك المواطن إنكار المدعوين للأمور الظاهرة والبداهيّات العقلية وهذا حاصل بالذات في هذا الزمن مسألة واضحة جلية الأدلة عليها واضحة لا إشكال فيها وليس فيها خلاف ومع ذلك ينكر و يشاكس و يعاند و يماري من ذلك ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى " أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" هذه الآية التي في سورة الطور تبين إنكار المنكرين لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقهم و إنهم جاءوا كذا بالطبيعة أو كذا أو شيء من هذا القبيل ولذلك هم ينكرون ( لاحظ معي ) ينكرون أنه ليس هناك أصلٌ خلق الأشياء ولذلك يقال لهم أنت من خلقك ..؟ أنت من خلقك .. فإذا قال مثلاً الصنم الفلاني أو الإله الفلاني أو الطبيعة الفلانية نقول له من خلق هذا الصنم ..؟ فإذا سقطت دعواه بعدم وجود خالق وأنه لابد أن يكون خالق لأي شيء نقول له حين إئذن طالما انك أقررت بأنك مخلوق وأن هناك من خلقك قٌل لي قٌل لي أأنت خلقت نفسك ؟! أو غيرك خلقك فإن قال أنا خلقت نفسي أو هذا الصنم خلقني نقل له أُخلق نفساً أُخرى الآن دعنا نرى لأنك أنت الخالق أو إجعل هذا الصنم يخلق نفساً أُخرى لنرى فتسقط الدعوى و يثبت بد ذلك أن الخالق هو الله سبحانه و تعالى . المنهج العقلي لاحظ إستخدمناه الآن في أمور ينكرها المنكرون وهي ثابتة بالضرورة لا مجال لإنكارها ولكننا نسوقها بهذا السياق العقلي الذي لاحظتموه وفي نفس المجال يعني الشواهد كثيرة منه قوله " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ " هذه الآية التي جاءت في سورة الأنبياء تبين لنا كيف أن إشتراك أهل التدبير في أمر واحد يخلق الخلاف و الفوضى والتشرذم بل والقتال ولذلك لا يمكن أن يكون هذا الصنع المتقن للكون و للأرض و للإنسان وكل المخلوقات لا يمكن أن يكون من إلهين كما يدعون لأن وجود إلهين أو أكثر في مملكة واحدة يؤذِن بالخلاف والصراع وهذه سنة عقلية لا مجال لإنكارها ولا يمكن أن يثبت إلهان على مملكة واحدة على دون أن يختلفا وطالما أن الأرض سائرة بنظام واحد لا يتغير فهذا دليل على أن الذي يديرها إله واحد لا ينازعه إله آخر حتى يختلف معه فيضطرب نظام الأرض و يختلف هذا أيضاً أمر يُنكر بالضرورة أتينا بهذا الدليل العقلي لنتحضى حجة من قال بوجود آلة أُخرى غير الله سبحانه وتعالى , من المواطن التي نستخدم فيها المنهج العقلي مع المعتدّين بعقولهم و أفكارهم من بعض المدعوين يرى أن العقل قوي أن العقل أقوى من النص أن العقل عنده قدرة على معرفة الحقيقة أن العقل له أشياء كثيرة ولذلك نقول له تعال أنت تقدر العقل ؟ إذن خلنا ندخل في آلة العقل التأمل .. التدبر فنجد أنه بسهولة يتأثر لأنه هو منهجه في إثبات الأشياء و إنكارها هو عقله فإذا خاطبناه إنطلاقاً من هذا المنهج فإنه يتأثر ولذلك هذا النوع من أنواع الناس هو موطن مهم من مواطن إستخدامات المنهج العقلي أيضاً من مواطن ذلك أن نستخدمه مع المنصفين من الناس البعيدين عن التعصب لآرائهم والمتجردين مع المطالب الخاصة الذي سلموا من العصبية سلموا من الضغط الإجتماعي سلموا من أسر المصلحة و الماديات , عقلك كما يقولون حر عقله حر ولذلك المجتمعات التي تتسم عقولها بالحرية هي من أكثر المجتمعات التي ينتشر فيها الإسلام لأنه ليس هناك شيء يُقيد تلك العقول فيتعاطون مع المسائل بمرونة و تلقائية فإذا راق لهم شيئاً بعقولهم إنساقوا معه و أخذوا به و سلموا به و هكذا ... أخيراً من المواطن التي يجدي فيها المنهج العقلي مع المتأثرين بالشبهات و المخدوعين بالباطل إلى غير ذلك من المواطن (......) كثيرة , لكن المتأثرين بالشبهات إذا أثرت هذه الشبهة عقلياً تجد إنك بسهولة تهدمها في عقلة وتعيده إلى الصواب , خصائص المنهج العقلي من أهمها إعتماده على الإستنباطات العقلية و لقواعد المنطقية وهي التي يشترك الأطراف فيها الداعية مع المدعو أيضاً من الخصائص عمق تأثيره في المدعويين ورسوخ الأفكار التي تُوصلُ لهم بواسطة إليه ليس من السهل تغيير قناعات الناس و أفكارهم ولذلك سبحان الله العظيم المسألة التي تصل إلى رأس المخاطب بدليل عقلي مسألة راسخة يصعب أنه يغيرها طالما أنها ثبتت في بدليل عقلي صحيح , أيضاً أنه فيه إفحام للخصم إسكات له إلجام لباطله وتراته ومشاكساته , و أخيراً من أهم الخصائص ضيق دائرة إستخدامه حين يقارن مثلاً بالمنهج العاطفي و المنهج الحسي فمجلاته قليلة ولكن على قلتها مهمة , هذه تقريباً أهم خصائص المنهج العقلي و بها نختم حديثنا في هذا اللقاء حيث تحدثنا بتوفيق الله عن الدعاوى المتضمنة لأمور عقلية و ذكرنا أبرز أساليب المنهج العقلي وهي المحاكاة العقلية و الجدل بالتي هي أحسن وضربُ الأمثال بأنواعها ثم تكلمنا عن مواطن إستخدام المنهج العقلي و أخيراً خصائص هذا المنهج .
السلام عليكم عليكم ورحمة الله وبركاته .


إنتهت المحاضرة ولله الحمد ..


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الله يعطيكِ العافية

ياختي الفاضلة (لبى بريدة)



وياليت البقية يبدوء بتفريغ المحاضرات لان مابقى شئ ...الوقت ضيق جداً
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:



