غيث السماء
New Member
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
تعددت الأقوال واختلفت وعاش في بحر لجي يغشاه الموج ، ويداهمه ظلام الليل ،
وتخيفه صواعق النذير ، بات ليلته لا يستطيع الحديث ، وقد تكسرت مجاديف العوم ،
لقد حاول أن يلوح بيديه مرات ومرات لعل محسن يلقي الطرف بحنان فينتشله
بيد حنون وينقذه من الغرق .
*
حورات بلا نهايات ، وسير بلا محطات ، وتساؤولات تريد إجابات .
غرقى فمن ينقذهم ؟
لقد أهمني الحال بل أغمني ، فلمن الملجأ ولمن الملتجأ !
*
صنف التائهين في الأمة كثير والغرقى أكبر وأكثر وأنتم أعلم أدرى
أريد أنادي بصوت جهوري لأسمع العالم برجاله ونسائه وشيبه وشابه
لا تعيشوا الحياة خبط عشواء
فتقولوا ياليتني قدمت لحياتي
*
صواعق النذير أخذت تتبع بعضها بعضها
صفارات الإنذار في ذروتها
فمن ناعق لغيبة البشر لسب خالق البشر
لقد تطاولت الشرذمة أخزاها الله خزيا يثلج به صدورنا
ونهجت كنهج أنا ربكم الأعلى - اللهم اجعل بأسهم بينهم وأدر عليهم دائرة السوء - !
تبنجت اطرافي عن الحديث
وبعد أن أفقت من غفلة شعرت بألم المخاض وجدت الفتنة تلوح بخطوط عارمة
لتقول : ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ )
" عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ "
*
الغريق لن يجد النجاة إلا بهما
والمهموم لن يجد الفرج إلا بهما
والشريد لن يجد المأوى إلا بهما
والمظلوم لن يجد النصر إلا بهما
و ما هي التطاولات والتجاوزات إلا صافرات النذير
تقول : لكمـ
ارجعوا إلى ربكم
ارجعوا إلى دينكم
عدوكم اللدود هو ( هوى باطل )
*
كيف غلب الهوى البشر فقدموه على الدين
حتى عطلت كثير من الأحكام وأصبحت كلمة ( فيه اختلاف ) تبرير لأي منكر يشتهيه
*
فاليوم اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير
وستبقى أنات وحسرات حينما يتوسد أحدنا التراب
حرم الله عن النار من نشرها