السلام عليكم وررحمة الله
الله يحسن اليك يـا كبيرالمحايدين ماهي درجات اليقين وما الفرق بين
علم اليقين
وحق اليقين
وعين اليقين
مع التمثيل ؟؟
وكيف اجمع بين قول الله " بما اسلفتم بالأيام الخاليه "
وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم " كل ميسر لما خلق له "
والحديث الآخر " لايدخل احدكم الجنة بعمله "
جزاك الله الفردوس الأعلى وثقل به ميزان حسناتك
أختي الكريمة :
درجات اليقين هي ما ذكرتِ في السؤال , وكلها جاءت في القرآن , والفرق بينها سهل جدا ,,
سأعطيك مثالا يوضح لك الأمر :
إذا وعدكِ أبوك بساعة , فالوعد عندكِ علم اليقين , لأنك تعلمين صدق كلام والدك , وأنه لا يمكن أن يكذب عليك ,
فإذا جاء بالساعة ورأيتِها أمامك فاليقين انتقل من العلم إلى العين , فأصبح عين اليقين , لأنك تشاهدينها بعينك ,
فإذا سلمكِ أياها لتلبسيها , فقد انتقل اليقين إلى درجة أعلى وهي حق اليقين , فالساعة الآن بيدك أصبحت يقينا حقاً .
فهذه ثلاث درجات لليقين , أولها , العلم ثم العين ثم الحق .
فالمؤمنون يؤمنون بالجنة , فهذا علم اليقين , فإذا رأوها , صارت عين اليقين , فإذا دخلوها صارت حق اليقين .. والله أعلم ..
( أفدت هذا المثال والتفريق من العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله ذات يوم سمعته في شريط ) .
أما سؤالك عن الجمع بين الآية والأحاديث ,,
فقوله تعالى : ( بما أسلفتم في الأيام الخالية ) الباء هنا للسببية , أي أن عملكم في الأيام الخالية كان سببا لدخول الجنة , أي بسبب ما عملتم , وهذا كثير في القرآن {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (32) سورة النحل
{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (72) سورة الزخرف
كل هذا بمعنى : بسبب , فالباء سببية ...
أما : لن يدخل أحد الجنة بعمله , فالباء هنا ليست للسببية , بل للعوض , فالجنة ليست عوضا عن الأعمال الصالحة , لأنه لن يستطيع أحد أن يأتي بثمن الجنة وقيمتها , ولهذا فالأعمال الصالحة ليست ثمنا للجنة , بل أسباب لدخولها , والله أعلم ...
أما حديث : اعلموا فكل ميسر لما خلق له , فلا أجد فيه تعارضا مع الآية والأحاديث لأن المراد أن الله خلق الخلق ويسر لهم أعمالهم , فأنت عليك يا ابن آدم أن تعمل , وستصل إلى ما يسره الله لك ... والله أعلم ..