أعتذر وبشدة على تأخري :"(


وإليكم المحاضرة بحمد الله






المحاضرة العاشرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيكم في لقائنا العاشر من لقاءات مقرر مناهج الدعوة لطلاب وطالبات المستوى السادس اللهم إن نسألك التوفيق والسداد في القول والعمل ونسألك يا كريم أن تفهمنا أنك ولي ذلك والقادر عليه
أخواني وأخواتي الطلاب و الطالبات ما زال الحديث حول الأساس الأول من أسس بناء مناهج الدعوة وهو النص المتثبت منه وتكلمنا في اللقاء السابق عن المراد بهذا الأساس وسنتكلم هذا اليوم بمشيئة الله حول طرائق وكيفيات تحقيق النص المتثبت منه وهو أجراء عملي كيفي تطبيقي أو تدريبي لك أيها الداعية كيف تتمكن من أن تكون قادراً على أن تختار نصاً وتتثبت منه وفق المعايير الثلاثة التي ذكرنها في التعريف التي ذكرنها حين بينا المراد بالنص المتثبت منه سنتكلم في تلك الطرائق على أولاً : التعرف على المداخل المناسبة. ثانياً: الاستعانة بالوسائل المعينة على ذلك. ثالثاً: معرفة أصناف الكتب المعينة على اختيار الشواهد التي يحتاجها الداعية حين يريد مخاطبة المدعو وهناك مداخل مهمة مناسبة للموضوع من هذه المداخل التي سنتطرق إليها في لقاء اليوم بمشيئة الله أ. التعرف على النص في مظانه المتوقعة ب. البحث بالنص نفسه ج. القراءة المسحية حول الموضوع الذي سيتحدث عنه الداعية د. الوقوف على الموضوعات القريبة والمشابهة هـ . النتاج العلمي والعملي للمجالات القريبة من مجال الدعوة وسنتكلم عن هذه الأمور واحداً تلو الأخر بالصورة التي تحقق الفهم والإدراك والاستيعاب بحول الله تعالى أسأل الله العلي العظيم لي ولكم الإعانة والتوفيق والسداد هذه الأمور الثلاثة وهي اختيار الشاهد المناسب للمدعو ثم التأكد من إرادة بصورة صحيحة ثم التأكد من دلالته تحتاج إلى طرائق وهذه الطرائق هي التي تجعل الداعية بحول الله يباشر هذا التثبت بصورة صحيحة وهو مطمئن إلى عمله متيقن من أنه يسير به في مساره الصحيح التعرف على المداخل المناسبة للموضوع دعونا نضرب الأمثلة حتى تتضح الصورة لنفرض أنك تريد أن تخاطب شاب مراهق حول قضايا المخدرات والإدمان فيها وأنت الآن ستبحث عن نصوص من الكتاب والسنة وأثار السلف الصالح تناسب حال هذا الشاب شاب منحرف واقع في المخدرات ولذلك تحتاج نصوص قرانيه ونبوية لها علاقة بانحراف الشباب المراهقين ولها علاقة بالمخدرات والمسكرات نصوص يتم انتقائها بعناية لتنطبق فعلاً على حال هذا الشاب فتجد أنك بسهولة تعالج هذه الحال وتساعد هذا الشاب على أن يتخلص من أشكاله ولذلك كيف نهتدي إلى تلك النصوص كيف نعثر عليها كيف نغوص في كتاب الله وسنة رسوله ثم نجدها بسهولة ثم نستخدمها في مخاطبة المدعو السبيل الأول التعرف على المداخل المناسبة للموضوع ثانياً الاستعانة بالوسائل المعينة على ذلك ثمة وسائل سنبينها حين يأتي الحديث عنها فنعرف من خلالها كيف تعيننا تلك الوسائل على معرفة النصوص فنأخذها ثالثاً معرفة أصناف الكتب والمراجع التي تعين على اختيار تلك الشواهد وتحديد أماكنها في المصحف الشريف وكتب الحديث الأخرى نبدأ بالسبيل الأول أو الطريق الأول وهو التعرف على المداخل المناسبة للموضوع و الأول من هذه المداخل البحث عن النص القرآني أو النبوي بواسطة الوقوف على الموضوع في مظانه وهي كثيرة ينبغي للداعية أن يتعرف منها على ما يخص موضوعة البحث عن النص في مظانه مثلاً قضية فقهية أين تتوقع أن تجدها أنت أمام أمرين أما أن تبحث في صور القران التي كثر فيها الحديث في المسائل الفقهية أو تبحث في أبواب الفقه في كتب الفقه وبالذات الكتب التي شرحت المتون مثلاً كتاب الروض المربع شرح زاد المستقنع هذا الكتاب شرح متناً مختصر وهو زاد المستقنع هذا الشرح الروض المربع تجد أن شارحه حين يأتي بالمسائل الفقهية لا يكتفي بشرحها و أنما يأتي بالآيات والأحاديث التي تؤيد هذا الشرح وتزيد في توضيحه بل أن الروض المربع في أربع مجلدات جاء شرح له تحت عنوان حاشية الروض المربع في سبعة مجلدات زاد الحديث فيه وزاد الاستشهاد وزادة إيراد النصوص القرانيه والنبوية فأنت إذا بحثت في المسكر أو في الأحكام الفقهية التي لها علاقة بهذا المسألة إذا بحثت في الأبواب الفقهية التي لها علاقة بالشباب وبالقصر وبالبالغين وما إلى ذلك إذا بحثت في الأبواب الفقهية المتعلقة بالحدود وإقامتها كالحدود المسكر وما إلى ذلك يقيناً يقيناً ستجد أن المسائل الفقهية اقترنت في تلك الشروح بنصوص كثيرة من الكتاب والسنة بل و ستجد أقولاً كثيرة للعلماء تحدثت عن هذه الفئة من الناس وهم الشباب وتحدثت عن المسكرات وأسبابها وكيف يقع الناس بها وكيف نخلص هذه الفئة منها إذا هذا ما ظن متوقع نعثر فيه على نصوصاً لها علاقة بالمشكلة التي ستباشر الحديث عنها هذا معنى المدخل الأول من مداخل العثور على النص وهو البحث في النص في مظانه المتوقعة المدخل الثاني الذي يوصلنا إلى النصوص المطلوبة أن نبحث عن النص من خلال كلمة فيه أو مفردة تتصل بموضوعة والبحث هنا يكون في المعاجم المختلفة التي صنفت ما أشتمل القران الكريم والسنة النبوية عليه من ألفاظ ولبيان هذه المسألة هناك معاجم مفهرسة فهرسة آيات القران الكريم فهرسة حسب الألفاظ مثل معجم مفهرس لألفاظ القران الكريم سيأتي الحديث لاحقا عن هذه الكتب وعناوينها ومؤلفيها وخصائص كل كتاب لكن أنا أبين أجمالا كيف نتعامل مع هذا المدخل مثلاً كلمة الشباب نعيدها إلى أصلها فتكون شب أو شبب ثم نبحث عن هذا الأصل في تلك المعاجم فنجد أن هذا المعجم أورد جميع الآيات القرانيه التي تضمنت مادة شب أو شبب بجميع اشتقاقاتها ثم تبحث أنت في تلك النصوص ربما يجتمع عندك عشرة نصوص خمسة عشر نص مئة نص ثم تبدأ تقرأها واحداً تلو الأخر لترى أيها أقرب في معناه ودلالته وموضوعه إلى موضوعك الذي تخاطب هذا المدعو به
فتقوم بتصفية تلك النصوص وتنتقي منها عدد قد يكون أربع نصوص إلى عشرة نصوص هي الأقرب في دلالتها وطرحها لمشكلتك التي ستخاطب المدعو بشأنها ولذلك هذه المعاجم تقودك بيسر وسهولة إلى هذه النصوص وهكذا الشأن في نصوص الحديث النبوي فقد ألفت معاجم مثل المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف جاء في هذا المعجم وهو ألفه مجموعة من مستشرقين الألمان جاء في هذا المعجم كل ما جاء في حديث الرسول من ألفاظ وأنت بنفس الطريقة التي ذكرنها في القرآن الكريم فبحث عن أصل الكلمة التي لها علاقة بموضوعك فتجد أن هذا الكتاب أو هذا المعجم يدلك على الأحاديث التي جاء فيها هذا الأصل لتلك الكلمة أو إي اشتقاق من اشتقاقاته ثم يبين لك هذا المعجم أين يوجد هذا الحديث أن كان في صحيح البخاري أو مسلم أو في واحدة من السنن الأربع أو في مسند الأمام احمد فتذهب إلى هذه الأحاديث وتجمعها ويكون عند في النهاية حصيلة مقدارها عدد كبير من الأحاديث تبدأ بقرأتها ومعرفة دلالتها لتتأكد بعد ذلك أيها أقرب لمشكلتك التي تخاطب المدعو بشأنها فتختارها وتنطلق منها في مخاطبة المدعو لدينا مدخل ثالث وهو القراءة المسحية في الدراسات والمؤلفات التي تناولت القضية التي أنت بسببها أيها الداعية ونحن الآن أمام قضية المراهقين و المخدرات لأنها في الغالب مكمن أو موقع نتوقع أن نجد فيه نصوص من الكتاب والسنة أوردها مؤلفها حول هذه المسألة سنجمع بناء على هذا المدخل إي كتاب تكلم عن المراهقين سواء مؤلفات علماء الشريعة أو مؤلفات علماء النفس علماء التربية علماء الاجتماع أو حتى المؤلفات الطبية التي تكلمت عن سلوكيات المراهقين شخصياتهم نزعاتهم نفسياتهم ونجد من بين تلك النصوص ما قام على معالجة شرعية وربما أن المؤلف أورد بعض النصوص القرآنية والنبوية فنجد أن هذا الكتاب يدلنا وبسهولة على مجموعة من النصوص نستفيد منها في معالجة هذه القضية أيضاً فيما يتعلق بالقراءة المسحية نبحث عن الكتب والمؤلفات والأبحاث وربما المقالات في الدوريات والمجلات عن مسائل المخدرات والمسكرات وأنماط استخداماتها وشيوعها وانتشارها وأضرارها ومتعاطيها وما إلى ذلك سنجد من خلال هذه النصوص أو من هذه الأبحاث من تلك الدراسات أنها تدلنا على نصوص من الكتاب أو السنة أو نصوص لسلف الصالح لها علاقة بالموضوع فنختار منها ما يناسب وكما يقال أن العلم رحيم بين أهله هكذا الداعية هكذا العالم يستفيد من غيره من العلماء وتتضافر الجهود وتتكامل فتجد أن جهدك يستفيد منك العالم الأخر وجهد العالم الأخر تستفيد أنت منه لدينا مدخل ثالث وهو الوقوف والإطلاع على الموضوعات القريبة من موضوع الداعية قد يتبين له من خلال هذه الموضوعات رؤية جديدة رأي جديد زاوية جديدة ما خطرت على باله لها علاقة بقضيته وهي وقضية الشباب والمخدرات ومن ذلك على سبيل المثال مثلاً لو كنت تبحث في موضوع الخجل أنت تبحث في موضوع الخجل أستعرض النصوص التي تكلمت عن الحياء لأن هناك تشابه ظاهري بين الخجل والحياء فربما أن الحديث عن الحياء يسوقك إلى مسائل مهمة عن موضوعك الرئيسي وهو الخجل فتستفيد منه ومن مثل ذلك إذا كنت تبحث في نصوص لها علاقة بالرشوة وتحاول أن تعالج هذه الرشوة في أوساط المدعوين فلا مانع أن تبحث في عن النصوص القرآنية والنبوية التي تكلمت عن الهدية لأن ثمة تشابه ظاهراً بين الرشوة والهدية لكن هناك اختلاف بالمقاصد والنوايا الحديث عن الهدية مع انه ليس موضوعك الأساسي سيجلي لك قضايا مهمة تعينك على أن تخرج بموضوع الرشوة بصورة صحيحة تؤثر بها في المدعو بل أنها تنجيك من الخلط بين الرشوة والهدية فتتكلم عن الرشوة وأنت تقصد الهدية وتفضي إلى المخاطب بشيء غير صحيح لو كنت تكلم مثلاً عن المدارات والمجاملة وهي مسلك حسن يتم على ضوئية التعامل بين الناس فيلزم أن تبحث في نصوص المداهنة والنفاق فأحياناً الصورة الظاهرية للمداري والمجامل شبيهة بالصورة الظاهرية للمداهن والمنافق وإطلاعك على نصوص المنافقين والمداهنين تعينك على أن تجلي مفهوم المدارات والمجاملة وتسوق الناس إليها حتى يوظفوها بالصورة الصحيحة وهكذا الحال بالشاب المراهق والمخدرات أبحث عن النصوص الأخرى التي تكلمت عن أشياء التي تتصف بأنها مفترات وقد جاء في الحديث" أن الله نهى عن كل مفتر ومسكر" ما هو الفرق بين المفتر والمسكر تعرف هذه الأمور المتداخلة فيتجلى لك شيء منها حين يتضح الشيء الأخر من المداخل في هذا الجانب أن يطلع الداعية على النتاج العلمي والعملي لمجالات غير الدعوة فيجب أن لا تحصر نفسك في هذا المجال خصوصاً أن الدعوة كما قلنا في بدايات حديثنا في المحاضرات الأولى أن الدعوة هي ضرب من ضروب أو علم من علوم الاجتماع والمقصود بعلوم الاجتماع التي هي تلك العلوم التي يحصل فيها التفاعل بين الناس والداعية والمدعو من الناس ولذلك كثيراً من علوم الاجتماعية مثل علم النفس علم التربية علم السلوك علم الاجتماع علم الدعوة الحسبة كلها تحت مظلة التفاعل والتعامل بين الناس صحيح لكل علم من هذه العلم مجاله وله أهدافه ومراميه وله مقاصده إلا أنه تشترك في أنها تقوم على أن هناك تفاعل بين الناس تعامل بينهم ولذلك لاحظ معي أنا كالداعية بحاجة إلى أن أعرف واقع المدعو والمدعو هنا الشاب المراهق إن مما يعنني على معرفة حال المراهق بالذات في الجانب النفسي أن أرجع إلى علم النفس فهو العلم الأقدر على تشخيص الحالة النفسية للفئات المختلفة للإنسان و منها المراهق فأعرف على ماذا تنطوي نفسيته ما هي مراميها ما هي دوافعه ما هي المؤثرات فيه كيف وصل إلى هذه الحالة التي لم يغالب بسببها رغبته في مباشرة المخدرات ثم أعرض هذا التشخيص النفسي على ما لدي من النصوص الكتاب والسنة وأبدأ على ضوء ذلك بالمعالجة الدعوية حين كنت بصيراً بحال المدعو وهو الشاب المراهق من الأشياء التي يستعين الدعاية بها أن ينظر فيما لدى علماء التربية حول إكساب المخاطب شيء من السلوك وجعله يتبنه ويأخذ به من جانب أن هذا السلوك أو هذا المفهوم الإيجابي إذا ربينا الإنسان عليه فأن فيه وقاية وسلامة له من أن يقع في الأخطاء والمنكرات وما إلى ذلك هذه الجوانب التفاعلية بين تلك العلوم يجب أن لا تغيب عن بال الداعية وهو يخاطب الناس ولا يظن أنه مكتفين بعلمه ولا يحتاج إلى غيره من أصحاب التخصصات الأخرى أنما عليه أن يرجع إليهم ويستفيد مما لديهم والأمر كما قلنا سابقاً إن العلم رحم بين أهله هذا تقريباً كل ما يتعلق بدرس اليوم حيث تناولنا وإياكم طرائق تحقيق النص المتثبت منه وأخذنا بالذات في هذا الدرس التعرف على المداخل المناسبة حيث أشرنا إلى التعرف على النص في مظانه ثم ذكرنا البحث عن النص من خلال كلمة فيه في المعاجم المختلفة التي فهرسة آيات القرآن الكريم أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ثم تناولنا القراءة المسحية التي تعرض لكل ما جاء من كتب وأبحاث ودراسات حول قضيتك ثم بعد ذلك الوقوف على الموضوعات القريبة لموضوعك وأخيراً الإطلاع على النتاج العلمي فالتخصصات الأخرى التي لها صلة بتخصص ومجال الدعوة أأمل أن تكون الصورة قد اتضحت بذلك وضوحاً يعين على أن نعرف هذا الأساس وهو النص المتثبت منه أقول قولي هذا وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الم ـحـاضرة الثــامنــة

{ع ــقد الموزانهـ بين الم ـصالح والم ــفاسد }

قد تتوافر في الداعية الأمور التي ذكرنها لمع ـرفته في مايتحدث فيهـ

ومعـرفته بالمضمون الأسلامي المناسب في حـال المدع ـو
ثم معـرفته بالوسائل والأسلوب المناسبين لأيصــال هذا المضمون ..!
لكنه لا بد أن يتأكد أن أقدامهـ ع مخاطبة المدعو والشروع في الدع ـوة
ليحقق المطلوب ..
لأنهـ أحيانا بع ـض الأمور
وبع ـض الحالات
يترتب ع ـليها أن يبقى الداعيه متريثا وينتظر حتى يخ ـاطب المدعو ليتأكد أن إجرائه في مخاطبة المدعو
سيحقق المطلوب وينيله الفائدة التي يرجوها في حق هذا المدعو
قد تك ـون المصالح والمفاسد متساويه ..
وحين أذن يجب أن يتريث
بل قد تكون المصالح محتملة والمفاسد مؤكدة ..!
وحين أذن فلا شك أن الأرجاع وعدم الأقدام ع مخاطبة المدعو
هو الأنسب والأصح
بل هو ربما الأوجب ..!
لأن الفكرة ليست واجب ع عــاتق الداعية يريد أن يتخلص منه
الفكرة
أصلها أ ن يتم هذا العمل الدعوي بالصورة الصحيحه التي تحقق المقصد الشرعي منه
ولذلك لا سبيل من المجازفة له بمصلحة المدعو
ولا سبيل للمجازفة بالأساءة بمضمون الأسلام حين يقدم الداعية ع أجراء دعوي أفتقر فيه الى مع ـرفة المصلحة والمفسدة المترتبه من أقدامه أو عدم أقدامه ع مخاطبة المدعو
مصلحة المدعو ومنفعته هدف الداعية
لذلك قد تمكن هذه المصلحة في إحجام الداعية عن دعوته حتى يبين لهـ الأمر
أو ربما أن الداعيه هنا عاجز عن بيان هذه المسألة ولذلك يتاح الأمر لمن هو أمكن منه وأقد وأكثر أستطاعة على التعامل عن تلك الحال من المدعوين التي أشكلت عليه ويكون هذا المتمكن من الدعاة
عارفا بآثار نتائج أقدامه على هذه الدعوة
أو عدم أقدامه عليها











تمت بحمداللــهـ ..





وفقكم اللـــــــــهـ
 
{ع ــقد الموزانهـ بين الم ـصالح والم ــفاسد }

قد تتوافر في الداعية الأمور التي ذكرنها لمع ـرفته في مايتحدث فيهـ

ومعـرفته بالمضمون الأسلامي المناسب في حـال المدع ـو
ثم معـرفته بالوسائل والأسلوب المناسبين لأيصــال هذا المضمون ..!
لكنه لا بد أن يتأكد أن أقدامهـ ع مخاطبة المدعو والشروع في الدع ـوة
ليحقق المطلوب ..
لأنهـ أحيانا بع ـض الأمور
وبع ـض الحالات
يترتب ع ـليها أن يبقى الداعيه متريثا وينتظر حتى يخ ـاطب المدعو ليتأكد أن إجرائه في مخاطبة المدعو
سيحقق المطلوب وينيله الفائدة التي يرجوها في حق هذا المدعو
قد تك ـون المصالح والمفاسد متساويه ..
وحين أذن يجب أن يتريث
بل قد تكون المصالح محتملة والمفاسد مؤكدة ..!
وحين أذن فلا شك أن الأرجاع وعدم الأقدام ع مخاطبة المدعو
هو الأنسب والأصح
بل هو ربما الأوجب ..!
لأن الفكرة ليست واجب ع عــاتق الداعية يريد أن يتخلص منه
الفكرة
أصلها أ ن يتم هذا العمل الدعوي بالصورة الصحيحه التي تحقق المقصد الشرعي منه
ولذلك لا سبيل من المجازفة له بمصلحة المدعو
ولا سبيل للمجازفة بالأساءة بمضمون الأسلام حين يقدم الداعية ع أجراء دعوي أفتقر فيه الى مع ـرفة المصلحة والمفسدة المترتبه من أقدامه أو عدم أقدامه ع مخاطبة المدعو
مصلحة المدعو ومنفعته هدف الداعية
لذلك قد تمكن هذه المصلحة في إحجام الداعية عن دعوته حتى يبين لهـ الأمر
أو ربما أن الداعيه هنا عاجز عن بيان هذه المسألة ولذلك يتاح الأمر لمن هو أمكن منه وأقد وأكثر أستطاعة على التعامل عن تلك الحال من المدعوين التي أشكلت عليه ويكون هذا المتمكن من الدعاة
عارفا بآثار نتائج أقدامه على هذه الدعوة
أو عدم أقدامه عليها











تمت بحمداللــهـ ..





وفقكم اللـــــــــهـ


,وش تم الله يصلحتس راح أكمل بقية المحاضرة عنتس

ومشكورة ماقصرتي

جزاكِ الله خير
 
المحـ 18ــاضرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي الأكارم , نحن هذا اليوم في محاضرة مقرر مناهج الدعوة وهي المحاضرة الثامنة عشرة
وسيكون حديثنا فيها بمشيئة الله في موضوعاً جديد وهو : الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوة
سنتكلم إن شاء الله في هذا اللقاء عن المراد بهذا الأساس مع التمثيل عليه ثم نتكلم عن طرائق تحقيقه ونشير في بياننا لتك الطرائق إلى أنواع الدعاوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة معها , سنتذكر في هذا اللقاء حيث يسمح لنا الوقت بالنوع الأول من تلك الدعاوى وهو الدعاوى المتضمنة لأمور حسية .
نستعين بالله ونقول :
إن الدليل المنسجم مع الدعوة يقوم هذا الأساس على عنصرين اثنين :
العنصر الأول : الدعوى
لاحظ معي الدعوى بالألف المقصورة وليست بالألف الممدودة , ويراد بها كل حكم أو فرض لم يقم عليه الدليل ويعد بذالك دون الحقيقة (يعني لم يرتقي إلى رتبة الحقيقة ) , ويتبادر للذهن سؤال وهو القول لماذا وصفنا مضمون الدعوى الإسلامية (مضمون الإسلام الذي ننقله للمدعو ) بأنه دعوى لم تثبت ونريد أن نسوق لهذه الدعوى وهي فرض لم يثبت دليل ينسجم معها حتى تثبت وترتقي إلى مقام الحقيقة ؟
في الحقيقة أن مضمون الإسلام ليس دعوى (هو حقيقة) لأن مضمون الإسلام هو محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لكننا أسميناه هذا المضمون (دعوى ) انسياق مع موقف المدعو الذي لا يقرّ أصلاً بحقيقة و صحة هذا المضمون ولذالك حين تأتي أنت أيها الداعية وتلقيه عليه فهو يتعامل مع هذا المضمون على أنه دعوى لم تثبت ولسان حاله بهذا التعامل كأنه يقول لك : أثبت لي هذه الدعوى .. أورد الدليل المناسب لينسجم معها حتى أقتنع بها .. ارفعها في رأسي من رتبة الفرض إلى رتبة الحقيقة ..
ولذالك من أهم إجراءات الخطاب الدعوي لدينا نحن المسلمين ولله الحمد أننا نراعي أحوال المدعو ونتفهم موقفه انسياق معه حتى نتسلسل به في الخطاب إلى أن نصل إلى درجة الإقناع والتأثير .
ولذالك إذا قلنا له منذ البداية أن هذا المضمون ليس دعوى هو حقيقة بل يجب عليك أن تؤمن بها , اتخذ موقف معادياً معانداً مشاكساً وانفرط منّا وفقدناه , قال تعالى : {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين } سورة سبأ , في هذه الآية خطاب للكافرين فيه انسياق مع منطقهم الذي لا يؤمن بدعوة الإسلام , فتقول لهم هذه الآية نحن المسلمون وأنتم أيها المدعوون معرضون أن نكون في قائمة الخطأ أو قائمة الصواب , لكن واحدة من الفريقين سيكون على خطأ و الفريق الثاني حتماً سيكون على صواب ، ومثل أن احتمالية وقوع الخطأ والصواب واردة عليك أيها المدعو الكافر فإن تلك الاحتمالية أيضاً واقعة عليّ أنا أيها المسلم , ولذالك أنا أضع نفسي وإياك على قدم المساواة وهذا هو السياق المنطقي المريح للمخاطب , فيركن إليك .. ويعرف أنك واقعي .. أنك تراعي ظروفه .. أنك تحتفي بموقفه وفكره .. ولا سبيل على إقناع المدعو و تغيير قناعاته إلا إذ تعاملت معه وفق تلك الآلية التي تحترمه وتنساق معه وتراعيه حتى تحقق المطلوب بشأنه .
هنا الدعوى ما زالت دون الحقيقة , وهوي وصف للمضمون الذي ينقله الداعية للمدعو كما قلنا , و لكون مضمون الإسلام مأخوذ من القرآن والسنة يرد تحفظ على وصفه بالفرض الذي لم يثبت كما قلنا , وقد وضحنا ذالك بأن وصف مضمون الإسلام بهذا الوصف جاء اعتبارا لوجهة نظر المدعو .
فحقيقة هذا المدعو مما يلقى عليه الارتياب , عدم التصديق حتى لو كان حقاً , وحتى لو كان وجيهاً , إذاً هذا المضمون بسبب ذالك صار دعوى (بالألف المقصورة ) بحاجة إلى دليل يرقى بها لدى المدعو من رتبة الفرض إلى رتبة الحقيقة , هذا ما يتعلق بمعنى كلمة دعوى .
الجزء الثاني من هذا الأساس : وهو الدليل المنسجم معها .
يراد به الدليل المتفق مع كل أجزاء الدعوة التي سيق هذا الدليل لإثباتها لدى المدعو , وهذا هو المطلوب لكي يدرك هذا المدعو هذا الكلام ويقتنع به ويسلم به , نسوق أمثلة على ذالك :
نسوق مثال تشبيهي أو دعنا نسميه تجريبي حتى تتضح الصورة حول طبيعة الانسجام بين الدعوى وبين الدليل حتى يكون هناك إحكام لهذه الدعوى بقوة هذا الدليل وبصلابة هذا الرهان فتثبت .
لو قلنا مثلاً لو أخرجنا للناس قطعة بهذا الشكل وقلنا هذه قطعة حديد , الناس سيتعاملون مع هذا الكلام على أنه دعوى (يعني فرض) وأنا مطالب أنني أثبت هذا الفرض بدليل ينسجم معه حتى يرتفع لرتبة الحقيقة فيكون عندهم فعلاً حديد ولا يمارون في هذا الخبر , فلو سُقت على سبيل المثال الدليل التالي لأثبت به أن هذه قطعة من الحديد وقلت له : إن الدليل على أن هذه القطعة من الحديد أنها موصلة للكهرباء , برأيكم هل سيقتنع المخاطبون بهذا الدليل ؟ , الجواب : لا , لأنهم سيقولون لك : إن الحديد ليس هو المعدن الوحيد الموصل للكهرباء بل هناك معادن أخرى موصلة للكهرباء وبكفاءة أحسن من الحديد إذا لازال هذا الخبر دعوى لم يثبت والعلّة في ذالك أن الدليل الذي سقناه معه غير منسجم معه , طيب نبحث عن دليل آخر فنقول : إن هذا ناقل للحرارة , هل ثبت الدعوى ؟ أيضاً لم تثبت , ليس هناك انسجام بينها وبين هذا الدليل لأن ناقلات الحرارة من المعادن كثيرة وبكفاءة أكثر من الحديد , لكن لو قلت إن هذا المعدن ينجذب للمغناطيس ؟ الذي بيدو أن الدعوى ستثبت , لأنه ليس هناك معدن ينجذب للمغناطيس إلا الحديد , ولذالك لا يمكن للخاطبين أن ينكروا هذه الدعوى وعليه من يسلم بها , فترتفع في أذهانهم إلى رتبة الحقيقة .
دعونا نسوق دليل أو شاهد من القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة عن الانسجام بين الدليل والدعوى التي سيق هذا الدليل لإثباتها , اجتمع الدليل المنسجم مع الدعوى والدليل غير المنسجم مع الدعوى في هذا الشاهد وهو المتعلق بقصة امرأة عزيز مصر مع يوسف عليه السلام .
حين راودته تلك المرأة عن نفسه , فقد أقامت دليل على دعواها , بأن يوسف عليه السلام هو من بادرها عن ذالك يعني هو الذي راودها عن نفسها وحاول أن يعتدي عليها عليه السلام ,حين حكى القرآن قولها ( لاحظوا دليلها ) : {قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم } سورة يوسف
لو تأملنا في هذا المقطع القرآني لم تورد فيه دليل , لأنها لما ألفت سيدها عند الباب تجاوزت التدليل و انتقلت مباشرة للعقاب وكأنها تقول بلسان الحال أمراً لزوجها عليه أن يسلم به , تقول له : إن هذا الرجل أراد أن يعتدي عليّ ونحن الآن لسنا في نقاش الدليل , لسنا بحاجة لذالك وإنما نحن في موقف تحديد العقوبة فكأنها تريد أن تصرف عقل الزوج عن الدليل الذي يثبت هذه الدعوى من أن يوسف عليه السلام – وحاشاه – هو الذي باشرها وهو الذي راودها , تصرف عقل زوجها عن هذا الدليل إلى مباشرة العقاب على السريع .
ولو كانت تملك دليلاً بسيطاً لما ترددت في ذكره , إذا الدعوى الآن ما زالت قائمة و ما زالت فرض , وما زالت عند المخاطب وهو زوجها فرض لم ترقى لرتبة الحقيقة لأنها لم تسق الدليل الذي ينسجم معه .
تجاوزت بقولها هذا مرحلة الإثبات بما ادعته على يوسف مفترضة لزوجها وقوع الأمر وحصوله بالفعل وليست بصدد إثباته (انتهينا من الإثبات) , ونقلته للمرحلة اللاحقة لثبوت الأمر وهي تقرير الجزاء المناسب في حق يوسف عليه السلام , طبعا زوجها لم يرى في ذالك دليلاً لدعواها , بل وجدها باطلة , وحين نظر في الدعوى الأخرى دعوى الطرف الأخر وهو يوسف عليه السلام , دعوى يوسف عليه السلام على وجه الدقة عدم إقدامه على ما اتهمته به , يعني دعوى يوسف التي تحتاج إلى دليل الآن أنه لم يقم بمراودتها عن نفسها , كأنه يقول : أنا أدعي أنني لم أقم بذالك . وإنما هي التي دعته لنفسها , ثم جاء الدليل المساق لإثبات دعوى يوسف وهو الدليل المتعلق بالقدّ أو المزع الذي في القميص (قميص يوسف عليه السلام) , هل هو من الأمام أو من الخلف ؟ فإن كان من الأمام فهذا دليل على أن الرجل مقدم عليها , يهجم عليها , يتبعها وهي في سبيل دفاعها عن نفسها مزعت ثوبه , أو أن القدّ في خلف القميص فمعناه أن الرجل هارب منها , منصرف عنها , يريد الخروج وهي تحاول اللحاق به فأمسكته من قميصه من الخلف فأمزع القميص
هذا الرجل من أهلها وهو رجل منصف قال ننظر للقدّ , فلما نظروا للقدّ وجدوا أنه في خلف قميصه , فكيف يكون مهاجم مقدم عليها و ثوبه منزوع من الخلف ؟
إذا هذا دليل قويّ تطابق مع دعوى يوسف بأنه لم يقم بذالك , فارتفعت دعوى يوسف إلى الحقيقة
لكن عزيز مصر هذا الزوج الضعيف المتردد لم يجد سبيل لمواجهة زوجته وإنما قال لها : {يوسف أعرض عن هذا} يعني كما يقولون طنش وانس الموضوع , ولكي يبقى الموضوع مستوراً , نكاية في موقف يوسف الذي كسر كبرياء وغرور هذه المرأة وقاوم أنوثتها , وليكون سجنه سبب لعدم نشر هذا الأمر آثروا ظلماً أن يسجنوه وهو المعتدى عليه .
هذه شواهد تبين هذه المسألة و القصد من عرض هذه الشواهد أن نتمثلها ونحن نسوق المضامين للناس , بحيث أن المضمون قويّ , المضمون ثابت , فلا تكن أيها الداعية أو أنت أيتها الداعية سبب في إضعاف قوة المضمون لأنك لم توفق إلى الدليل الصحيح المنسجم مع هذه الدعوى , الحمد لله الأدلة وافرة والشواهد قوية , فلك فقط أن تتأنى وأن تتثبت وتفقه النص فستظفر بإذن الله بالدليل القوي الذي ينسجم مع تلك الدعوى ويقنع المخاطب بها .
سنتكلم الآن عن طرائق تحقيق النص أو الدليل المنسجم مع الدعوى :
كيف السبيل لتحقيقه ؟ ..
ما هي الآليات ؟ ..
سيتم ذالك من خلال بيان أنواع الدعوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة معها ! ..
لاحظوا معي أن الدعاوي التي نـُلقيها على الناس مضامينها ليست واحدة , مضامينها مختلفة , شيء من مضامينها يتعلق بالحس , بالإدراك , بالشيء المشاهد المنظور الملموس , و شيء من مضامينها يتعلق بالقضايا العقلية الفكرية المنطقية , و مضامين أُخرى تتعلق بقضايا غيبة لا تدرك ترتبط بالإيمان , وقضايا أخرى ترتبط بطبيعة سلوكيات الإنسان الذي يجد نفسه عاجزة أو متكاسلة عن الأخذ بمضمون الإسلام مع أنه يؤمن به ويدين له , هذه تقريباً أربعة أقسام تكاد كل المضامين لا تخرج عنها ولكل قسم من هذه الأقسام آلية في التدليل من خلالها نستطيع أن نتوصل إلى الدليل الذي ينسجم معها ويتطابق مع كل أجزائها فيثبت في ذهن المخاطب ويتعامل معه على أنه حقيقة فيقتنع به ,

النوع الأول من الدعاوى : هي تلك الدعاوى المتضمنة لأمور حسية :
الأمور الحسية : هي تلك الأمور التي تقع تحت طائلة حواس الإنسان , ويمكن له إدراكها بتلك الحواس , يستطيع أن يتعامل معها بشكل مباشر , وطريقة إثباتها ترتكز على المشاهدات والتجارب , يعني مثلاً قلت لكم : إن في جيبي بطاقة الهوية الخاصة بي (هي أمر حسي) , والدليل ها هي أخرجها لكم(مشاهدة وتجربة) , ليس من المعقول وليس من السائغ وليس من المنطقي أني أثبت أمر حسي بدليل عقلي فأقول : إن في جيبي بطاقة والدليل ما يلي : .... و أبدأ أورد لكم دليل عقلي كأن تقول مثلاً : أنا فلان من البلد الفلاني وأقيم الآن في البلد لستُ خارجه , وهذا يقتضي منطق ونظام أن الهوية لابد أن تكون في جيبي , هذا دليل عقلي لكن هل هو سائغ في تلك الحالة أو مع هذا المضمون ؟ لا غير سائغ .
الإسلام بسيط سهل لا يقوم على التعقيد والفلسفة و السفصطة
- في جيبي بطاقة شيء محسوس وهاهي البطاقة , انتهى التدليل , وسقنا دليل ينسجم معها فرفعناه إلى رتبة الحقيقة .
المهم أن الطريق إثبات الدعوى المتضمنة إلى أمور حسية يقوم أو يرتكز على المشاهدة والتجارب بإيراد دليل ملموس مشاهد يناسبها , فيه مسايرة لمنطق المدعو الذي يزيد في إقناعه وضع يده على دليل من هذا النوع , يعبر عن ذالك في مناهج الدعوى بالمنهج الحسي في الاستدلال والإثبات , وكما قلت إن من التكلف أن نعمد إلى دليل عقلي لنثبت به أمراً حسياً يستطيع الداعية أن يتعامل معه بصورة مباشرة ودعونا نودر شواهد على ذالك :
قال الله سبحانه وتعالى : { وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل } سورة الرعد , هذه الآية ساقت خبر أولئك القوم حين جعلوا لله سبحانه وتعالى شريك في عبادته , ثم أقاموا ذالك على دعوى (لاحظ دعوى بالألف المقصورة ) يعني لم تثبت , وهو استحقاق هذا الشريك للعبادة في الأرض , يعني هم يقولون نحن نعبد هذا الصنم أو هذا الوثن لأنه يستحق العبادة بما يملكه من مزايا وقدرات و خصائص , الآن نطلب منهم الدليل ؟ , ولذالك جاء الدليل موجه لمحمد صلى الله عليه وسلم حين قال : سموهم , سموا هذه الآلهة .. (لاحظوا معاي) .. حددوهم لنا يعني قولوا لنا إن إلهنا هذا الصنم أو هذا القبر أو هذا الضريح أو هذه الشجرة , وحينئذ هم أمام واحد من خيارين لا مناص لهم منهما :
الأمر الأول : لاحظ نحن الآن في دليل حسي : أن يسموا لنا هذا الإله فيقولوا لنا هذا الصنم أو هذا الضريح الذي فيه الولي فلان .
نقول الآن : أرنا قدرة هذا الإله المدعى ؟ . , نريد دليل حسي .. أنا أريتك قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق والإحياء والإماتة والمطر والإنبات وما إلى ذالك , أنت ارني قدرة إلهك .. وحينئذ سيجد نفسه قد ارتبك وتلعثم ولا يستطيع أن يتماشى مع هذه المسألة .
الأمر الثاني : أن لا يسمي الإله , أن لا يحدده مخافة من هذا الموقف الذي ذكرناه , وحينئذ نقول ما هو الإله الذي ليس له اسم ؟
ما هو الإله الذي لا يمكن أن تحدده وتعين لنا موقعه وطبيعته وجته , فتسقط الدعوى وسبب سقوط الدعوى أنه لم يوفقوا ولن يوفقوا إلى إيراد دليل ينسجم معها .
طبعاً لاحظ معي ونختم بهذه الكلام : أنت إذا أردت دليل ينسجم مع الدعوى بالطريقة الصحيحة يقيناً سيتحقق هدف مناهج الدعوى وهو إقناع المدعو لكن هل يسلم أو لا يسلم هذي مسألة أخرى كما قلنا , المهم أن الدليل إذا جاء بصورة صحيحة وانسجم وتطابق مع الدعوى يقيناً سيقتنع المدعو بصحة كلامك لكن ربما العناد والكبر يصرفه عن التسليم بها والأخذ بما فيها {وجحدوا بها واستيقنتهم أنفسهم ظلماً وعلوا}
جاء الحديث أكثر تفصيلاً حول الفئة المعاندة على الرغم أننا أثبتنا لها الدعوى بدليل حسي جاء ذالك بقول الله سبحانه وتعالى { ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس } لاحظ أن الآيه فيها محسوس أحضرنا (قراطيس ) ونزلناها عليك -تلمس -تشاهد -ترى – تحمل – تقرأ , أشياء محسوسة وكأن هذا القرطاس يتهاوى وينزل من السماء فيه آيات القرآن الكريم , آيات الكتاب وهم يرونها ثم يتلقونها ويلمسونها فهو دليل قوي واضح دليل حسي على مسألة حسية{ فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين }سورة الأنعام وهذا هو حال المعاندين الذين اقتنعوا بعقولهم لكن خالفوا بجوارحهم وبألسنتهم كبرا وغرورا أو خوفاً على المصلحة وما إلى ذالك, فإنكارهم إنكارا ليس غير مقتنع ولكنه إنكار المعاند المغرور المعتد بموقفه

هذا حديثنا حول هذه المسألة وقد انتهى عند هذه النقطة , حيث تكلمنا في هذا اللقاء معكم أيها الأكارم حول الأساس الثالث من أسس بناء مناهج الدعوى وهو الدليل المنسجم مع الدعوى تحدثنا فيه عن المراد به مع إيراد شاهد أو مثال عليه .
ثم بدأنا في الحديث عن طرائق تحقيقه من خلال بيان أنواع الدعاوى وكيفية تحقيق الأدلة المنسجمة معها
وتكلمنا عن النوع الأول وهو الدعاوى المتضمنة لأمور حسية ولا زال الحديث مستمر حول المنهج الحسي في الاستدلال وسيكون حديثنا إن شاء الله في اللقاء القادم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
المحاضرة الرابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واحييكم اخوتي اخواتي الطالبات والطلاب الكرام في لقاءنا الرابع من لقاءات مقرر مناهج الدعوة
حيث سبق الحديث عن المفهوم اللغوي وسنتحدث هذا اليوم بمشيئة الله في المفهوم الاصطلاحي .. درسنا اليوم بمشيئة الله سنتناول فيه
المفهوم الاصطلاحي لمناهج الدعوة حيث سنتطرق الى المفهوم الاصطلاحي مع بيان شرح هذا المفهوم ثم نتكلم عن المحاور الرئيسية
التي يتكون منها هذا المفهوم وهي ثلاث محاور الاول انها عملية خاصة اي مناهج الدعوة هذه المحور الاول التي تتكون منه تلك المناهج
الثاني تحديد الهدف لهذه المناهج الدعوية .. الثالث قيام المناهج الدعوية على الاساس العلمي قبل ان نتكلم عن هذه المسألة لابد ان
نربطها بالدرس الماضي المحاضرة الثالثة المتعلق بالمفهوم اللغوي او المعنى اللغوي لمناهج الدعوة وكنا قد ذكرنا لكم ان المنهج
هو الطريق الواضح البين وان الدعوة هي حث الناس على شيء ما وترغيبهم فيه وقلنا حث الناس على شيء ما على سبيل التنكير
لم نحدد ماهية نوع هذا الشيء الذي نحث الناس عنه في دلالة على ان الدعوة اجمالا تستخدم في مجالين الدعوة للخير والدعوة للشر
كما جاء الاستشهاد على ذلك في المحاضرة السابقة اما فذكرنا ان المنهج هو الطريق الواضح البين والدعوة هي حث الناس على
شيء ما وترغيبهم فيه فإننا نستطيع القول بأن المعنى اللغوي لمنهج الدعوة هو مكون من هذين المعنيين معنى المنهج ومعنى الدعوة
فنقول ان المعنى يأتي بالصورة التالية منهج الدعوة هو الطريق الواضح البين لحث الناس على شيء ما وترغيبهم فيه واذا اردنا ان
نسترسل في هذا المعنى اللغوي في مجال الدعوة الاسلامية فإننا نبين ماهية هذا الشيء النكر فنعرفه بأنه حث الناس على الاسلام فنقول
ان المعنى اللغوي لمنهج الدعوة للإسلام هو الطريق الواضح البين لتبليغ الاسلام ونشره بين الناس فكلمة او حرف ما استبدلناه بكلمة
الاسلام فبينا ماهية هذا الشيء المبهم لأن توظيف المنهج الان جاء في سياق الاسلام وتحت ظلاله .. هذا هو المنهج اللغوي لمناهج الدعوة
اما المفهوم الاصطلاحي فلاحظوا هنا اننا استخدمنا في المعنى الاصطلاحي معنى مفهوم ولم نستخدم تعريف ذلك بأن هناك فرق بين
المفهوم والتعريف وهذا الفرق يقتضيه جلاء ووضوح الشيء المعرف فإذا كان الشيء المعرف قد اتضح والتصور عنه جوابان
ولم يعد حوله اشكال او خلاف بين العلماء والمختصين فيه والصورة بشأنه صارت جليه واضحة لا اشكال فيها اذا كان امر المصطلح
بهذه الصورة وصفنا معناه بأنه تعريف وكما قالوا اهل العلم ان تعريف التعريف هو الحد المانع الجامع يعني الجامع لكل خصائص وسمات
وصفات الشيء المعرف وفي نفس الوقت المانع من دخول اي شيء ليس له صلة بهذا المصطلح اليه ومن الامثلة والصطلحات التي
معناها ارتقى الى رتبة التعريف لنضوجه ووضوحه كتعريف الصلاة مثلا فالصلاة هي تلك الاقوال المبتدئة بالتكبير والمختتمة بالتسليم
ولذلك هذا التعريف لايتطرق اليه الشك وليس عليه خلاف حتى الصياغة التي بنا تكد تكون مجمع عليها ولا اشكال فيها اما المعاني التي
لازال التصور بشئنها لازال بطور البناء والتكوين لازالت وجهات النظر فيها شيء من الاتفاق في جوانب والاختلاف في جوانب لازال
هناك امور لازالت غائرة وتحتاج مزيد من التجلية والدراسة والاستقراء والفهم ولذك نجد ان المعنى الذي يوضع لتلك المصطلحات يسمى
مفهوم وكأننا اذا وضعنا مفهوما لمصلح من هذه المصطلحات نقول اننا نفهم هذا المصطلح لتلك الصورة هذا فهمنا له فهو فهم لانلزم به الاخرين
لأن تصورنا لازال في بناء التكوين في هذا المصطلح وبهذا القبيل مصطلح مناهج الدعوة فنحن وضعنا له معنى هذا المعنى لايمكن
ان نقول بتعريف يعنى انه حد حامع مانع جامع دخول اي شيء له علاقة في بمناهج الدعوية اليه وجامع في نفس الوقت لكل خصائص
الدعوة فيه هذا الامر لانستطيع أن نجزم به الان لكننا نتأمل في تلك المناهج ونستقرأها ونبحث كل مايتصل بشئنها في نصوص الكتاب والسنة
وسير أهل العلم والدعوة وينضج هذا المعنى شيئا فشيئا والفهم حوله يتبلور ويكبر ويتظافر العلماء حول ذلك ليخرجوا بمفهوم هو اقرب المعاني
المتاحة في اذهان المختصين في هذا المصطلح لذلك كما قلت لكم نحن وصفنا معنى مناهج الدعوة في الاصطلاح بأنه مفهوم وليس تعريف
وعلى ذلك دعونا ننطلق .. طبعا قبل ذلك دعونا نبين مالم نذكره المعنى الاصطلاحي بمناهج الدعوة من سمات التعريف كثر عباراته ووضوحها
ومباشراتها للدلالة بينما المفهوم اطول في عباراته تجد ان المفهوم الاصطلاحي لكلمة من الكلمات يتجاوز سطرين الى ثلاث اسطر ايضا
المفهوم يستوعب شيء من الشرح والتفصيل وشيء حتى من ضرب الامثلة ولذلك لاغرابة اذا طال المفهوم ووصل الى ثلاثة اسطر واحيانا
الى اربعة اسطر فنحن بحاجة الى ان نعبر عن فهمنا لهذا المصطلح بالصورة التي تجعل القارئ والمتلقي وطالب العلم يفهمه كما فهمناه نحن
وعليه نقول ان مناهج الدعوة في الاصطلاح هي العمليات الخاصة التي يسلكها الداعية لكي يصل الى مايهدف اليه تجاه المدعو على اساس علمي
بعيد عن الارتجال والممارات مرة اخرى مفهوم مناهج الدعوة في الاصطلاح هي العمليات الخاصة التي يسلكها الداعية لكي يصل الى مايهدف
اليه تجاه المدعو على اساس علمي بعيد عن الارتجال والممارات هذا المفهوم كما قلنا لكم يتضمن ثلاث محاور رئيسية اما المحور الاول منها
فهو ان مناهج الدعوة هي عمليات خاصة وذكرنا عمليات بصيغة الجمع وليس بصيغة الافراد ان المنهج الدعوي في الاسلام هو حقيقة مكون
من عمليات عديدة التعدد في تلك العمليات والكثرة في تلك العمليات سببه التعدد في احوال المدعوين والكثرة في اصنافهم وعدم استقرارهم
على حال ولذلك لابد ان يتوائم ويترافق مع هذا التعدد في احوال المدعوين تعدد في العمليات الدعوية الداخلة تحت المنهج الدعوي بإعتبار
انه لايمكن ان نخاطب المدعوين كلهم بمنهج دعوي واحد او بعملية دعوية واحدة تقوم على سبيل المثال على الرفق واللين هناك بعض المدعوين
حالهم تقتضي الرفق لكن آخرين من المدعوين لابد ان نسلك معهم مسلك الترهيب والحزم والشدة بعض المدعوين نسلك معهم مسلك التأليف
وبعض المدعوين نسلك معهم مسلك الهجر وبعض المدعوين عالم او نصف متعلم او امي جاهل بعض المدعوين متعصب وبعضهم لين
وبعضهم مسرف في التنازل بعض المدعوين كبير في السن وذهنه منغلق على افكار معينة بعض المدعوين متوسط في السن وبعضهم طفل
او مراهق يغلب عليه نزعات ونزوات معينة لاحظوا كيف التعدد في احوال الناس هذا التعدد في احوال الناس لايسوغ معه ان نستخدم
منهجا دعويا واحد بحيث انه يصلح للجميع وهنا تأتي حصافة الداعية الذي عرف المنهج الدعوي الصحيح فصار كالطبيب يشخص المريض
وينتقي له الدواء المناسب يشخص المدعو وينتقي له العملية الدعوية المناسبة ويظهر ابداعه وانجازه وانتاجيته من خلال تفهم الاحوال العديدة
للمدعو ويبني عليها تلك العمليات العديدة الدعوية التي تأتي تحت المنهج الدعوي هذا الحرص لابد ان يكون مزروعا في قبلك ايها الداعية
كما هو موجود في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وغلب عليه في حياته وتصرفاته وسلوكه فقد جاء الحديث عنه في القرءآن الكريم
في قول الله سبحانه وتعالى: ( لقد جاءكم رولا من انفسكم عزيزٌ عليه ماعندتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم ) عزيزٌ عليه اي شديد
يتعبه يقلقه يؤرقه ماعندتم اي لعانت الذي يصيبكم ولذلك شعوره صلى الله عليه وسلم بأحوال امته جعله يتقلب فيهم بتلك المناهج
او تلك العمليات المختلفة التي يوائم بها تلك الاحوال المختلفة للمدعوين في زمانه ونحن به مقتدون صلى الله عليه وسلم جاء ادانة
لذلك جليه برسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابو هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام: ( مثلي كمثل رجل استوقد نارا
فلما اضاءت تلك النار فلما اضاءت ماحولها جعل الفراش وهذه وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن
فيها فذلك مثلي ومثلكم انا آخذ بحجزكم عن النا هلما عن النار هلما عن النار فتغلبوني فتقتحمونها ) رواه البخاري ولاشك ان هذا الحديث
يغلب عليه نبرة الرحيم العطوف المشفق الذي يصيبه العنت والالم مايلق بأمته اي مايسوؤها ولذلك شبه حاله مع امته كالرجل الذي اوقد نارا
فتأتي هذه الفراشات فتقتحم هذه النار فتحترق فيها فهو يحجزها ويطردها عن النار لكنها تغلبه فتقتحم هذه النار .. حاصل القول في هذا المحور
ان تعدد احوال المدعو واختلافها وتأثرها بطبيعته النفسية وبطبيعته الجسدية وتأثرها بما فطر عليه وجبل عليه مما خلقه الله عليه من سلوكه
وغرائزه وما الى ذلك وتأثر هذه الاحوال ايضا بالبيئة بما فيها من عادات وتقاليد وتأثرها بطبيعة الزمان الذي يعيشه المدعو وبطبيعة المكان
الذي يحيا فيه المدعو وتأثرها ايضا بما لدى المدعو من رصيد ثقافي ومعرفي يقتضي كل ذلك ان يكون لكل من هذه الاحوال اجراء دعوي
خاص به يستطيع الداعية به ان يأثر في المدعو ويغير حاله من سيء الى حسن ومن حسن الى احسن هذا الكلام كله تقريبا اتى على بيان
وشرح هذا المحور وهو وصف مناهج الدعوة بأنها عمليات خاصة وفيه الكفاية .. المحور الثاني تحديد الهدف من الاتصال بالمدعو ثم تحقيقه
نحن قلنا في تعريف او في مفهوم مناهج الدعوة الاصطلاحي انها العمليات الخاصة وهذا انتهينا منه ثم التي يأخذ بها الداعية لكي يصل
الى مايهدف اليه هذا هو المحور الثاني المهم وذلك ان من اسس او من اهم عوامل نجاح هذه المناهج ان لها هدف تسعى اليه ونحن نعرف
ان من اهم اسباب نجاح الاعمال وهو عنصر مهم يقوم عليه التخطيط للانجاز والانتاج بيان الهدف فإذا غاب الهدف فإننا نحكم مسبقا على
ان العمل سيبوء بالفشل ولن يحقق المطلوب العمليات الخاصة او المنهج الدعوي له هدف واضح جلي وسنتكلم عنه بشيء من الايجاز لكنه
ايجاز محقق للمطلوب بإذن الله العمليات الخاصة هي مجموعة من الوظائف او مجموعة من المهام يقوم بها الداعية تلك الوظائف هي التي
يباشرها من خلال الخطبة الخطابة من خلال التأليف من خلال الحوار من خلال المجادلة من خلال الاتصال الفردي من خلال الاتصال الجمعي
هذه مجموعة التي نسميها الاجراءات الدعوية او العمل الدعوي بمختلف اشكاله يقوم الداعية به ليصل الى المدعو فيحقق الهدف الذي
يريده من خلال هذا الاتصال به تجاه المدعو وهو الوصول بالمدعو انا كانت حاله وعلى اي حال كان الى افضل نتيجة ممكنه ونقله من
الشر الى الخير ثم بعد ذلك يرتقي به في درجات الخير والفضيلة وتمكينه من مزايا عودته والتزامه واستقامته ليحضى بنعيم تلك العودة
الحديث عن الهدف هنا يجب ان نفرق فيه بين نوعين من الاهداف وهذا التفريق سببه ان هناك فرق بين الدعوة كفريضة وبين الدعوة كمنهج
وعمليات خاصة اما الدعوة كفريضة اوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده وجعلها من اساسيات هذا الدين فلا شك ان هدفها الاساسي هو تغيير
حال الناس نقهم من حال السوء الى الحسن ونقلهم من الحسن الى الاحسن نقلهم من الكفر الى الاسلام ونقلهم من المعصية والفسق والفجور الى
الطاعة والاستقامة والالتزام هذا هو الهدف للدعوة كفريضة لكن هدف المنهج الدعوي كعمليات دعوية يقوم بها الداعية هذه العمليات التي
نتعامل معها على انها اجراءت فنية حرفية تقوم على اسس علمية ترتبط بمواطن التأثير مواطن الاقناع مواطن التغيير ماهو هدفها
هل هدفها هو التغيير ام انها تسعى الى هدف آخر في حقيقة الامر ان الهدف الفعلي لمناهج الدعوة بإعتبارها عمليات امنية بإعتبارها
عمل له اجراءات عديدة هو احداث القناعة لدى المخاطب بمضمون الاسلام الذي القيناه عليه هذه القناعة اذا حصلت فمعنى ذلك ان مضمون
الاسلام وصل الى رأس هذا المخاطب بصورة صحيحة مرة اخرى ان الهدف التي تسعى اليه مناهج الدعوة هو نقل مضمونقل الاسلام
الى رأس المدعو بصورة صحيحة يترتب عليها الاقتناع وليس بالضرورة بالتغيير والتحول فإذا حصل الاقناع وتغيرة الفكرةالتي في رأس
المدعو عما يؤمن به ويتمسك به ويتعصب له فحين اذن فإن منهج الدعوة قد حقق هدفه بعد ذلك هل سيتغير حال المدعو ويرضخ لتلك
القناعة الجديدة هل يستسلم المدعو لتلك القناعة الجديدة فتنقلب حاله من الكفر الى الاسلام ومن المعصية والفسق الى الطاعة والاستقامة
هذا امره ليس للداعية وانما امرهله سبحانه وتعالى وختى نوضح هذه الصورة ونبرهن عليها جاء في قول الله سبحانه وتعالى:
( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ) الحديث هنا عن فئة من المدعوين جحدوا برسالة الحق مع ان انفسهم وعقولهم استيقنت
بها واقتنعت لكنهم لم يستسلموا لها ولم يرضخوا لها بسبب العناد الغلو الخوف على المصلحة الخوف على المنصب وجحدوا بها
واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا وهذا التكبر على الحق وعدم قبوله رغم الاقتناع به هذا ضرب من ضروب الظلم الرسول صلى الله
عليه وسلم حينا كان يشعر بشيء من المرارة لعدم استجابة الناس اليه كان الله سبحانه وتعالى يخاطبه ويقول: ( فلعلك باخع نفسك
على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا ) وفي آية اخرى ( وما على الرسول الا البلاغ المبين ) البلاغ هو تقريبا رديف او توضيح
او بيان لمعنى المنهج الدعوي الذي هدفه تحصيل القناعة وليس التغيير اننا في تلك الحالة حققنا الهدف لاحظوا معي ونختم محاضرة
هذا اليوم بهذه المسألة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعو في مكة اليس منهجه هو الارشد والاحكم والاصوب يقينا نعم
مع ذلك هل كل من دعاهم صلى الله عليه وسلم استجابوا له الجواب لا واولهم عمه نصير الدعوة الذي مات وهو يحاول يدخل
في الاسلام مع ذلك لم يرضخ فقال متحدث عن نفسه انه على دين اباءه هل يعني ذلك ان هناك خللا او نقصا في منهج الرسول
في الدعوة حاشاه صلى الله عليه وسلم يقينا لا لكن الهدف قد تحقق وهو ان كل من خاطبهم الرسول كأبي جهل والوليد كلهم
يقينا يقينا يقينا اقتنعوا بصحة رسالة محمد وايقنوا انه نبي وايقنوا انه يوحى اليه لكن الكبر جعلهم يجحدون ويستنكرون
الآن بانت الصورة حول مناهج الدعوة الى ماتهدف اليه وبين الدعوة كفريضة الى ماتهدف اليه وهي الدعوة كفريضة تهدف
الى التغيير والمنهج الدعوي يهدف الى احداث القناعة فقط اما التسليم بعد ذلك فأمره لله بهذه تكون المحاضرة قد انتهت
اقول هذا القول ونستأنف الحديث في لقاء قادم بحول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
^


عزيزتي لماذا هذا ارسلي للأخوات المشاركات في التفريغ رسائل خاصة فربما يكونن ناسيات أو ما يعرفن إنه الوقت ضيق





وفق الله الجميع وجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ..
 









عزيزتي بقي لي المحاضرة السابعة عشر
سأعيد التأكد من حروفها ثانية في الغد بإذن الله


.. بُورك فيكنّ حبيباتي وفي جهودكـنّ ..

(f)








 
عزيزتي لماذا هذا ارسلي للأخوات المشاركات في التفريغ رسائل خاصة فربما يكونن ناسيات أو ما يعرفن إنه الوقت ضيق



أرسلت لهن ربي يحفظكِ لم يرد سوء القليل منهن ...الله المستعان



الاخت صمت الهادي
والأخت جناح حلم

كلن منهما ماسكه محاضرتين ..

ياليت الباقي يتفاعلون ويساعدونا

ويساعدوا الاخت نالا والاخت وردة حمراء في التخليص ..فالوقت ضيق جداً

وأحتسبوا ماتقموا به عند الباري و..أسأل الله أن يكتب أجركم ويرفع قدركن .
 





ياحبيل قلبتس
أنا أخذت 1 -2
ورآح أخذ 28 و30
وبحاول بأذن الله أخلصهم


ربي لآيحرمني وأياكن (h)

لماذآ هذآ ودتس تكفخينن حسرتبتس بالطلبات :113:
 
أعتذر على تأخري , لكن ظروفي حآلت دون إنزآلهآ في وقت أبكر ,
المحاظرة الرابعة عشر . .


بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اخواني الطلاب وأخواتي الطالبات أحييكم في هذا اللقاء وهو اللقاء الرابع عشر ضمن لقاءات مقرر مناهج الدعوة لطلاب وطالبات المستوى السادس بقسم الدعوة والاحتساب وكنا نتحدث في لقاء سابق عن صور ومظاهر إهمال الداعية للنص المتثبت منه وذكرنا الصورة الأولى من تلك الصور وهي الإيراد الخاطئ للنص بزيادة أو نقص أو تحريف أو تقديم أو تأخير وسنسترسل بمشيئة الله في لقاءنا هذا في بقية الصور والمظاهر التي لايحصل من قبل الداعية التثبت فيها من النص .
سنتكلم بمشيئة الله عن الخطأ في عزو النص وتوثيقه وأيضاً من الصور صرف مضمون النص إلى غير ما أريد منه بالفعل ثم سنتكلم عن إيراد نصوص الحديث التي لاترقى إلى مستوى الاستدلال .
الصورة التي سنتكلم عنها في هذا اللقاء وهي مستهل حديثنا بمشيئة الله هي الصورة الثانية من صور عدم تثبت الداعية من النص وهي الخطأ في عزو النص وتوثيقه وعدم التأكد من مكانه من شواهد ذلك لأن الشواهد توضح الأمر وتبين لنا ب. . . . . كيف يحصل هذا الخطأ من عدم التثبت وماهي الآثار والنتائج السلبية المترتبة عليه من شواهد ذلك ماحصل من الوهم أيضاً من عالم آخر من علماء التفسير عليهم رحمة الله وهو الإمام أبو حيان في تفسيره حين جاء في سورة الأنبياء في إحدى آياتها أدخل فيها كلمة ليست منها وهي كلمة " زُبرا " جاء بها بعد قول الله تعالى " وتقطعوا أمرهم بينهم " فجاء بكلمة " زُبرا " بعد كلمة " بينهم " ثم جاء بباقي الآية وفي حقيقة الأمر أن سورة الأنبياء ليس فيها كلمة " زُبرا " وخلط في ذلك بينها وبين آيةٍ أخرى جاءت في سورة المؤمنون وهي الآية الثالثة والخمسين وهي قول الله سبحانه وتعالى " فتقطعوا أمرهم بينهم زُبرا كل حزبٍ بما لديهم فرحون " فترك تفسيرها في سورة المؤمنون وقام بها في سورة الأنبياء مع العلم أن كلمة " زُبرا " ليست موجودة في آية الأنبياء وهذا راجع وهو صورة من صور الخطأ في عزو النص وتوثيقه حين أدخل كلمة في آية ليست منها ظناً منه أنها من الآية بينما هي أساساً توجد في آية أخرى في سورة أخرى هذا يقع من علماء التفسير الحفاظ العارفون ولاشك انهم ينبهون إلى أهمية أن نحترز من الوقوع في أخطاء ونحن الأقل والأضعف والأدنى في علمنا ومستوانا ويجب أن نستشعر عظمة نصوص القرآن الكريم وعظمة نصوص الحديث النبوي الشريف ونتعبد الله سبحانه وتعالى بإحترامها والعناية بها مخافة أن نورد شيئاً من ذلك على سبيل الخطأ فنكون سبباً في تسويق معنى خاطئ للناس لاينطق بمراد الآية ولا ينطق بمراد الحديث التثبت مهم وهو عمل يعني ينبي عن منهجية جيدة لك أيها الداعية وأيضاً يطرح به الله سبحانه وتعالى البركة في عملك وينيرك عليه الأجر والثواب .
من صور الخطأ في عزو النص وتوثيقه صور أخرى مثل أن يقع أخطاء في كتابة الآيات أو عزوها أو ترقيمها أو وقوع خطأ في كتابة الأحاديث عند تضمينها في بعض المؤلفات كالكتب والنشرات فيختلط المتن النبوي بمتن المؤلف أو ربما اختلط النص القرآني نفسه بكلام المؤلف فيظن القارئ أن تلك الكلمة من كلام المؤلف هي من ضمن الآية بينما هي في حقيقة الأمر ليست في الآية لكن عدم العناية بكتابة هذه الآيات وطباعتها بالشكل الدقيق المرتب جعل هذا الخطأ يقع وهذا يحصل في كتب بعض الكتب وبعض النشرات كأن يحصل مثلاً خطأ في تحديد موضع الآية من المصحف أو عدم العناية بعلامات الترقيم التي تميز النصوص عن غيرها من الكلام مثال ذلك ماجاء في أحد الكتب ولاداعي لذكره لأن المهم أن الشاهد هو الذي يتضح به الأمر ويبين به الموضوع أورد قول الله سبحانه وتعالى " وراء المجرمون " ثم وصلها بما بعده من كلام دون الفصل بينهما فجاءت الآية ومابعدها من كلام المؤلف بالصورة التالية لاحظ معي ( " وراء المجرمون " عند وصلها بإمالة الراء ثم أقفل القوس ) يعني هو فتح القوس ثم كتب " وراء المجرمون " عند ثم جاء بكلامة مباشرة دون أن يضع حتى فاصلة أو نقطة وإنما استرسل في الكلام وبنفس نوع البنط وبنفس المقاس (وراء المجرمون بدأ يعلق فقال عند وصلها بإمالة الراء إلى آخره ثم أقفل القوس ) سيحتار القارئ في ذلك وربما لايبين له كيف تتضح الآية من المتن لكن لو كان من الأولى أن يكتب الآية بنص مختلف اللي هو ببنط مختلف والبنط الخاص لكتابة آيات القرآن الكريم ويضعها بين قوسين ولابأس من اتمامها بل يقول ( وراء المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ) ثم يقفل القوس ثم بعد ذلك يبدأ بتعليقه .
فيكون هناك فصل واضح بين النص القرآني أو النص النبوي وبين الكلام الآخر اللي هو من كلام المؤلف بتلك الصورة اختلط النص القرآني بكلام المؤلف وذلك راجع لأن التثبت مهمل ليس هناك رعاية بالتثبت من النصوص عند إيرادها (وراء المجرمون ) عند وصلها بإمالة الراء يوهم بإن للمجرمين رأي في هذه المسألة كأنه يقول رأي المجرمين في هذه المسألة عند توصل بإمالة الراء كذا وكذا فيخلق نوع من الاضطراب والحيرة والارتباك ويجعل القارئ إما أن يتلقى مفهوماً خاطئاً أو أنه لايفهم هذا الكلام المذكور .
أيضاً من الشواهد ماجاء في بعض الكتب المنتشرة من خلط للنص القرآني بغيره بسبب العناية بعلامات الترقيم .
علامات الترقيم : هي لها دلالات الفاصلة , النقطة , نقطتي التنصيص , الأقواس , أقواس الآيات , أقواس الكلام المنقول من كلام الآخرين .
المهم : يجب أن لايغيب من ضمن مهاراتك أيها الداعية وأنتي أيتها الداعية علامات الترقيم لابد أن تكون معروفة عندك خصوصاً إذا صرت تدون نتاجك الدعوي في كتاب أو نشره وما إلى ذلك .
جاء شاهد على هذه تبين يعني فداحة الخطأ حين يحصل قام المؤلف في آية من آيات سورة طه أوردها بالصورة التالية قام فتح قوس من الأقواس الخاصة المزخرفة بالآيات المعروفة ثم جاء بالآية وهي ( إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) الآية هنا انتهت والمفروض أن القوس يقفل لكن إذا كان للآية باقي فيضع نقط بعدها ثم يقفل القوس ثم يضع بعد القوس الآية يعني أن الآية مازال لها تمام لكن أنا كمؤلف أتيت من تلك الآية بموضع الشاهد الذي أريده صاحبنا في هذا الكتاب لم يأخذ بهذا المسلك وإنما قام بالصورة التالية فتح القوس ثم جاء بقولة تعالى ( إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى الآيات ...... نقط قوس ) حتى سبحان الله كلمة الآيات جايه في سياق المعنى أو يخشى الآيات طبعاً كلمة الآيات التي أوردها المؤلف هنا ليست من القرآن لكنه هو يريد يقول أن الآية هنا لم تنتهي لم يزل بعدها آيات لكنني أكتفيت منها بموضع الشاهد حين لم يتثبت ولم يعتني بعلامات الترقيم أنه ألصق كلمة الآيات بالآية فصارت كأنها جزءٌ منها خصوصاً أن كلمة الآيات منساقة في المعنى مع دلالة الآية ( لعله يتذكر أو يخشى ) الآيات"< يقرأها القارئ بتلك الصورة ولاشك أن هذا خطأ فادح .
عدم التثبت من النصوص يجعلك تكون سبباً في الإساءة إلى النص القرآني وسبباً في الإساءة إلى القارئ حين يتوهم أن كلمة الآيات من الآية ومن القرآن وهي أساساً ليست قرآن فكونها ناسبت في معناها السياق الذي جاءت فيه خلقت هذا التوهم طبعاً طبعت المشكل يعني الكتاب هذا عندي والنص بكامله اللي هي الآية القرآنية اللي هي ( اذهبا إلى فرعون ) مع كلمة الآيات التي هي من كلام المؤلف مطبوعة بالبنط الآيات هي من القرآن ومن هذه الآية بينما هي ليست من الآية إلا أحد يعرف الآية وينتبه لها وينبه على هذا الخطأ .
هذه الصورة من عدم التثبت أدت إلى استدراك ذلك في بعض هذه المطبوعات ضمن قائمة التصويبات وهذا أمر كما يقال " ترقيعي " حل المشكلة فأنت إذا انتهيت من كتابك ثم اكتشفت أخطاء من هذا القبيل والكتاب قد طبع بكميات كبيرة فلا سبيل لتعديل تلك الكميات خصوصاً إذا كان الكتاب بدأ ينتشر فيوضع فهرس الحاقي وهو تصويب الأخطاء يكتب فيه موضع الكلمة الخاطئة وموضع السورة موضع الصفحة والسطر ثم يكتب أمامها التصويب وتلحق هذه الورقة بآخر الكتاب في ضمنه وتنشر وهذا حل لابد منه خصوصاً في قضايا الآيات القرآنية اللي حصل فيها أخطاء فيجب أن ننتبه لذلك ونحرص عليه .
هناك لاشك إذا تأملنا أثر سلبي كبير لعدم التثبت عند إيراد النص حين نعتمد على هذه المؤلفات في نقل النصوص منها مباشرة دون التأكد منها والرجوع إلى المصحف الشريف وكتب الحديث نحن قلنا في لقاء سابق في قضايا التثبت أن لابد أن نعتمد على الحفظ أو على الرجوع للمصحف نفسه وعلى كتب المتون .
افترض أنت أيها الداعية أن هذا الموضوع في هذا الكتاب ناسب لك ووجدت أن هذه الآية أيضاً مناسبة لموضوعك فقمت بنقلها كما هي من الكتاب لاحظ كيف أنك ستستمر في نفس الخطأ الذي وقع فيه المؤلف وتورد الآية بتلك الصورة و ضمنها كلمة ليست من القرآن على أنها من القرآن وكان يكفيك أو ينجيك من هذا الخطأ أن ترجع للمصحف لا إشكال في ذلك وإنو النية الصالحة وتعبد الله في ذلك فأنت على خير بحول الله .
لدينا صورة ثالثة من صور عدم تحقيق النص المتثبت منه وهي صرف مضمون النص ومحتواه إلى غير ما أريد منه بالفعل .
تغيير الدلالة يعني الألفاظ التراكيب السيق هو أورد كما هو من دون خطأ فيه لكن الدلالة المعنى الفهم الحكم الوارد في النص تم صرفه إلى غير مراد الله وإلى غير مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث .
قد يكون سبب ذلك الجهل والعجلة وعدم الاستقصاء والتأكد من فهم مراد الآية ومراد الحديث قبل الحديث فيه وقد يكون سببه لا الشبهه أو بعض يعني أهل الضلال الذين يتلمسون المواطن التي من خلالها يمررون ضلالهم وباطلهم .
لكن حنا سنأتي بشواهد على ذلك من ذلك ما أخرجه البخاري من رواية الشعبي عن عدي بن حاتم قال : أخذ عدي عقالاً أبيض وعقالاً أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبين يعني هما خيطان أحدهما أبيض والآخر أسود هذا في أيام الصيام ووضعهما عند وسادته ثم إذا صار في الليل ينظر إليهما فلا يستبين أيهما الأبيض وأيهما الأسود فلما أصبح هو لازال مفطراً وهو يريد أن يعتمد على ظهورهما ليمسك عن الطعام ويبدأ الصوم فيخرج هذين الخيطين لينظر هل بان لونهما فيمسك أو لم يُبن طبعاً سيظهر الفجر والظلام موجود لم يرى ذلك وبناءً عليه هو ذهب في الصباح إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله جعلت تحت وسادي عقالين فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن وسادك إلى ........." يعني إنه سيطول ليلك وسيخرج عليك الصبح وأنت لاتستطيع أن ترى أيهما الأبيض وأيهما الأسود إذا كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك لن تراهما " وإنما المقصود من الخيط الأبيض والخيط الأسود هما الليل والنهار اللي هو الفجر الذي يتلو الليل وهو شيء يظهر في الأفق نعرف من خلاله ظهور الفجر الثاني الذي هو بداية الإمساك ودخول وقت صلاة الفجر طبعاً هذا التصرف من عدي رضي الله عنه مبني على عدم فقهه لمضمون الآية الكريمة الواردة في هذا الشأن وظن أن الخيطين هما خيطان فعليين بينما هو لم يعرف أنهما الليل والنهار والاستطراد في هذه الشواهد كثير جداً جداً .
لكن يهمنا أن نشير في هذه المسألة إلى أن ماوقع فيه أهل الضلال وأهل البدع وأهل الخرافات مثل القدرية مثل المرجئة مثل الخوارج مثل المعتزلة مثل الجهمية مثل بعض الغلاة من أهل التصوف والغلاة من أهل التشيع جل أحكامهم وأرآئهم مبنية على صرف مضمون دلالة النص فإذا جاء بالآية قال إن معنى هذه الآية كذا وهو معنى يخالف مراد الله كقول الله سبحانه وتعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " اليقين هو الموت لازم طاعة الله حتى تموت بعض غلاة الصوفية قالوا لا إن اليقين رتبة عالية من رتب الصلة بالله سبحانه وتعالى إذا وصلها العابد سقط عنه العمل وصار غير مكلف وله يباشر مايريد من ترك الطاعات وفعل المعاصي .
هذا صرف واضح للنص عن دلالته ثم أنت يعني شرق وغرب في تلك الفرق لترى العجب العجاب كيف قام أصحاب هذه الفرق بصرف دلالة النص ومضمونه عن مرادة الفعلي الذي أرادة الله سبحانه وتعالى وأرادة الرسول صلى الله عليه وسلم .
لدينا الصورة الرابعة من صور عدم تحقيق النص المتثبت منه وهو إيراد نصوص الحديث التي لاترقى إلى مستوى الاستدلال بها لكونها ضعيفة أو موضوعه طبعاً تورد ويقرر بها حكم وهي ضعيفه لايمكن أن يبنى عليها حكم أو ربما تكون موضوعه ومكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعض هذه الأحاديث يعني لها شيوع وانتشار وراجت في أوساط الناس وصارت أكاذيب تعاملوا معها على أنها حقائق وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بل أنه صار لبعضها شيء من الاعتبار والعناية فصارت ديناً عند الناس يأخذون بها ويسلمون بدلالتها ولاشك أن هذا سبب أو نتيجة لعدم تحقيق النص المتثبت منه ولفت أنظار الناس إلى هذه المسألة .
طبعاً على الرغم من تراوح الدوافع واختلافها والاسباب لدى من يطرح هذه الأحاديث بين الجهل أو بين تحقيق المصالح الذاتية وغير ذلك إلا أن ضررها بين العامة فادح وواضح يعني أنت إذا نطقت بحديث موضوع ونيتك صحيحة وصاحب الضلالة نطق بحديث موضوع ونيته فاسدة المشكل أن الأثر المترتب على جهدك أنت صاحب النية الصالحة والأثر المترتب على طرح الحديث من صاحب النية الفاسدة من أصحاب البدع والضلالات الأثر السلبي واحد ولذلك كما يقولون أن النية الصالحة لاتصلح العمل تنال عليها الأجر لكن عملك إذا كان خاطئاً لابد من الصواب فيه .
الشواهد على الأحاديث الموضوعة كثيرة لكن أنا أريد أن أضع لكم منهج مهم في هذه المسألة الأحاديث الموضوعة ليس من المناسب أن تطرحها للناس من باب التعليم والتحذير أو بعبارة أخرى إذا كان الحديث الموضوع مشتهراً بين الناس وطرحوه أمامك فتحدث عنه وقل لهم أن هذا حديث موضوع لأنه مطروح والناس يتكلمون فيه أما إذا كان الحديث الموضوع غير مشتهر وشيوعه قليل فإحذر من أن تطرحه لدى أناس لم يسمعوا به بنية تحذيرهم منه لأن الناس يأخذون الحديث أحياناً ويخلد في ذهنهم أنك تتكلم بحديث من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنك لاتضمن أن المستمع أن المدعو تابع كلامك من أوله إلى آخره فأنت قلت في البداية يا أخوان أنا سأورد لكم حديثاً موضوعاً فإحذروا منه وأنت تتكلم بهذه العبارة بعض المستمعين كان شارد الذهن ماينتبه لك ثم لما بدأت بتلاوة هذا الحديث الموضوع أو الحديث الضعيف انتبه لك فيعى منك حديثاً نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم ولم ينتبه إلى بداية كلامك حين قلت أن هذا الحديث موضوع ويجب الحذر منه فيأخذ هذا الحديث وينشره بين الناس على انه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو أنه يعي منك أن الحديث موضوع ثم يذهب هو بدوره يحذر منه الناس لكن بطريقة شبيهه بطريقتك فيحدث من يشرد ذهنه ويعي شيئاً من كلامه فيأخذ الحديث على أنه من أحاديث الرسول وهو حديث موضوع .
هذا ضابط مهم في الأحاديث الموضوعة والأحاديث الضعيفة حين تكلم عنها لانتكلم إلا عن حديث سألنا الناس عنه أو حديث اشتهر بين أوساط الناس حينئذ نتكلم عنه وماعدا ذلك فنتركها إلا إذا كان الحديث على مستوى طلبة العلم والدعاة من باب التذاكر والتدارس .
هذا تقريباً كل ما أتينا عليه في موضوعنا لهذا اليوم حيث تكلمنا وإياكم عن ما تبقى من صور ومظاهر إهمال الداعية للنص المتثبت منه أتينا بالصورة الثانية في هذا الدرس وهو الخطأ في عزو النص وتوثيقه والصورة الثالثة صرف مضمون النص ودلالته إلى غير مراد الله من النص ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم منه في الحديث وأخيراً الصورة الثالثة وهي إيراد نصوص الحديث التي لاترقى إلى مستوى الاستدلال .
أقول قولي هذا وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


___________________________________________________
أشكركم كثيراً على مآ أشركتمونآ به وعمنآ الأجر بإذنه تعآلى ,
استفدت كثيراً ممآ استمعته ,
كل الشكر والتقدير لكم ,
دمتم بخير ,~[/​
color]
 
المحـــــ17 ــــاضرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم أخواني وأخواتي الأكارم في المحاضرة السابعة عشرة من محاضرات مقرر مناهج الدعوة لطلاب وطالبات المستوى السادس بقسم الدعوة والاحتساب وسنتحدث بمشيئة الله في هذا اللقاء حول الأساس الثاني من أسس فقه النص وسنتكلم بالذات حول بقية الشواهد على فقه النص ثم نتكلم بعد ذالك فقه النص النبوي حيث لدينا قواعد مهمة لفهم السنة النبوية ..
كنا في اللقاء السابق بارك الله في الجميع ذكرنا شيء من الشواهد على فقه النص سواء ما يتعلق بالفقه الصحيح الذي يسوغ فيه الاجتهاد كقصة تسيير جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه وما دار فيه من اجتهادات من أبو بكر وعمر رضي الله عنهم جميعاً أو في فقه النص الذي لا يقبل اجتهاد من النصوص المحكمة التي دلالاتها واضحة ومراميها لا إشكال فيها ولذالك لا يسوغ أو ليست بحاجه لأن نجتهد فيها ونستنبط فهي تشير إشارة واضحة محكمة لمعانيها ومقاصدها وأحكامها
سنشير لشواهد حول الفقه غير الصحيح لنص ونحن ذكرنا في اللقاء السابق شاهد أو شاهدين ولأهمية الأمر وخطورته وللمزيد من توضيحه وتجليته لدينا نحن الدعاة لا بد من الاستطراد في من تلك الشواهد حتى نعرف الصور المختلفة لهذا الفقه غير الصحيح الفقه السقيم لتلك النصوص حتى نعرف طبية هذا الفقه ونكتسب مهارة في تجنبه والابتعاد عنه .
جاء فيما رواه ابن ماجه في سننه عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( افترقت اليهود على واحد وسبعين فرقة , فواحدة في الجنة و سبعون في النار , وافترقت النصارى على اثنتين وسبعون فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة , والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة و اثنتان وسبعون في النار ) . هذا حديث بين حال الأمة وما ستؤول إليه من فرقة لن يبقى منها على الصحيح إلا فرقة واحدة وهي تلك الفرقة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم
وأصحابه رضي الله عنهم , الشاهد هنا ما تضمنه هذا الحديث الشريف من إخبار بافتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد جاء البعض لذالك مخالف للمراد الصحيح ومؤول تأويل سقيماً لدلالة هذا النص فأخبر أو تبنى وهم جلهم من أهل الأهواء من أعداء المسلمين ومن بعض المستشرقين ومن بعض المنافقين الذين يتبنوا تلك الأفكار التي خرج بها بعض المستشرقين وغيرهم حين قالوا أنه لا اجتماع ووحدة للمسلمين , حين يحدث فيهم ما اخبرهم به رسولهم من الافتراق والاختلاف فكأنهم يقولون أيها المسلمون لا سبيل لاجتماعكم وتضامنكم بعد أن تتفرقوا بدليل أن الرسول قال أن واحدة من تلك الفرق ستدخل الجنة واثنتان وسبعين في النار , معناها أن الفرقة ستستمر إلى يوم القيامة , فلو كان هناك اجتماع قبل يوم القيامة لما قال الرسول أن فرق ستدخل النار وفرقة واحدة ستدخل الجنة .
ولاشك أن هذه شبهه ومغالطة يريدون أن يسوغوا من خلالها بعض المعاني الفاسدة التي يهدمون من خلالها بعض معاني الإسلام وبعض عقائده ويحرمون المسلمين من تحقيق كثيرا من مقاصده ومصالحه على الرغم من عدم مرور هذا الفهم على كثير من المسلمين ولله الحمد إلا أن شيوع هذا الفكر بين العامة وارد خصوص أنهم لا يملكون المهارة في تجليته وفهمه , أيضاً أثره السلبي فيهم محتمل , من أهم الآثار المترتبة على عدم الفقه الصحيح لهذا النص وفق الرؤية السقيمة التي ذكرناها أن يتخذه بعض أعداء المسلمين ذريعة للقدح في الإسلام والنيل منه بأنه إسلام لا يجمع الناس والفرقة تحته ولو كان ديناً صحيحاً لما تفرقوا الناس وهم ينتسبون إليه أيضا ً قد يكون سبباً وهذه من الآثار السلبية للفهم السقيم على ذالك أن يدعوا بعض المرجفين وبعض المغالطين إلى منع الدعوة إلى اجتماع المسلمين وتضامنهم وكأنهم يقولون بلسان الحال أمة تفرقت وحكم عليها نبيها بأنها لن تجتمع , ما الفائدة من دعوتها للاجتماع والتضامن ؟
ولا شك أن هذا غير صحيح . والرد عليه وارد بسهولة لأن السعي للإصلاح إجمالا , ومحاربة الفساد ومحاربة القصور ومحاربة السلبية هو النفس العظيم لدين الإسلام وتشريفه , أيضاً نحن نعرف أن أكثر من سيدخل أهل النار أو أن أكثر الناس داخلين في النار , وأقل منهم داخلين الجنة فهل معنى ذالك أن لا ندعو الناس ؟
بحجة أن القيامة ستقوم وستملى من البشر , لا يجب أن ننظر بعين الشفقة والرحمة للناس لأننا بعثنا أمة رحيمة أمة هادئة أمة تسعى لإنقاذ البشرية من غضب الله ومن دخول النار ومن السوء في الدنيا والآخرة ثم لا نلتفت لهذه المسائل فهي من الإخبارات التي لا تتصادم مع ما أمر به الإسلام من دعوة الناس والسعي لإنقاذهم
هذا الأمر أيها الداعية الكريم وأيتها الدعية الكريمة انبنى على الفهم السقيم على مراد هذا النص وكان سبب في صرف مضمونة وحمل المدعوين به إلى غير المراد منه حيث يقعون في الحيرة والضلال .
يجب أن ننبري لبيان الدلالة الصحيح للنصوص ونقف في وجه هذه الأفهام السقيمة التي صرفت النصوص وسنبينها ونوضح للمدعوين المراد الصحيح من تلك النصوص هذا تقريبا شاهد نكتفي به إلى ما سبق من شواهد ذكرناها في المحاضرة الماضية لنعرج بعد ذالك عن موضوع مهم وهو " فقه النص النبوي " أو " قواعد مهمة لفهم السنة النبوية " وهذه القواعد يجب أن تكون في اعتبارك أيتها الداعية وأنت تستقري السنة النبوية وكثير منها نحتاجه في بقية النصوص القرآنية لكن الحديث عن السنة لكون السنة النبوية لم تثبت كلها بالتواتر ولأنها ليست القرآن فهي مفسرة للقرآن موضحة له بينت كثيراً من أحكام القرآن , كي نقرأ هذه السنة ونفهم معانيها ونستخرج أحكامها ونعرف مراميها ومقاصدها لابد أن ندرك هذه القواعد و نستحضرها و نحن نتعامل مع نصوص السنة النبوية الكريمة . نوجز هذه القواعد فيما يلي :
القاعدة الأولى : أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ فيما يخبر به في الشرع ولذالك الله سبحانه وتعالى أناله تلك العصمة لأنه ينقل الشرع , ينقل الدين , ينقل إحكام الصلة بين الخلق وخالقهم ولذالك برأه الله من الخطأ حتى يكون نقله لهذا الدين بالصورة الصحيحة التي لا يتطرق إليها شيء من النقص و الخلل .
قال الله سبحانه وتعالى : " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى " وقال أيضاً " وما ءاتاكم الرسول فخذوه " أي على سبيل الإلزام وإلزام الناس على الأخذ بما جاء به الرسول فيه دلالة على أن هذا الذي جاء به محمد كله صحيح لأن الله عصم قائله من الخطأ والنقص والحيث
القاعة الثانية : أن السنة النبوية هي الشارحة للقرآن الكريم , المبينة لمجملة , والمفسرة لمشكله , والمقيدة لمطلقة , وقد قال الله تعالى " وأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ " وهنا الحديث لمحمد صلى الله عليه وسلم في تلك الآية .
القاعدة الثالثة : إن تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم ليست على صفة واحدة , ولا ينتظمها وتيرة محددة ثابتة , بل إنها اتخذت صفات عدة تعددت بتعدد الأحوال و بتعدد الأدوار التي كان يؤديها الرسول صلى الله عليه وسلم , يجب أن ندرك أن كل تصرف منها جاء في سياقه الصحيح , لان معرفة السياق الذي جاء فيه قول الرسول أو حكمه أو تقريره يؤثر على دلالة هذا القول وفهمه , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يوجه أحياناً وهو قائد أمة وهو زعيمها و أحياناً يوجه وهو الـمُشرع و أحياناً يوجه وهو القاضي الذي يفصل في الخصومات و أحياناً يوجه وهو المفتي الذي يبين أحكام الدين ويعلم و أحياناً يوجه وهو الداعية الواعظ المرشد , هذه السياقات تباينت فيها مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يلقي الدين على الناس ولذالك معرفة السياق الذي كان فيه موقف الرسول وهو يلقي على الناس يؤثر كثيراً في بيان الدلالة التي جاءت في مضمون الرسول وهو يلقيه على الناس .
الرسول صلى الله عليه وسلم نبي مرسل , وهو إمام المسلمين الأعظم , هذه سياقات . وهو إمامهم في صلاتهم , وهو قائدهم في جهادهم وحروبهم , وهو قاضيهم وهو مفتيهم وما إلى ذالك من الأمور وهو صاحب الأسرة المربي المعلم الموجه , كل هذه أمور تنتاب الرسول باعتباره بشر يعتريه ما يعتري البشرية ولذالك أيضاً يجب أن نشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يباشر تلك المقامات المختلفة وهو يبلغ عن الله سبحانه تعالى لا ينفك عن بشريته , فقد يأتيه شيء من النسيان أو بعض طبائع البشرية ولذالك هذا المبدأ يجب أن ننطلق منه فيحدد عن كان تشريع عام فهي لا إشكال فيها لا يحصل فيها الخطأ لا ينطق الرسول صلى الله عليه وسلم عن الهوى فهي معصومة من الخطأ وما عدا ذالك من بعض التطبيقات قد يحصل فيها الخطأ والنسيان كما حصل من سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وكما حصل من رأيه في بعض المعارك حين أشار عليه بعض الصحابة رضي الله عنهم برأي فأخذ بهم فهو يباشر هذا الأمر باعتبار بشريته التي قد يخطيء فيها ويصيب وإن كان صوابه صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب أكثر من خطائه
القاعدة الرابعة : إن السنة القولية التي يتلفظ بها الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت علة متن كلام العرب في عهد الرسالة قبل أن يلحقوا اللغة العربية اللحن والخطأ واختلاف الأعراب يوم أن كانت معانيها أصيلة ودلالاتها موحدة وسياقاتها تؤدي إلى معاني متعارف عليها لا يختلف عليها العرب ولذالك نحن نفسر السنة النبوية القولية على ضوء فهم العرب في زمن الرسول وفي الزمن قبل الرسول قبل أن يدخل التحريف واللحن في لسان العرب
فالمرجع في فهم السنة اللغة العربية سواء جاء ذالك في الحقيقة أو المجاز أو الكناية أو التصريح أو العموم أو الخصوص ولذالك ممكن أن نسوق هذه الفائدة في هذا الجانب فنقول :
لا يجوز حمل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم على العرف السائد اليوم وإنما نرجع إلى اللغة العربية في زمنه وفي زمن الجاهلية قبل أن يتطرق في تلك اللغة العربية الخلل والتحريف , فإذا جاءت كلمة في حديث الرسول ننظر في معناها في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا ننظر في معناها العرفي الذي يتعاطاه الناس في هذا الزمان .
القاعدة الخامسة : إن فهم السنة لا يكفي له فهم المعنى اللغوي المجرد , وإنما هذا الفهم يحتاج لإدراك العرف اللغوي الذي ينقل معناه إلى معنى أخر , فالعرف اللغوي هو عرف العرب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتكلمون به , فإنهم قد يطلقون اللفظ العام ويريدون به الخاص , أو يطلقون لفظ خاص ويريدون به لفظ عام , ولننطلق من هذا المبدأ بصورة صحيحة فقد قرر الأصوليون عدد من القواعد الأصولية في هذا الجانب التي تربط فهم النص بعرف العرب نورد هذه القواعد باختصار فمنها على سبيل:
أ‌- خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لواحد من الأمة هو خطاب للأمة كلها إلا إذا كان هناك قرينة تصرف الخطاب من العموم إلى الخصوص (تصرفه من خطاب الأمة إجمالاً إلى خطاب فئة أو شخص بعينة ) لكن إذا لم توجد قرينة فمخاطبة الواحد مخاطبة للجميع .
ب‌- شمول الخطاب بلفظ المذكر السالم للنساء ولذالك إذا قلنا (المسلمون) هذا جمع مذكر سالم فليس معناه أننا لا نقصد المسلمات وهذه قاعدة أصولية ارتبط بها فهم النصوص على ضوء عرف العرب في لغتهم ولذالك المسلمون هو اسم جنس يشمل كل من انتسب للإسلام من الرجال والنساء , وهذه الفرية التي يدعيها البعض ممن يقولون إن الإسلام فرق بين الرجال و النساء وهضم حق النساء ويستدلون على أن بعض السياقات القرآنية والنبوية تخاطب الرجال ولا تخاطب النساء ونقول لهم هذا غير صحيح , في عرف العرب قبل أن يأتي الإسلام , فجاء الإسلام وقرر هذا العرف اللغوي لدى العرب قبل أن تتغير تلك اللغة (إن مخاطبة المذكر السالم في مخاطبة الجمع يشمل الرجال والنساء ولا ينفي النساء ) .
ت‌- شمول الخطاب العام للعبيد وهم كل من وجبت عليه عبادة الله سبحانه وتعالى , فإذا جاء هناك خطاب عام للناس ليس فيه تقييد لفئة معينة ولم يخاطب المؤمنون أو يخاطب المسلمون أو يخاطب المنافقون وإنما جاء خطاب عام فهو يشمل كل العبيد , كل العالمين الذين وجب عليهم أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى وفقاً للكتاب والسنة .
ث‌- شمول الخطاب للمعدومين حين الخطاب, الذين ليس بالضرورة أن يكونوا كل من وجد , وأن الخطاب ينصرف لمن وجد ويصرف عما لا يوجد , حين نزل القرآن العظيم كنا نحن غير موجودين , لكن الخطاب يشملنا , ولو قصرنا خطاب القرآن على الموجودين فقط لانتهت فاعلية القرآن بموت الرسول صلى الله عليه وسلم وبموت الصحابة الذين سمعوا القرآن وتلقوه في زمن الرسول , ثم بعد ذالك إذا جاء التابعون لم يدخلوا في هذا السياق , ولا شك أن هذا خطأ , فخطاب القرآن للموجودين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم هو خطاب للمعدومين بعدهم إلى قيام الساعة .
القاعدة السادسة : أن السنة لا يمكن أن تأتي بتشريع يخالف بداهة العقول , أو يخالف القطعيات من الأدلة النقلية , وهذا الذي عبر عنه ابن تيمية حين قال : إن النقل الصحيح لا يمكن أن يخالف العقل الصريح .
وعبر عن ذالك الإمام الشاطبي بقولة : إن الأدلة الشرعية لا تخالف قضايا العقول .
القاعدة السابعة : إن القرائن قد تصرف اللفظ من ظاهره إلى معنى أخر كما في باب الأمر والنهي والعموم والحقيقة والمجاز , ومعنى ذالك أنه لا يمكن أن نفهم السنة إذا أخذنا ألفاظها مفصولة عن القرائن المحيطة بها
والزمن الذي قيلت فيه , و المستمع الذي خوطبت به , والخلاف بين الفقهاء بين قولة تعالى " والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة " خلاف اقترن لفظ الخيل بالحمير , والخيل مختلف في حلّ لحمها , و ذهب الجماهير إلى حرمة لحم الحمير , فهل يمكن الاستدلال بهذه الآية على حرمة لحوم الخيل ؟ , طبعا لا , ولذالك السياق الذي جاءت فيه الآية وهي سياقات زمانية أو مكانية , أو سياقات تتعلق بالشخص أو الفئة المخاطبة سياقات معتبرة في فهم دلالة النص ولذالك يجب ألا يغيب ذالك عن الداعية .

أخيرا ً القاعدة الثامنة : أن نفهم السنة في ضوء مقاصد الشريعة الأساسية , وهي حفظ النفس , وحفظ الدين , وحفظ العقول إلى آخره , مقاصد الشريعة و المعاني ونقصد بها تلك المعاني و الحكم التي نعلم بيقين أو بغلبة ظن مبني على دليل أن الشارع رأها في تشريعاته ولم يفت شيء منها في تلك التشريعات بحيث أن الإسلام بكل ما فيه من تشريعات يؤدي إلى تحقيق تلك المقاصد الكبرى التي تستقيم بها حال البشرية وتحسن تلك الحل فيما يكون سبب في رضى الله عنها ودخولها الجنة

هذا كل مايتعلق بلقاء اليوم حيث استعرضنا بحمد الله شواهد على فقه النص ثم تكلمنا بعد ذالك عن فقه النص النبوي وأشرنا فيه إلى قواعد مهمة لفهم السنة النبوية أقول هذا القول وأصلي وأسلم على رسول الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى